خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Your Place Or Mine فيلم أمريكي رومانسي يحكي عن قصة حب اتخذت شكل الصداقة الطويلة.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب “ديبي وبيتر” بطلا الفيلم وهما في عمر العشرين، حيث تعرفا للتو على بعضهما البعض في شقة “ديبي” مع أصدقاء آخرين، وقد حدث الانجذاب السريع بينهما بعد لعبة البوكر، ثم يدخلان في علاقة حميمة، وهناك على الشاشة أثناء المشهد ملاحظات مكتوبة على سلوكيات البطلين، حيث ترتدي “ديبي” ملابس كثيرة، وحيث تعلق الملاحظات الكتابية على سلوكيات الشخصيات. لكن ذلك لم يستمر سوى في المشهد الأول من الفيلم، وكان سيكون طريفا لو استمر أمر الملاحظات الكتابية على سلوكيات الأبطال طوال الفيلم.

قفزة كبيرة..

ثم نقرأ على الشاشة مرور عشرون عاما على تلك الليلة، لنجد “بيتر وديبي” يتحدثان بحميمية شديدة في يوم عيد ميلاده الأربعين، وبقرب شديد لكن من خلال الأنترنت، لأن كل واحد منهم يعيش في ولاية. “بيتر” يعيش في “نيويورك” و”ديبي” مازالت في “لوس انجلوس”. ونكتشف مع الوقت أن “بيتر” رحل عن “لوس انجلوس” لأنه يخاف من الزلازل، وأنه استمر في علاقة صداقة قوية مع “ديبي” طوال تلك السنوات العشرين، وأنه يقوم بعمل علاقات نسائية عابرة لأنه حكم على نفسه بأنه رحال لا يحب الاستقرار، ولا يحب تحمل المسؤولية. وحين أبلغ “ديبي” ذلك في اليوم التالي لعلاقتهما الحميمية أصبح في منطقة الصداقة الآمنة بالنسبة لها.

دورة دراسية..

ونعرف أن “ديبي” سوف تقضي أسبوعا في شقة “بيتر” لأنها سوف تلتحق بإحدى الدورات الدراسية تفيدها في عملها كمحاسبة في مدرسة ابنها، الطفل الذي يبلغ من العمر 13 عاما، وأنها بعد أن تنهي تلك الدورة سوف يزيد راتبها لكي تستطيع تغطية تكلفة علاج ابنها، الذي يعاني من متاعب صحية كثيرة وعدد حساسية تجاه عدة أطعمه.

ونفهم أنها انفصلت عن زوجها الذي يحب القيام برحلات تسلق للجبال كثيرة، وأنه انفصل عنها لأنه وجد فيها امرأة لا تحب المغامرة، وتفضل السكون وملازمة المنزل والقراءة والاهتمام بطفلها، وهي راضية عن ذلك الانفصال حتى أنها لا تشعر بالغيرة حيال رفيقته الجديدة.

مساعدة..

ثم يحدث أمر وهو أن جارتها التي كانت سترعي ابنها “جاك” لمدة أسبوع وجدت فرصة للعمل في أحد الأفلام كومبارس، وأنها لن تستطيع رعاية الطفل. فتقرر “ديبي” أن تفوت فرصة الدورة الدراسية وتلتحق بها في العام التالي.

في نفس الوقت “بيتر” تهجره حبيبته المؤقتة التي صاحبته لستة أشهر، كما أنه يرفض العمل مع إحدى الشركات وحين يعلم بأمر جارة “ديبي” يقترح عليها أن يأتي لرعاية ابنها “جاك” لهذا الأسبوع، وتشعر “ديبي” بالحرج منه، لكنه يصر على تقديم المساعدة لها، مذكرا إياها بأنها وقفت إلى جواره في مواقف كثيرة كصديقة.

ثم ترحل هي إلى “نيويورك” ويذهب هو إلى “لوس انجلوس”، يبدأ في الاهتمام بالطفل ويشعر بتحدي أن يكون أبا وقدوة لطفل في سن خطر، حيث يعاني من مشاكل في علاقته مع أصدقاءه، يحاول “بيتر” مساعدة “جاك” على التقرب من أصدقاءه ويحطم كل تلك القواعد التي كانت تضعها أمه له خوفا وحرصا عليه. ويشعر “جاك” أنه يعايش تفاصيل جديدة لم يعتد عليها، بسبب حذر أمه الزائد ورعايتها الشديدة له، كما يشعر “بيتر” أنه يؤدي بشكل جيد في دور القدوة الذكورية لطفل.

علاقة جديدة..

في حين تندهش “ديبي” من شقة بيتر الخالية من أية ملامح للخصوصية والتي تبدو جافة وخالية من أية لمحات إنسانية، وتصادفها صديقة قديمة ل”بيتر” كانت تحاول استرجاعه، وتنشأ صداقة مع تلك الصديقة، ويتصادف أن تتعرف “ديبي” بصحبة صديقتها الجديدة على واحد من أشهر الناشرين، وينجذب إليها خاصة مع حجم اطلاعها على الكتب والروايات وثقافتها الكبيرة.

وتكتشف “ديبي” بفضل صديقتها الجديدة أن “بيتر” كتب رواية كبيرة وأنه يخبئها في الفرن، وتقاوم فكرة الاطلاع عليها خاصة وأن “بيتر” لم يخبرها بالأمر، لكن بعد أن تقرأها في ليلة واحدة تشعر بمدى روعتها، خاصة وأنها تصور عقدة “بيتر” الحياتية التي نشأت بعد فقدانه لوالده وهو في عمر 13 عاما. وتقرر”ديبي” أن تقدم مسودة رواية “بيتر” لذلك الناشر، والذي يبدي استعدادا لنشرها كما أنه يحاول التقرب من “ديبي” وتستجيب له وتقبل دعوته على العشاء، وبعد العشاء تدعوه إلى شقة “بيتر” وتقيم معه علاقة حميمية.

اكتشاف..

ويتصادف أن تضغط “ديبي” على زر تشغيل الكاميرا المنزلية بالخطأ لأنها لا تعرف كيف تدير الأشياء في شقة “بيتر” الحديثة، ويفتح “بيتر” الكاميرا التي تتصل بهاتفه الشخصي ليرى “ديبي” وهي تمارس العلاقة الحميمة مع الناشر. ويشتعل غضبه فيستعين بصديقة ل”ديبي” لتجالس ابنها “جاك”، في حين يذهب هو لاحتساء الخمر محادثا إحدى صديقاته القدامي، لكنه يعجز عن عمل علاقة معها. ليعود إلى منزل “ديبي” يحادث صديقتها ويحكي لها عن حبه الشديد ل”ديبي”، وعن خوفه من أن يصارحها بذلك، خاصة مع اقترابها من الرجل الذي تزوجته فيما بعد، ثم مع حملها. كل تلك الأحداث ساهمت في زيادة خوفه من الاعتراف بحبه لها، كما أنه استمر في ذلك طوال تلك السنوات. تنصحه الصديقة بالاعتراف بحبه ل”ديبي” وأنها هي الشخص المناسب له.

لحظة إنارة..

وعلى الجانب الآخر يطلب الناشر من “ديبي” موعدا قبل رحيلها وتذهب لمقابلته وتبحث عن سترة لها، وأثناء بحثها تجد مظروفا مغلقا يخص “بيتر” وهي بصحبة صديقتها الجديدة، تكتشف أنه يخبئ صور لها وأشياء تذكره بتفاصيل وذكريات قضياها معا، رغم ادعائه أنه لا يحب الاحتفاظ بالأشياء كتذكار. لتكتشف هي وصديقتها الجديدة أن “بيتر” يحبها وإلا لما احتفظ بصورها وأشياءها، لتكتشف هي أيضا أنها كانت تحبه طول كل تلك السنوات.

وتذهب للمقابلة مع الناشر الذي يعرض عليها فرصة عمل كمحررة في الدار التي يعمل بها بدوام كامل، كفرصة للتقارب بينهما واستكشاف كل منهما الآخر، فتصرح له أنها اكتشفت للتو أنها مغرمة بآخر.

حادث..

ثم يصطدم ابنها “جاك” أثناء تدربه للعبة الهوكي التي منعته أمه من ممارستها لأنها خطر، بينما سمح له “بيتر” بممارستها دون علمها. ويخبرها “بيتر” عن الحادث فتنفعل عليه وتطلب منه الرحيل، وتترك الناشر لترحل إلى ابنها فورا، وتتقابل مع “بيتر” في المطار أثناء تحدثها معه في الهاتف ويتعاتبان وكل منهما يقول ما يضايقه من الآخر، ثم يصرح لها “بيتر” بحبه ويقبلها وتبدأ علاقة حقيقية بينهما.

دون تعمق..

الإخراج متوسط، والسيناريو تناول الأفكار بشكل سطحي ولم يتعمق فيها وحشد عدد من الأفكار دون التعمق في أي منها، الفيلم لم يقدم جديدا اعتمد على مشاهد مكررة ومقتبسة من أفلام رومانسية سابقة، وعلى أفكار أيضا معادة، مثل انتقال الحبيبين كل الى منزل الآخر أو الاختلاف بين الحبيبين، أو خوف الحبيب من الاعتراف بمشاعره، أو الاكتشاف المفاجئ أن أحدهم يحب الآخر طوال سنوات دون أن يعي ذلك. وإن كانت الفكرة الأخيرة تنطوي على مبالغة شديدة، فكيف يحب إنسان شريكا آخر لمدة عشرين عاما دون أن يعي ذلك، المدة طويلة جدا لكي يعي أحدهما ذلك.

الفيلم اعتمد على حشد عدة أفكار سويا دون أن يركز على إحداها، أولا عقدة بيتر من فقدان والده ومروره بحياة صعبة جعلته يخاف من الالتزام والإنجاب ولم يتعمق فيها الفيلم ويعطها مساحتها، وأيضا علاقة الصداقة القوية التي امتدت لمدة عشرين عاما رغم أن أحد الطرفين كان يعلم بحبه للطرف الآخر ويحاول بكل الطرق إنكار ذلك، كان يمكن تناول تلك الفكرة بمساحة أعمق، أيضا عقدة الطفل الذي يحتاج لحنان الأب ويحتاج لأب يقلده ويرعاه ويستمد منه النموذج. أيضا فكرة أن البطلة تفضل الأمان ولا تميل إلى المخاطرة في كل شيء في حياتها في حين يختلف البطل عنها تماما مما يهيئ تكاملا بينهما. اختار كاتب السيناريو أن يحشد كل تلك الأفكار ويتناولها بشكل سطحي حتى فكرة أن “ديبي” تكتشف حبها ل”بيتر” بعد عشرين عاما كانت سطحية.

الفيلم..

Your Place or Mine فيلم كوميدي رومانسي أمريكي صدر عام 2023، من تأليف وإخراج “ألين بروش ماكينا” في أول إخراج لها. نجوم الفيلم “ريس ويذرسبون” الذي أنتج أيضا، و”أشتون كوتشر”، “جيسي ويليامز، زوي تشاو، ويسلي كيميل، تيج نوتارو، وستيف زان. صدر الفيلم على Netflix في 10 فبراير 2023. وقد تلقى آراء متباينة إلى سلبية من النقاد، الذين انتقدوا نقص الكيمياء بين ويذرسبون وكوتشر.

النقد:

على موقع مجمع الاستعراضات Rotten Tomatoes ، 31٪ من 103 آراء نقاد إيجابية، بمتوسط ​​تقييم 4.6/ 10. يقول إجماع الموقع الإلكتروني: “حسن التمثيل ولكن يفتقر إلى الكثير من الشرارة، فإن الفيلم يضرب النوع القياسي بكفاءة كافية لتذكير المشاهد بالبدائل المتفوقة التي لا تعد ولا تحصى.” منحت ميتاكريتيك، التي تستخدم المتوسط ​​المرجح، للفيلم درجة 49 من 100، بناءً على 26 نقادا، مما يشير إلى “مراجعات مختلطة أو متوسطة”.