14 مارس، 2024 12:52 ص
Search
Close this search box.

قبل أن تهرب المياه

Facebook
Twitter
LinkedIn

مختارات شعرية جديدة ْ للياسري باللغة ِ الإسبانية

كتب/د. اروى عيسى الياسري

صدر هذه الأيام عن ” دار آلفالفا ” الإسبانية ومقرها في ” مدريد ” الكتاب الشعري ” قبل أن تهرب المياه ” للشاعر العراقي ” عيسى حسن الياسري ” .. من ترجمة المستعرب ” أغناثيو غوتيريث دي تيران ” أستاذ مادة الأدب في ” جامعة ألأوتونوما – مدريد ” كما زين الكتاب تخطيطات ورسوم الفنان العراقي المقيم في هولندا ” ستار كاووش ” . الإصدار الجديد للشاعر الياسري باللغة الإسبانية جاء بـ 160 صفحة متضمناً قصائد من مجاميع شعرية عدة من بينها الكتاب الأول مرورا بالكتب التالية، بل ضم الكتاب قصائد جديدة لم تنشر في ديوان بعد، والغرض كما يوضحه المترجم المعد هو إعطاء فرصة للقارئ والدارس الإسباني بالاطلاع على جل التجربة منذ بداياتها وحتى اليوم. وقد قدم لها المترجم نفسه بمقدمة طويلة وافية جاء فيها:” شاعرنا إنسانٌ رقيق تذوق مرارة الظلم والتسلط والمنافي ومع هذا يسعه أن يكتب هذه القصائد التي تحمل من الإحساس والرهافة الكثير . ودائما وسواء أكان يحدثنا عن الأهوار أو “امرأة الدفء” أو الأكواخ أو الكؤوس أو أساطير الأقدمين فإنه يقصد العراق، ليس عراق الخرائط أو كتب التاريخ أو السياسة وإنما عراق الحضارة والإنسانية. ذلك لأن عيسى شاعر اجتماعي يعتز بالخلوة ولكنه غير قادر على التعايش بدون البشر. من يطلع على قصائده يدرك المسألة في سرعة فائقة. لقد خرج من وطنه منذ عقود من الزمن في محاولة منه، شأن شأن مئات الآلاف من العراقيين، في طي صفحة الاضطهاد السياسي والنزاعات المسلحة والحصار المستمر… هو شاعر البساطة العميقة دون منازع”.
وقد حظي الشاعر الياسري باهتمام وانتباه إسباني في السنتين الأخيرتين، إذ ترجمت روايته «أيام قرية المحسنة»، وصدرت عن دار بيربوم الإسبانية (بترجمة الكاتبة والمستعربة نويمي فييرو). وكانت الرواية قد صدرت طبعتها العربية الأولى عام 2003، عن «دار الشؤون الثقافية»، وطبعتها الثانية عن «دار فضاءات الأردنية» عام 2011. يذكر أن الشاعر العراقي كان قد اشتغل على الرواية لمدة ستة أعوام، وهي تتناول فترة شديدة الحساسية وقعت أحداثها في جنوب العراق، وفي إحدى القرى. وقد وصلت ِ الرواية المترجمة ُ إلى القائمة القصيرة لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الإسبانية في قائمة جوائز (سيّا) مركز الدراسات العربية في إسبانيا. وقد سبق للشاعر العراقي أن صدر له كتابان شعريان مترجمان الى الإسبانية، في مدريد الأول بعنوان: «صلاة بدائية من أجل أوروك» ترجمة ” أغناثيو غونتريت تيران-2019 ” ، والثاني بعنوان «كاتدرائية بغداد ” ترجمة ” فوزية القادري ” و” ليلى فاضل ” و ” حسن عيسى الياسري ” وبمراجعة وتقديم قام بها د.عبدالهادي سعدون.
كما تلقى الشاعر اهتماما غربياً مهماً بنتاجه الشعري عبر ترجمته ِ إلى اللغة الفرنسية في كتابين هما: «أغاني الغروب .. دار لارماتان ” عام 2018 ” ترجمة الشاعرة التونسية منية بوليلة “، والمجموعة الثانية بعنوان «أمضي وحيدًا » من ترجمة الشاعر المغربي المقيم في باريس ” محمد ميلود الغرافي ” وتقديم الشاعر الفرنسي ” لويس بورتولوم ” . كما أن ّ مجلة الشعر الفرنسي ” الروح المتمردة ” التي تصدر عددا واحدا كل عام ، احتفت بالشاعر الياسري في عددها رقم 26 الذي صدر في سبتمبر 2020 ، حيث خصصت له ملفا غطى سبع صفحات منها ، أعد الملف وأشرف عليه الشاعر ” بورتولوم ” نفسه . وقد صدرت له منذ مدة قليلة ترجمة لأشعاره باللغة الإنكليزية بعنوان ” الارض البعيدة ” ترجمة الاستاذ الدكتور ” عبد الواحد محمد ” ، وصدرت عن ” دار اوستن في نيويورك ” .
ومما يذكر أن الشاعر الياسري قد ولد عام 1942 في قرية من قرى جنوب العراق، تقع على مقربة من ” مدينة الكميت ” في ” محافظة ميسان ” ، أكمل دراسته الابتدائية ما بين مدرسة القرية و” مدرسة الكميت ” .. واكمل دراسته ” المتوسطة ودار المعلمين الابتدائية ” في ” مدينة العمارة ” .. عمل ما بين العام 1963 – 1998 في التعليم و الإذاعة والصحافة الأدبية وكذلك عمل ” كاتبَ عرائض ” . وقد صدرت له ست مجموعات شعرية في العراق ما بين 1973 – 1996 .. ومجموعتان شعريتان ما بين القاهرة وعمان ، كما صدرت اعماله الشعرية عن ” المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ” ما بين عامي 2017 – 2021 .. الشاعر حائز على ” جائزة الكلمة الحرة العالمية ” .. التي منحها له ” مهرجان الشعر العالمي ” الذي أقيم في ” روتردام عاصمة الثقافة الهولندية ” عام 2002. ترجمت معظم مجموعاته الشعرية للغات الإنكليزية والاسبانية والفرنسية والسويدية. كما تُرجِمَت ْ له قصائد كثيرة إلى اللغات الصينية والهولندية والكتالانية والسريانية والكردية والألمانية وغيرها من لغات العالم. وقد غادر الشاعر الياسري بلده العراق خريف عام 1998 .. حيث أقام في ” الأردن ” مدة عامين ونصف العام، ثم وصل ” كندا” مطلع عام 2001 ومازال يقيم في ” مدينة مونتريال ” حتى الآن .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب