13 أبريل، 2024 8:43 ص
Search
Close this search box.

كمت 13: حكم الأسر من السابعة للعاشرة يعكس الفوضى والضعف

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

في ملف (الحضارة المصرية القديمة)، نواصل قراءة الكتاب الأول في (موسوعة مصر القديمة) للكاتب المصري “سليم حسن”.وبداية الكتاب الثاني.

الأسرتان السابعة والثامنة..

يؤكد الكتاب على أن العصر الذي تلا الأسرة السادسة، وحتى ظهور الأسرة الحادية عشرة يعد من أظلم العصور في تاريخ مصر، واختلف المؤرخون في تقدير هذا العصر، قدره “فلندرزبتري” ب344 عاما، أما “برستد” فقدره ب315 عاما من الأسرة السابعة إلى الأسرة العاشرة.

وهذا العصر فقير في المصادر التاريخية، بسبب عدم توافر آثار معاصره له، خاصة في عهد الأسرتين السابعة والثامنة، فكل ما يمكن الإشارة إليه من الآثار في عهد الأسرتين بعض جعارين للملك “نفر كا رع”، الذي يظن أنه من الأسرة السابعة، وأشياء قليلة، ويظن أن في هذه الفترة غزا مصر قوم من سوريا، وهي فكرة يميل إليها كثير من المؤرخين، ولم يشيد ملوك الأسرتين مباني عظيمة كأسلافهم.

كل ما وصل عن الأسرة السابعة من “مانيتون” الذي حكى أن هذه الأسرة تضم سبعين ملكا، حكموا سبعين يوما، ويظن أن قول “مانيتون” هذا يدل على الفوضى.

الأسرة الثامنة القفطية..

الأسرة الثامنة 2280- 2240 ق.م ،رغم ورود أسماء ملوك لها في قوائم الملوك فإن تاريخها غامض، إلا من بعض الحقائق الضئيلة، وفي قائمة العرابة مذكور أن هناك 17 ملكا في هذه الأسرة، وفي قائمة “تورين” مذكور ثمانية ملوك فقط، أما “مانيتون” فذكر أن عدد ملوكها 18دون أن يذكر أسماءهم، في حين أن قائمة سقارة لم يرد فيها ذكر ملك بعد “بيبي الثاني” إلى أوائل الأسرة الحادية عشرة.

لكن يستنتج من المعلومات المتاحة أن ملوك الأسرة الثامنة اسموا أنفسهم بأسماء أسلافهم في معظم الأحيان، مثلا خمسة ملوك سموا باسم “نفر كارع” وواحد “ددف رع” وآخر “نفر إر كا رع”.

ويبدو من الحركة التي قام بها حكام المقاطعات للمحافظة على استقلالهم منذ الأسرة السادسة، أن حاكم مقاطعة “قفط” وجد في نفسه القوة فضم إلى مقاطعته المقاطعات السبع العليا، من الوجه القبلي، وأسس مملكة مستقلة عن أسرة “منف”، ولم يذكر “مانيتون” عنها شيئا ويرجح أن هذه الأسرة القفطية مكثت أربعين عاما.

ومن المحتمل أن الأسرة الثامنة المنفية اختفت حوالي 224 ق.م، وأنه قبل هذا التاريخ بعامين كانت المملكة الشمالية الصغيرة قد اقتطع منها إقليم آخر، يحتوي عدة مقاطعات، وذلك أن حاكم إهناس واسمه “خيتي” أعلن نفسه ملكا على مصر السفلى ومصر العليا، واتخذ لقب “مر إيب”، ولا ندري كيف انتهت ولا متى، ومن ذلك الحين كانت مصر في هذا العهد مقسمة إلى ثلاثة أقسام، في الشمال الدلتا في يد الآسيويين، وفي مصر الوسطى حكام إهناس، وفي الوجه القبلي كانوا ملتفين حول حكام طيبة.

الأسرتان التاسعة والعاشرة..

كان مقر الملوك في الأسرتين التاسعة والعاشرة مدينة “هيراكليوبوليس” وهي المعروفة بإهناس حاليا. أول ملك تولى في عهد الأسرة التاسعة في إهناس هو “خيتي الأول”، وكانت ليه سمعة سيئة حيث ذكر المؤرخون أنه أنزل الضرر بسكان مصر، وانتهت حياته بأن جن واغتاله تمساح، وقد حكم “خيتي الأول” نحو 22 عاما 2242-2200 ق. م، والواقع أن سلطان ملك إهناس كان ضئيلا بل منعدما فيما خلف حدود مدينة طينة، وبلدة العرابة المدفونة، وكذلك كان نفوذه في شمال طيبة ضعيفا، وذلك لأن أمراء أسيوط وإن كانوا تحت سلطة ملك إهناس، إلا أنهم أكبر قوة منه، وكانوا يحفظون كيان الملك الذي أخذ في التداعي، وقد خلف أمراء أسيوط وثائق تاريخية هامة عن هذا العصر، نقشوها على مقابرهم الضخمة، ومن بين هذه النقوش ثلاثة، لم يوفق العلماء إلى ترتيبها تاريخيا، ولكن يبدو أن الأمير الذي يعرف ب”خيتي الثاني”، حيث أن أمراء أسيوط كانوا يسمون أنفسهم “خيتي” تيمنا بملك إهناس، كان الأمير “خيتي الثاني” صاحب النقش الأول، ولذا يعتبر أول الأمراء الثلاثة، تبعه “تف إيب” ثم “خيتي الثاني”.

نقوش “خيتي الثاني” توضح أن عصره كان عصر رخاء وهدوء، وتوضح النقوش أن أمير أسيوط تربي مع أولاد ملك إهناسيا، وأن هذا الأمير كان له جيشا وأسطولا عظيما جعله في خدمه مليكه.

تولى بعد الملك “خيتي الثاني” “خيتي الثالث” وقام بينه وبين أحد البيوت الكبيرة في الجنوب نزاع كان له خطر كبير، والمعلومات عن هذا النزاع آتية من تعاليم “مري كارع”، نقلا عن بردية تدعى ورقة “بطرس برج”، يرجع تاريخها إلى 1116 ق. م، ووصلت منقولة عن نسخة يرجع تاريخها إلى الأسرة الثامنة عشرة، وقد أرجع المؤرخون تأليف هذه التعاليم إلى “خيتي الثالث”، وقد كتبها ينصح ابنه “خيتي الرابع” ويملي عليه تجاربه لتكون درسا له، وفي هذه الوثيقة نجد إشارتين إلى سبب النزاع الذي قام بين “خيتي” وأمير طيبة الذي كان يعد من رعاياه في الظاهر، ويستنتج أن “خيتي” ملك إهناس و”أنتف” أمير طيبة كانا يتنازعان السلطان على طينة والعرابة المدفونة التي بقربها.

فكان “خيتي” يؤازره”تف إيب” أمير أسيوط يعتقدان أن هاتين البلدين يعدان حصن باب الجنوب لأملاكهما، أما “أنتف” فكان يراهما الباب المؤدي إلى الشمال لأملاك الملك، وقد سبب ذلك حربا كانت نتيجتها أن نهبت المقابر المصرية المقدسة، التي كانت في تلك الجهة، وقد حزن “خيتي الثالث” لإرساله الجنود الذين ارتكبوا تلك الفظائع، وقد استغل “أنتف” ذلك للتعريض ب”خيتي”، ومن هذا الوقت أخذ يحمل لقب “حور”، وقد قام “أنتف” بحملة نيلية سار به إلى الشمال، مظهرا العصيان للملك. من المؤسف أن “خيتي الرابع” لم يستفد من تعاليم والده لأن مركز إهناس كان مزعزعا، فكان العصيان في إهناس بين كبار رجال البلاط.

ذكر “مانيتون” أن الأسرة العاشرة في إهناس كانت تتألف من 19 ملكا، حكموا البلاد نحو 185 عاما ولا توجد أثارا تثبت هذه المعلومة.

الحكومة في عهد الدولة القديمة..

المملكة الطينية وإداراتها (3400-2980 ق.م)

في الجزء  الثاني من (موسوعة مصر القديمة) يتناول “سليم حسن” مدنية مصر القديمة. حيث يؤكد الكتاب أن الحكومة في العهد الطيني كانت حكومة ملكية مطلقة، قوامها ملك مؤله، فالملك كان يمثل الإله الأعظم للقطر، أي الإله “حور”، وهذا هو السبب في أن أول اسم ملكي هو “الحوري”، وكان يكتب في داخل رسم قصر يعلوه إله الصقر “حور”، ولما وحد “مينا” القطرين كانت تخلد تلك الذكرى برمز ديني، حيث يوضع الملك تحت حماية إلهتين كانت مقدستين في عاصمتي البلاد القديمتين، وهما إلهة النسر “نخبت” في الكاب، وإلهة السمل في بوتو “وازيت”.

أهم الأعياد في بلاد يدعي الملك فيها أنه تقمص الإله “حور”هو العيد الذي يقام تعظيما لهذا الإله، وكان يحتفل به في كل عامين، وقد كانت المعابد تقام للآلهة المختلفة، وعند بنائها كانت تعقد الاحتفالات.

وكان كل ملك يعيش هو وأسرته وحاشيته في قصر، والعادة أن يقيم كل ملك لنفسه قصرا جديدا في السنة الرابعة من حكمه. وكان الملك يشرف على مختلف المصالح، على الوزارة والإدارة العامة الرئيسية، وكان يعاونه حامل خاتم الإله، أي ملك الوجه القبلي، وحامل خاتم الوجه البحري، وكانا يشرفان على الخزينة الثنائية، فقد كانت الإدارة المزدوجة قائمة من حيث المبدأ.

وكان يتبع  الإدارة الرئيسية مكاتب السجلات الملكية، التي كان لابد من وجودها لإيداع الوثائق وحفظها، وإلا لما بقيت سجلات تاريخية مثل حجر “بلرم”، الغني بالمعلومات عن الأزمان السحيقة، والتي دونت فيما بعد في عهد الأسرة الخامسة، أما اللوحات من العاج والتي يحتمل أن تكون بطاقات أو أواني، فإنها تدل على أن الملوك كانوا معتادين على أن يدونوا بالكتابة، سنة فسنة، الحوادث الهامة في عهد حكم كل منهم.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب