كتب: ضياء فتحي موسى
” في واحدة من حُقب مصر التي كانت قبل الميلاد، عاش ساحر طيّب، وكان له ابن شاب ليس له حظ من الحب، فساء حاله، تشتت ذهنه وهزل جسمه وعاش بقلب بائس مضطرب، وعلاجه الوحيد امرأة يعشقها وتعشقه، فأراد أبوه الساحر مساعدته، وصنع له من السحر فتاة جميلة رقيقة، ولم يخبره بصنيعه، ورآها الابن أوّل مرّة قُرب النهر، تهرب من تمساح يهجم ليفترسها، فأنقذها منه، ووقع في حبّها، وهي تعلّقت به، وظلا معًا، وكانت لا تعرف أنّها مسحورة، ولا تتذكّر شيء من ماضيها، ومرّت الأيام وهما في حب وسلام، حتى مرض الساحر حدّ الاحتضار، فشعر بألم أصاب ضميره، لأنّ مع موته ستختفي كل الأشياء التي أتت من سحره، ومنها الفتاة! فجمع الإثنين وصارحهما بما عنده، فحزنا واغتمّا، وتمزقت قلوبهما حسرة، وظلّا في غرفته غير مفارقان له، وكان الواقف خلف الباب يسمع نحبيهما فيبكي، حتى أتى يوم وساد صمت مريب، ففتح الناس الغرفة ليتحروا الأمر، فلم يجدوا الفتاة، ووجدوا الساحر ميّتًا على فراشه، وابنه المسكين ميّتًا على الأرض ودمعه لم يزل متفجرًا من عينه “.
سؤال.. ما رأيك في تصرف الساحر من البداية؟