خاص : كتب – محمد البسفي :
بعد معاناة قاسية مع المرض؛ توفي بتركيا “شيخ المذيعين” العراقيين، “نهاد نجيب”، بحسب إعلان نقيب الصحافيين العراقيين، “مؤيد اللامي”، أمس الخميس.. ويعتبر “نهاد نجيب أوجي” من رواد المذيعين المخضرمين؛ الذي استمرت رحلته الإعلامية لأربعة عقود متواصلة عرف وتميز على امتدادها بنبرات صوته المميزة.
رحلة مهنية حافلة..
تخرج “نجيب أوجي” من كلية الآداب – قسم الإعلام في جامعة “بغداد”، عام 1973، وزوجته الطبيبة الأخصائية والناشطة في مجال حقوق المرأة، الدكتورة “كولر هادي مصطفى حسن البياتي”.
وشارك نجيب في قراءة نشرات أخبارية رئيسة من تليفزيون وإذاعة الكويت ضمن اتفاقية تبادل المذيعين عام 1989، وعمل مراسلاً لحساب وكالة (اسوشيتد-بريس) بين عامي 1999 – 2000.
كما أنه قام بإعداد وتنظيم دورتين لمذيعي وصحافي العاصمة الجزائرية عام 2000؛ بدعوة من التلبفزيون الجزائري، وقدم المئات من البرامج الإذاعية والتليفزيونية الدينية والثقافية والتراثية والفنية ومن أبرزها برنامج (من الذاكرة)، الذي نال عنه جائزة الإبداع.
حصان جامح..
وعن مساحة الحريات الصحافية والإعلامية في العراق حاليًا، قال “نهاد”، في حديث صحافي قبل شهور قليلة من وفاته؛ بأنه: “لا مساحة محددة للحرية الصحافية والإعلامية في العراق، وإنما توصف بالحرية المنفلتة شأنها شأن حصان بلا لجام يصول ويجول في الساحة حسب هواه، وأظن أن الكثير من الفضائيات التليفزيونية قد أفتقرت لعدد من الاعتبارات المهنية المهمة وهي الثقافة العامة وحرية الاختصاص والإحتراف المهني وأقصد بالحرية ان المذيع والمخرج والمصور يؤمن كل واحد منهم بحرية التجربة وضرورة توسيع ميدان الثقافة والتدريب فيهما … فالمذيع يمكنه أن يكون مؤثرًا بالجمهور عبر حب المهنة وامتلاكه لناصية الإبداع من خلال موهبة كبيرة تستند إلى الثقافة العامة وحنجرة لا يشوبها الخلل”.
ويرى أن أهم ما تحتاجه مؤسساتنا الإعلامية العراقية اليوم: “شيء بسيط وهو في متناول اليد، إن توفرت النوايا الحسنة، مع الإبتعاد عن العواطف والوساطات المستندة على العلاقات الشخصية ومع توافر التكنولوجيا الحديثة لمعظم المؤسسات الإعلامية فهي تحتاج مذيع مبدع ومصور فنان ومخرج متمكن من أدواته مع اعتماد مهنية صادقة وفنية وأكاديمية عالية المستوى والاستفادة من خبرات ومهنية الرواد من مذيعين ومخرجين ومصورين ومهندسين”.
المسؤولية الحكومية..
كما حدد، شيخ المذيعين العراقيين الراحل؛ مسؤولية الحكومة في توفير الأمن والحرية للعمل الصحافي والإعلامي؛ قائلاً: “تتحمل الحكومة مسؤولية كبيرة ومهمة في توفير المناخ الملائم لوسائل الإعلام المختلفة من خلال تأمين الحماية للمؤسسات الإعلامية وللعاملين فيها وفقًا لما أقره الدستور العراقي بوجوب احترام السلطة الرابعة، كما يطلقون عليها، والحفاظ على استقلالية الإعلام في حدود معقولة، ومن هذا المنطلق الحضاري يتبلور فهم السلطات الحاكمة لرسالة الإعلام والإعلاميين وأهميتهما؛ وأن هذا الفهم سيكون دلالة على مظاهر الرقي والحس الحضاري في أي بلد كان”.