4 مارس، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

قراءة تقديمية لكتاب تيري غينزبرغ “أفلام عرب لطفي وهيني سرور، دراسات في سينما التضامن مع فلسطين” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : بقلم – د. مالك خوري :

صُدر الشهر الماضي أحد أهم الكتب الأكاديمية؛ التي نُشرت عالميًا في السنوات الأخيرة عن السينما العربية. وكما هو معلوم، فإن الدراسات والأبحاث الأكاديمية المنشورة باللغة الإنكليزية عن هذه السينما أو عن السينمائيين العرب ما تزال عُملة شبه نادرة. والكتاب يتناول مساهمات لإثنتين من رائدات السينما العربية المغايرة: “عرب لطفي”، المخرجة المصرية من أصول لبنانية، و”هيني سرور”، المخرجة اللبنانية المقيمة في “باريس”.

“عرب لطفي”؛ تُدرس حاليًا في قسم السينما في “الجامعة الأميركية” في القاهرة. والكتاب هو من إعداد الباحثة البارزة في السينما الفلسطينية؛ “تيري غينزبرغ”، من جامعة “كونكورديا” في كندا، والتي قامت بإعداد كتابها أبان فترة تدريسها في نفس القسم خلال الخمس سنوات الماضية.

الكتاب اختار أربعة أفلام للمخرجتين كمدخل لنقاش نظري معمق حول تجربتين في التناول السينمائي لـ”القضية الفلسطينية” في مراحل: تكوينية (سرور) ومعاصرة (لطفي). في الحالتين، نحن أمام توجهات اتسمت بجدرية توجهها المعادي للصهيونية كظاهرة استيطانية مرتبطة عضويًا بالمصالح الاستعمارية في المنطقة العربية. فيلمي “عرب لطفي”: (أحكي يا عصفورة)؛ (2007)، و(على أجسادهم، الطنطورة)؛ (2008)، وفيلمي “هيني سرور”: (دقت ساعة التحرير)؛ (1974)، و(ليلى والذئاب)؛ (1984)، تُشكل المعالم البحثية التي تبني على أساسها “غينزبرغ” مراجعتها النظرية.

و”غينزبرغ” تُصيب في اختيار مواضيع بحثها، خاصة في إطار ما تُمثله هذه الأفلام المميزة، والتي لم تأخد حقها بعد في القراءات حول السينما العربية التسجيلية، خاصة لجهة بحث بناءها الشكلي المغاير وطرحها المتحيز بوعي وإمتياز للمواضيع المطروحة. كما أن هذه الأعمال، بأسلوب صياغتها الفنية وبمراجعتها وتحديها التجديدي غير المُهادن مع المفاهيم التقليدية للسينما التسجيلية، ترقى بالفعل إلى إيقونات في السينما العربية السياسية المغايرة.

طروحات الكتاب والحوارات المعمقة التي تُجريها “غينزبرغ” مع المخرجتين تُمثل الأساس في ما أرى فيه أهم محاولة للتقييم النظري للتحولات التي شهدها التعاطي السينمائي العربي حتى اليوم مع الموضوع الفلسطيني. ولعل أهم ما يضعه هذا الكتاب أمامنا بإلحاح هو أهمية إعادة فتح النقاش حول التداخل العضوي فيما بين السياسة والشكل واللحظة التاريخية في فرز التجربة الفنية المسيسة وآفاقها.

في هذا السياق، يفتح الكتاب الباب واسعًا أمام إعادة النظر في تقييم الممارسات التي أصبحت تُهيمن اليوم على تعاطي البعض مع الموضوع الفلسطيني، خاصة لجهة السماح لمقاييس الإنتاج “المعولم” بفرض نفسه على رسم خيوط الخطاب الفني والسياسي وعلى إنتاج وتوزيع وتسويق ما يُفترض أن يكون جزءًا من، أو شكلاً من أشكال المقاومة لمًا تفرضه المظاهر الفنية للعولمة على تناول قضايا المنطقة وفي طليعتها موضوع قضية الاستيطان الاستعماري في “فلسطين”.

الحوار الذي يفتحه الكتاب؛ هو بالطبع ضروري وهام عالميًا. وكون الكتاب باللغة الإنكليزية يُساعد بلا شك في هذا المجال. لكن إعادة نشر الكتاب بترجمة عربية، ربما تكون أكثر إلحاحًا وأهمية اليوم في ضوء التراجع الواضح في مستوى الكتابات والنقاشات النظرية العربية في السينما بشكل عام، فكم بالأحرى حيال الأزمات التي تعيشها السينما الفلسطينية أو تلك التي تهتم بالموضوع الفلسطيني.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب