ل “فاطمة برجي”
شريد
من دون عائلة ولا بيت
ويقرأ كل يوم
تقارير العقارات
صفحة الوفيات
ودليل الهاتف.
يتيم
من دون أم ولا أب
وحيد
مثل عاصفة
وجدت نفسها
فجأة
مصلوبة فوق تلة .
حزين
مع أنه يحب الفرح
متعب
لا ينام الليل
دقيق في مواعيده
يقطف وردة
في السادسة صباحاً
ويسقيها بالدموع
مرتين على الأقل كل يوم .
خمسون عاماً
وأكثر
مرت
من أمامه
ولم يدرِ.
يلبس, كل فجر, قميصه مقلوباً
وينتعل , في الليل, حذاء من دون لون ولا شريط
جواربه كل فردة بلون
وكل لون في غرفة..
يمشط شعره وهو يردد الشتائم
بدل الأغاني…
يفتح الباب
فيقع في الهوة
يغلقه
فيبكي
يريد أن يخرج من عزلته
ولا يعرف إلى أين.
يداه تورمتا
أطرافه تسلخت
وتشققت روحه
يدفع السنوات دفعاً
ولا تتزحزح
يسحل الأيام سحلاً
يسجل أسماء الشهور التي مرت على دفتر
ثم يرميه من الشباك
أو يضعه على الرف….
لينسى..
لسانه مرّ
لكن قلبه طيب
ومتبّل بالخيبات
نسيناه مرة في الفرن
فاحترق
نسيناه على الطاولة
فتيبّس
هذا العمر اليابس المحترق الطيب المر القاسي.
انكسر ظهره
تمزقت أيامه
وسقط حمله
من يلمه؟
