خاص : ترجمة – محمد بناية :
الإيرانيون لا يريدون لا كتب ولا صحف. فإن عدد قراء الصحف المطبوعة في “إيران” قليل جدًا بالمقارنة مع الدول الأخرى. من جهة أخرى، واجهت الصحف مؤخرًا أزمة خطيرة لا تُطاق بسبب نقص وغلاء أسعار الورق بشكل غير مسبوق.
ومن المشاكل التي واجهت الصحف المحلية تقليل عدد الصفحات، وخفض عدد النسخ، وإلغاء بعض المطبوعات، والإستغناء عن العمالة. بحسب صحيفة (همشهري) الإيرانية.
ويتحدث الصحافيون بمناسبة يوم الصحافي العالمي فيقولون..
متطلبات الفضاء الإلكتروني..
تقول “ثريا صفري”، سكرتير تحرير مطبوعة (نقد الحال)، في حوار إلى صحيفة (همشهري) الطهرانية، قائلة: “ورد في تعريف الإعلام: هو كل أداة، أسلوب، وسيلة تُستخدم للتواصل. ولقد كان الكتاب يومًا وسيلة إعلام، ثم أُضيف التليفزيون، والراديو، والموسيقى، والصحف إلى المجموعة الإعلامية. وقد حققت كل من هذه الوسائل؛ السبق خلال ظهورها بما أمتلكت من تكنولوجيا جديدة، لكن هذا لا يعني إلغاء الوسائل القديمة. وبعد ظهور وشيوع الوسائل الإلكترونية في الدول النامية، لم تشكل مطلقًا مشكلة للوسائل الإعلامية المكتوبة، على سبيل المثال صحيفة (يومیوریشیمبون) اليابانية الأكثر توزيعًا حول العالم، حيث ارتفعت معدلات التوزيع من 9 إلى 14 مليون نسخة يوميًا. وكذلك صحيفة (آساهىشيمبون) اليابانية، وصحيفة (يو. إس. آيه. تو دي) الأميركية. وهذا دليل على أن الفضاء الإلكتروني لم يكن سبب وفاة أو ضعف الصحافة في العالم، ولكن الوضع في إيران مختلفة”.
لا نميل للقراءة..
تضيف “ثريا صفري” قائلة: “إننا لا نبدي ميلاً جيدًا للقراءة، هذا ما تخبرنا به معدلات توزيع الكُتب والمطبوعات. لكن أما فقدنا قراء الصحف بظهور الفضاء الإلكتروني ؟.. الحقيقة أن أحد أسباب الإقبال السيء على المطبوعات في إيران، إنعدام القاريء والرقابة الذاتية. فقد أعتدنا مراقبة ذواتنا قبل تطبيق الرقابة الحكومية. أما المشكلة الأخرى التي تعاني منها المطبوعات حاليًا، هي موضوع الورق. فلقد تسبب الاستغلال والأيادي الخفية في عدم استقرار سوق الورق ومحنة الصحافة”.
لا نحقق عوائد من مبيعات التجزئة..
تضيف سكرتير مطبوعة (نقد الحال)؛ لا نملك عوائد من مبيعات التجزئة، وأعتمادنا كذلك على الإعلانات الحكومية بما فيها من استغلال.
والحقيقة قد يمثل زيادة عدد المطبوعات، بالنسبة للدول النامية، مثار أمل واعد لارتفاع معدلات شعبية القراءة وتنوع الرؤى المختلفة، ولكن المسألة مختلفة في “إيران”. “نحن نصدر سنويًا الكثير من التراخيص لأشخاص قلما يمتلكون رؤى أو منهج فكري واضح، وإنما يتعاملون مع المسألة من منظور اقتصادي؛ وليس مكان لإنتاج الفكر والتنوير في المجتمع المدني”.
وأردفت: “قد يزول المحتوى الإلكتروني لأي سبب، لكن الوثيقة المكتوبة تتمتع بثقل أكبر. لكن هذا لا يمنع أننا لابد وأن نستفيد من الفضاء الإلكتروني. وننشر المطبوعات على المواقع الإلكترونية، وإطلاق قنوات نشر الأخبار على (إنستغرام) و(التليغرام) وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعي؛ بما يعني التفاعل والتعامل. والواقع إن الكثير من الإصدارات يواجه شبح الفناء بسبب استمرار المشكلات الاقتصادية. ولا ننسى استمرار أصحاب الأعمال الاقتصادية في مجال المطبوعات، لأنه يمثل مصدر جيد للدخل”.
تحديد ملامح المطبوعات الواقعية..
تستطرد “صفري”: “هي؛ وإن كانت أمنية مستحيلة، لكن ليت وحدة المساعدة الصحافية بوزارة الإرشاد تمتلك القدرة على تحديد ملامح المطبوعات الواقعية من المنظور الاقتصادي، حينها يمكن تحسين الأداء فيما يتعلق بالدعم وتخصيص الورق، وعدم توفير أجواء التوغل على الساحة لأولئك الذين يمتلكون عشرات التراخيص ويحصلون على مئات الأطنان من الورق المدعم ويقومون ببيعه في السوق”.
ليت التصنيف من حيث المحتوى والواقعية؛ يقوم على إنتاج المطبوعات. حينها يمكن أن نعقد الآمال على إحياء المطبوعات الواقعية وتحسن الفضاء الملوث. وعلى كل حال لا يمكن إنكار حقيقة نحافة المطبوعات، وأن عدد الإصدارات المعنية بتوصيل الرسالة قليل جدًا بسبب إنعدام الاستثمارات المالية.
ولا يجب أن ننسى أهمية المطبوعات باعتبارها جزء من هويتنا الثقافية؛ ويجب أن نحافظ عليها وألا نسمح بوضعها مطلقًا في موقف مقابل للفضاء الإلكتروني. إن عدد من تجرعوا الشهادة في سبيل القلم ليس قليل بشهادة التاريخ.. و”أنا أعتقد أن المطبوعات الورقية لن تموت مطلقًا، لكن لابد من التضحية للإبقاء على حياتها”.