4 مارس، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

قراءة سريعة في “أصحاب.. ولا أعز” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

الفيلم الكوميدي المصري اللبناني (أصحاب.. ولا أعز)، (وسام سميرة)؛ المعروض على منصة (نيتفليكس)، هو نفحة هواء مشاهدة منعشة. في خضم حالة الاكتئاب التي فرضتها علينا منتجات ثقافات الحلال والحرام وجهنم وكل شركائها؛ (دراما وآكشن وحتى كوميديا)، من مخلفات السينما “النظيفة” الفارغة أو “الترفيهية” السمجة، يُمثل هذا الفيلم “تكويعة” إيجابية مرحب بها. وهذا ليس فقط بسبب السيناريو المحكم، والتصوير المتناغم مع واقعية الزمان والمكان، والتوليف غير المصطنع، والتمثيل المتجانس وخفيف الظل، لكن خصوصًا في ضوء الموضوع الذي يطرح جوانب من مشاكل يُعاني منها الكثير في مجتمعاتنا وإن بأشكال مختلفة؛ (الفيلم اعتمد على قصة من الفيلم الإيطالي “Perfect Strangers” جرى اقتباسها عدة مرات من قبل).

جميل أن نشعر من وقت لآخر أنه لدينا، (سواء كنا جزءًا من طبقاتنا الوسطى التي تزداد انكماشًا، أو جزءًا من الطبقات التي ما زال لديها مكان للتنفس خارج جو اللهاث وراء لقمة العيش)، بعض التشابه في الكثير من قضايانا واهتماماتنا الشخصية مع الكثير من الطبقات المشابهة حول العالم.. بما  فيها “توسيط” الـ”cellphone” في كل حياتنا، بما فيها تواصلنا وعلاقاتنا الإنسانية.

لا شك أن العديد من المفاصل الدرامية للفيلم متأثرة بالثوب التقليدي الذي يطبع أفلام؛ “نادين لبكي”، التي تُجهد لإبعاد “تهمة” المحلية عنها إرضاءً للجمهور “العالمي”. بيد أن الفيلم يبقى قريبًا من واقع التنوع الذي يطبع حيوات الإنسان في مجتمعاتنا،  وأن ضمن إرهاصات طبقية أكثر شراسة ووقعًا.

كما جرت العادة، عاب البعض على الفيلم تناوله لمواضيع “حساسة” بحجة إنها مواضيع: “لا علاقة لشرقنا العربي بها” !

تخيلوا أنه في القرن الواحد والعشرين ما زال هناك من يعتقد أن الإنسان في منطقتنا هو من جينات لا علاقة لتنوع مشاعرها وغرائزها وميولها الجنسية ببقية العالم ! لهؤلاء، لا نقول أكثر من أنه آن الأوان لأن تنضجوا وأن تتجاوزوا عصبيات محدودية الأفق والثقافة.

شكرًا “وسام سميرة” على هذا العمل الجميل. فنحن بالفعل بحاجة لهكذا كوميديا خفيفة من وقت لآخر..

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب