خاص: إعداد- سماح عادل
“كمال الشناوي” واسمه “محمد كمال الشناوي”، ممثل مصري. قدّم أكثر من مائتي عمل في السينما والتلفزيون. يعد أحد دنجوانات السينما المصرية.
حياته..
ولد “كمال الشناوي” عام 1918 في مدينة ملكال في السودان والذي كان آنذاك مع مصر يشكلان المملكة المصرية، انتقل إلى العيش في مصر مع والده في مدينة المنصورة، عاش بداية حياته في السيدة زينب، تخرج في كلية التربية الفنية جامعة حلوان، كان عضواً في فرقة المنصورة الابتدائية، والتحق بمعهد الموسيقى العربية ثم عمل مدرساً للرسم.
السينما..
في عام 1948 مثل “كمال الشناوي” أول أفلامه “غنى حرب”، وفي نفس العام فيلم “حمامة سلام” و”عدالة السماء”. في عام 1965 أخرج فيلم “تنابله السلطان” وهو الفيلم الوحيد الذي أخرجه.
قدم “كمال الشناوي” العديد من الأدوار على مدار حياته والتي تنوعت من الخير للشر والدراما والكوميديا في حوالي272 فيلماً قدمهم طوال حياته. في أدوار الحب والخير يبعث عليك الإحساس برقة حبه واهتمامه بمحبوته لإبداعه في صدق التعبير الذي تميز به، وفي الشر مثل ضابط أمن الدولة ب”الكرنك” وغيره من الأفلام أعطى شكلاً للشر الكامن المختفي وراء طباع هادئة.
“كمال الشناوى” استطاع من خلال أدواره أن يخرج نفسه من عباءة الانحصار في أدوار معينة مثل غيره من الفنانين الذين تم تصنيفهم في أدوار الشر أو الخير بصفه عامة، فخلال مشواره الفني الذي امتد على نحو 63 عاما استطاع أن يقدم مزيجا متنوعاً من الأعمال بعضها تمرد فيه على ملامحه الوسيمة، حيث جرى تصنيفه كواحد من فتيان الشاشة لينتقل بنفسه لتجسيد عدد من أدوار الشر، وفي أحيان أخرى مزج بين خفة الظل والمرح من خلال الأدوار التى قدمها مع الفنانة “شادية” و”إسماعيل يس”.
شارك في العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت الكثير من الأعمال التي لاتنسى فقد قدم ثنائياً مع “إسماعيل ياسين” ومع “فاتن حمامة” ومع “شادية”. وكان آخر أعماله فيلم “ظاظا” عام 2006.
كون “كمال الشناوي” ثنائيا فنيا، اعتبره البعض من أهم الثنائيات في تاريخ السينما المصرية، مع “شادية”، وقدما سويا أفلاما مازالت خالدة في ذاكرة السينما المصرية، وصلت لـ 32 فيلما، بدأت عام 1948، لينطلقا بعدها في تقديم أعمالها، وأبرزها “المرأة المجهولة”، “في الهوا سوا”، “أيام شبابي”، “وداع في الفجر”، وغيرها.
تربع “كمال الشناوي” على عرش النجومية في السينما منذ أواخر الأربعينيات حتى السبعينيات، من خلال مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي اتسمت بالرومانسية، والشر، والسياسة.
خلال مشواره الفني نجح “كمال الشناوي” في أن يدخل قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية بخمسة أفلام، هي: “أمير الانتقام واللص والكلاب، والمستحيل، والرجل الذي فقد ظله، والكرنك”.
استطاع “كمال الشناوي” أن يتألق في أدوار الشر في بعض أعماله والتى حفرت في أذهان كثير من الناس رغم عدم تصنيفه على أنه “النجم الشرير” كما هو مثلاً في محمود المليجي لكن براعته في تجسيد هذه الأدوار جعلته لا يغيب عن ذاكرة جمهوره.
ولعل أبرز هذه الأعمال فيلم “المرأة المجهولة” مع شادية والذي عرف من خلاله بشخصية “عباس” الرجل الذى حطم علاقة الحب بين شادية وحبيبها وحرمها من ابنها الوحيد كذلك دوره في فيلم “الكرنك” والذى قدم من خلاله شخصية ضابط المخابرات الذى يقوم بتعذيب المواطنين، و”اللص والكلاب” حيث تقديمه لشخصية الصديق الذي يستغل صاحبه في تحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية.
وفي مرحلة النهاية نجده قد خطط لمرحلة جديدة من حياته الفنية يشارك فيها الشباب على مستوى السينما والدراما التلفزيونية في أعمالهم ليبقى محافظًا على تواجده من ناحية ويعطي وهجًا خاصًا لباقة الأعمال التي يشارك بها من ناحية أخرى.
وكان من أبرز الأدوار التي قدمها “كمال الشناوي” في هذه المرحلة مسلسلات: “لدواعي أمنية” مع “منة شلبي”، “العائلة والناس” مع “فردوس عبد الحميد” وهما من أكثر الأعمال التي حققت سهرة واسعة في الدراما التلفزيونية بالألفية الجديدة هذا بخلاف رصيد ضخم من الأعمال التلفزيونية التي حقق فيها جماهيرية أخرى أضاف لشعبيته الكبيرة التي خلفته من خلال عمله بالسينما والتي كان واحدًا من أهم نجومها.
وربما كان “كمال الشناوي”، أذكى من غيره من زملاء جيله الذين قرروا أن تتوقف موهبتهم عند حاجز السينما فقط فقد أدرك أن مع تقدم عمره لابد أن يخوض مجالًا آخر على صعيد التلفزيون لأنه لن يصبح فتى الشاشة مثل الماضي لذلك بدأ الرحلة مبكرًا في هذا المجال منذ الثمانينيات من القرن المنصرم بدأت بالمسلسل الشهير “زينب والعرش” وتلاها أعمال مثل “السمان والخريف” و”هند والدكتور نعمان” و”علي عليوة” وغيرها.
وعلى الجانب الآخر وانطلاقًا من فكرة التجديد في نشاطه الفني بما يلائم مرحلته العمرية قدم “كمال الشناوي” العديد من الأعمال السينمائية التي تعاون فيها في سنوات عمره الأخيرة مع النجوم الشباب أو من أصبحوا يتولون الراية من بعده سينمائيًّا فكان عمله الأخير مع “هاني رمزي” في فيلم “ظاظا” عام ٢٠٠٦، وسبقها أفلام “رجل له ماضي” و”جحيم تحت الأرض” و”طأطأ وريكا وكاظم به” و”لحم رخيص” و”العجوز والبلطجي”.
ولعل الأبرز في هذه المرحلة السينمائية تعاونه في أكثر من عمل مع “عادل إمام” والذي كان هو صاحب الجماهيرية الكبرى في هذه المرحلة دون أن يكون لديه عُقد بعض النجوم الذين يرفضون مثل هذه المشاركات حيث قدم معه فيلمي: “الواد محروس بتاع الوزير”، و”الإرهاب والكباب” اللذين يمثلان مرحلة مهمة على المستوى الفني والسياسي.
لم يكتف”كمال الشناوي” بكونه ممثلاً محلياً فقط بل قرر أن يصل إلى العالمية، وقدم أربعة أفلام من إنتاج خارجي، منها فيلم لبناني بعنوان “بدوية العاشقة” وفيلم إنتاج مشترك مع اليابان وهو “على ضفاف النيل”، وآخر سوري باسم “الرجل المناسب” وأخيرا “لصوص على موعد” وهو إنتاج مشترك مع تركيا.
الزواج..
وتزوج “كمال الشناوي” 5 مرات، الأولى من الفنانة الاستعراضية الراحلة “هاجر حمدي”، التي أنجب منها ابنه “محمد”، الذي يعمل مخرجًا، والثانية كانت “عفاف شاكر”، الأخت الكبرى ل”شادية”، والزوجة الثالثة هي “زيزي الدجوي”، وأنجب منها “عمر” و”إيمان”، والزوجة الرابعة هي “ناهد شريف”، أما الأخيرة فهي اللبنانية “عفاف نصري”.
الفنانة “عفاف شاكر” هي شقيقة “شادية”، وفي عام 1947، شاركت في بطولة فيلم “غني حرب” مع الفنان “كمال الشناوي”، وفي الكواليس نشأت علاقة حب بينهما، انتهت بالزواج الذي لم يستمر سوى 3 سنوات فقط.
على الرغم من أن زواج “كمال الشناوي: من زوجته “ناهد شريف”، لم يدم سوى 4 سنوات، إلا إنه كان يتحدث عنها دائما أنها كانت خفيفة الظل، مرحة، حنونة، وأثناء أزمة مرضها كان حريصا أن يظل بجوارها.
عرفت “هاجر حمدي” باسم الراقصة المثقفة، وهذا ما لفت أنظار “الشناوي” لها، ونشأت بينهما قصة حب في كواليس فيلم “حمامة السلام”، انتهت بالزواج، وطلب منها “الشناوي” اعتزال الفن، واستمر زواجهما عدة سنوات.
“زيزي الدجوي” هي والدة ابنه “علاء”، وهي من عائلة فنية، فخالها هو الفنان الكبير “زكي رستم”، وابنة شقيقتها هي “ماجدة الخطيب”، كما أنها جدة الفنان الشاب “عمر الشناوي”.
الرسم والغناء..
وتميز “كمال الشناوى” بالحس الفنى فى أكثر من مجال حيث كان رسامًا محترفًا وتخرج في كلية التربية الفنية، كما التحق بمعهد الموسيقى العربية وبدأ حياته مدرسًا للتربية الفنية والرسم، حتى بعد احترافه التمثيل لم ينس حبه للرسم وأقام عددًا من المعارض للوحاته فى مصر والخارج وعاد فى أواخر أيامه ليقضى أوقاته مع هواية الرسم.
وكان يهوى الغناء وسعى كى يكون مطربًا، بل وغنى بالفعل من ألحان الموسيقار “فريد الأطرش”، وهو ما نشرت تفاصيله “مجلة الكواكب” فى عدد صدر عام 1958، تحت عنوان “كمال الشناوى ينتقل إلى دنيا الطرب”، وذكرت المجلة فى عناوينها أن “فريد الأطرش” يلحن ل”كمال الشناوى” أغنية من كلمات الشاعر حافظ إبراهيم عن الوحدة بين مصر وسوريا، مشيرة إلى أن الإذاعة تعاقدت مع الشناوى لتقديم 10 أغنيات على أن يغنى أولى هذه الأغنيات يوم صدور المجلة فى الأول من شهر أبريل عام 1958.وأكدت المجلة أن جان السينما كان يتمنى دائمًا أن يصبح مطربًا وأن كل من سمعه أكد جمال صوته، موضحة أن “كمال الشناوى” كان يغنى وهو تلميذ فى حفلات المدرسة وكان مشرفًا على فريق الموسيقى والغناء وهو يعمل مدرسًا للرسم.
وأسرع مدير الإذاعة وقتها، كما أشارت مجلة الكواكب،للتعاقد مع “كمال الشناوى” على أن يقدم 10 أغنيات فى العام ويختار المؤلف والملحن الذى يرغب فى التعاون معه، وأشارت الكواكب وقتها إلى أن “الشناوى” سيغنى الليلة وسيقدمه للجمهور “فريد الأطرش”. ولكن الغريب أن هذا اللحن وتلك الأغنية اختفت فى ظروف غامضة.
الحب والمرأة..
في حوار نادر وجد على الانترنت يقول “كمال الشناوي” عن الحب والمرأة: “اختلف مفهوم الحب اليوم تماماً عما قبل. أصبح له أشكال ومقاييس جديدة ومختلفة. قديماً، كان الحب يعني التفاهم والأمان والدفء والحنان وكان ذلك كله متوفراً أما الآن فقد اختلف الأمر كثيراً.. أصبحت تلك المفردات تائهة ومفقودة تماماً وسط ذلك الخضم الهائل من كل أنواع العلاقات الأمر الذى جعل الحب بمفهومه الحقيقي أمر نادر الحدوث.. نظرتي للمرأة تختلف عن نظرة أي رجل، فأنا فنان وممثل كما يعرف الجميع أنني رسام وفنان تشكيلي، لذا أول ما يجذبني للمرأة هو وجهها وابتسامتها وعيناها وبالطبع عقلها ثم يأتي بعد ذلك أي شئ. أعتقد أنني عكس كل الرجال فدائماً ما تنصب نظرة الرجل إلى المرأة على شكلها كأنثي ويأتي بعد ذلك كل شئ. وأرى أنها نظرة خاطئة وقاصرة، فما قيمة الشكل الجميل بدون عقل مفكر. هذا لا يمنع طبعاً أنني أحب المرأة الجميلة. ما قيمة الجمال بدون عقل. لقد خلق الله لكل منا عقل يجب أن يستفيد منه لذا أراه أول ما يجب أن يجذب الرجل إلى المرأة”.
أكد ابنه المخرج “محمد كمال” في تصريحات صحفية، أن رسالة والده “كمال الشناوي” قبل أن توافيه المنية كانت المطالبة بمحاكمة الرئيس الأسبق “مبارك” وأعوانه، مشيرا إلى أن والده رفض تكريم “مبارك” بعد أن اختاره مع مجموعة من الفنانين، من بينهم “فاتن حمامة” و”محمود ياسين” و”نجلاء فتحي” وقرر تكريمهم، موضحًا أنه كان يرى في هذا التكريم محاولة للتباهي من جانب الرئيس الأسبق، ليدعي أنه رائد الفن، رغم إهمال الدولة لكوادر الفن منذ زمن.
نال “كمال الشناوي” في حياته العديد من الجوائز: (جائزة شرف من مهرجان المركز الكاثوليكي في 1960- جائزة الامتياز في التمثيل من مهرجان جمعية الفيلم في 1992).
وفاته..
توفي “كمال الشناوي” يوم الاثنين 22 أغسطس 2011، عن عمر ناهز 93 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان.
https://www.facebook.com/alahramgate/videos/720724621705232/?t=43
https://www.youtube.com/watch?v=Ff_ltybEZiU
https://www.youtube.com/watch?v=q8Is15HeZPw
https://www.youtube.com/watch?v=zj8ME67GthA