26 أبريل، 2024 7:06 ص
Search
Close this search box.

كتاب حصن عقلك ضد الشيخوخة.. المخ ينمو ويتطور طول العمر

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

على مدى قرون من الزمن كان من المعروف أن المخ يتلف مع وصول الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة، لكن ومع الاكتشافات الحديثة والتطور التكنولوجي تبين أن المخ يظل ينمو ويتطور على مدى المراحل العمرية للإنسان، وأنه يحتاج لعناية وتدريب مثل باقي أعضاء الجسم، في كتاب “حصن عقلك ضد الشيخوخة” للكاتب “توني بوزان” تعريف دقيق للمخ وما يتعلق به، وتدريبات لتقوية أداء المخ حتى بعد التقدم في العمر.وسوف نعرض لأهم أفكاره.

تحكم في ذاكرتك..

توقف عن ما تفكر به من أن كل عام يمر يجعلك أكثر قربا من لحظات الشيخوخة، وأنك أصبحت لا تتذكر شيئا، إنه لفهم خاطئ الذي يقول بأن مخك قد يصاب بالتلف حين تتقدم في السن، وهناك دليل علمي على أن مخك مثل أي عضو آخر من أعضاء جسدك، حتى يستمر في الأداء الجيد يجب أن تعتني به، لذا حافظ على لياقة وذكاء مخك وسوف يستمر في الأداء بالشكل الذي تريده.

مدى لياقة مخك..

يتمثل أقوى الاكتشافات في أن أداء مخك يقع تحت سيطرتك، لدرجة تفوق بكثير ما كان يدركه العلماء. إن مستقبل مخك واقع بين يديك، وعلى قدر حرصك على أن تتحدى مخك وتحافظ على رغبتك في التعلم سوف يظل مخك يعمل بكفاءة.

إن مخك هو أقوى وسيلة تمتلكها، إنه أسرع وأكثر تعقيدا من أقوى أجهزة الحاسب الآلي، إنه ببساطة واحد من أكثر الأشياء المذهلة في الكون، إنك لو نظرت داخل رأسك سوف ترى صورة مذهلة ومعقدة من الطيات والتلافيف، إن هذا العالم الدقيق ذا اللون القرنفلي والذي يكون الماء نسبة 72: 82 منه، هو الذي يجعلك تفكر وتحب وتأكل وتنام وتستيقظ وتذهب إلى العمل وتجري، إنه المسئول عن كل ما يجعلك إنسانا، إنه عالم مكون من شبكة معقدة من الخلايا الدقيقة، كل خلية عبارة عن جزء كيماوي حيوي متناه في الصغر، وهناك أعداد هائلة تقدر ببلايين من تلك الخلايا تحتوي على أعداد ضخمة من الخلايا الخادمة، والتي تمثل مركز الإدارة في المخ، وهي الخلايا التي تساعد على بقاء المخ ككتلة واحدة.

إن الخلايا الحقيقية المسئولة عن التفكير والتي تظهر في شكل خلايا عصبية تشبه الخيط المتشعب، تمثل حوالي 10 % من خلايا المخ، فيما يزيد على 100 بليون خلية عصبية بل أكثر من ذلك، فإن كل خلية عصبية تنشر أجزائها ذات الشكل اللولبي المتعرش خلال المخ، لتتصل بما يزيد على مائة ألف خلية من الخلايا العصبية، وهذا العدد يفوق عدد الذرات الموجودة بالكون كله، بل أكثر من ذلك إن كل رباط من تلك الأربطة من الممكن أن يتصل برباط آخر، من خلال عشر مستويات مختلفة، مما يعني أن هناك بالفعل ألف تريليون احتمال أن تتصل تلك الأربطة بعضها البعض، وهذه الترابطات المتداخلة التي لا تعد ولا تحصى هي المسئولة عن كل إحساس تتلقاه من العالم الخارجي، بل وعن كل فكر أو عمل تقوم به.

المخ المرن..

حتى وقت قريب كان العلماء يعتقدون أن الخلايا العصبية والروابط تكون ثابتة عند الميلاد، وأن الإنسان حينما يمر بتطورات حياته ويتعلم ويكتسب خبرات وأشياء  جديدة يستنفذ الكثير والكثير من هذه الروابط، ولأن العلماء أيضا كانوا يظنون أن الملايين من خلايا المخ تموت كل يوم، فقد بدا بديهيا أنه كلما تقدم بنا العمر فإن المخ لدينا سوف يفقد الكثير من الخلايا، مما سيعوقه عن الأداء بشكل كبير.

أما الآن وبفضل التطور التكنولوجي في الأشعة، مثل الأشعة الوظيفية التي تعمل بالرنين المغناطيسي، وبفضل الكثير من الأبحاث الإكلينيكية تغيرت الصورة، فنحن الآن نعرف أن روابط المخ تتغير باستمرار طوال حياتنا، وبعض الروابط بالمخ تصبح أقوى على العمل، في حين تضعف بعض الروابط الأخرى، وعندما تضعف بعض الروابط تتشكل روابط أخرى جديدة، وفي حين تتوقف بعض الروابط عن وظائفها تعيد بعض الروابط الأخرى عملها مرة ثانية.

إن شبكة الخلايا العصبية الموجودة بالمخ تختلف وتتغير من دقيقة لأخرى، حتى وأنت نائم دون أن تحلم فإن المخ يظل يعمل باستمرار بنشاطه العصبي، وكلما مررت بشعور انفعالي عنيف، أو شعرت بالإرهاق من جراء نشاط عقلي معقد فإن المخ يعمل وكأنه يثير أثناء ذلك خلايا عصبية لا تعد ولا تحصى، ثم تأتي موجات أخرى لنشاط جديد، فتقوم كل موجة بإثارة الخلايا العصبية ذات السمات المميزة لها، وذلك كلما اندفعت تلك الموجات عبر مخك باستمرار عند حدوث مثير جديد، ويلاحظ أن نمط إثارة الخلايا العصبية يختلف في كل مرة عن التي قبلها، وذلك لأنه لا توجد تجارب متطابقة ولهذا فإن مخك يتغير باستمرار.

التعلم..

إن أعظم ما في التعلم هو أنك كلما أكثرت منه أصبح أكثر سهولة، فإن بعض المهارات بعد أن يتم تعلمها بإتقان لا يحتاج المخ الواعي إلى أن يفكر في كيفية القيام بها، فبمجرد أن تتعلم ركوب الدراجة أو العزف على البيانو أو الطهي فإن هذه القدرة تظل مصاحبة لك طوال الحياة، وربما تضعف بعض الشيء إذا لم تستخدم لبعض الوقت، ولكنها لا تتلاشى إطلاقا، بمعنى آخر إن إتقان تعلم شيء ما يحتاج إلى طاقة أقل من المخ، ليس هذا فحسب بل إنه يقوي من كفاءة المخ.

ليس لذاكرتك حدود..

إن ذاكرة الإنسان ليس لها حدود مهما كانت المرحلة العمرية التي تمر بها، وعلى الرغم من أن الكثير من كبار السن ربما يستغرقون وقتا أكثر إلى حد ما كي يتذكروا الأشياء، إلا أن جودة الذاكرة في أعمارهم تلك لا تقل عن جودتها في أية مرحلة عمرية أخرى. إن الذاكرة مزيج من أشياء مختلفة، إنها قدرتك على تذكر اليوم الذي قضيته على الشاطئ وأنت طفل صغير، إنها قدرتك على أن تكتب خطاب دون أن تفكر في كيفية إمساك القلم أو كيفية رسم الحروف، إنها هي التي تمكنك من أن تحفظ في عقلك بداية هذه الجملة حتى وأنت تقرأ نهايتها، إن الذاكرة تشمل كل ما تعلمته أو جربته، إن الذكريات تتكون وتختزن وتستدعى في كل لحظة من حياتك، وعندما تنسى شيئا ما فإن السبب في ذلك يرجع إلى حدوث قطع في مسار الذاكرة، بسبب عدم استخدامه، إن معظم أنواع الذاكرة لا يمكن الجزم بأنها عبارة عن سجلات لا تتغير، ففي كل مرة يتم فيها استخدام ذاكرة ما فإن هذه الذاكرة يصيبها تغيير طفيف.

الاسترخاء..

هناك فوائد للاسترخاء والالتزام بتحرير الذهن من التفكير لوقت محدد كل يوم،  وذلك لأن منح الذهن قسطا من الراحة لا يقل أهمية عن تدريبه على القيام بمهام جيدة، فحينما نسترخي لفترة معينة فإن المخ يقوم بحفظ وتنظيم المعلومات التي تلقاها، لكي يتم التوصل إليها بسهولة مرة ثانية، إن الاسترخاء لمدة 15 دقيقة عند الانتهاء من كل جلسة يعتبر جزءا من التغيرات الذهنية اليومية، وعليك أن تحرص على تخصيص هذا الوقت حتى لو اضطررت إلى أن تؤجل عملك إلى وقت متأخر من اليوم.

أحلام اليقظة..

تلعب أحلام اليقظة دورا هاما في تقوية المخ، لأنها تسمح لخيالك أن يسود، وتطوع قدرتك الإبداعية لا سيما وأن خيالك يلعب دورا رئيسيا في مساعدتك على تذكر ما تختار تذكره.

إرشادات لمساعدتك على التركيز..

  1. قرر أن تتعلم شيئا جديدا كل يوم، اجعل من أولوياتك أن تزود عقلك ببعض المعلومات الجيدة لينشغل بها.
  2. اطلع الآخرين على ما تعلمته.
  3. حاول القيام بأشياء جديدة قدر استطاعتك، اطبخ أكلة جديدة كل أسبوع على الأقل، غير الطريق الذي تسلكه للعمل بين الحين والآخر، استمع إلى بعض الموسيقى غير المألوفة لك، اقرأ كتابا جديدا.
  4. ضع خططا للمهام التي تريد تنفيذها، ثم قم بوضعها في حيز التنفيذ.
  5. إن وجدت أن عقلك يشرد منك قم بإعادته ثانية إلى الانتباه الكامل، من خلال البحث عن شيء يثير اهتمامك في الموقف الذي تمر به.
  6. احترم عقلك إن كنت فعلا تشعر بالإرهاق، أو توتر بالغ يعوقك عن الانتباه، فخذ راحة من المهمة التي بين يديك واسترخ.
  7. حافظ على قوة وحدة قدراتك على الملاحظة، بأن تكون دائم البحث عن أي شيء جديد يطرأ من حولك.
  8. لمرة أو مرتين أسبوعيا خصص 7 دقائق تقضيها بشكل مكثف بأحد التدريبات التي تتحدى العقل، والتي تختارها أنت مثل الكلمات المتقاطعة أو الألغاز.
  9. مارس التمرينات الرياضية من 30 : 60 دقيقة على الأقل ثلاث مرات أسبوعيا.

كما يحتوي الكتاب على تدريبات عملية لإصلاح الذاكرة وتنشيط المخ.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب