13 نوفمبر، 2024 5:06 ص
Search
Close this search box.

كتاب سيعدّ مرجعا للدراسات القادمة: صورة “المقاومة” في شعر جواد الحطاب

كتاب سيعدّ مرجعا للدراسات القادمة: صورة “المقاومة” في شعر جواد الحطاب

 

متابعة خاصة: كتابات

صدر في بيروت مؤخرا كتاب هو الأول من نوعه، حيث يتصدّى فيه الناقد لتجربة (الشعر العراقي المقاوم للاحتلال الأميركي) عام 2003 متخذا من الشاعر العراقي “جواد الحطاب” إنموذجا، عبر قصائد، ودراسات، وتحليل رموز، وفكّ شفرات، ومقارنات قام بها الباحث الدكتور (محمود مسلمي) واستغرقت ما يقارب السنتين من الجهد المتواصل، لتصدر أخيرا من دار نشر (الولاء) المعنية بالدراسات الفكرية والأدبية والمعرفية العامة، وتحت عنوان (صورة المقاومة في شعر جواد الحطاب – دراسة موضوعية – فنّية).

ولتصبح بذلك مرجعا مهما لمن يريد أن يرصد الشعر العراقي المقاوم للاحتلال، ومن شاعر عاش في الداخل العراقي، وكان ينشر قصائده وبنادق المحتلين مشرعة لإزاحة أيّ صوت مناهض لوجودها، وليس أدلّ من ذلك على أنها استهدفته محاولة اغتياله بـ (عبوة ناسفة) زرعتها تحت سيارته، بعد صدور ديوانه المقاوم (إكليل موسيقي على جثة بيانو). والذي كتبت عنه ما يقارب من 100 دراسة نقدية، ومتابعات لكبار النقاد العراقيين والعرب، اختارت منها الناقدة “خالدة خليل” أكثر من 44 دراسة في كتاب (اختلاف الرؤى والتلقي في شعر جواد الحطاب – بغداد عاصمة الثقافة عام 2013) .

یدرس كتاب الدكتور مسلمي، بمجمله منجز الشَّاعر “جواد الحطَّاب” بدراسة معمَّقة؛ حیث إن هذا الشَّاعر، كما كتب الباحث على غلاف كتابه، (.. يعتبر من أهمِّ الشّعراء العراقيين المقاومین، وقد وصفه بعض النُّقَّاد بأنَّه شاعر “ضدّ الاحتلال” وعملائه لمناهضته إیاهم، وفي الحقیقة فإنّ الحطّاب یتمتّع بقدرة فائقة في إبداع الصّور الشعریة الّتي تَمُتُّ بصلةً إلى شعر المقاومة بمكونات طریّة ومثیرة للإعجاب؛ ویهدف من خلال صوره الشّعریّة إلى أن یصبّ جلّ اهتمامه في تصویر بشاعة إجرام الاحتلال الأمریكيّ للعراق وحیوانیّته، وأن یجسّم ما یحدث في مجتمعه أثناء تواجد قوى الاحتلال، داعیا إلی الإصلاح والتّغییر، کما ویصوّر في شعره العصر الّذي یعیش فیه، وینقد الوضع السّیاسي والزّمن الّذي لا یسود فیه غیر الوضیع اللا إنساني، وتعمّ فیه الفوضى، وینتشر فیه الخوف… )

وفي المقدمة التي كتبها البروفسير الدكتور “عباس الطائي” لهذا العمل الذي أعتبره (رائدا) أشار إلى أن الكتاب مقسّم إلى أربعة فصول..

حاول المؤلّف في الفصل الأوّل منه أن یتطرق إلی حیاة الشاعر “جواد الحطَّاب” ویزوّد القارئ بمعلومات تاریخیة حول المقاومة، والصّورة الشّعریة قدیما وحدیثا .

وفي الفصل الثّاني أشار المؤلّف إلی مصادر الصّورة الشّعریّة في شعر الحطَّاب، مشیرًا مع التّحلیل، إلی أبرز الشّخصیّات المختلفة الموظّفة في شعره، وكذلك المصدر الوطني، وقد توقّف الباحث عند التزام الشّاعر بالبعد الوطني الجماعي والاحتلال ورفضه والمقاومة والالتصاق بالأرض والقضیّة الفلسطینیّة.

وأمّا الفصل الثّالث فقد تناوّل أهمّ تقنیات الصّورة الشّعریّة في شعر “جواد الحطّاب” منها الرّمز بنوعیه التّاریخي والطّبیعي، والمفارقة التّصویریّة، وقد ظهر أنّ الشّاعر یجهد من خلال الرّموز والمفارقة أن یشیر إلی الواقع المأساوي الّذي یعیشه الشّعب العراقي بسبب الفتن الطّائفیة الّتي یبثّها المحتلّ الأمریكي بین النّاس، كما ویسعی إلى أن یندّد بفعل الحكام والسّاسة.

وجاء الفصل الرّابع لیدرس وظیفة الصّورة الشّعریّة في شعر “جواد” منها الوظیفة البلاغیّة الدّالة علی الاستنهاض والتّأثیر والوظیفة النّفسیّة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة