تأليف/ هالة فتاح وفرانك كاسو
عرض/ يوسف محسن
الفكرة التي يروج لها داخل الدوائر الاقليمية والدولية في الحقل التاريخي، ان العراق (كيان مصطنع)، تلقى هذه الفرضية رواجا كبيرا هذه الايام، على الرغم من انها لا تعني في حقيقتها الشيء الكثير، تنطلق هذه الفكرة ان البريطانيين ( صنعوا ) العراق في العام 1920 بسرعة ومن دون اتقان ومن ثم شرعوا بحكم (فسيفسائه ) العرقية والدينية والقومية،وبعد التأسيس فان مناصري هذه الفرضية يؤكدون ان المجموعات الرئيسة في البلاد التي لا يربط بينها رابط كبير في الثقافة والتاريخ، استمرت في وجودها المثير حتى خضعت لسيطرة صارمة فرضها نظام البعث العراقي، اجبرها على التكيف مع ايديولوجية نضالية للاشتراكية القومية العربية،هذه الفرضية كانت دوما رؤية غربية واقليمية عن العراق،وليس لها وجود فعلي في الذاكره العراقية، فعلى الرغم من القمع الوحشي والحروب الداخلية والخارجية وانتهاك حقوق الانسان والاعتداء المتواصل على المجتمع المدني، فان اغلبية المواطنين مابرحوا يعدون انفسهم عراقيين اولا .
الأمم المتخيلة
من اجل نقض هذه الفرضية،قدم المختص بالعلوم السياسية بيندكت اندرسون نظريته الشهيرة حول الامم المتخيلة، (الامة ) ينظر اليها بوصفها كيانا ايديولوجيا يتغير بتغير الوقت، وبألتاكيد يتغير الحيز وبهذا المعنى، يعد العراق ( فكرة) بالطريقة ذاتها التي تعد فيها دول او امم اخرى، بما فيها الامم في الغرب، ينبع من اساس وطيد جغرافيا وبيئيا ومدنيا وسياسيا، فثمة امم ليست ذات تكوين مصطنع بأكثر او اقل من امم اخرى، ففي حالة العراق وجراء تجربته الاستعمارية، فان الدولة العراقية انبثقت بفعل المناخ السائد بعد الحرب العالمية الاولى الذي كان له دور مهم قي صياغة الامة، على الرغم من ذلك فمن الاهمية بمكان استذكار الرؤى والرغبات والطموحات الجمعية العراقية هي التي اعطت ( الدولة – الامة ) الجديدة منطقها الخاص وبنيتها الداخلية،حيث كان مصطلح ( العراق ) جزءا من الاطار الذهني والايديولوجي والجغرافي والاقتصادي للمجتمعات التي عاشت في تلك المنطقة ردحا طويلا من الزمن، وفي القرن العاشر حين كان علم الجغرافيا يعد علما اسلاميا، فقد اعتقد الجغرافي ياقوت الحموي ان اسم العراق يشير الى منطقة الارض المنخفضة التي تجاور الكوفة والبصرة ( اللذين كانا يدعيان جراء ذلك بالعراقيين ) حيث كان تقليديا جزءا من ارض بابل،وقد اشار مصطلح العراق الى الجزء الرسوبي الجنوبي – الاوسط من البلاد،واحيانا يشار له بأرض السواد لخصوبة ارضه، ان الاسم كان موجودا قبل الفتح الاسلامي ويشار الى منطقة معينة مكافئة لثقافة معينة،وهي ثقافة العراق.
مؤلفا الكتاب
الدكتورة هالة منذر فتاح، حفيدة الصناعي العراقي المعروف فتاح باشا، غادرت العراق مع عائلتها في العام 1964، على اثر صدور قوانين التأميم التي جردت اسرتها الميسورة من املاكها واتجهت الى الاردن حيث استقرت هناك،اكملت دراستها في مجال التاريخ وحازت على شهادة الدكتوراه من جامعة (يو سي ال اي )الاميركية، لها اسهامات منها العمل مع منظمة انسانية لمساعدة الاكاديميين العراقيين في الاردن ومبادرة انقاذ علماء العراق،والهادفة الى توفير فرص عمل في الجامعات العربية للاكاديميين العراقيين الذين يهددهم الخطر،اما فرنك كاسو شريكها في تأليف الكتاب فهو كاتب ومحرر محترف، وباحث اكاديمي من جامعة ويسلين .
ظهور المملكة العراقية
بعد تحالفهم مع المانيا والنمسا – المجر بوصفهم قوة الوسط خلال الحرب العالمية الاولى ( 1914 ـ 1918 ) تعرض الاتراك لهزيمة،نتيجة ذلك تفككت الامبراطورية العثمانية،بعدها خضع العراق الى الاحتلال البريطاني،في العام 1932 حصلت البلاد على الاستقلال وانضمت الى عصبة الامم، وحكمت حتى العام 1958 من قبل ملكية منبثقة اصلا من الاسرة الهاشمية، بعدها اطاح انقلاب بالملكية واقيم اول نظام جمهوري في سلسلة من الانظمة الجمهورية، الباحثان يوضحان ان بعد ثورة العشرين ادرك البريطانيون والنخبة الحاكمة وجوب ايجاد تدبير جديد يحكم العلاقة بين البلدين واسترضاء الناشطين من اجل الاستقلال، فضلا عن ذلك اعطاء بريطانيا مظهر الشرعية في الحكم غير المباشر للعراق،وتم توقيع المعاهدة الاولى في العام 1922، فقد وافق العراق ضمن بنود الاتفاقية على احترام حقوق الاجانب بما فيها البعثات التبشيرية والتعاون مع عصبة الامم ووضع مستشارين بريطانيين في الوزارات، واحتفاظها بقواعد عسكرية على امتداد البلاد،وقد عد نمو الجيش العراقي امرا اساسيا من المنظور البريطاني،ومن جانب اخر ان تشكيل جيش موال للدولة المركزية يعد واسطة لدمج رجال العشائر بالخدمة الوطنية،عدا التأثير البريطاني فقد انبثقت ( الدولة – الامة )العراقية وهي تحمل الى حد بعيد بصمة الملك فيصل الاول، و جسد الملك فيصل مميزات النبل العربي والبسالة القبلية وفهم حدوده وحدود البلد الذي تولى حكمة فهما جيدا، وهو يعرف متى يكر ومتى يفر كما يقول المؤلفان، لذا فهو لم يرقص على الانغام البريطانية،اعتمد فيصل على الضباط الشريفيين السابقين في الجيش العثماني، ينحدر اغلبهم من خلفيات تعود الى الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى العثمانية، يقدر بطاطو عددهم 300 ضابط، وكان عدد منهم قد شكل الساعد الايمن لفيصل وهما جعفر العسكري ونوري السعيد وعلي جودت الايوبي وجميل المدفعي وقد اصبحوا ايضا وزراء في الحكومة الملكية،هذه المجموعة الشريفية كانت اساسية للسياسة البريطانية لانها كانت متشربة بالافكار الحديثة للحكم والادارة وكانت عموما نتاج خلفية علمانية، اولى المشكلات التي واجهها عراق القرن العشرين ترسيم حدود العراق، ذلك ان ترسيم الحدود يخص الموارد الاقتصادية (الثروات المعدنية،مستودعات المياه، تحرك العشائر ) شهدت الفترة الممتدة بين العام 1932 – 1958 ولادة عراق جديد مستقل يحوز على سيادة كاملة، وسعت الدولة الملكية الى كسب حلفاء جدد من الاسر والعشائر والارستقراطيات الدينية والسياسية وتجسير الانقسامات،بعد وفاة الملك فيصل نمت مؤسسات الدولة وتم اضفاء صفة الوطنية المحلية، مع الحرب العالمية الثانية مارست بريطانيا ضغوطا قويا على العراق لقطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا وتقديم المساعدات للجيش البريطاني في استخدام المطارات وطرق النقل الارضي، هذا الوضع فسح المجال امام ظهور موقف مغال في قوميته ومعاد للبريطانيين، هو المربع الذهبي الذي تحرك وسيطر على بغداد،حيث غادر الوصي بصحبة سياسيين موالين الى امارة شرق الاردن المجاورة،جرت حرب قصيرة ولكنها مريرة انتصر فيها البريطانيون وقدم ثلاثة ضباط من المربع الذهبي الى المحاكمة ونفذ حكم الاعدام بهم، اما رشيد عالي الكيلاني فقد هرب الى المانيا .
بعد عودة نوري السعيد الى السلطة شرع باعادة ترتيب السياسة العراقية وخلال تلك السنوات ترسخت التأثيرات الديمقراطية في العراق،واصبح النفط يشكل مادة للصراعات السياسية بعد ارتفاع العوائد،شهد العهد الملكي وفي عملية بناء الامة العراقية مشهدا جليا للتيارات الادبية والفنية وانتشار دور النشر والاحزاب السياسية والصحف، وكان الشعر الذي يمثل الروح العراقية قد شهد تطورات كبيرة بعد اندثار الجيل الكلاسيكي التنويري ( الزهاوي ومعروف الرصافي ) مع ظهور نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي، اما في الفن العراقي فقد شهدت الفترة الملكية تطورا في الفنون الجميلة والتشكيلية وكان من ابرز الفنانين في تلك الفترة فائق حسن وجواد سليم، اللذان شكلا بعد الحرب العالمية الاولى مجموعة تدعى ( الجماعة البدائية )كما كانا متأثرين بالانطباعية الفرنسية،في الرابع عشر من العام 1958 اطاح الزعيم عبد الكريم قاسم بالملكية التي افضت الى مجزرة اودت بحياة افراد الاسرة الهاشمية المالكة، الباحثان يوضحان ان انقلاب 1958 انهى سبعة وثلاثين عاما من بناء الدولة، التي لم تكن قادرة على تجاوز اخطائها منذ بواكير التأسيس، حيث اعتمدت على اقلية من مالكي الاراضي والمسؤولين العسكريين بغية توجيه دفة الدولة، متجاهلين في هذه العملية تنوع المجتمع العراقي وتعقده،هذه التناقضات الصارخة داخل النظام السياسي مهدت الى الانقلاب والثورات التي دمرت نظام الدولة الضعيف .
الدولة العسكرية
حين استولى عبد الكريم قاسم ( 1914 ـ 1963 ) على السلطة، امتعض الملكيون بعد المجزرة التي اودت بالعائلة الملكية،وقيام بريطانيا والاردن باصدار ضجيج باعث على التهديد بغزو العراق، كان خروج الالاف من العراق الى الشوارع للتعبير في املها ان يكون الانقلاب يبشر بايام افضل،وقد وعدت حكومة قاسم الثورية باتباع خطط وطنية تقوم على تفكيك العلاقات الاقطاعية في الريف ومعالجة مشكلات الفقر والصحة والغاء التقسيمات العرقية والطائفية وبلورة تنمية وطنية، ولم يمر عام من عمر الانقلاب اصبح الصراع بين القوميين والوطنيين العراقيين حقيقة قائمة، كان القوميون العراقيون بقيادة العقيد عبد السلام عارف يتطلعون اتجاه مصر والزعيم جمال عبد الناصر في استلهام الايديولوجيا الثورية الناصرية،وبعدها تم التخلص من عبد السلام عارف الذي كان ينادي بوحدة فورية مع الجمهورية العربية المتحدة،اما في مجال التطورات الاجتماعية والسياسية فقد شهدت تلك الفترة الاولى مرسوم ثوري ( قانون الاصلاح الزراعي )، حيث حدد القانون حدود الملكيات الفردية وحاول قاسم حماية القطاع الصناعي الناشئ في تصنيع الصابون والملابس والانسجة الصوفية والجلود عبر الاعفاءات الضريبية والتعريفات واجراءات الحظر على الاستيرادات الاجنبية،وقدم قاسم على تحسين الوضع القانوني للمرأة في ما يتعلق بالزواج والميراث وسمح بتأسيس نقابات العمال والاتحادات المهنية، ثم جاءت قضية تهديد الكويت، حيث طلب امير الكويت من بريطانيا تفعيل تعهدها بالمساعدة في حالة تعرض الكويت لتهديدات خارجية، استجابة بريطانيا بانزال سبعة الاف جندي في صحراء الامارة وارسلت السعودية 1200 جندي، تصاعد الصراع في الداخل العراقي بين اجنحة الضباط العراقيين مع ثورة الشواف الدموية في العام 1959 في الموصل التي كانت نتيجة التحالف بين مالكي الاراضي والاحزاب القومية العربية، تلك الفترة كان المد الشيوعي الاحمر قد وصل الى ذروة الانتشار والصعود الى مواقع السلطة والنفوذ يرافقه ذوبان سريع للاحزاب القومية العربية، نتبين ان عبد الكريم قاسم واجه مشكلات داخلية وخارجية عسيرة على التذليل، الصراع مع القوميين العرب وحرب الشمال ومشكلات الحدود الكويتية، تمت الاطاحة بعبد الكريم قاسم بفعل انقلاب قادة البعث والقوميين ونفذ به حكم الاعدام وصعود عبد السلام محمد عارف الى السلطة (1963 ـ 1966 ) في الايام الاولى شنت ميليشيات (الحرس القومي ) حملات ابادة شرسة ضد الشيوعيين والوطنيين القاسميين وتيارات اليسار العراقي الاخرى،وقد حدث تصدع داخل القوى المتنافرة التي انقلبت على عبد الكريم قاسم بعد فترة وجيزة،حيث حقق التيار الناصري القومي انتصارا كبيرا على البعث،في العام 1966 توفى عبد السلام محمد عارف بتحطم طائرته وصعود شقيقه عبد الرحمن محمد عارف الى السلطة ( 1966 ـ 1968 ) ويمثل استمرارية ونمطا معينا من الحكم اعتمد اعتمادا كليا على شبكات شخصية وعشائرية، في ظل حكومة عبد الرحمن البزاز وتوقفت حرب الشمال، كان عبد الرحمن عارف اقل عدائية ضد حزب البعث، وهو اعتقاد خاطئ بأن البعث لم يعد يشكل مشكلة له،بعد حرب الايام الستة 1967،حيث وقف العراق على الحياد،اندلعت التظاهرات في شوارع بغداد واتسمت بالعنف، ان انكسار العرب في الحرب اذل الجيش والعراق، بحلول العام 1968 توحد الخصوم التقليدون ونجحوا في نهاية الامر في ازالة حكومة غير فعالة عبر فعالية انقلاب ابيض
صعود البعث
طوال سنوات حكم قاسم وعبد السلام عارف، شهد حزب البعث سلسلة من التحولات التي مهدت الطريق لاستيلاء البعث على السلطة في العراق فقد اتسمت تلك الفترة بالسمة العسكرية المغامرة والعمل السري واعتمد الحزب في تلك المرحلة على الاوامر الشخصية والعشائرية والمناطقية، استطاع البعث اختراق نظام عارف وتحييد بعض القوى والسيطرة على الجيش بما فيهم جنرالات في النظام تمت تصفيتهم فيما بعد، في السابع عشر من تموز استيقظت بغداد على نظام جديد، شكل مجلس قيادة الثورة بدوافع وروابط مناطقية، كان البعث في تلك اللحظة التاريخية يواجه اربعة تحديات، التحدي الاول : السيطرة على فروع حزب البعث واجهزة الدولة الامنية والعسكرية والادارية واقصاء الكوادر التي تقف امام طموح الحزب،واعادة بناء شبكات النفوذ واجهزة المخابرات والوكالات الامنية، اما التحدي الثاني والثالث : هو ايجاد سلام مؤقت مع الحزب الشيوعي العراقي والقيادة الكردية، اما التحدي الرابع فكانت الزعامة الشيعية الدينية ( مؤسسة الحوزة )، توج البعث مسيرته الاولى بتأميم النفط الذي مول النمو السريع في قطاعات الصحة والتعليم وقطاع الاشغال العامة والبناء والانشاءات وكان من نتاج التأميم نمو طبقة وسطى عراقية مرتبطة بالسلطة،كان صدام يسعى كما يقول الباحثون الى انشاء دولته الخاصة عبر سيطرته على الاجهزة الامنية ووكالات الاستخبارات والوزارات البديلة او الموازية،حتى صعوده الى السلطة في العام 1979،حيث حكم البلاد حكما مطلقا وفرض سيطرة عبر مؤسسات مختلفة ومن افراد الاسر والمناصرين العشائريين، للفترة من العام 1980 – 1988 استلزمت الحرب العراقية – الايرانية موارد ضخمة حيث تراكم الدين الخارجي وامتصت الفوائض النفطية جعلت النظام السياسي يواجة الافلاس،بعد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية وغزو الكويت شن الجيش العراقي ابادات جماعية ضد الكرد، وعند دخول الكويت اصدر المجتمع الدولي عقوبات مدمرة،وكانت الاجهزة الامنية ووكالات الاستخبارات تمارس ادوارا متعددة، فهي اجهزة لجمع المعلومات وتمتلك سلطة الاعتقال والسجن والتهجير القسري والتعذيب والعمليات السرية والدعاية والرقابة والامن الصناعي العسكري .
سقوط النظام العام 2003
بحلول العام 2003 بات العالم على يقين ان الولايات المتحدة الاميركية مصممة على الاطاحة بصدام، كان الهدف المعلن استعادة الخزين من اسلحة الدمار الشامل، ففي الثامن عشر 2003 اصدر بوش انذارا نهائيا الى الدكتاتور العراقي صدام ونجليه عدي وقصي بمغادرة العراق، وعلى الرغم من ان صدام تلقى عروضا باللجوء الى البحرين ظهر على اجهزة التلفاز وهو يرتدي بزة عسكرية واعلن رفضه مغادرة العراق، كانت خطة الغزو الاصلية تنص على القيام بهجمات متزامنة من الشمال والجنوب مع القصف الجوي والهجوم البري اطلق عليه تسمية الصدمة والرعب، اوكل الى البريطانيين مهمة تأمين البصرة واحتلالها في حين تتقدم القوات الاميركية الى الشمال لشن الهجوم على بغداد،تجذر فكرة تغيير النظام في عقول منظري الحرب بتوقعون ان سقوط صدام معناه ان العراق سوف يعيش العصر الذهبي، غير انهم لم يفكروا في كيفية بناء نظام ذهبي كهذا، وقد فاجأ التمرد امام هزال الاجراءات التي اتخذتها سلطة الائتلاف المؤقتة، فضلا عن ذلك فشلت قوات التحالف في توفير حماية مناسبة لملفات الحكومة التي تحتوي على ادلة تدين القادة البعثيين،وفي العديد من المحافظات وبغداد بالاخص كانت تجري عمليات حرق ونهب الممتلكات وتعرضت الكنوز الوطنية والمتاحف الى التدمير.
المصدر/ جريدة الصباح