15 نوفمبر، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

“كه ژال إبراهیم”.. عبرت عن الوطن والعشق برهافة أنثى

“كه ژال إبراهیم”.. عبرت عن الوطن والعشق برهافة أنثى

خاص: كتبت- سماح عادل

الشاعرة الكردية “كه ژال إبراهیم خدر” رحلت عن عالمنا منذ أيام قليلة، استطاعت أن تتألق بشعرها المميز والمختلف الذي يتناول خصوصية المرأة وأحاسيسها، وهي شاعرَةٌ كرديَّةٌ عراقيَّةٌ من قصبة قلعة “دزة”، إقليم كوردستان العراق، منْ مواليد 1968، تقيم وتعمل في محافظة السليمانية، موظفة حكومية في إعدادّية الصناعة، متزوجة من مدرس في هذه المدرسة، ولها منه ثلاثة أبناء، بنتان وولد.

تكتب الشِّعر منذ العام 1987، وأصدرت باللغة الكرديَّة سبعة عشر ديوانًا شعريَّا منها: (قبل أن تحبني- لا أحياء إلاّ بعطر- أنفاسك قلوب وألوان خريف- الحروف بكاء الكلمات قطرات- النداء لسقوط الورد- عيد الموت- معركة سلام- الأنامل في حضرةِ أوراد- هذه الليلة- شذرات العشق- توسلات قبلة- قص شعري بيدك- اعْذرني يا أيلا- كلمات بعد الوداع) . وقد تُرجمت أشْعَار لها إلى الفارسيّةِ، واللاتينية، وقُدِّمت عنها العديد من رسالات الماجستير والدكتوراة في جامعات كردستان، وصدرت لها مختارات شعريّة إلى العربيةِ بعنوان “عين للعشْقِ حضن للمحبة”، في 2003، يتضمَّن نصوصًا شعريَّة، وبعض الكتابات النقدية والآراء عنْها.

العشق..

يقول الكاتب “شريف رزق” في مقالة بعنوان”خِطابُ العِشْقِ في خِطابِ الشَّاعرة الكُرديَّة که ‌ژال إبراهیم خدر”: “منْ بين التَّجارب الشِّعريَّةِ المَرْكزيَّةِ المُعاصِرَةِ في مَشْهَدِ الشِّعرِ الكُرديِّ، تبرُزُ تجربَةُ الشَّاعرَةِ كه زال ئيبراهيم خدر؛ بصوتٍ شِعريٍّ عميقٍ، وباذخٍ، ينتمِي إلى طبيعَةِ التَّجربَةِ الشِّعريَّةِ الكُرديَّةِ المُعَاصِرَةِ، بشكلٍ عام؛ في احتفائِهَا بجماليَّاتِ المَكَانِ، وخصوصيَّة التَّجربةِ الإنسانيَّة فيه، وتختصُّ تجربتُهَا بنبرَاتِ صَوْتٍ أنثويٍّ خالصٍ؛ ذي منظورٍ شَخصِيٍّ خاصٍّ، يستثمِرُ تفاصِيلَ مَشَاهِدِ التَّاريخِ الشَّخصِيِّ، وَيَتَوَسَّعُ في حمولاتِهِ الإنسَانيَّةِ وَوَفرَةِ الحُضورِ الإنسَانيِّ في خِطَابِه، وثمَّةَ نزوعٌ وَاضِحٌ إلى التَّصويرِ وَالسَّردِ البَصَريِّ الدَّالِ، وثمَّةَ نزوعٌ إلى شِعريَّةِ النَّشيدِ وَالغنائيَّةِ الاستبطانيَّةِ الكثيفَةِ، وتحضُرُ تجربَةُ العِشقِ في خِطابِ الشَّاعرَةِ حُضورًا لافتًا، في جنوحٍ صُوفيٍّ وَاضِحٍ، حِيْنًا، وجنوحٍ حِسيِّ جَسَدانيٍّ، حِيْنًا آخرَ، منْ منظورٍ أنثويٍّ، وبنبرَاتٍ شِعريَّةٍ عميقَةٍ ومُرْهَفَةٍ وَدَافئَةٍ، وثمَّةَ تحويلٌ دائمٌ للحضورِ الإنسانيٍّ وسَرديَّاتِ الحَيَاةِ المَعيشَةِ إلى رُؤى في بنيَةٍ غنائيَّةٍ تحتفِي بالتَّصويرِ احْتِفاءً لافتًا في التَّعبيرِ عنْ حَالاتٍ إنسَانيَّةٍ عميقَةٍ ومُرْهَفَةٍ”.

ويواصل “شريف رزق”: “و كه زال ابراهيم خدر، تتَّصلُ تجربَةُ كزال- ابنةِ قلعَةِ دزةِ- بالشِّعرِ الكُرديِّ اتِّصالاً عميقًا، يتواشَجُ فيْهِ الشِّعريُّ بالسِّياسيِّ بالاجتماعيِّ بالتَّاريخيِّ الكُرديِّ بالإنسَانيِّ بشكلٍ عام، ويكشِفُ شِعْرُهَا عنْ التَّحرُّرِ منْ القوالبِ الشِّعريَّةِ المَوروثَةِ، إلى رَحَابةِ التَّعبيرِ الحُرِّ والبناءِ الجديدِ؛ لتنتمِيَ بوضوحٍ إلى تجربَةِ الشِّعرِ الكُرديِّ الَّتي كانَ منْ علاماتِهَا الشِّعريَّةِ الأسَاسيَّةِ: لطيف هلمت، فريد زامدار، شيركو بيكه س، رفيق صابر، عبدالله بيشو، وكه زال ئيبراهيم خدر منْ أبرزِ الأسْمَاءِ الَّتي تُواصِلُ مَسِيرَةَ هذِهِ السِّلسلةِ الشِّعريَّةِ المُبدِعَةِ.. ومنْ أبرزِ المَلامِحِ الجَمَاليَّةِ الَّتي شَدَّدَ عليها خِطابُ كه زال خدر الشِّعريِّ، التَّشديدُ على تجربَةِ العِشقِ؛ ببُعْدَيْهَا الرَّوحَانيِّ وَالجَسَدانيِّ، الالتِحَامُ بخصوصِيَّةِ المَشْهَدِ الكُرديِّ؛ بعناصِرِهِ الحَيَاتيَّةِ المَعِيشَةِ وَمُفْرَدَاتِ طبيعتِهِ الخَاصَّةِ، هَيْمَنَةُ المَنْظُورِ الصُّوفيِّ على رُؤى العَالَمَ؛ فيتحوَّلُ الوَاقعُ المَعِيشُ إلى رُؤى، وَتَحْدُثُ انتقالاتٌ دَائمَةٌ بَيْنَ النِّسبيِّ وَالمُطْلَقِ، وَعلى مِحْورِ الأدَاءِ يبرُزُ التَّكثيفُ الشِّعريُّ الشَّديدُ في التَّصويرِ وَالأداءِ اللغويِّ، الانتِقالُ منْ بنيَةِ الغنائيَّةِ إلى البنيَةِ السَّرديَّةِ”.

قصيدة النثر..

وفي دراسة وصفية في ديوانها (عين للعشق حضن للمحبة) يقول الكاتب “مقبل أحمد العمري”: ” الشاعرة العراقية غزال إبراهيم خدر، شاعرة مبدعة و فيلسوفة حقيقية تنتمي لمدرسة الشعر الحرة الحديثة، إن مطالعتي لقصائد الشاعرة غزال التي وقعت بين يدي من ديوانها الآنف الذكر، وهو المطبوع الوحيد بالعربية، قد جعلتني شديد الإعجاب، بأسلوبها البنيوي، والفني، والجمالي في كتابة قصائدها، وكذلك العمق الموضوعي في تجاربها الشعرية، والبلاغة، والتميز في التصوير والتشبيه، وكذلك التنوع في اختيار المواضيع، وعرض المشاكل الاجتماعية، والسياسية في مجتمعنا العراقي، وبيئتنا العربية عامة، ونقدها، ومعالجتها بلغة فصحى أنيقة رقيقة راقية أشبه بنصوص وتعاليم إنجيلية نزلت ذات يوم من السماء.. هكذا تحدثت الشاعرة العراقية الكردية غزال إبراهيم، وأبدعت، حتى إنها نعتبرها اليوم بحق رائدة من رواد قصيدة النثر، ففي مجال قصيدة النثر، لا تقل الشاعرة العراقية الكبيرة غزال ابراهيم أهمية، عن جبرا إبراهيم جبرا، وتوفيق صايغ، وأدونيس، ومحمد الماغوط، وأنسي الحاج، وشوقي أبي شقرا، وسركون بولص، وعزالدين المناصرة، وبول شاوول، وسليم بركات، وعباس بيضون، وبسام حجار، وعبد القادر الجنابي، ووديع سعادة.. وهؤلاء هم رواد قصيدة النثر العربية حتى مطلع التسعينيات في القرن العشرين، وتحديدا من  1954 إلى 1993″.

صناعة الفرح..

تقول الكاتبة “نجاح إبراهيم” في مقالة بعنوان ” کە ژاڵ إبراهيم خدر.. شاعرة تصطادُ الحياة”: ” في ديوانها “شجرة ملآى بالبراعم والأزهار” ثمّة دعوة لمشاهدة مهرجان واهج، يتنامى فرحاً،  دفعة واحدة تضعك الشاعرة وجهاً لوجه، أمام حفلة مباركة، أو صلاة، أو طقس احتفالي يشابه احتفالات عيد النوروز.. ففي كلّ قصيدة من قصائد الدّيوان، تجدُ أغنية تتشكل، تغنّي الحياة والجمال والطبيعة. كلّ قصيدة تعلنُ فيها ” كازال” الحبّ، تحاولُ أن تنسج علاقات حميمة مع ما يحيط بها، ومع العالم، لتخلق حلماً، أملاً. ومن غيرها، غير المرأة يفعل ذلك؟! خاصّة حين تكون شاعرة، مرهفة، فهي القادرة على أن تقدّم أفقاً ليبعث في نفس المتلقي ردود فعل، وانفعالات جمالية لا تحدّ.. تراها تخاطبُ مَن؟ داخلها الذي يشبه الكرنفال، أم الرّجل الذي تستحمّ في عينيه فرحاً، أم تعني كلّ امرأة في كوردستان، كلّ امرأة تعطي ضياءها، وتجعل قلبها حديقة تهطلُ طيوراً مغرّدة بقلوب صغيرة؟  إنّ الشاعرة ” كازال” تمتلكُ غنىً وافراً في داخلها، فعلى الرّغم من أنّ داخلها مفعمٌ بالحزن واللوعة والتأزم، بيد أنه يفيض عشقاً وأملاً. تُخرج منه الشعر شلالاً، لتظهر نصاعة الخارج، وليُقرأ بشكلٍ أحلى، وبعينين أجمل، فهي القادرة على ذلك، وما قصائدها المهرجانية إلاّ تغاصن ما بين الدّاخل المترف، والخارج الثري البهي.. لهذا أتت مكتنزة باللون والنبل والحُبّ، فالشاعرة لديها من الحبّ ما يكفي قارة بأكملها، تستطيع إن لم تجده أن ترسمه، ترهن النفس الشغوفة لصناعة الفرح”.

ويقول الكاتب “موسى الشايب” في مقالة ” زحام وركام في شعر که‌ژال إبراهیم خدر”: “الشاعرة الكردية که‌ژال إبراهیم خدر ابنة كردستان العراق الذي صنعت من الحروف بلغتها جدول عذب فيه ماء معين يروي العطشى ويترنم له السامع كانت صدفة عندما قرأت لها ما تكتب وهو مترجم إلا أنني فعلا لم اصمد أمام جبروت وعظمة مشاعر تلك الشاعرة العظيمة.. وأذكر أنها انفردت بغناء له شجن تميزت بجميع الألوان وكانت كساحرة تجعل من الحروف والكلمات عالم آخر غير الذي نعيش فيه.. صنعت وطن كامل من الحب وتمنت الهدوء والاستجمام في هذا الوطن صنعت لنا حب من النوع الثقيل حتى أن القلب يزيد نبضه ويشتعل للقاء الحبيب.. لا أستطيع الوصف من شدة قوة الكلمات وعمقها وسطوتها بين التأنيب والحلم واليأس تحبك الكلمات وكأنها تقول اتركوا الكراهية ولنبني وطنا آخر ودينه الحب نبتعد عن الضغينة ونقترب من الألفة تصنع ملة جديدة مصنوعة من وطن هي تضع أسسه وقواعده.. تحذرنا من مغبة ما نحن فيه وعلى عيوننا غشاوة”.

المقدس..

وفي مقالة بعنوان “المقدس واللا مقدس في شعر كه ژال ابراهيم خدر” يقول الكاتب “عبد الوهاب القوصى”: “اعترف بأنني أمام شاعرة يصعب على أي كاتب أو ناقد أن يلم بتجربتها الشعرية المتعددة، فنحن أمام ظاهرة شديدة الخصوصية من جهة شديدة العمومية من جهة أخرى، استطاعت من خلال أعمالها أن تجسد روح وضمير أمة مكافحة بالتوافق والانسجام التام مع تجاربها الشخصية بأفراحها وأطراحها، فالشاعرة تمتلك تجربة شعرية ذات أبعاد وجدانية حسية ورمزية صعودا نحو المقدس في إطار من الصبغة الصوفية.. ربما لتقارب الثقافة الكردية والفارسية.. ولكن العبارات الشعرية وانتقاء الألفاظ المعبرة عن الحالة الوجدانية واستخدام الرمزية بحرفه..تجعلنا نتساءل؟ هل نحن أمام ظاهرة جديدة للرومانسية لديها أدواتها المختلفة كثيرا عن الرومانسية التي اعتدناها.. وفى كل الأحوال نحن أمام شاعرة تغوص في النفس البشرية لتستخرج منها كل ما هو غال وسام ونفيس”.

قصائد كه ژال إبراهيم خدر

حلم شفاه

1

حلم شفاه

في ليلة ساكنة

أحلم بوميض شفتيك

من روح ليلة بيضاء

من قلب صخرة النار

غفوة …تأتي

أهيم ….أمشي

عبرت إلى باحة قلبك

حلمت بيمامة براعم شفتيك

أصبحت لوحة

أصبحت مساءات مدينة

فنان رسمني….فأصبحت ظل أشجار

2

للكره ….تاريخ أحمر

تحول أوطاننا إلى دخان

دمي.. دمك

دم الحجر.. كدم البشر

دم البحر.. كتساقط الأوراق في مهب الريح

قرابين مواسم آذار

3

الدم يكتب تاريخنا

يحول الحب إلى يأس

يحول الشجرة إلى وردة حمراء

يزين جراحي

تتغير ملامح الأرض

لا تداعب الشمس

الدم تصبح دفلة مرّة

أفق الأشعار تتحول إلى عشب أصفر

واليأس يصبح أنين ناي

4

عندما يمتلئ رضابك بخمر بشهقات وابتسامات مشاعري

يشبه قلبي انسياب ضوء القمر بليلة صافية

يتحول إلى دولاب

حياتي.. تصبح فراشة

تطارد قوس قزح

5

ألم تتساءل يوما ” لم لون قطرات الندى فوق الأشجار

تتلون بالأحمر

لا تستغرب

إن الشوق بأعماقي

أصبح نوح أغنية حزينة

تتبعثر بلا أسماء

6

إلى الآن لم أستطع

أن أكتب خيال الماضي

مياس قدّي يعانق السماء

لم أتمكن بعد من كتابة وصيتي الأخيرة

من تلافيف لبلابة روحك كيف أنظمها ؟؟

7

أنا ابنة فلاح عطش

أحول أرضك إلى شعاع

حياتك إلى شجرة

والورد ضياء

روحك ماء

عشقك قمر

والأصفر أحوله إلى شمس

8

أريد أن أكسر طوق سجني

أزيل غرتي السوداء

الملائكة أحولها إلى معول

ازرع بها برعم زهرة

9

بغيمة حمراء أرسم حرية الحياة

بأعماق قلوبكم الشبقة

كدغدغة مطر

أملأ وطني بالألوان

تحت ظلال قدك

ألون شفاهك بزهر الرمان

10

بخط يدي أرسم ضباب جراحي

النجمة أحولها إلى ضوء

أصنع بها غابة خضراء

أجدل ضفائر الشمس

11

أنت لا تعلم

في خيال قلوبنا المنتقمة

داخل أرواحنا المتعبة التائهة

لم يبق أرض لم أهزمها

لكن بالأخير وعند حدود خيالك أنت

وصلت لمبتغاي

12

بيت قلبك كم هو صغير

يشبه روح الطائر بقلبي

كم هو قاسٍ وغائر

لا أسمع صوت تصفيق أجنحة الطير

لا حراك لا نسيم

13

قبل إعلان وفاتي

هموم أنفاسي أصبحت موجة صقيع

السماء الزرقاء تصبح أغادير روحي

وجسدي غابة موحشة

الحياة ترسم خرائطها

والشمس تمسي مقابر

14

قمة رغباتي دائما تشبه قطرات المطر

تمطر على بحور قلبي

وعندك؟؟ أنت مازال كبركان يأبى السكون

***

إنه يتحرك بروحي

ترجمة: نهاد معروف

إنه يتحرك بروحي

1–

تعالَ لتنامَ بحضني

إذا لم تهدني هالة الحياة

فسأظهر أنا لكَ جمالي.

2-

أنتَ لا تشبه هالة القدرِ

وتعبتَ من ندى الشجر

لو لم يكن خريرٌ للنهرِ

كنتَ ستغضب من القزح.

3-

لم تكن لبلابا،

فلماذا تسلقتَ صفصافي.

أنا دوامةٌ عاشقةٌ،

لماذا أخمدتَ لهيب حياتي.

4-

صوتك، يشبه رذاذ مطر

مدرار يهطل على شغافي دائما،

كهالةٍ بدرٍ بليلةٍ قمريةٍ

ملونةٍ يشع نورها.

5-

تشبهُ سماء روحي،

سحابةُ كلماتك تتناثر كالأوراق،

عيونكَ تتحولُ لدموعٍ

كلوحةٍ على محيايَّ ترتسم.

6-

أحبك من روحي،

قلبي جمرات نار تحرق أحزاني

وحين تغضب ابتسامتك،

يكون عشق بعدك حارقُ،

ويغسلُ جثتي.

7-

أجراس قلبكَ من بعيد تفززني،

هي رائحة أنفاسك،

كنسيم يبعثر خصلات شعري.

8-

لستَ بعيدا

حتى لا أراكَ ولا أجدك.

فصورتك هي ظل لقلبي،

تضحك بوجهي.

9-

لستُ حوريةً

لتقطع أوصالي

ولا شهد عسل لتمتص حياتي.

ألا تعرف بأن بعدك،

يبكيني ويبكي عليَّ.

10-

جئتك بالموعد،

ونظرت مليا بعيونك،

كنتُ خجولةً،

لكن يداي حضنت يداك.

11-

منذُ ذلك اليوم،

حين تحولتَ قلما لأشعاري،

كلُ ما أكتبه،

يشبه وردةً ذابلةً.

12-

كنْ شمعة واحرق ظلام غرفتي.

لكن أرجوك لا تذوب،

أتمنى أن تزهر برعمة شفاك،

من جديد على شغاف قلبي.

13-

أنت حرقتَ هامتي.

سأرسمك تمثالا حين تغيب.

وأتحول لمعطفٍ لأمنياتك،

لأشم رائحة محياك.

14-

لو مطرت على جثتي،

بليلة قارصة البرد،

وحضنت يدي،

فجمر النار لن يحرقني.

إذا لم تأت لتسألَ عن زهرة روحي،

مسد المشنقة، سيخنق برعمة حياتي..

***

قصّ شَعريِ بيديك

ترجمة: سامي علي

1-

قُصّ شَعرِي بيديك

لا أريد شعرًا..

جدائلهُ كأوتارِ الكمان

أوتار تعزفُ لي ألحانَ الحزن

أنا لا أنبذ الشَّعرَ

هؤلاء الجهلاء هم من يعصرونه مثل الحبل

يعصرونه من أجل ساعات راحتهم

يغرسون فيه جمّ كرههم

الأشرار يجعلون منة حبلا للشّنق

ليخنقوا به .. الرّقابَ الصّافية

2-

قُصّ شَعرِي بيديك

ولتمشطهُ أصابعك

وانقشهُ بنسيمِ أنفاسك..

كي لا تقوم أمي في لحظة غضب

تقوم بقبضة يديها

تقلعُ شَعرِي من جذوره

3-

بكل قِوَى أصابعك

حرّر شعري وارفع عنّي الحجاب

اكسر هذا السّاتر الّذي خبأ جمالي

وسجن جميع شعراتي

4 –

قل لخصلاتِ شَعرِك أن لا تشم شَعرِي

أخافُ كثيرًا حين أعود من موعدك

أن يشمَّ والدي شَعرِي

5 –

هَيّا تعال.. وقُصّ شعري

خذهُ معك

أهرف إلَي .. أهرف في يومٍ ما

هؤلاء سيضرمون النّار في جسدي

وسيحرقون جدائلَ شَعرِي

سيحرقوها شعرةً.. شعرة

ويبقون الرّمادَ في أطلالِ شَعرِي

6-

أنتَ حديقتي

حديقتي المليئة بالأزهار

وأنفاسك نسيم يحمل أحزاني

يجري.. ويجري

ليهديها للبحر

والبحرُ فسيح جدًا

يضمُّ كلَّ الأشياء في بلعومه

إلا شَعرِي..

يبقى وحيدًا

7-

ذكي ذلك الرّسام

الّذي يرسمُ صدرَ امرأة

الجهلاء يبصقون عليه

محق ذلك الرّسام

الذي لا يرسم شَعرَ امرأة

كي لا تتلاعب به الأقلام

8

اشتَرَيتَ لي ثوبا

أتت بنت رجل ثري

فمزقته

كان كحلمٍ منك..

كنتُ قد خبأته في حضني

وجدتهُ أمي وأحرقته

فوضعتُهُ في إصبعي خاتما

سرعان ما ضيّعه لقدر

شَكَلتُ شعري بوردة ذبلت

قبل أن أشمّها

9 –

لاتقل.. لوّني شعركِ أشقر

ليبدو جميل

دعه دائما كستنائي

أنا أريدهُ مثل شَعرِ كلّ نساءِ بلدي

أريدهُ أحمرَ قرمزيًا بلونِ الدّم..؟؟

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة