16 نوفمبر، 2024 11:25 ص
Search
Close this search box.

كاتبة فلسطينية : السعودية تحارب اليمن بدافع أحقاد تاريخية !

كاتبة فلسطينية : السعودية تحارب اليمن بدافع أحقاد تاريخية !

خاص : ترجمة – لميس السيد :

على ما يبدو أن تدمير “السعودية” لـ”اليمن” يأتي من نابع حقد عنيف ومتأصل منذ قديم الأزل؛ بسبب حضارة “اليمن” المزدهرة قديمًا.

تتجه الحرب في “اليمن” نحو عامها الرابع، وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة، حتى الآن، هي التدمير التدريجي للبلاد والشعب اليمني.

تبدو المعركة ظاهريًا؛ أنها من أجل استعادة حكم الرئيس المخلوع في اليمن، “عبدربه منصور هادي”، الذي هرب إلى “المملكة السعودية” في أعقاب استيلاء “الحوثي”، عام 2014، على “صنعاء”. وتهدف الحرب أيضًا إلى إحباط خطة “إيران”، المزعومة، لنشر سيطرتها في جميع أنحاء “اليمن” باستخدام المتمردين “الحوثيين” كوكلاء.

لكن الشراسة العشوائية لهجوم “التحالف” على “اليمن” لا يمكن تفسيرها من خلال هذه الدوافع المفترضة والمباشرة، وفقًا للكاتبة الفلسطينية، “غاددة كرمي”، بمقالها في صحيفة (ميدل إيست أي) البريطانية، فلماذا كان من الضروري قصف البلاد وإعادتها إلى مظهر يذكر الرائي بالعصر الحجري، مع استهداف مدنييها، وضمان أنها لن تتعافى لمدة قرن ؟..

للإجابة على هذا السؤال؛ قالت الكاتبة أنه يجب علينا فهم التاريخ العربي والمكانة السعودية الصغيرة فيه.

حضارات مزدهرة..

قالت الكاتبة الفلسطينية أنه في العصور القديمة، كان “اليمن” موطنًا للعديد من الحضارات المزدهرة. وقد تطورت هناك ست ممالك على الأقل من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ومقراتها في “معين، وقطبان، وحضرموت، وأوسان، وسبأ، وحِميَر”. كانت “مملكة سبأ”، الأبرز واستمرت 11 قرنًا، وكانت واحدة من أهمها في الشرق الأدنى.

وتعرف بالأسطورة الشعبية مع “ملكة سبأ”، وهي مذكورة في القرآن الكريم، وكانت عاصمتها في “مأرب”، حيث بنى السبائيون سدًا كبيرًا كان أعجوبة الهندسة القديمة، كما طوروا نظام ري متقدم من خلال شبكات القنوات وثروة من الأراضي الزراعية.

وبحلول عام 700 ق. م، انتشر حكم السبائيون في معظم جنوب “شبه الجزيرة العربية”، وكانت حضارة رائعة مبنية على تجارة التوابل في البخور، والتي توسعت من خلال شبكات التجارة التي وصلت إلى “الصين” و”الهند” والشرق الأدنى. ولتسهيل تجارتها، قاموا ببناء سلسلة من المستعمرات على طريق البحر الأحمر إلى الشرق الأدنى، وكانوا يتحكمون في مخارج “باب المندب” إلى “المحيط الهندي” والقرن الإفريقي.

وعثر على بقايا الفن المعماري في مواقع الهندسة المعمارية السبئية في أماكن بعيدة مثل “شمال إثيوبيا”.

ومع ظهور الإسلام، لعبت القبائل اليمنية دورًا رئيسًا في الفتوحات العربية لـ”مصر والعراق وبلاد فارس وبلاد الشام”. في القرن الثالث عشر، كان “اليمن” يتمتع بثقافة إسلامية مزدهرة، إلى جانب العديد من المدارس الدينية ومراكز التعلم الإسلامي. مع هذا جاء تطوير بنية مميزة تعتمد بشكل شبه كلي على مواد البناء المحلية، الفريدة في المنطقة العربية. ومدينة “صنعاء” القديمة، التي يرجع تاريخها إلى القرن المسيحي الأول، هي مثال ساطع على ذلك.

غارق في التاريخ..

على النقيض من هذه الإنجازات اليمنية الأسطورية، هل عرضت شمال “شبه الجزيرة العربية”، والتي يشكل معظمها “السعودية” الحديثة، نموذج يمكن مقارنته مع “اليمن” ؟..

حتى وصول الإسلام في القرن السابع، كان هذا الجزء من “الجزيرة العربية” يحكمه عادة زعماء القبائل، ومعظمهم معزول وغامض، وبالتالي لا يمكن أبدًا أن ينافس ممالك “اليمن”. حتى بعد الإسلام، لم يتم إنشاء روائع الحضارة الإسلامية في “شمال الجزيرة العربية”، ولكن في الخارج.

وعلى الرغم من كونه مبنى حديث في تجسيده الحالي، فإن “اليمن” غارق في التاريخ. وتعتبر “المملكة العربية السعودية”، اليوم، منشأة حديثة نسبيًا، حيث تأسست في الثلاثينيات فقط من القرن الماضي، كما أنشأت “الإمارات المتحدة”، شريكتها في “التحالف العربي” بـ”اليمن”، مؤخرًا في عام 1971.

ولا يتمتع السعوديون إلا بالقليل من التاريخ أو الثقافة العلمانية، حيث يشكل تدمير عائلة “آل سعود” للمباني التاريخية والمقابر والمعالم التاريخية، في كل من “مكة” و”المدينة”، سابقة خطيرة لما يحدث في “اليمن”.

وقد أدت الحرب في “اليمن” إلى انتشار الأمراض، وتقدر “الأمم المتحدة” أن 14 مليون شخص، أو نصف سكان “اليمن”، معرضون لخطر المجاعة. ووفقًا لـ”اليونيسف”، يعاني 1.8 مليون طفل من الجوع، ويعاني 400.000 منهم من سوء تغذية حاد.

وقد أسفر القصف عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وترك 22 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات دولية، وسبب أكبر تفشي لـ”الكوليرا” على الإطلاق، بعدما تم تدمير نصف المرافق الطبية في البلاد في حملات قصف التحالف التي استهدفت البنية التحتية المدنية، وغالبًا، المدنيين أنفسهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة