9 أبريل، 2024 5:56 ص
Search
Close this search box.

كاثرين هيبورن.. جسدت أدوار المرأة القوية ولقبت ب”أعظم نجمة”

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل
“كاثرين هوتون هيبورن” ممثلة أمريكية، تميزت باستقلاليتها وشخصيتها، واستمرت ممثلة في السينما الأمريكية لأكثر من 60 عاما. أطلق عليها معهد الفيلم الأمريكي اسم “أعظم نجمة في تاريخ هوليوود” في عام 1999.
حياتها..
ولدت في “هارتفورد”، كونيتيكت، في 12 آيار- مايو 1907، وكانت الثانية من بين ستة أطفال. كان أبوها “توماس نورفال هيبورن”، عمل طبيب مسالك بولية في مستشفى “هارتفورد”، وأمها “كاثرين مارثا هوتون”، كانت مناضلة تنتمي للحركة النسوية. ناضل الوالدين من أجل إحداث التغيير في أمريكا، فقد ساهم “توماس هيبورن” في تأسيس جمعية النظافة الاجتماعية لنيو إنجلاند، التي كانت تقوم بتوعية الناس حول الأمراض التناسلية. وكانت أمها رئيسة جمعية “كونيتيكت لحق التصويت للنساء”، ثم كافحت من أجل “تحديد النسل” بالمشاركة مع “مارجريت سانجر”.
عندما كانت “كاثرين” طفلة، كانت تذهب مع أمها لحضور مظاهرات عدة من أجل “التصويت للمرأة”. كما تربت هي وأشقاءها على التمتع بحرية التعبير والتشجيع على التفكير والجدال حول أي موضوع. وقد هاجم المجتمع أبويها بسبب آرائهما التقدمية والتحررية، مما كان حافزا ل”كاثرين” لتواجه الحواجز التي تعترض طريقها. وطالما ذكرت أنها كانت تعي منذ صغرها أنها تتمتع ب”أبوين رائعين،” حيث كان لهم الفضل في تنشئتها تنشئة صحية كانت أساسا لنجاحها في حياتها. وقد استمرت “كاثرين” قريبة من عائلتها طوال حياتها.


كانت “كاثرين” تميل إلى تقليد الذكور في طفولتها، وتمنت أن تسمى باسم “جيمي”، وقد قصت شعرها مثل الذكور، وكان الأب مهتم بأن يستخدم أولاده عقولهم وأجسادهم بشكل صحي، فكان يعلمهم السباحة وركوب الخيل ولعب الجولف والجري والمصارعة والغوص والتنس. وأحبت “كاثرين” رياضة الجولف وكانت تأخذ دروسا يومية فيها، ووصلت حتى الدور نصف النهائي في بطولة الجولف للفتيات في “كونيتيكت”. كما أحبت ممارسة السباحة في “لونج آيلاند ساوند”، وكانت تأخذ حمامات ثلج كل صباح.
وكانت “كاثرين” تحب الأفلام السينمائية منذ طفولتها، وكانت تذهب لمشاهدتها يوم السبت كل أسبوع. وكانت تقوم مع أصدقائها وأشقائها بتمثيل مسرحيات يتفرج عليها الجيران مقابل تذكرة بسعر50سنتا، وكانت تلك النقود تذهب لصالح شعب النافاهو.
وفي 3 نيسان/ أبريل 1921، كانت حادثة مأساوية ل”كاثرين” التي ذهبت لزيارة أصدقائها في قرية “جرينتش”، واكتشفت أنتحار أخيها الأكبر “توم”، الذي قام بشنق نفسه. وقد أنكرت عائلة “هيبورن” كون الحادثة حادثة انتحار، مؤكدة أن موت “توم” لابد وأن يكون نتيجة خطأ في تجربة. أدت الحادثة إلى إصابة “كاثرين” التي كانت في مرحلة المراهقة بتقلب المزاج والغضب وإحساسها بالشك تجاه من حولها. فابتعدت عن أصدقائها، وامتنعت عن الذهاب إلى مدرسة “أكسفورد”، وأعطاها والداها دروسا خاصة لتكمل دراستها وذلك لعدة سنوات، وقد اعتبرت تاريخ ميلاد أخيها “توم” هو تاريخ ميلادها. وقد كتشف ذلك في عام 1991 في سيرتها الذاتية، التي عنونت “عني: قصص من حياتي”، حيث كشفت عن تاريخ ميلادها الحقيقي.
حصلت “كاثرين” على مقعد في كلية “برين ماور” في 1924. وقد التحقت بهذه الكلية إرضاء لأمها، التي كانت تدرس هناك وقد كرهت “كاثرين” تلك الكلية. واستمرت في الدراسة لعدة سنوات ولم ترتح في التعامل مع رفيقاتها. وقد تم إيقافها ذات مرة عن الدراسة في الجامعة بسبب أنها كانت تدخن في غرفتها. وحاولت “كاثرين” التمثيل في الجامعة، لكن كان أداء الأدوار في مسرحيات الكلية مشروطًا بالحصول على درجات جيدة. لذا سعت إلى تحسين أدائها الدراسي وما أن تحسنت درجاتها، حتى بدأت في الأداء التمثيلي في مسرحيات الكلية بانتظام. وقامت بدور البطولة في مسرحية “المرأة في القمر” في عامها الأخير في الكلية، وكان رد فعل الجمهور الإيجابي دافعا لها لتواصل حياتها المهنية في التمثيل للمسرح. و تخرجت بدرجة في التاريخ والفلسفة في حزيران/ يونيو 1928.
المسرح..
سافرت “كاثرين” بعد تخرجها من الجامعة إلى “بالتيمور” لمقابلة “أدوين اتش. كنوبف” الذي يدير شركة للإنتاج المسرحي بنجاح. وقد أُعجب “كنوبف” بأدائها ومنحها دورا في عمل ينتجه وكان باسم “إمبراطورة روسيا”. وقد نجحت في أداء دورها الصغير ووصفت صحيفة “البرينتد ورد” أدائها التمثيلي بأنه “لافت للنظر” وقد منحت “كاثرين” دورا في عرض الأسبوع التالي، لكن هذه المرة لم يكن رد فعل الجمهور إيجابيا حيث انتقدت بسبب صوتها. لذا رحلت عن “بالتيمور” لكي تتعلم على يد معلم للصوت في مدينة “نيويورك”.
وحين أنتج “كنوبف” مسرحية “على البركة الذهبية” في نيويورك، استعان ب”كاثرين” كبديلة للبطلة. وذلك قبل أسبوع من الافتتاح، ولحسن حظها فصلت البطلة وأخذت “كاثرين” دورها الذي منحها دور البطولة للمسرحية لمدة أربعة أسابيع فقط في مسيرتها الفنية في المسرح. وفي ليلة الافتتاح، وصلت “كاثرين” متأخرة وتعثرت قدميها واختلطت عباراتها وتحدثت بسرعة كبيرة لدرجة يصعب فهمها. لذا فصلت على الفور وأُعيدت البطلة الأصلية للدور.
رغم ذلك عملت “كاثرين” مع المخرج “آرثر هوبكنز”، وقبلت دور تلميذة في مسرحية “هذه الأيام”. وكان ظهورها لأول مرة في “برودواي” في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 1928، في مسرح “كورت”، ولكن فشل العرض وأُغلق بعد ثمان ليال. ثم استعان بها “هوبكنز” كبديلة عن البطلة في مسرحية “عطلة” للمخرج “فيليب باري” في أوائل كانون الأول/ ديسمبر. وبعد أسبوعين فقط، توقفت “كاثرين” من أجل الزواج من “لودلو أوجدن سميث” الذي كانت تعرفه منذ أيام الدراسة في الكلية. وقد قررت ترك التمثيل بالمسرح، ثم افتقدت العمل بالمسرح بعد ذلك، واستمرت في أداء دور البديلة في مسرحية “عطلة” الذي قامت بأدائه لستة أشهر.
وفي 1929 رفضت “كاثرين” أداء دور مع “جيلد للمسرح” لأجل أداء دور البطولة في مسرحية “الموت يأخذ إجازة.” حيث أحست بأن الدور مثالي، ورغم ذلك طردت من العمل مرة أخرى. وعادت إلى “الجيلد”، وأخذت دور البديلة في مسرحية “شهر في البلد”، ولكن بأجر منخفض.
وانضمت “كاثرين” في ربيع 1930 إلى شركة للإنتاج المسرحي في “ستوكبريدج، ماساشوستس”. ورحلت في منتصف فصل الصيف، واستأنفت الدراسة مع معلم للدراما. وفي أوائل 1931، أصبحت من بين فريق العمل في إنتاج برودواي “الفن والسيدة زجاجة.” وفصلت من أداء الدور وذلك لأن كاتب المسرحية لم يحبها ووصفها بأنها “تظهر رعبا، وطريقتها غير محتملة، كما أنها ليست موهوبة”. ثم أعادت لأداء الدور بسبب أنهم لم يجدوا ممثلة أخرى تقوم بأدائه. وكان هذا نجاحا صغيرا بالنسبة لها.
وقد ظهرت “كاثرين” في عدة مسرحيات أنتجتها شركة للإنتاج الصيفي في “إيفوريتون، كونيتيكت”، ونجحت بنسبة كبيرة. وطلب منها “فيليب باري” أن تظهر في مسرحيته الجديدة “مملكة الحيوان” في ربيع 1930، وذلك بالمشاركة مع “ليزلي هاوارد”. وقد بدأت البروفات في تشرين الثاني/ نوفمبر وأحست “كاثرين” أن الدور سوف يجعلها تصبح نجمة، ولكن “هاوارد” لم يحبها ولذلك فصلت من العمل مرة أخرى. وعندما سألت “باري” عن سبب فصلها، قال لها: “حسنا، لكي أكون صريحا، فأنت لم تكنِ جيدة جدا.” وقد أدى ذلك إلى زعزعة ثقتها بنفسها وبأدائها في التمثيل، ورغم ذلك ظلت تبحث عن عمل. وأخذت دورا صغيرا في مسرحية قادمة، وعندما بدأت البروفات، طُلب منها أن تطلع على دور البطلة في الأسطورة اليونانية “الزوج المحارب”. وكانت مسرحية “الزوج المحارب” انطلاقة “كاثرين”.
يذكر كاتب السيرة “تشارلز هيجام”، أن الدور كان مثاليا، ويتطلب ألعاب رياضية و طاقة عدوانية، والتزمت “كاثرين” بالإنتاج بحماسة شديدة. افتتتحت المسرحية في 11 آذار/ مارس 1932، في “مسرح مورسكو” في برودواي. وفي أول ظهور لها على المسرح، وكان على “كاثرين” القفز أسفل درج ضيق وهي تحمل ظبي فوق كتفها، وترتدي سترة قصيرة فضية. واستمر عرض المسرحية لمدة ثلاثة أشهر، وأعجب الجمهور بأدائها.
السينما (1932- 1934)..
لفت نظر “ليلاند هايوارد” وهو باحث عن الوجوه الجديدة لوكالة هوليوود، أداء “كاثرين” في مسرحية “الزوج المحارب”، فطلب منها أن تجري اختبارا للمشاركة في الفيلم القادم لـ”راديو كيث أوفيام ” وكان بعنوان “وثيقة طلاق”، للمخرج “سيدني فيرفيلد”. وقد أُعجب المخرج “جورج كوكور” بأدائها، وقال:”كان هناك هذا المخلوق الغريب، كانت على خلاف أي شخص سمعت به في أي وقت مضى”. وكان يحب الطريقة التي تمسك بها كوب زجاجي قائلا: “أعتقد أنها كانت موهوبة جدا في هذا العمل”.
عندما طلب منها أداء الدور، طلبت “كاثرين” أجر 1.500 دولارا أسبوعيا وهو مبلغ كبير بالنسبة لممثلة مبتدئة. دفع “كوكور” الأستوديو على قبول مطالبها المادية، ووقعت “كاثرين” على عقد مؤقت مع ضمان لمدة ثلاثة أسابيع. حكي “ديفيد سلزنيك” رئيس “راديو كيث أوفيام”، أنه أخذ “فرصة هائلة” في اختيار الدور للممثلة غير العادية. وصلت “كاثرين” إلى ولاية “كاليفورنيا” في تموز/ يوليو 1932، وكانت في عمر 25 عاما، وقامت ببطولة فيلم “وثيقة طلاق” أمام الممثل “جون باريمور”، ولم تظهر رعبا أو توترا، رغم أنها حاولت التكيف مع طبيعة الفيلم، وكانت “كاثرين” معجبة بالجدية في العمل منذ البداية.
نال الفيلم نجاحا كبيرا وأعجب الناس بأداء “كاثرين”. ووصف “موردونت هول” من صحيفة “النيويورك تايمز” أدائها بأنه “رائع على نحو ممتاز… وتعد الآنسة هيبورن واحدة من أفضل من ظهر على الشاشة”. وقال تقرير مجلة “فاريتي” أن “الصدارة هنا هي الانطباع الساحق الذي صنعته كاثرين هيبورن في أول مهمة لها في الفيلم. فلديها شيء حيوي يضعها بمعزل عن مجرة الفيلم”. ونتيجة لنجاح فيلم “وثيقة طلاق”، وقع “راديو كيث أوفيام” مع “كاثرين” عقدا طويل الأجل. وأصبح “جورج كوكور” صديقا لها لمدى الحياة، وقدم معها عشرة أفلام.
كان فيلمها الثاني “كريستوفر القوي” 1933 يتناول حكاية طيارة وعلاقتها الغرامية مع رجل متزوج. وفشل تجاريا، ولكن “كاثرين” تلقت إشادة جيدة عن دورها فقد كتبت “ريجينا ترو” في المجلة الأمريكية، أنه على الرغم من أن سلوكياتها كانت مزعجة، إلى أنها “نجحت في لفت الانتباه، وسحر الجمهور. فهي شخصية متميزة ومحددة وإيجابية”. وقد أكد فيلمها الثالث على كونها ممثلة رائدة في هوليوود، حيث أدت دور الممثلة الطموحة “إيفا لافليس” في فيلم “مجد الصباح”، وفازت “كاثرين” بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة. فهي منذ أن رأت النص موجود على مكتب المنتج “باندرو بيرمان”، شعرت بأنها خلقت لأداء هذا الدور، وأصرت على أن يكون لها. وقررت “كاثرين” ألا تحضر حفل توزيع الجوائز، لأنها لم تكن عوضا عن مدة حياتها المهنية، ولكنها شعرت بسعادة غامرة بهذا الفوز.
نساء صغيرات..
استمر نجاحها مع أداء دور “جو” في الفيلم المقتبس عن قصة “نساء صغيرات” 1933. فقد كان الفيلم واحدا من أكبر النجاحات التي حققتها صناعة السينما الأمريكية حتى الآن، وفازت “كاثرين” بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي. وكان فيلم “نساء صغيرات” من الأفلام المفضلة بالنسبة لها فقد كانت فخورة بأدائها فيه حيث قالت:”أتحدى أي شخص أن يكون جيدا “كونها جو” مثلما كنت أنا”. بحلول نهاية عام 1933، كانت “كاثرين” ممثلة سينمائية لها مكانتها.
ولكنها أحبت إثبات نفسها في برودواي. كان “جيد هاريس” واحدا من منتجين المسرح الأكثر نجاحا في العشرينيات من القرن العشرين، يمر بركود في العمل. فطلب من “كاثرين” التمثيل في مسرحية “البحيرة”، ووافقت “كاثرين” على الاشتراك فيها بأجر منخفض. وقبل أن تغادر، طلب منها “راديو كيث أوفيام” التمثيل في فيلم “العصبي” 1934 و أدت فيه بدور “تريجر هيكس” فتاة غير متعلمة من الجبل، ويعد هذا الفيلم من أسوأ أفلامها، حيث انتقدت على دورها فيه.
وبعد ثلاثة أفلام لم تنجح، نجحت “كاثرين” مع فيلم “أليس آدامز” 1935، يتناول حكاية فتاة يأست من صعود السلم الاجتماعي. أحبت السيناريو، وشعرت بالسعادة لعرض الدور عليها. وحقق الفيلم نجاحا هائلا، وكان الأفلام المفضلة بالنسبة لها، ومنحها الترشيح الثاني لجائزة الأوسكار، وتلقت ثاني أكبر عدد من الأصوات بعد “بات ديفيز”.
تراوحت “كاثرين” ما بين النجاح والفشل في الأفلام التالية، وكانت تنتقد كثيرا، وكانت تترك هوليوود لتمثل في مسارح بوروداوي، ثم تعود للسينما مرة أخرى، وعان مشوارها الفني من تباطؤ في فترة الأربعينات، وكانت “كاثرين” غالبا ما تعمل في الخارج في فترة الخمسينيات، بداية من “الملكة الأفريقية”1951 التي تم تصويرها في موقع في أفريقيا، فقد شهدت الخمسينيات من القرن الماضي قبولها لسلسلة من التحديات المهنية، وتوسعها إلى حد بعيد من أي نقطة في حياتها، في الوقت الذي بدأت معظم الممثلات الأخريات في التراجع. اختلفت الآراء تجاه “كاثرين”، ولكن لوحظ أنها السيدة الوحيدة الرائدة في هوليوود التي أدت أدوار من العيار الثقيل على خشبة المسرح.
كما تألقت في فترة الستينات والسبعينات وبحلول الثمانينيات من القرن العشرين، زادت الرعشة عند “كاثرين” بشكل ملحوظ ، مما أدى إلى اهتزاز رأسها بشكل دائم. ولم تعمل لمدة عامين، قائلة في مقابلة تلفزيونية “وأخيرا فقد أتيحت لي لفرصة لأن أسمح للأطفال بأن يتباروا وأن أتحمل هذا الأمر حتى النهاية”. في 1991، أذنت “كاثرين” بنشر سيرتها الذاتية، تحت عنوان “أنا: قصص حياتي”، والتي تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعا لأكثر من عام.
تعد “كاثرين” واحدة من الممثلات الأكثر شهرة في أمريكا، لكنها انتقدت لقلة تنوع أدوارها. فشخصيتها على الشاشة تطابق شخصيتها الحقيقة إلى حد ما، وقد اعترفت به “كاثرين” في عام 1991 قالت لصحفي “أعتقد أنني دائمًا لي نفس الشخصية . فالطالما كنت شخصية واضحة جدا وأحبب الأعمال التي تظهر تلك الشخصية”. وقال الكاتب المسرحي “ديفيد ماكريري”:”تصور كاثرين هيبورن في كل فيلم مثلت فيه واسأل نفسك لو أنها لا تلعب – في الأساس- الدور نفسه مرارا وتكرارا … سواء لشخصية أيقونية أو غير أيقونية، فدعونا لا نخلط بين امرأة رائعة حقًا وفريدة وممثلة بارعة”. والانتقاد آخر متكرر موجه لها هو أن سلوكها كان جافًا جدًا.
حياتها الشخصية..
كان معروفا عن “كاثرين” حبها للخصوصية بشدة، ولم تُجر مقابلات أو تتحدث للجماهير في معظم مسيرتها الفنية. ونأت بنفسها عن نمط حياة المشاهير؛ غير مكترثة بالمشهد الاجتماعي رأته مملا وسطحيا، وارتدت الملابس الكاجوال التي كانت ضد تيار تقاليد عصر سمته التألق. ونادرا ما كانت تظهر في الأماكن العامة، حتى إنها تجنبت المطاعم، وذات مرة انتزعت الكاميرا من يد مصور عندما أخذ لها صورة دون إذنها. وعلى الرغم من تعصبها لفكرة الخصوصية، قالت إنها تستمتع بشهرتها، واعترفت في وقت لاحق أنها لم تكن ليحب أن تتجاهلها الصحافة تماما وبدأت تتخلي عن موقفها المتحفظ عندما تقدم بها العمر. بدء من مقابلة استمرت ساعتين في برنامج “ذا ديك كافيت شو” في عام 1973، وأصبحت “كاثرين” أكتر انفتاحا مع الجمهور.
وكثيرا ما يستشهد في السير الذاتية بنشاط “كاثرين” الذي لا يكل وبحماسها للحياة، في حين أصبحت رغبتها العنيدة باستقلالها عنصرا رئيسيا لنجوميتها، هذه الثقة بالنفس عنت أنها يمكن أن تكون مسيطرة وصعبة المراس، وكانت صديقتها “غارسون كانين” تشبهها بناظرة المدرسة، عرفها “آيه. سكوت بيرغ هيبورن” جيدا في سنواتها الأخيرة، وقال عنها أنها برغم من كونها شخصية ليست متساهلة، فإنها احتفظت بشعور من التواضع والإنسانية.
دفعت حالة هستيريا معاداة الشيوعية السائدة في هوليوود في أربعينيات القرن العشرين “كاثرين” إلى النشاط السياسي، وذكر اسمها في جلسات استماع للجنة House Un-American Activities Committee وذلك على الرغم من إنكارها أنها متعاطفة مع الشيوعية. وفي وقت لاحق، ساندت علنا تحديد النسل ودعمت الإجهاض. وتصريحات العلنية لهذه المبادئ دفعت الجمعية الإنسانية الأمريكية لمنحها جائزة American Humanist Association في عام 1985.


الزواج..
تزوجت “كاثرين” “لودلو أوغدن سميث”، وهو هو رجل أعمال بارز في المجتمع من “فيلادلفيا”، التقت به عندما كانت طالبة في كلية “برين ماور”. تزوجا عندما كان عمرها 21 عاما وكان عمره 29 عاما. وأعطت الأولوية لحياتها الفنية. والانتقال إلى هوليوود في عام 1932 زود التباعد بين الزوجين، في عام 1934، سافرت إلى المكسيك للحصول على طلاق سريع. تمسكت “كاثرين” بقرارها بعدم الزواج مرة أخرى، واتخذت خيارها الواعي بعدم إنجاب أطفال. وآمنت أن الأمومة يجب أن تكون التزاما يقتضي بتخصيص كل الوقت للأطفال، وقالت إنها ليست مستعدة لمثل هذا الالتزام. وقالت: “كنت لأصير أما فظيعة, وذلك لأنني في الأساس إنسان جد أناني”. وشعرت أنها مرت بتجربة الأمومة جزئيا من خلال أشقائها الأصغر منها بكثير مما أشبع أي حاجة لها لأن تنجب هي نفسها أطفالا.
وفاتها..
في شتاء عام 1996 دخلت المستشفى لإصابتها بالتهاب رئوي. وبحلول عام 1997 أصبحت ضعيفة، وظهرت عليها أعراض الزهايمر في سنواتها الأخيرة. في أيار/مايو 2003، عثر على ورم شرس في رقبتها، واتُخذ قرار بعدم التدخل طبيا، وتوفيت في 29 حزيران/ يونيو 2003 في منزل عائلة “هيبورن” في “فينويك بكونيتيكت”. وكان عمرها 96 عاما ودفنت في “مقبرة سيدار هيل” في “هارتفورد”. وطلبت هي أن لا يقام لها حفل تأبين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب