26 أبريل، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

قصة الحضارة (129): الصين أمة غنية في مواردها وفي حيويتها

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: قراءة- سماح عادل

توقع الكتاب ازدهار ونمو الصين بعد الخراب الذي حل بها جراء الاستعمار الغربي لها واستنزاف مواردها. وذلك في الحلقة المائة والتاسعة والعشرين من قراءة “قصة الحضارة” الكتاب الموسوعي الضخم وهو من تأليف المؤرخ الأمريكي “ويل ديورانت” وزوجته “أريل ديورانت”، ويتكون من أحد عشر جزء.

دين البلاد..

يستكمل الكتاب الحديث عن الثورة في الصين: “وقضت الثورة بطبيعة الحال على دين البلاد الرسمي ولم تعد تقرب القرابين الآن من مذبح السماء إلى التِّيَان الصامت المجرد. وتجيز الحكومة عبادة الأسلاف ولكن هذه العبادة آخذة هي الأخرى في الانقراض، وينزع الرجال إلى تركها شيئاً فشيئاً للنساء وقد كانوا يظنونهن من قبل غير خليقات بهذه الطقوس المقدسة. ولقد تلقى نصف زعماء الثورة تعليمهم في المدارس المسيحية ولكن الثورة رغم انتماء جيانجكاي شك إلى الطائفة المسيحية النظامية (Methodism) لا تميل إلى دين يؤمن بخوارق الطبيعة وتصبغ كتبها المدرسية بالصبغة الإلحادية.

أما الدين الجديد الذي يحاول أن يسد الفراغ العاطفي الناشئ من فراق الآلهة فهو دين الوطنية، كما أن الدين الجديد في الروسيا هو الشيوعية. لكن هذه العقيدة في الوقت الحاضر لا ترضى كافة الناس، ولهذا ترى الكثيرين من صعاليك المدن يعمدون إلى العرافين والمتنبئين والوسطاء ليجدوا عندهم ملجأ من كدح الحياة اليومية الرتيب الذي لا لذة فيه ولا طرافة، وما يزال القرويون يجدون بعض ما يسليهم عن فقرهم ويفرج عنهم كربهم في سكون المزارات القديمة”.

تفكك الدين الأخلاقي..

وعن تفكك الأخلاق يتابع الكتاب: “والقانون الأخلاقي القديم الذي كان الناس منذ جيل واحد يظنونه قانوناً سرمدياً لا يتبدل آخذ في التفكك والانحلال بسرعة تتضاعف ثم تتضاعف على مدى الأيام بعد أن فقد حماية الحكومة والدين والحياة الاقتصادية. وأهم ما طرأ على الصين من تبدل في هذه الأيام، إذا استثنينا ما أحدثه فيها الغزو الصناعي، هو تحطيم نظام الأسرة القديمة لتحل محله نزعة فردية تترك كل إنسان حراً يواجه العالم بمفرده، وقد استبدل الولاء للدولة من الوجهة النظرية بالولاء للأسرة.

وإذ كان هذا الولاء الجديد لم ينتقل الآن من طور الأقوال والنظريات إلى طور الأعمال فإن المجتمع الجديد يعوزه الأساس الخلقي الذي يستند إليه. إن الزراعة يلائمها نظام الأسرة لأن الأرض، قبل انتشار الآلات، كانت تستغل أحسن استغلال على أيدي جماعة من الناس تربطهم الدين والسلطة الأبوية. أما الصناعة فتمزق الأسرة لأنها تعطي العمل والجزاء عليه للأفراد لا للجماعات، ولا تعطيهم هذا الجزاء دائماً في مكان معين، ولا تعترف بأن للضعفاء حقاً في مال الأقوياء، ولا يجد التعاون والتراحم الطبيعيين القائمين بين الأسرة سنداً من التنافس المرير الذي هو من طبية الصناعة والتجارة.

وترى الجيل الجديد الذي ينفر على الدوام من سلطان الشيوخ يهرع عن عمد إلى المدينة وفردية المصنع، ولعل سلطان الأب القوي في الزمن الماضي قد عجل بالانقلاب لأن الرجعية هي التي يرجع إليها على الدوام إسراف المتطرفين. وهكذا انتزعت الصين نفسها من ماضيها واستأصلت جذوره، وما من أحد يدري هل تستطيع أن تمد لها جذوراً جديدة في وقت يمكنها من أن تنجي بها حياتها الثقافية”.

تغير الزواج..

ويواصل الكتاب عن تغير نظام الزواج: “وكذلك أخذت أساليب الزواج القديم تزول بزوال سلطان الأسرة. نعم إن معظم الزيجات ما تزال ينظمها الآباء، ولكن الزواج بالاختيار الحر بين الفتيان والفتيات آخذ في الانتشار في الحواضر، فالشاب لا يكتفي الآن بأن يرى نفسه حراً في أن يتزوج من يشاء، بل هو يجري تجارب في الزواج قد يرتاع لها أبناء الغرب أنفسهم، وهذا القول نفسه ينطبق على الفتيات كما ينطبق على الفتيان. لقد كان نيتشه يرى أن آسية على حق فيما تعامل به النساء، ويرى أن إخضاعهن للرجال هو العاصم الوحيد من سيطرتهن عليهم سيطرة لا تقف عند حد، ولكن آسية قد اختارت أساليب أوربا لا أساليب نيتشه في معاملة النساء.

وتعدد الزوجات آخذ في النقصان لأن الزوجة الجديدة تعارض فيه وتعارض في التسري. والطلاق قليل غير عادي، ولكن السبيل إليه أوسع مما كانت في الأيام الماضية . والتعليم المشترك هو القاعدة المتبعة في الجامعات، واختلاط الجنسين اختلاطاً حراً أمر عادي في المدن، وقد سنت النساء لهن قوانينهن الخاصة بهن وأنشأن مدارسهن الطبية، بل سرن إلى أبعد من هذا فأنشأن مصرفاً مالياً خاصاً بهن. واللائي انضممن إلى الحزب من النساء منحن حق الانتخاب، وقد وجدت لهن وظائف في أرقى لجان الحزب والحكومة على السواء”.

تحديد النسل..

وعن الاتجاه إلي تحديد النسل يضيف الكتاب: “ولقد نبذن عادة قتل الأطفال وأخذن يزاولن عادة تحديد النسل، ولم يزد عدد السكان زيادة ملحوظة منذ قيام الثورة ولعل تيار السكان الصينيين الجارف قد أخذ الآن يتراجع. ومع هذا فإن خمسين ألف صيني جديد يولدون في كل يوم. وسيكونون في مستقبل أيامهم جدداً من كل الوجوه، جدداً في تفصيل ملابسهم وترجيل شعرهم، جدداً في تعليمهم وعاداتهم وأخلاقهم ودينهم وفلسفتهم. لقد اختفى ذيل ملابسهم الطويل واختفى معه ما كان في الأيام الخالية من ظرف ورقة، وخشنت أحقاد الثورة روح الأهلين، وأضحى من أصعب الأمور على المتطرفين أن يجاملوا المحافظين. وهاهو ذا تيار الصناعة السريع يبدل ما كان يتصف به الشعب الصيني القديم من تواكل وعدم مبالاة إلى صفات أخرى أكثر دلالة على طبيعتهم.

إن هذه الوجوه البليدة لتخفي تحتها نفوساً نشيطة سريعة الاهتياج، وإن النزعة السلمية التي أشربتها نفوس الصينيين بعد حروب دامت عدة قرون لآخذة في الزوال من طول تفكيرهم في هزائمهم القومية وتقطيع أوصال بلادهم؛ والمدارس تعد الآن كل طالب لأن يكون جندياً، وعاد القوم مرة أخرى يرون القائد بطلاً”.

تبدل نظام التعليم..

وعن التعليم يتابع الكتاب: “وتبدل نظام التعليم من أوله إلى آخره فألقت المدارس بكنفوشيوس من النافذة وأحلت العلوم الطبيعية والرياضية محله، وإن لم يكن من الضروري أن تتخلى عنه لتحل العلوم محله لأن تعاليم كنفوشيوس لا تتعارض مطلقاً مع روح العلم. ولكن التاريخ كله لحمته وسداه يتكون في جميع مراحله من غلبة الإحساسات النفسية على العقائد المنطقية. فدراسة الرياضيات والميكانيكا واسعة الانتشار لأنهما يعينان على صناعة الآلات، والآلات تعين على جمع الثروة وعلى صناعة المدافع، والمدافع قد تحفظ الحرية.

ودراسة الطب في الصين آخذة في الانتشار، والفضل في انتشارها راجع معظمه إلى هبات المحسن ركفلر . وقد تضاعف عدد المدارس الجديدة والمدارس العليا والكليات بسرعة فائقة على الرغم من فقر البلاد، والصين الحديثة تأمل ألا يمضي إلا القليل من الوقت حتى يستطيع كل طفل أن يتعلم من غير آخر وأن يسودها النظام الديمقراطي بفضل انتشار التعليم”.

الأدب والفلسفة..

وعن حدوث تغييرات جذرية في مجالي الأدب والفلسفة: “وقد حدث في الأدب الصيني والفلسفة الصينية انقلاب شبيه بما حدث في عهد النهضة. ذلك أن دخول الكتب الغربية كان له من الأثر المنتج ما كان للمخطوطات اليونانية من أثر في عقول الإيطاليين، وكما أن إيطاليا في إبان نهضتها قد هجرت اللغة اللاتينية لتكتب بالإيطالية فكذلك فعلت الصين بزعامة هوشي إذ حولت اللهجة الأرستقراطية القديمة إلى لغة أدبية هي المعروفة بالباي هوا.

وأقدم هوشي على عمل خطير جازف فيه بمصيره الأدبي فكتب بهذه “اللغة البسيطة” تاريخ الفلسفة الصينية في عام 1919؛ وكانت شجاعته سبباً في فوزه العظيم، فاتخذت الكتابة الرسمية في المدارس. وقامت في الوقت نفسه “حركة الحروف الألف” لإنقاص رموز الكتابة الصينية من 000ر40 رمز وهو العدد الذي كان يستخدمه العلماء في كتاباتهم إلى 300ر1 تكفي للاستعمال العادي، وبهذه الطريقة أخذت لهجة المنذرين تذاع بسرعة في الأقاليم الصينية، وقد لا ينتهي هذا القرن حتى تكون للصين كلها لغة واحدة وحتى تقترب من الوحدة الثقافية.

والأدب الصيني أخذ في الانتشار مدفوعاً بهذه اللغة الشعبية وبحماسة الأهلين، وقد أضحت الروايات والقصائد والتمثيليات لا يقل عددها عن الصينيين أنفسهم، وانتشرت الصحف والمجلات في كل مكان، وأخذ الصينيون يترجمون آداب الغرب بالجملة، كما أخذت أشرطة الخيالة الأمريكية، يشرحها مترجم صيني يقف إلى جانب الشاشة البيضاء، تبعث البهجة في نفوس الصينيين العلماء منهم والسذج. وكذلك عادت الفلسفة إلى عظماء الفلاسفة الأقدمين الملحدين، وأخذت تعيد دراستهم وتفسيرهم على نمط جديد بعزيمة واندفاع لا يقلان عن عزيمة أوربا ونشاطها في القرن السادس عشر”.

الانجذاب لأفكار الغرب..

الانجذاب لأفكار الغرب: “وكما أن إيطاليا بعد أن تحررت من القيود الكنسية قد راعتها العقلية اليونانية اللاتينية وأثارت إعجابها، كذلك أخذت الصين الجديدة تستمع بشغف ليس كمثله شغف إلى أقوال مفكري الغرب أمثال جون ديوي وبرتراند رسل وأمثالهم من العلماء المستقلين في تفكيرهم استقلالاً تاماً عن جميع الأديان، والذين يعظمون التجارب ويعتقدون أنها وحدها هي المنطق الواجب الإتباع، والذي تتفق فلسفتهم لهذا السبب مع مزاج أمة تحاول أن تجمع الإصلاح الديني وإحياء العلوم والاستنارة والنهضة والثورة في جيل واحد . وإذا ما امتدح أحدنا الآن ما لآسية من “قيم روحية” سخر منه هوشي وقال إنه يجد في إصلاح نظم الصناعة والحكم إصلاحا يعين على استئصال العوز من البلاد قيما أخلاقية أعظم من كل ما في “حكمة الشرق”.

وهو يلقب كنفوشيوس “بالشيخ الطاعن في السن” ويقول إن التفكير الصيني ليظهر على حقيقته إذا ما وضعت مدارس الملحدين التي كانت قائمة في القرن الخامس والرابع والثالث قبل الميلاد في مكانها الصحيح من تاريخ الصين.

بيد أنه وهو وسط هذا “التيار الجديد” الجارف وهذه الحركة الفكرية الجديدة التي كان من أنشط زعمائها قد أوتى من الحكمة ما جعله يدرك ما للشيوخ أنفسهم من قيمة، وقد صاغ مشكلة بلاده أكمل صياغة في الفقرة الآتية:

“إن الجنس البشري بأجمعه لتصيبه أكبر خسارة إذا ما استبدلت الحضارة الجديدة بالحضارة القديمة استبدالاً سريعاً مفاجئاً يمحوها من الوجود بدل أن تمتصها البلاد امتصاصاً بطيئاً وتمثلها كما يمثل الغذاء الصالح. وعلى هذا فإن المشكلة التي تواجهنا يمكن أن تصاغ على النحو الآتي: كيف نستطيع أن نهضم الحضارة الجديدة ونمثلها بحيث نجعلها متجانسة مؤتلفة مع الحضارة التي أنشأناها نحن في أيامنا الخالية؟”. “.

خراب الصين..

وعن الخراب الذي أتي به الغربيون للصين: “ويخيل إلى كل من يشهد ظواهر الأمور الخارجية السائدة في الصين الآن أنها لن تستطيع حل هذه المشكلة. ذلك أن الإنسان إذا ما فكر فيما يخيم على الحقول الصينية من وحشة وما حاق بها من خراب، وما يتناوبها من جدب تارة وفيضان جارف تارة أخرى، وما أصاب أشجارها من تقطيع وتدمير، وفيما أصيب به زراعها من إنهاك وخمول، وفي الموت التي يحصد أطفالها حصداً، وفي عمالها الذين يكدحون في المصانع كالعبيد كدحاً يضعفهم ويهد قواهم، وفي مدنها القذرة التي تتفشى فيها الأمراض، وتفرض على بيوتها أفدح الضرائب، وفي الرشوة المنتشرة في تجارتها، وفي صناعاتها التي يسيطر الأجانب عليها.

وفي فساد حكومتها، وضعف وسائل الدفاع عن بلادها، وفي أهلها الذي تفرقوا شيعاً وأحزاباً وامتلأت قلوبهم غلاً وحقداً، إذا ما فكر في هذا كله هاله الأمر فلا يدري هل تستطيع الصين أن تستعيد عظمتها الماضية، وهل في مقدورها أن تمتص مرة أخرى فاتحيها وتمثلهم في جسمها الضخم، وتحيى من جديد حياتها النشيطة المبدعة؟”.

التجديد..

ثم يتراجع الكتاب عن فكرة الخراب مدعيا حدوث تجديد: “ولكنا إذا نظرنا إليها نظرة تدقيق وإمعان رأينا من تحت هذه المظاهر السطحية عوامل النقاهة والتجديد. فأراضيها الواسعة الرقعة المختلفة الأنواع غنية بمعادنها الكفيلة بأن تجعلها بلداً صناعياً عظيماً، وقد لا يكون فيها من الثروة المعدنية ما قدره رختوفن، ولكن فيها بلا ريب أكثر مما كشفت عنه البحوث التجريبية في هذه الأيام. وإذا مات سربت الصناعة إلى داخل البلاد فستكشف عن خامات ومواد للوقود لا يتصور الناس الآن أنها توجد فيها، كما لم يكن أحد يتصور منذ قرن واحد ما في أمريكا من ثروة معدنية ومن وقود.

أما عن قواها المعنوية فإن هذه الأمة التي مرت عليها ثلاثة آلاف عام سمت فيها إلى المجد تارة وتردت في مهاوي الشقاء تارة أخرى، وتوالت عليها فترات موت وبعث، إن هذه الأمة لتظهر فيها اليوم كل دلائل الحيوية المادية والمعنوية التي نتبينها في أكثر عهودها إبداعاً وإنتاجاً. وليس في العالم كله شعب أكثر من هذا الشعب نشاطاً وذكاء، وليس فيه شعب يماثله في قدرته على التكيف حسب ما يواجهه من الظروف، وفي مقاومته للأمراض، وفي انتعاشه بعد الكوارث والآلام، شعب علمه تاريخه الطويل الصبر على الأرزاء والخروج منها سالماً على مر الأيام. وليس في وسع الخيال أن يتصور ما يخبئه المستقبل لحضارة تمتزج فيها الموارد المادية والطاقة البشرية والعقلية لهذا الشعب والوسائل والأدوات الفنية التي أوجدتها الصناعة الحديثة”.

ثروة..

ويتوقع الكتاب نهوض الصين: “وأكبر الظن أن الصين ستنتج من الثروة ما لم تنتجه قارة من القارات حتى أمريكا نفسها، وأن الصين ستتزعم العالم في نعيم الحياة وفنها كما تزعمته مراراً في الزمن القديم في التنعم وفي فنون الحياة.

ذلك أن الهزائم الحربية واستبداد الأموال الأجنبية مهما قست لا تستطيع أن تكبت إلى مدى طويل روح أمة غنية في مواردها وفي حيويتها، بل سيخسر المغير عليها ماله وينفذ صبره قبل أن تستنفذ البلاد قدرتها على التكاثر؛ ولن يمضي قرن واحد من الزمان حتى تكون الصين قد امتصت فاتحيها وهضمتهم وحضرتهم بحضارتها، وتعلمت جميع الفنون التي سيطلق عليها إلى وقت قصير اسم الصناعة الحديثة. وسوف توحد الطرق وسبل الاتصال بين أجزاءها، وتمدها أساليب الاقتصاد والادخار بحاجتها من المال، وستعيد إليها الحكومة القوية السلم والنظام. ويقيننا أن الفوضى مهما اشتدت ليست إلا أمراً عارضاً مصيره إلى الزوال، ثم يتوازن الاضطراب آخر الأمر مع الطغيان ويتعادلان، وحينئذ تكتسح العوائق القديمة وتنمو البلاد نماء حراً جديداً.

إن الثورة كالموت هي اكتساح الأقذار، وبتر الذي لا نفع فيه؛ وهي لا تقول إلا إذا كان في البلد الذي تقوم به أشياء كثيرة في دور الاحتضار. ولقد ماتت الصين مراراً من قبل، ثم عادت وولدت من جديد”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب