28 سبتمبر، 2024 2:16 ص
Search
Close this search box.

كتابة الواقع (11).. توثيق روح اللّحظة أم حفر في أعماق الكاتب أم تعريف بتجربته

كتابة الواقع (11).. توثيق روح اللّحظة أم حفر في أعماق الكاتب أم تعريف بتجربته

خاص: إعداد- سماح عادل

قد تكون كتابة السيرة الذاتية بهدف توثيق روح اللحظة، والوصول إلى القارئ عن طريق تصوير تجربة إنسانية عميقة، وهناك رأي يؤكد على أن النص الأدبي لابد وأن يصدر من ذات الكاتب لأن أي نص لا يلامس ذات الكاتب بل ويحفر عميقا فيها حد النزف على الورق يعد نصا مفتعلا وغير مؤثر، وهناك رأي آخر أن الكاتب حين يكتب عن نفسه أو عن شخصيات أخرى إنما يحاول تعريف القراء بتجربته الحياتية.

شارك في هذا الملف كاتبات وكتاب من مختلف بلدان الوطن العربي، وقد وجهت إليهم الأسئلة التالية:

  1. هل السيرة الذاتية صنفا من الرواية، هناك من يعتبرها خارج إطار الرواية، وما حجم إعمال الخيال المطلوب حين يكتب الروائي/ة عن ذاته؟
  2. ماذا يهدف الروائي/ة حين يكتب سيرته الذاتية وينشرها في كتاب؟
  3. هل جربت أن تكتب عن شخصيات محيطة من العائلة والأصدقاء، وهل انتابتك المخاوف من رد فعل من كتبت عنهم؟
  4. ماذا كان رد الفعل الذي قامت به شخصيات كتبت عنهم؟
  5. البوح، أم التعري والانكشاف، أم التوثيق لأحداث فارقة، أم اعتبار الواقع مصدرا هاما للكتابة هو ما يدفع الكاتب/ة لكتابة ذاته والآخرين؟

توثيق روح اللّحظة..

تقول الكاتبة الفلسطينية “صباح بشير”: “يُعرّف فنّ كتابة السّيرة الذاتيّة بأنّه نوع من أنواع الأدب، يشير إلى مسيرة حياة إنسان ورسم صورة حقيقيّة لشخصيّته، ويتّصف هذا الفن بمواصفات شخصيّة ونفسية.

هناك أنواع مشابهة للسّيرة كاليوميّات والمذكّرات، وهناك السّيرة الغيريّة وهي الجنس الأدبيّ الذي يكتبه أناس عن حياة غيرهم من الأشخاص ومنجزاتهم بشفافيّة وصدق. أمّا السّيرة الذاتيّة فيخطُّ فيها الكاتب حياته كما يراها هو، يستدعي الذّاكرة؛ ليكتب بصدق عن مسار أفكاره وأحاسيسه ومواقف وأحداث واجهته، فيكشف الكثير عن نفسه ومكنوناته ودواخله، يومياته وانفعالاته، وانكساراته أو انتصاراته.

تتميّز السّيرة بتركيزها على المعلومة الصّحيحة، وهذا ما يختلف عن الرّواية التي تعتمد الخيال في سرد الحدث، الذي يعالج فكرة ما بنسق مرتّب.

السّيرة تظهر لنا في ثوب الحقيقة لأنها ترتبط بالواقع، أمّا الرّوايّة فتظهر في ثوب الخيال. هذا ما وضّحه “فيليب لوجون” في تعريفه للسّيرة الذاتيّة: “أنّها استعادة نثريّة يقوم بها شخص يتحدّث عن نفسه وواقعه وحياته بصدق”. بذات المعنى تحدّث فابيروا في المعجم الكونيّ للأدب 1876م فقال: “إنّ السّيرة الذّاتيّة عمل أدبي، روايّة أم قصيدة أو مقالة فلسفيّة، يقصد فيها كاتبها بشكل ضمنيّ أو بشكل صريح، رواية حياته وعرض أفكاره ورسم حياته”.

إنّ أيّ رواية هي سيرة، وكلّ سيرة هي شكل من أشكال الرّواية، الفرق بينهما هو أنّ السّيرة الذاتيّة تعتمد على المعلومات الصّحيحة، ولا تعتمد على الخيال.

إذن فكلّ رواية هي سيرة ما لشخوصها وأبطالها، ولكن، لا يمكن تسميتها سيرة لاعتمادها على الخيال، أمّا السّيرة فيمكن تسميتها رواية؛ لأنها وكما سبق شكل من أشكال الروايّة، فهي تعكس واقعا ذاتيّا يجمع الحقيقة بخيال محدود بسيط، يرمّم الذّكريات المسترجعة، عبر نسج تخيّليّ يعمل على ربط أجزاء العمل؛ ويضفي صّبغة أدبيّة عليه وصّيغة إبداعيّة؛ ليغدو مترابطا متماسكا، شريطة عدم الاسترسال في التخيّل، لأن ذلك يخلّ بدعامة الصّدق، ويدخل الكاتب في إطار التّحريف الذي يخالف شروط كتابة السّيرة الذاتيّة. إذن.. تتميّز رواية السّيرة الذاتيّة عن أيّ رواية بخيالها المحدود، فدور الخيال فيها مقيّد، وهو فقط لربط الذكريّات وتشكيلها بطريقة روائيّة فنيّة وإبداعيّة”.

وتضيف عن هدف الرّوائيّ/ة حين يكتب سيرته الذاتيّة وينشرها في كتاب: “”إنّ أضعف حبر يكتب به القلم لهو أقوى من أي ذاكرة”. لقد أدرك الكتّاب سبيلهم لمقاومة انقضاء الوقت والاحتفاظ به عبر ما تخطّه أناملهم، لذا تجدهم يوثّقون روح اللّحظة التي لن تتوارى بفعل الزّمن بعد توثيقها بالكتابة، محفزا ذلك إياهم على الأسئلة، التأمّل والاستبصار والاستحضار والإيحاء والتخيّل.

هكذا أدرك كتّاب السّيرة معنى البقاء، وهكذا فهموا معنى الصّمود، صمود الإبداع في مواجهة العبور الزّمنيّ، هنالك أحداث ومواقف تغزو الذّاكرة وتشكّل عمقا فيها، وحين يخطّ الكاتب سيرته يهدف إلى بقاء اسمه وإطلاع القارئ على حصيلة تجاربه الشّخصيّة وعلاقاته ومعاناته، انتصاراته ومغامراته وصراعاته، الدّاخليّة والخارجيّة، يصوّر كلّ ذلك بتدفّق وحيويّة، كاشفا عن تلك التّحوّلات والتغيّرات التي حدثت معه وأثّرت في شخصيّته، وساهمت بتطويرها وتغييرها إلى الأفضل.

تُسَطَّر السّيرة الذاتيّة بطابع كاتبها الخاص وأسلوبه، من خلالها تتّسم ملامح شخصيته وتتّضح، فهو يسترجع ذكرياته محاولا وصف حياته وتفاصيلها بطريقة فنيّة، يسردها ليعرض يوميّاته أو اعترافاته الشّخصيّة؛ ووجهات نظره وأفكاره أو رؤيته الذاتيّة للحياة، مصوّرا حياته الفكريّة، مبرّرا بعض المواقف والأحداث، موضّحا بعض الأقوال والأفعال، معبّرا عن مشاعره وانفعالاته وما يجول في نفسه، ومسكّنا بعض آلامه، فالتّعبير عن الذّات يخرج المشاعر المكبوتة، ويجعلها أكثر تحرّرا”.

وعن هل جربت أن تكتب عن شخصيات محيطة من العائلة والأصدقاء، وهل انتابتها المخاوف من رد فعل من كتبت عنهم تقول: “لقد سبق وكتبت عن والدي وعن ذكريات الطفولة، وكيف شجعني والدي على القراءة والكتابة”.

وعن ردود فعل الشخصيات تقول: “لم أواجه هذه المشكلة ولم أعش تلك التّجربة”.

وعن البوح، أم التّعري والانكشاف، أم التّوثيق لأحداث فارقة، أم اعتبار الواقع مصدرا هاما للّكتابة هو ما يدفع الكاتب/ة لكتابة ذاته والآخرين تقول: “تحمل الرّواية أهميّتها وعمقها الأدبيّ والاجتماعيّ بما تثيره من قضايا إنسانيّة، تفتح التابوهات المختلفة والأبواب الموصدة وتعرّي الواقع، تخوض النّقاش وتحرّض القارئ وتوجهه إلى الاهتمام بقضاياه المحوريّة، وتدفع به في اتّجاه معيّن؛ لتغيير أفكاره من خلال طرح جريء يقوده إلى رحلة البحث والاستكشاف، عبر حبكتها وبناءها وفنيّتها وأفكارها المطروحة وخطابها.

هكذا تحقّق الرّوايّة الإمتاع والإقناع والإفادة، لما فيها من ديناميكية واسعة، مساحة وحرية، والأصل في الكتابة الرّوائيّة هو التخيّيل الذي ينبش الأسرار والأفكار، مع ذلك فإنّ أكثر الأعمال الأدبيّة تدلّ على ذاتيّة كاتبها، فعند الكتابة ينهل الرّوائيّ من ذّكرياته وتجاربه الحياتيّة بأبعادها الفرديّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، يعيد قراءة الماضي بعيون أخرى جديدة، بعد أن يغرف من حكاياته الخاصّة ومعارفه ومما سمع ورأى، يلتقط منها ما شاء له، ويطعّم النصّ بالخيال تجنّبا للإحراج والضّغوط الاجتماعيّة، وذلك بالمزاوجة بين الواقعيّ والتخيّيلي.

هكذا يبقى الكاتب حاضرا في شخوص أعماله السّرديّة، موزعا بذلك سيرته وخبراته الشّخصيّة عليها، لينجو من الحرج الاجتماعيّ إن أفشى ما يتعلق به وبشخصه دفعة واحدة، خاصة إذا تضمّنت سيرته بعض الأسرار والوقائع الحسّاسة، مما يعرضه للانتقاد الاجتماعي، فأدب الاعتراف غير مستساغ في مجتمعاتنا العربيّة وثقافتنا الشّرقيّة مع الأسف، تلك التي تحكم على الإبداع من منطلق أخلاقيّ لا فنيّ، تحت شعار الدّفاع عن الفضيلة والثوابت المجتمعيّة، فتغدو شجاعة الكاتب في تعريّة ذاته مخاطرة جسيمة!

من هنا فالكاتب لا يكتب أي شيء خارج ذاته، هو يكتب بأسلوبه الذي تطغى فيه ذاتيّته ومفرادته الخاصّة، يبعثر شخصيّته وتجاربه في عدد من ذوات وشخوص النّصّ، ليخطّ ما يرغب بقوله ونشره وما يشغل باله، وفقا لتصوّراته وقناعاته، تلك التي يعيد تشكيلها بأدواته الفنيّة؛ لإعطاء النّصّ حقّه من الإبداع والإدهاش والتأثير، من هنا عليه أن يكون وفيّا لأفكاره، أمينا على ما يكتبه، فحضور ذات الكاتب في سطوره هو ما يجعلها مؤثرة ومميّزة، تلامس الواقع لتصل إلى نفس المتلقّي، حاملة رسالتها وأثرها وبعدها الإنسانيّ العميق”.

حفر في أعماق الكاتب..

ويقول الروائي المغربي “محمد سعيد احجيوج”: “نظريا، إذا كان القصد من السؤال التجنيس الأدبي الصرف فقطعا السيرة الذاتية ليست رواية ولا حتى نصا أدبيا، لأنه في اللحظة التي يبدأ فيها الكاتب تجويد النص أدبيا فإنه يخرج عن نطاق الصدق في الكتابة التي يفترض أن تميز السيرة الذاتية، هذا إذا كنا نملك حقا أن نتحدث عن سيرة ذاتية صافية.

دعنا نأخذ مقطعا من روايتي “أحجية إدمون عمران المالح”، على لسان عَمران جوابا على سؤال فرانز غولدشتاين له حول روايته إن كانت سيرته الذاتية أم لا: “الحقيقة هي أنّه لا توجد رواية خيالية تمامًا، وكذلك لا توجد رواية واقعية حقيقية تمامًا. يمكن أن نكتب عن حرب السفن الفضائية بين النجوم ومع ذلك، ستتسرّب إلى الأحداث تفاصيل من حياتنا وسيرنا الذاتية، ويمكن أن نكتب سيرنا الذاتية ومع ذلك، ستشوّه أوهام الذاكرة وتضفي على السير خيالًا لا حدود له.”

مسألة الذاكرة، والتذكر، ليس أمرا سهل التعاطي معه. كما قال عَمران: “لا يمكننا الاعتماد على الذاكرة لتذكّر الحقيقة. إنّها مخادعة مليئة بالأوهام ولا يمكن الاعتماد عليها دائمًا. أو ربّما لا يمكن الاعتماد عليها البتّة. ما نحسب أنّنا نتذكّره هو في الحقيقة ما نعتقد أنّنا نتذكّره. نغيّر في التفاصيل ونحذف الحقائق وننسى الوجوه ونبعد إلى الأبد أحداثًا كاملة. الأسوأ أنّنا بارعون في تذكّر أحداث لم تقع أصلًا، والإشكالية ليست أنّنا ننسى بل إنّنا لا نعرف أنّنا ننسى. ليست الإشكالية أنّنا نحرّف الحقائق بل إنّنا نسجّلها في الذاكرة ابتداءً بشكل محرّف”.

لهذا أرى أنه لا يمكننا الحديث بالمطلق عن كتاب “سيرة ذاتية”. مهما تكن نية الكاتب صادقة، ومهما يكن تصالحه مع نفسه، وهذا ليس بالأمر السهل، فإن “الخيال” لا محالة سيتسرب إلى تلك السيرة، دون وعي من الكاتب، لأن الخيال تدخل في الذاكرة وشكَّلها منذ البدء. استرجاعُ الذكريات خلقٌ لها، تزييفٌ لها.

من ناحية أخرى، لا يمكن أن يكتب الروائي نصا حقيقيا، صادقا (وفق منطقه الداخلي) دون أن ينطلق من ذاته، دون أن يكتب عن نفسه. وإلا فإن نصه سيكون باردا دون روح. الرواية إذن، هي دائما تحمل شيئا أو أشياء من سيرة الكاتب الذاتية. هل أيام طه حسين سيرة ذاتية؟ أنا أعتبرها رواية. وجوابا على السؤال: الرواية يمكن أن تكون سيرة ذاتية، لكن السيرة الذاتية (كما يفترض أن تكون) لا يمكن أن تكون رواية”.

وعن هدف الروائي/ة حين يكتب سيرته الذاتية وينشرها في كتاب يقول: “طالما أنه روائي فإنه حتما لا يكتب سيرته الذاتية. أو بصيغة أخرى: الروائي في كل رواياته يكتب سيرته الذاتية. هكذا هي الرواية، بشكل أو بآخر، سرد لسيرة حياة وأفكار كاتبها.

ينُظر إلى “الخبز الحافي” على أنها سيرة محمد شكري، لكنها ليست كذلك أبدًا. هي رواية مبنية على، أو مستوحاة من، أحداث حقيقية وقعت لكاتبها، حسبما يتذكرها. النتيجة النهائية: رواية أدبية خيالية، من جهة أنها لم تحدث كذلك أبدًا، وواقعية صادقة، من جهة أنها قابلة لأن تحدث بتلك التفاصيل”.

وعن تجربة أن يكتب عن شخصيات محيطة من العائلة والأصدقاء، وهل انتابته المخاوف من رد فعل من كتب عنهم يقول: “نعم، فعلت وشعرت بتلك المخاوف. لكن الروائي يكاد يكون مثل إسفنجة يمتص كل المشاهد والأحاديث والحكايات التي يصادف، يعيد تدويرها في عقله ثم يخلقها من جديد على الورق، مصبوغة بأصباغ جديدة وموشحة بألبسة مختلفة، بحيث لن ينتبه المعني بالأمر، غالبا، أنه مكتوب عنه في الرواية إلا إذا كان يقرأ بنية التنقيب عما يشبهه في الرواية”.

وعن رد الفعل الذي قامت به شخصيات كتب عنهم يقول: “أعتقد أن رواياتي في مجملها ليست ميسرة القراءة وتتطلب من القارئ جهدا ونفسا طويلا ليتمكن من الغوص فيها، لذلك “نجوت” من رد فعل من يفترض أن أطيافهم حضرت في رواياتي، باستثناء روايتي الأولى البسيطة، “كافكا في طنجة”، التي بدا لي أن أحد الأصدقاء رأى نفسه فيها فتغيرت معاملته تجاهي دون يفصح عن السبب، أو ربما أنا أتخيل ذلك فحسب، وما ذلك التغيير إلا نتيجة للسجن الطويل الذي حبسنا فيه بسبب كوفيد 19”.

وعن البوح، أم التعري والانكشاف، أم التوثيق لأحداث فارقة، أم اعتبار الواقع مصدرا هاما للكتابة هو ما يدفع الكاتب/ة لكتابة ذاته والآخرين يقول: “لا أعرف كيف هو الأمر عند الآخرين، لكن ما أراه هو ما قلته سابقا عن تشبيه الكاتب بالإسفنجة وكيف أنه، شاء أم أبى، متأثر لا محالة بما يعيش ويسمع، ولا محالة سينبثق ذلك في كتاباته مهما طال الزمن.

هو إذن الواقع باعتباره مصدرا للكتابة، وضمنيا هو تأثر الكاتب بالأحداث وسعيه لتوثيقها، أو توثيق تأثيراتها الفارقة، في نص أدبي يحللها فيه ويفككها ويحاول فيه أن يفهمها.

سأعود للتذكير بفكرة سابقة: لا يمكن أن يكتب الروائي نصا حقيقيا، صادقا (وفق منطقه الداخلي) دون أن ينطلق من ذاته، دون أن يكتب عن نفسه. وإلا فإن نصه سيكون باردا دون روح، ويا للأسف، الكثير من الروايات العربية تفتقد هذا النوع من الصدق ويطغى عليها الافتعال.

يقول خبراء الاحتمالات والصدفة والعشوائية: إذا منحنا قردا آلة كاتبة وما يكفي من وقت فإنه، بمحض الصدفة، سينشئ نصا أدبيا يصل إلى براعة شكسبير. حسنا، أي كاتب يعرف كيف يرص الكلمات سيكون مثل ذلك القرد، ما لم يحفر في أعماقه وينزف على الورق.

كل كتابة، كل إبداع حقيقي، لا بد أن ينطلق من الذات، أو يبنى على ما هو ذاتي.

أرى أن الكتابة الذاتية هي بصمة كل كاتب، كل روائي لا بد أن ينطلق من ذاته، كل روائي يجب أن يكتب عن ذاته. الرواية نتاج لتجربة الكاتب الشخصية. الرواية ستحمل الكثير من سيرة الكاتب الذاتية، وستكون الرواية صادقة تماما آنذاك، وستكون كاذبة تماما لو وصفها الكاتب أنها سيرة ذاتية”.

تعريف بتجربة الكاتب..

وتقول الكاتبة العراقية “صبيحه شبر”: “يمكن اعتبار السيرة الذاتية صنفا من الرواية، لأن الروائي يكتب عن شخصيات تعايش معها وتفاعل واشترك معها بالاهتمامات والتطلعات، ولا يمكن أن يخرج نفسه من بين الشخصيات التي عاش معها، والكتابة يجب أن تتميز بالصدق الفني وليس من الضروري أن تتصف بالصدق التاريخي، فالكاتب لا ينقل الواقع كما يكتب عنه المؤرخ، فالكاتب يضفي من خياله على كتاباته، يمكن أن  أتعايش مع شخصيات متعددة بعضها أكن لها الحب والتقدير، والبعض الآخر لا أحمل لها الحب.

يمكنني أن أصف شخصيتي التي أكتب عنها  فأضفي عليها صفات  شخصية أعرفها فاستعير الصفات العاطفية من صديقي حسام والصفات الجسمية من قريبي أحمد، فانا لست مصورة فوتوغرافية إنما أنا روائية،  ليس من الضروري أن تكون الشخصيات التي أكتب عنها نسخة من الواقع  الذي نعيشه”.

وعن الهدف تقول: “هو نفسه الهدف من الكتابة والنشر، ويهدف الكاتب إلى التعريف بتجربته التي عاشها فيكسبهم معرفة ومتعة، القراءة تعطينا الفائدة والمتعة معا فنتعرف بواسطتها على التجارب المختلفة التي عاشها الكتاب  وتفاعلوا معها أو سمعوا بها وأعجبوا وتعاطفوا”.

وعن تجربة كتابة شخصيات من الواقع تقول: “نعم حاولت وكتبت لكن لا اسمي الشخصيات بأسمائها التي يعرفها الناس بها، إنما أطلق عليهم أسماء أخرى، ولم تنتابني المخاوف”.

وعن ردود فعل الشخصيات تقول: “لم يكن هناك رد فعل  عدائي، فقد يكون السبب أنهم لم يعرفوا بكتاباتي ويحاولوا أن يقرؤوها”.

وأخيرا تقول: “الكتابة عندي هي توثيق واعتبرها مصدرا لرؤية الواقع  وأنا لا أنقله حرفيا، إنما أعبر بواسطة الكتابة عن وجهي نظري في الأحداث والشخصيات”.

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة