28 مارس، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

قصص كل شيء غريب.. تحكي عن عوائق الحب والغربة داخل الوطن

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: قراءة- سماح عادل

المجموعة القصصية (كل شيء غريب) للكاتب العراقي “عادل الهاشمي” تبدأ باقتباس عن “ديستوفسكي” عن الغربة، ثم إهداء “إلى كل الغرباء في هذا العالم الفسيح”، وهي تتناول الغربة والاغتراب ومشاعر إنسانية سامية تدور في البلدان التي أصيبت بالحروب والفتن.

تبدأ المجموعة بقصة “من يلبسني ثوب الفرح؟” تحكي عن فتاة تدعى “محاسن” أغرمت بزميل لها في المدرسة التي تعمل بها، وحاولت مرارا أن تخبره بحبها لكنه كان يبتعد خجلا، وفي إحدى المرات صارحته بحبها لكنه جبن مرة أخرى فغضبت وذهبت إليه لتقول له أنها ليست متيمة به، وانفجر غضبها أمام الجميع لتفاجئ أنه ذهب لخطبتها، تصور القصة فتاة قوية لا تخاف من أن توصم بسبب أنها تحب، بل تسعى بكل الطرق للفوز بحبيبها، تمتلك شخصية قوية وإرادة وفي النهاية انتصرت لما تملكه من قوة وثبات.

و قصة “عبور البحر” تحكي عن شاب سوري هاجر بعد الحرب إلى السويد حالما بأن يجمع شمل عائلته، ليفاجأ أن أخيه يطرده من شقته لأنه له صديقة.. تركز القصة على هذا التناقض لتكثف محنة هذا الشاب الذي فقد موطنه وبيته وأبيه بعد خروجه من السجن، ليذهب إلى حياة لابد أن يشقى فيها بمفرده ليستطيع أن يعيش، وفق معايير المجتمع الأوربي الذي طحنته الرأسمالية فافتقد كل معاني التكافل والتعاون ومساعدة الغير خاصة أهلك.

وفي قصة “لقاء الغرباء” حكي عن رجل بائع رغم تخرجه من الجامعة لكنه فقير فاضطر إلى العمل في بيع كروت الهاتف. ويتذكر أنه اضطر للزواج من ابنة عمه رغم حبه لزميلة له في الجامعة، والتي عقليا فضلت أن تتزوج برجل غني بدلا من أن تتزوج ممن تحبه، لكن لا يقدر  أن يوفر لها حياة كريمة بسبب فقره.

وفي قصة “كل شيء غريب” قصص أخرى عن سوريات اضطررن إلى مغادرة بلادهن والعيش في بلاد اللجوء في ظروف عمل صعبة، تفترسهن مشاعر الوحدة والافتقاد إلى الأحبة والحزن على من فقدوا.

وقصة “متى تعود؟” ترصد حزن أم مكلومة في ابنها “أثير” الذي حاولت تهريبه من العراق في ظل أجواء خطيرة، لكنه وهو يحاول التجهيز للخروج من العراق اختطف ولا تعلم مصيره.. حزن عميق لا يخص فقط البطلة وإنما يخص أمهات كثيرات فقدن أبنائهن في العراق في نفس الظروف وبنفس الطريقة أو بطرق أخرى.

وفي قصة “غَيرتَ اتجاهك ونسيتني” حكي عن الحب، فتاة تحب رجل لكنه يختار صديقتها لتكون زوجته وهي تعاني طويلا من هذا الحب ولا تنساه.

وفي قصة “عبق النارنج” حكي عن القتل في الشارع وكيف أنه أصبح حادثا عاديا. أما في قصة “الأيام العصيبة” حكي عن الموت المجاني، البطلة من الموصل عانت من حروب كثيرة كانت آخرها داعش واحتلالها للموصل ثم تحريرها، لكن معاناتها وأسرتها لم تنته، فقد مات زوجها في النهاية ومات كثيرون، وتتساءل البطلة متى تنتهي هذه الأيام العصيبة وهل من لم يمت بكل الطرق الوحشية يعيش أصلا.

في قصة “أحتاج لأمي” حكي عن الأم وأهميتها الكبيرة في حياة أية فتاة، وكيف أن يتيمة الأم تحرم من أشياء كثيرة هامة، كما تحكي عن خوف المرأة التي تتعرض لانتهاكات جسدية من زوجها، وخوفها المرضي من الاعتراض حتى لا تخسر أبنائها وحتى لا تتعرض للانتقاد ممن حولها.

وفي قصة “الهروب” حديث آخر عن العوائق التي تقف أمام الحب، الفقر والعوز والهروب، حيث اضطرت حبيبة البطل أن تهرب هي وأسرتها بعد أن اختطف أخيها وقتل، كيف يعيش الحب في بلد تنهشه الصراعات والحروب والطائفية.

وفي قصة “تركوك وحيداً” عن رجل تمرض زوجته بعد حياة زوجية حافلة ويجد نفسه يتلهف على وجود أنثى أخرى في حياته، يقع في غرام بائعة الخضار وينتوي الزواج منها لكنه يفاجأ بمرض زوجته الذي يحزنه كثيرا..

القصص مكتوبة بلغة مميزة سلسلة وعذبة، واستطاع الكاتب أن يرسم شخصيات حية ولها عمق نفسي رغم قصر القصص، كما رصد معاني هامة الاغتراب خارج الوطن، والحزن، وافتقاد الأحبة، والمعوقات التي تواجه الحب في البلدان الذي لحقها الدمار، حيث ركز على المشاعر التي تلي الفواجع التي تمتلئ بها العراق وسوريا بشكل خاص. الشخصيات حية ومتفاعلة والحكي مكثف لكنه محمل بأحداث كثيرة وهامة  وثري بها، المجموعة تقع في حوالي 88 صفحة إصدار عام 2019 .

الكاتب..

“عادل الهاشمي” حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية، ماجستير إدارة مشاريع، عمل طويلا في قطاع السدود ومحطات الكهرباء، وآخر عمل قام به قبل التقاعد مديرا لنقل الطاقة الكهربائية لمحافظة الأنبار، وهو وناشط في مجال التنمية البشرية وعضو مجلس إدارة لجمعية الرحمة لرعاية مرضى السرطان. صدر له كتاب (مسافر إلى مدن فاتنة) وهو كتاب رحلات يتناول فيه مدن من مختلف بلدان العالم، قد زارها بنفسه وخبر سحرها وجمالها، ونقله إلى كتابه. وصدر له أيضا كتاب ( مدن الثلج) وأخيرا مجموعة ( كل شيء غريب).

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب