25 أبريل، 2024 5:11 م
Search
Close this search box.

في الهند .. أنصار “مودي” يحولون المسارح إلى حلبات صراع مع الفنانين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بعد خمسة أيام من قيام مهاجم انتحاري بقتل 40 من رجال الشرطة الهنود، في شباط/فبراير 2019، في وادي “كشمير”، أُجبر الكاتب المسرحي والمخرج، “أبيشيك ماغومدار”، على إلغاء مسرحية تبحث في سلوك قوات الأمن الهندية في المنطقة المتنازع عليها.

أوقفت الشرطة، المسرحية، التي كان من المقرر أن تقام في 19 شباط/فبراير الماضي، في مدينة “غايبور” الغربية، والتي كانت عُرضة للتوقف من قِبل النشطاء “الهندوس” المتشددين الذين يتهمون “ماغومدار” بأنه “معاديًا للقومية” أو “غير وطني”.

قبل ساعات من بدء العرض، قال الطاقم إنهم أجبروا على الفرار من المكان بعد تجمع الغوغاء، هاربين في في الأزقة، حيث اضطروا إلى السير في الطرق الجانبية لتجنب التعرض للهجوم على طريق رئيس.

وقال “أشواث بهات”، الممثل في المسرحية: “لم يكن الناس يحبون مسرحيتنا، فقد عبروا عن استيائهم وغادروا، فقد كنا نطارد في جميع أنحاء المدينة”.

نقلت وكالة (رويترز) الأميركية، في تقرير نشر الخميس 16 أيار/مايو 2019، عن العديد من الكُتاب المسرحيين والمخرجين والموسيقيين والفنانين الكوميديين قولهم؛ إن أعمالهم قد خضعت للرقابة أو ألغيت بعد الضغط، الذي كان يدعمه في بعض الأحيان تهديدات جسدية، من الجماعات الهندوسية المتشددة التي تضاعفت منذ تولي رئيس الوزراء، “ناريندرا مودي”، السلطة، في عام 2014.

ويقول العديد من هؤلاء الفنانين أنهم يخشون أنه إذا تم انتخاب “مودي” وحزبه “بهاراتيا غاناتا” القومي الهندوسي لفترة ولاية ثانية في الانتخابات العامة الحالية، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من القيود على حرية التعبير، حيث يقول معظم الإستراتيجيين السياسيين إنهم يتوقعون أن يكون “مودي” في وضع يسمح له بتشكيل الحكومة المقبلة عند فرز الأصوات، في 23 أيار/مايو 2019.

أجرت (رويترز) مقابلات مع 21 من الممثلين والكُتاب المسرحيين والموسيقيين والفنانين الكوميديين لهذه القصة واكتشفوا أن 15 منهم على الأقل تعرضوا للإستجواب من قِبل منظمي الفعاليات أو السلطات إذا كانت أعمالهم قد بحثت في قضايا خلافية، مثل العلمانية والتعصب الديني، أو السخرية من قرارات “مودي”.

ولكن نفى قادة حزب “بهاراتيا غاناتا” المزاعم القائلة بأن الحزب غير متسامح مع المعارضة.

في “غايبور”، تحدثت (رويترز) إلى ثلاثة من ضباط الشرطة الذين أكدوا أنهم لا يروا الوقت مناسب لعرض مسرحية “ماغومدار””، التي تتناول الحالة العقلية للمدنيين وقوات الأمن بعد سنوات من الاضطرابات في “كشمير”. جدير بالذكر أن أيًا من الضباط الثلاث لم يقرأ النص.

من جانبه؛ أضاف المفتش الهندي، “موكيش كومار”: “لقد علمنا بالعنف المحتمل. لذلك لتجنب أي عنف وأي ضرر من الحدوث، إتخذنا إجراءات إلغاء العرض”.

“يا له من كاذب”..

قال الناشط الهندوسي، “سوراغ سوني”، إنه قدم شكوى للشرطة ضد المسرحية وأنضم إلى الاحتجاجات لأنها كانت “تسخر” و”تهين” القوات المسلحة للبلاد؛ في وقت كانت فيه “الهند” تحزن على القتلى في الهجوم الانتحاري.

وقال “سوني” مستخدمًا شرفًا لوصف الكاتب المسرحي: “لقد حذرناهم ليلة العرض من عدم المضي قدمًا في الأمر، لأن مشاعر البلاد على حافة الإنهيار، ولكن للأسف، ماغومدار غي، لا يريد أن يستمع إلينا”.

من جانبه؛ قال “ماغومدار” إنه لم يقابل “سوني” قط. وقال الكاتب المسرحي، البالغ من العمر 38 عامًا: “يا له من كاذب”. “إنه جزء من مجموعة أكبر من المرض الذي انتشر في ربوع حزب بهاراتيا غاناتا في بلدنا”.

وقال “لاليتا كومارامانغالام”، أحد زعماء حزب “بهاراتيا غاناتا”، إن مزاعم الفنانين بأن الحكومة والحزب الحاكم يكبحون حرية التعبير “كلها تدور داخل أذهانهم فقط”.

وقال إن عدد الهجمات اللفظية على حزب “بهاراتيا غاناتا” وحلفائه يوضح مدى الحرية التي يتمتع بها النقاد، حيث قارنها، “كومارامانغالام”، بحالة الطواريء في “الهند” لمدة 21 شهرًا، في 1975 – 1977، عندما علقت رئيسة الوزراء، آنذاك، “إنديرا غاندي”، الحريات المدنية. وكان مئات الصحافيين والفنانين والمثقفين من بين الذين تم اعتقالهم في ذلك الوقت.

حيث تابع “كومارامانغالام”، قائلًا: “كانت هناك رقابة حقيقية”.

من الواضح أن الجماعات الهندوسية ليست هي القيود الوحيدة المفروضة على حرية التعبير في “الهند” المحافظة، وفقًا لـ (رويترز). لا يمر شهر تقريبًا دون أن يتم وقف عرض فيلم لزعم أنه يسيء إلى دين أو مجموعة عرقية أو طائفة.

ولكن شدة الهجمات التي تشنها حكومة “مودي” أو رؤية الجيش الهندي للعالم؛ هي التي تخيف الفنانين، كما أن زيادة مشاركة الشرطة المحلية بشكل مباشر في تقرير ما إذا كان يمكن استمرار العروض الفنية من عدمه، يزيد من هذه المخاوف.

قال “ماغومدار”: “هناك نوع من الشرعية التي تضفيها الحكومة على أشكال العنف. فيكون مبرر مهاجمة الفنانين هذه الأيام، فقط لأن عملهم لا يناسب القصة التي يتم الترويج لها بحجة أنها تستهدف تحقيق مكاسب انتخابية”.

توقف الموسيقى فجأة..

في كانون ثان/يناير 2019؛ عندما غنت فرقة “The Casteless Collective” بلغة “التاميل” في مدينة “شيناي” الجنوبية، أوقف أحد رجال الشرطة الفرقة بعد وقت قصير من بدء اللعب.

وقال المطرب، “كارناتيك تي. إم”: “في السطر الأول من الأغنية، تم سماع كلمات، مودي ماستان، وعلى الفور جاء لي شرطي مذعور ليوقف العرض”، وفقًا لما ذكر “تي. إم. كريشنا”، منظم المهرجان. وتعني الكلمات تقريبًا: “محتال صوفي”؛ في اللغة العامية التاميلية، ولا تشير بالضرورة إلى رئيس الوزراء.

نفى المفتش الفرعي للشرطة المنتدب للمهرجان أن الفرقة إنقطعت بسبب الكلمات، قائلًا إن رئيسه قد أخبره أن الأداء قد تجاوز الحد الزمني المحدد لها، وكان يجب أن تتوقف.

تمت مقاطعة الممثل، “أمول باليكار”، أثناء خطاب ألقاه في “المتحف الوطني للفن الحديث”، (NGMA)، في “مومباي”، في شباط/فبراير من هذا العام، من قِبل مسؤولي المؤسسة، حيث كان يتحدث عن تدخل الحكومة في الفن والهجمات على حرية التعبير، ولكن كان عليه أن ينتهي فجأة.

وقال “باليكار”، في رده على الحادث، أن إسكاته يمثل القمع المنتشر ضد جميع مجالات التعبير.

بعد ذلك بفترة وجيزة، قام أكثر من 800 كاتب وفنان من جميع أنحاء البلاد بالاحتجاج والتوقيع على إعلان “اتحاد الفنانين” للتعبير عن قلقهم ضد الكراهية والتعصب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب