خاص: إعداد- سماح عادل
“كايد مصطفى هاشم” كاتب أردني شهير.
التعريف به..
ولد في عمّان، أنهى الثانوية العامة في مدرسة عكا الثانوية بعمّان سنة 1980، وحاز درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام (تخصص إذاعة وتلفزيون) من جامعة اليرموك في الأردن سنة 1985.
عَمِلَ في دائرة الأخبار بالتلفزيون الأردني، ومسئولا للإعلام في المجمع الملكيّ لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) (1989-1992)، ومنسّقاً إعلامياً للجناح الأردني في معرض إشبيلية العالمي (إكسبو 92) في إسبانيا سنة 1992، ورئيساً لقسم الاتصال والعلاقات العربية الخارجية في المعهد الدبلوماسي الأردني بعمّان (1995-1999)، ثم محرراً رئيساً في ديوان نائب رئيس مجلس الوزراء في أبو ظبي/ الإمارات العربية المتحدة (1999-2005)، ثم انتقل للعمل في منتدى الفكر العربي بعمّان؛ مساعداً لمدير الدراسات والبرامج (2005-2008).
وعضو هيئة تحرير مجلة «الأردن للشؤون الدوليّة» في المعهد الدبلوماسيّ الأردنيّ، ومجلة «الدبلوماسي الأردنيّ» 2008 – 2009، وعضو هيئة تحرير مجلة «أقلام جديدة» الثقافية خلال سنتها التأسيسيّة الأولى 2006. عضو رابطة الكُتاب الأردنيين، واتحاد الأدباء والكُتاب العرب، واتحاد كُتّاب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
الكتابة..
كتب في الدراسات الفكرية والأدبية والتاريخية، والنّقد. وشارك في تحقيق مجموعة من كتب التراث الأدبي العربي الحديث، وحرّر وشارك في تحرير مجموعة من كتب الدراسات الفكرية. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات واللقاءات الثقافية في الأردن وعدد من الدول العربيّة وبعض الدول الأجنبية، وقدّم في أكثرها أوراقًا بحثيّة، كما حاضر في عدة ملتقيات ثقافية.
مؤلفاته..
1979 – شباب الأردن في الميزان: مساجلات الملك عبد الله بن الحسين وعبد الحليم عباس – مطبعة الشرق ومكتبتها، عمّان.
1984 – من بُناة النهضة الأدبيّة (تراجم أدبية) – المطبعة الوطنية، عمّان.
1995 – قاموس المؤلفين في شرقي الأردن – دار سهم، عمّان.
1996 – مبدعون من الأردن: ماجد ذيب غنما (نقد وتراجم) (بالاشتراك مع الأديب محمد المشايخ. طُبع في مطبعة جامعة اليرموك 1996 بدعم من وزارة الثقافة في الأردن).
1999 – أدب السيرة والمذكرات في الأردن (مشترك) – منشورات جامعة آل البيت، الأردن.
2006 – المذكّرات والرحلات، للشيخ إبراهيم القطان 1916- 1984م (إعداد وتحقيق بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور صلاح جرار والأستاذة ريم القطان) – وزارة الثقافة، عمّان.
2006 – أطلال جرش: فصول في التاريخ والآثار والأدب، للبدوي الملثم – يعقوب العودات 1909-1971م (تحقيق وتقديم بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور صلاح جرار) – منشورات جامعة جرش الأهلية، الأردن.
2009 – أوراق تتكلَّم (سلسلة سير وأعلام، مكتبة الأسرة الأردنيّة) – وزارة الثقافة، عمّان.
2011 – حركة النشر وروّادها في الأردن – منشورات مديرية الثقافة، أمانة عمّان الكبرى.
2011 – ذكريات حياتي، لعيسى الناعوري (تحقيق وتقديم بالاشتراك مع أ.د. صلاح جرار) – وزارة الثقافة، عمّان.
2015 – مذكرات حسن سعيد الكرمي (1905-2007م) في الحياة والثقافة العربية (إعداد وتحرير ودراسة بالاشتراك مع سهام الكرمي) – منتدى الفكر العربي، عمّان.
2017 – نوافذ مشرقية من التاريخ والرحلات (دراسات) – وزارة الثقافة، عمّان.
2019 – دولة النهضة العربية 1918-1920 (إعداد وتحرير ومشاركة في التأليف) – منتدى الفكر العربي، عمّان.
2019 – الكاتبون بالضوء: رسوم قلمية ومطالعات (تراجم ونقد) – المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. (ردمك 978-614-419-999-2)
التماسك الاجتماعي..
في مقالة له بعنوان (الإعلام الرقمي ودور الشباب في تعزيز التماسك الاجتماعي) كتب “كايد مصطفى هاشم”: “يحسُن بنا عندما نتحدث عن الشباب وأدوارهم وأوضاعهم أن نحدِّد مَنْ هم الشباب الذين نقصدهم، وأي الفئات العمرية التي تُدرَج ضمن هذا الوصف. وفي ضوء ذلك نجد الأمم المتحدة تعرِّف الشباب بأنهم أفراد في أعمار من 15 – 24 عاماً، وعملياً هي المرحلة التي تُختتم بإنهاء المرحلة الأولى من التعليم العالي . فيما حدَّدت مبادرة الشرق الأوسط الشباب بأنهم ذوو الأعمار من 15 – 29 عاماً الذين هم في مرحلة العمل أو ما بعد التخرّج من المرحلة الأولى تلك، وهناك تصنيف آخر للشباب من سن 15 -35 عاماً. مع الأخذ بالاعتبار مع هذه التصنيفات عدم التجانس بين الشباب كمجموعة؛ بسبب اختلاف أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية والجغرافية والبيئية.
وسنجد أن الفئات من ذوي الأعمار الشابّة وبحكم معدلات النموّ السكاني المرتفعة في المنطقة العربية خلال العقود الماضية، أصبحت تحوز النسبة الأكبر وبمعدلات متفاوتة من أعداد السكان في أنحاء هذه المنطقة، مما يوصف بأنه “عامل واقعيةٍ حاسم يكتنف التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، وتنعكس على هذه الكتلة السكانية بشكل مباشر آثار التفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً في ما يتعلق بالتحصيل التعليمي النوعي، وفرص العمل المناسبة، والرعاية الصحية والمهنية، وكذلك المشاركة المدنية
ورغم ذلك، فقد ظلت بعض الدراسات تؤشِّر لسنوات متعددة على أن هذا القطاع الأكبر سكانياً، يعاني أشكالاً من التهميش وحالات من الاغتراب داخل مجتمعاته،وأن هذه النسبة المرتفعة التي تقدر بعشرات الملايين من الشباب تمثل التَّوق إلى المشاركة في حركة الحياة والإسهام في تحقيق المجتمع المتقدم، في وقتٍ كانت فيه المجتمعات العربية تواجه تحدّيات العولمة، وما أوجدته تياراتها المتدفقة من إشكاليات في موضوع الهوية الثقافية، وجدل الثنائيات ولاسيما ثنائية الأصالة والمعاصرة، والصراع بين الماضي والحاضر، ووجد الشباب أنفسهم في مقدمة هذه المواجهة دون أدوات ثقافية وفكرية وإعلامية وتربوية يمكنها أن تطاول هذا المدّ المتلاحق من التغيّرات وتستوعبه، فنشأت مظاهر من الاغتراب الثقافي، والاغتراب السياسي بافتقاد المعايير والقواعد المنظمة للسلوك السياسي، وبالتالي فقدان الدور في هذا المجال، الأمر الذي نشأ عنه ظواهر التمرد والتطرف في بعض الأحيان”.
ويضيف: “إنَّ المشكلات التي تنشأ عن ضعف الانتماء واضطراب الهوية، تعمّق التبعية والتجزئة والتخلف، مما يجعل صورة المستقبل ضبابيّة أمام الشباب، وبخاصة مع فقدان التواصل السليم أسرياً واجتماعياً وثقافياً، وقصور الإعلام عن تقديم رؤية وخطاب متفاعل مع المجتمع وقضاياه يؤكد هويته ومرجعياته الفكرية وقيمه الثقافية، ووجود بقايا من ثقافة الخوف في الذهنية الاجتماعية.
ترصدُ بعض الدراسات نتائج تشجيع الجدل الانفعالي والاتهامي والاستفزازي في بعض الفضائيات ذات الانتشار الواسع منذ التسعينيات، والتركيز في البرامج على الجانب المثير الذي يعكس وجه الحقيقة ملوَّناً بالعزف على مشاعر عامّة الناس المتعطشين لمعرفة أسرار واقعهم السياسي. ويرى أستاذ الإعلام والاتصال الدكتور عصام الموسى أن نوعاً من الخطاب الإعلامي المُغرِق في الترفيهية أدى إلى إشغال المواطن وهدر وقته والهبوط بذائقته، وتوازى مع هذا الهدر مواد إخبارية في تلك الفضائيات أو مثيلاتها أعلت من شأن الصراعات، فزادت في إحباط المتلقي وسببت له الاكتئاب، خصوصاً في وقت كان الحلم القومي الوحدوي يتراجع.
استطاع الإعلام الرقمي الجديد في منتصف التسعينيات أيضاً أن يجتذب أعداداً كبيرة من جمهور وسائل الإعلام تشير الدراسات والإحصائيات حتى اليوم إلى أن النسبة الأكبر منهم هم الشباب من مختلف الفئات العمرية الشابة، ليصبحوا من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية، فيتيح لهم اتصالاً معلوماتياً أكثر تفاعلية وجاذبية وسهولة استخدام في أثناء التنقل، سواء بالكتابة أو الصور أو الفيديو. وإذا كانت هذه المواقع قد عملت على زيادة الاهتمام بالقضايا الاجتماعية وقضايا المواطنة، إلا أن العنف اللفظي يتصاعد فيها باتجاهات سياسية وطائفية وعنصرية وما إليها، كما تنتشر من خلالها المواد الإباحية والمواد التي تمسّ القيم الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية، وبعضها له مخاطر ونتائج وتداعيات جرمية عن بُعد.”
الثقافة..
في حوار معه أجراه “نضال برقان” يقول “كايد مصطفي هاشم” عن الثقافة ومؤسساتها في بلاده: “من حيث المبدأ «التعددية» في الأداء الثقافي من جانب الهيئات والمؤسسات والمراكز الثقافية مطلوبة ومرغوبة ما دام أن هناك إطاراً تنسيقياً واضحاً يضمن لهذا الأداء إنتاجاً نوعياً وأثراً فاعلاً يحققان الأهداف المرجوة في المجتمع على المستوى الثقافي ودور الثقافة في النهوض والتقدم والتنمية.
لكن مسألة «الكثرة العددية» هي ظاهرة تستدعي الدراسة الموضوعية والمراجعة الدقيقة والتساؤل حول نوعية الإنتاج الثقافي ومدى تأثيره الإيجابي في عملية البناء الإنساني والتنموي، وفي رفد الطاقات المثمرة فكرياً وإبداعياً واجتماعياً والحيلولة دون ضياعها في زحمة الكثرة، ولا سيما أننا نلاحظ في بعض الحالات تداخلاً وتكراراً وتشابهاً وما يشبه النسخ المكررة بين فعاليات ثقافية تقوم بها هيئات أو جمعيات أو دواوين عائلية أو خاصة، دون أن يكون لها رؤية أو قائمة على أهداف محددة ثقافياً، وهذا فيه تشتيت للفعل الثقافي واختلاط الحابل بالنابل، والأسوأ أن يكون العمل الثقافي موجهاً لخدمة أشخاص أو اعتبارات تُدار ممن لا شأن لهم بالثقافة وإنما يتخذونها وسيلة للشهرة والمركز الاجتماعي.
ولاشك أن دور وزارة الثقافة يعد مركزياً وجوهرياً في نطاق تنظيم الأداء الثقافي بصفتها المؤسسية الوطنية التي تتولى الخطط والبرامج والتشريع على صعيد الثقافة والفن، والأهم أنها الجهة المحايدة والجامعة للمثقفين والمبدعين من حيث الدعم والرعاية والتنظيم والتنسيق. ولعل التفكير بنظرة جديدة تقوم على إقامة دور للثقافة في المحافظات على غرار بعض التجارب العربية مثل مصر وتونس يجمعها مجلس أعلى للثقافة يؤدي إلى تجنب الكثرة العددية للجهات المنشغلة ظاهراً بالثقافة، وتوجيه الطاقات والجهود نحو الفاعلية الحقيقية المطلوبة”.
المثقف..
وعن المثقف يواصل: “إطلاق صفة مثقف أو مفكر أو مبدع أو كاتب تعني بالضرورة أن هذا الشخص اختار أن يكون مشتبكاً فكرياً مع التحديات التي يواجهها مجتمعه على المستوى الوطني والقومي، بل إن هذا العصر يتطلب من المثقفين أن يكونوا على إطلاع وإلمام بالتحديات البشرية وقضايا الإنسانية بعامة، فالمثقف أياً كان موقعه الوظيفي فإن حصيلة قدرته على الإسهام في معالجة الجوانب المختلفة للثقافة والأزمات في بلده أو في صفوف أمته مرتبطة بالمفهوم الإنساني العام الذي يشترك فيه البشر جمعياً لتحقيق الرؤى الأفضل والمُكتسبات الحضارية التي تؤهل الإنسان للارتقاء الإيجابي عقلاً وفكراً وسلوكاً.
وعن الكاتب الملتزم مجتمعيا يواصل: “أيضاً لا بد أن يكون الكاتب أو الفنان الذي يخاطب الناس ويتواصل معهم فكرياً له منطلقه ورؤيته المعبرة عن وجهة التزامه بمبادئ وأفكار واضحة لا تناقض إنتاجه وتنسجم مع الأفكار التي يطرحها على الملأ والقضايا التي يتناولها. ودون ذلك فإن انتفاء الالتزام في الفكر يشبه السير في الطريق من غير هدف بل هو خطاب سائل بلا معنى، ولا يحمل سمات الهوية الثقافية التي ينبغي على الكاتب العربي خصوصاً في هذا الزمان أن تكون نُصب عينيه إزاء الهجمات المستمرة على هذه الهوية في عصرٍ حافل بالصراعات.”
وفاته..
توفي “كايد مصطفى هاشم” الأربعاء 15 أيار مايو 2024.