9 أبريل، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

قصة القهوة بدون كافيين .. كيف كانت أداة النازيين لإعلاء كلمتهم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

خلال مقاومتهم من أجل الحفاظ على “طُهر” الأجناس العليا، اهتم النازيون بأمور قد نراها اليوم غريبة للغاية، ووصل حد تدميرهم للأسس إلى “فنجان القهوة”، الذي يعتبره كثيرون أهم ما يميز العالم، ويُعد سيمفونية متكاملة من المذاق القوي الحلو بعيدًا عن الإستكثار من السكر والرائحة التي تجذب الروح دون أن تدري، لكن قادة “ألمانيا النازية” اعتبروا “القهوة”، بدون كافيين، منتجًا قوميًا، لم يكن السبب في ذلك هو رغبتهم في الحفاظ على الصحة وإنما جاء في سبيل “طُهر” الأجناس العليا !

وشهدت “جمهورية فايمر”، التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، بروز قيم جديدة متعلقة بالتغذية السليمة، بما في ذلك الاهتمام بالأطعمة العضوية، وتجنب تناول الأطباق التي تحتوي على مكونات معينة؛ مثل “السكر”، وتقليص استهلاك الكحوليات والإعتدال في التدخين وعلو الأنظمة الغذائية التي تعتمد على الأطعمة النباتية، بينما كانت هذه الطبقة تنظر إلى “الكافيين” بنظرة سلبية، وتشربت “النازية”، التي نشأت وانتشرت خلال تلك الحقبة، هذه القيم، ويذكر التاريخ أن كثير من القادة النازيين كانوا نباتيين.

صدفة القهوة منزوعة الكافيين..

أقتضت الأخلاقيات الغذائية التي تبناها النازيون؛ أنه لا بد أن تقدم “القهوة” بدون كافيين، وإلى جانب المعتقدات كان هذا المنتج اختراع ألماني، رغم أن كل هذا حدث من قبيل الصدفة ودون تدبير؛ إذ بدأ الأمر عندما تسلم تاجر القهوة الألماني، “لودويغ روسيليوس”، كمية من حبوب “القهوة” بعدما أختلطت بماء البحر المالح، وعندما فحصها وجد أنها فقدت كمية “الكافيين” التي تذخر بها عادة؛ مع ذلك أحتفظت “القهوة” بنفس المذاق المميز.

لكن التاجر الذكي استغل هذه الصدفة وأخذ في إنتاج “القهوة منزوعة الكافيين” ضمن علامته التجارية، (HAG)، التي كانت مشهورة للغاية في ذلك الوقت، وقدم المنتج الجديد بصفته أفضل منتج للقلب وللأعصاب، وروج له بالإعلانات ظهر في أحدها سيدة تطل بشعرها الأحمر المميز وهي تحمل فنجانًا من “قهوة روسيليوس” الصحية.

سبق هذا الاكتشاف الهائل لقاء بين “روسيلوس”؛ والزعيم النازي، “أدولف هتلر”، أعتنق الأول بعدها الأفكار النازية، لكنه استمر في تجارته بعيدًا عن أي أمر يخص معتقداته، حتى أنه قدم بضاعته الجديدة بصفتها منتج يسمح لليهود بالحصول عليه وفقًا للمعايير الدينية “كوشر”.

اختراع لم يصمد فاستبدل بآخر..

كانت الوحدات العسكرية التابعة لـ”هتلر” تعتبر المواد التي تحتوي على “الكافيين” وكأنها سم يجب منع تداوله، لذا وجد اختراع “روسيليوس” رواجًا كبيرًا بين الجنود وطبقة النخبة، لكن الاختراع الجديد رغم تحمس القادة له، لم ينال إعجاب الألمانيين، وظهرت المشكلة عندما بدأت الحرب الثانية واضطر الجنود إلى بذل جهود كبيرة والبقاء لأيام كاملة دون نوم، فلم تعد “القهوة” الموجودة لدى الجيش تصلح في شيء، لذا لجأوا إلى اختراع آخر، “Scho-Ka-Kola”؛ وهو نوع من الشيكولاتة يحتوي على نسب عالية من “الكافيين”، ومع ذلك تمكنت من حجز مكان لها في الأنظمة الغذائية بـ”ألمانيا النازية” بسرعة.

وكان هذا النوع من “الشيكولاتة” يوزع في البداية على الطيارين الذين يقومون بمهمات عسكرية ليلية لمساعدتهم على البقاء في يقظة لأطول فترة ممكنة، ومع الوقت توسع النازيون في استخدامه ليشمل أسلحة مختلفة داخل الجيش ووصلت إلى قوات “سرب الحماية”، التي كانت موكلة بقتل اليهود، وكانوا يتناولونها إلى جانب كميات كبيرة من الكحوليات للاستمرار في إرتكاب الجرائم الوحشية دون التوقف لحظة للتفكير.

وحتى الآن يباع هذا النوع من “الشيكولاتة” بكميات أصغر، لكنها لا تعتبر المحفز الوحيد الذي استخدمه النازيون في حربهم؛ إذ كشف الفيلم الوثائقي، (أسرار الموت: مخدرات الحرب العالمية)، أن الجيش الألماني كان يمنح الجنود أقراصًا تحتوي على مادة “ميثامفيتامين”، المعروفة بتأثيرها العقلي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب