15 نوفمبر، 2024 7:18 ص
Search
Close this search box.

كمت 14: استخدم المصري ثروات الطبيعة لصنع الحضارة

كمت 14: استخدم المصري ثروات الطبيعة لصنع الحضارة

 

خاص: قراءة- سماح عادل

في ملف (الحضارة المصرية القديمة)، نواصل قراءة الكتاب الثاني في (موسوعة مصر القديمة) للكاتب المصري “سليم حسن”.

الحكومة في العهد المنفي..

كان نظام الحكم ملكيا، وكان الملك هو القوة الرئيسية في البلاد، ويعده القوم إلها، وكان يطلق عليه اسم “الإله الطيب”، وكان قصره يدعى “البيت العظيم” “برعا” يبدو أن الملك كانت في يديه السلطة التنفيذية والسلطة القضائية في عهد الأسرة الثالثة، وكان يساعده موظفون كثيرون، ولم يكن يتم تعيينهم وارثيا، بل كان التوظيف خاضعا لنظام قائم خارج سلطة الملك.

وكان الموظفون الذين ينتخبون من بين المتعلمين يعينون بمرسوم، وكان الواحد منهم يبتدئ بوظيفة كاتب، ثم يتقلب في عدة وظائف إدارية حددها القانون، ثم بعد ذلك يعين الواحد منهم بمرسوم آخر ليقوم بعمل إداري هام، يرمز له بحمل العصا، ويطلق عليه “نائب الملك” أولا في القرية ثم في المدينة، وكان الموظف الذي يتقلب في هاتين المرحلتين الإدارية والتنفيذية له الحق فيما بعد  أن يشغل أعظم المناصب الحكومية، فيكون إما حاكما لمنطقة أو مديرا لإحدى مصالح الحكومة الرئيسية أو أمينا للملك. وكثرة الألقاب التي كان يحملها الموظف الواحد أخذت تزداد تدريجيا.

طائفة الكتبة..

كانت الإدارة في العهد المنفي مشتقة من إدارة العهد الطيني مع بعض التقدم،  فقد ظهرت وظيفة الوزير وزاد عدد الموظفين، كان هناك بجانب مدير المصالح وكلاء وكتبة كثيرون، وكانت وظيفة الكاتب في كل عصور مصر وظيفة مرغوب فيها، وكانت المدرسة تسمى “بيت الحياة”، وكان الكتاب فخورين بمعلوماتهم، وخاصة أنهم كانوا لهم يد في القرارات الهامة في الحكومة.

ثروة مصر الطبيعية..

وهبت الطبيعة مصر تربة خصبة، وجوا صالحا، وجبالا مليئة بالأحجار والمعادن، ونهرا فياضا في كل عام، وحيوانات وطيور اختلفت أنواعها، كل ذلك هيأ لها إنشاء مدنية منذ أقدم العهود، لم تماثلها مدنية في الشرق ولا الغرب.

الزراعة..

كان المصري يستخدم خشب الأشجار في إقامة المباني، وفي الصناعة منذ فجر التاريخ، يصنع سقف المقبرة من الخشب كما في سقارة ونجع الدير، وكان يستعمل الخشب في بناء السفن، وصنع الأدوات المنزلية، لكن لم يكن الخشب يكفي حاجات البلاد، فكانوا يلجئون إلى الحصول على الخشب من البلاد المجاورة، ومن أهم الأشجار التي توافرت في مصر “السنط والنخيل ونخيل الدوم والجميز والبرساء أو اللبخ وشجرة النبق والاثل والصفصاف والتين”.

وصناعة النجارة لم تتقدم في مصر إلا منذ كشف النحاس، حيث كانت تصنع منه الآلات التي تستعمل في النجارة، مثل “القدوم والبلطة والمخرز والأزميل والمنقار والمطرقة والمنشار”.

كما كان المصري يستخدم النباتات ذات الألياف في حاجاته اليومية، وأهمها “الكتان وألياف النخيل والحلفاء” التي كانت تستعمل في عمل الحبال، ومن النباتات الليفية التي استعملها المصريون “البوص، حب العزيز والبردي والبشنين”. وقد برع المصري في استخدام النباتات الطبية، وبحسب “موريه” أنه جاء في الأوراق الطبية أكثر من 500 نبات استخرجت منها مواد طبية.

واهم الحبوب التي كانت تزرع في مصر “الحنطة، نوع من أنواع القمح وكذلك الشعير” وكانت أهم الخضر “الخس والبصل والفاقوس والكرفس والفجل والكراث والثوم والفول والعدس والحمص والبطيخ والتوابل مثل الكزبرة والكراويا وأيضا اليانسون والكمون”. كما كانوا يزرعون الفاكهة “العنب والرمان”، كما اعتنى المصريون بزراعة الأزهار وكانوا يستخدمونها بكثرة في حياتهم اليومية وفي الاحتفاء بمواتاهم.

وقد بذلت الجهود لتحسين الآلات الزراعية، وطرق استغلال الأرض،  وأهم الآلات “الفأس والمنجل والمحراث والبلطة والسكينة والأمشاط التي كان يمشط بها ألياف الكتان والمطارق والمجارف والمكانس والمناخل والغرابيل وألواح التذرية”.

صيد الحيوان وتربيته..

اجتهد المصري في استئناس الحيوانات من “ماعز وضأن وحمير والثيران والخنزير والنعامة والأوز والبط”  كما ربى النحل، وقد كانت هناك حيوانات تربى لأغراض صناعية مثل النعام الذي كان يستخدم ريشه حليه للرأس منذ عصر ما قبل الأسرات، والغنم  وقد استعمل الصوف في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وكان الحمار يستعمل لحمل الأثقال والسفر مسافات طويلة، كما كان الثور يقوم بمساعدة الفلاح في الزراعة، وفي حرث الأرض ودرس القمح، وجر عربة الدفن، ونقل الأحجار الثقيلة.

وكانت هناك حيوانات تربي لمساعدة الإنسان وحمايته، مثل الكلب الذي استخدم في الصيد والحراسة، بينما كانت القطة تعتبر حيوانا مدللا في الدولة الحديثة، وفي الدولة الوسطى كانت القطط تستخدم في صيد الطيور، وربي النمس لكي يلتهم الثعابين ومهاجمة التمساح، كما ربيت القرود نوعا لونه أخضر يسمى ميمون والثاني باللون الأصفر وكانت القرود تسلي الأغنياء.

وقد كان المصري يعتني بحيواناته عناية كبيرة ويعالجها، وقد عثر على ورقة لطب الحيوان من عهد الأسرة الثانية عشرة، وهي فريدة لكنها ممزقة، ومن البقية يتضح أن كل فلاح كان يهتم بحيوانه وأمراضها، وقد تطورت معالجة الحيوانات عند الأطباء البيطريين، فقد لاحظ “كيفيه”، عندما فحص عظام مكسورة في الحيوانات التي تعيش في مصر، أن هذه العظام قد ضمت إلى بعضها بطريقة في منتهى المهارة.

ذكر على حجر “بلرم”، الذي يرجع عهده إلى الأسرة الخامسة، أن الحيوانات كانت تحصى في عهد الدولة القديمة كل عامين مرة، وذلك أمام ممثلين للإدارة الملكية، كانوا يرسلون إلى الأرياف لعد الحيوانات، حتى تقدر الضرائب بمقتضى ذلك، ومنذ عهد الدولة الوسطى كان التعداد يعمل كل عام.

الأسماك..

احتوى النيل على عدة أنواع من الأسماك كانت تستخدم طعاما، وقد استعمل المصري منذ فجر التاريخ عشرة أنواع من سمك النيل إشارات في اللغة المصرية القديمة، لكل مميزاتها، كان السمك من الأطعمة الأساسية لدى المصريين وقد كان السمك يجفف ويحفظ.

أنواع الأحجار..

أهم الأحجار التي استعملها المصري في البناء الحجر الجيري الأبيض، وأحجار طره كانت أجود أنواع الأحجار الجيرية، وكان يستعمل في البناء ونحت التماثيل، وكذلك الحجر الرملي كان يستعمل في البناء، وحجر الجرانيت واستعمل للبناء أيضا، وحجر المرمر وقد استعمل في رصف الممرات، وكسوة الحجر، وفي عمل المحاريب، وصنع أواني، ورؤوس الدبابيس جميلة الأشكال، كما نحتت منه التوابيت منذ عهد الأسرتين الثالثة والرابعة، والجرار والتماثيل، وحجر البازلت وقد استعمل في رصف بعض أجزاء من المعابد، وفي عمل الأواني ورؤوس البلطات، وأحيانا في عمل التوابيت، وفي عمل التماثيل، وحجر الكوارتسيت أحد أنواع الحجر الرملي، وصنع منه أعتاب أبواب الهرم للملك “تيتي”، وعمل التوابيت والتماثيل.

وهناك أحجار استعملت في غير البناء، فقد استعملها في صنع التوابيت والتماثيل، والأشياء الصغيرة كالكئوس والأواني، والآلات والأسلحة، مثل حجر الظران أو الصوان،  وحجر البريشا، وحجر الديوريت، وحجر الدولميت، كما استخدم المصريون الجبس بدلا من الجير لبياض الجدران، والصخر البورفيري وحجر الاردواز.

كما عرف المصريون الأحجار الكريمة مثل “العقيق والجشمت والزمرد المصري وحجر الدم والعقيق الأبيض والمرجان وحجر سيلان والعقيق الأحمر واللازورد والزبرجد واللؤلؤ، واستعملت في أغراض الزينة وصناعة الحلي، كما استعمل المصريون المعادن أهمها “النحاس والذهب والحديد والقصدير والفضة والرصاص والبرنز “.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة