خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Tumhari Sulu فيلم هندي اجتماعي، يحكي قصة امرأة قوية من أسرة متوسطة الحال، استطاعت أن تثبت قوتها واستقلاليتها.
الحكاية..
“سولو” سيدة لم تكمل تعليمها وقد تعلمت أختاها الأكبر منها والتحقتا بالعمل في مهن محاسبية في شركات، وتزوجت هي لكنها كانت دوما تشعر بالنقص نحو أختيها اللتان كانتا تسيطران على حياتها وتشعرانها دوما أنها أقل منهما، وقد أنجبت طفل وكان زوجها طيبا معها، تجاوز ابنها سن العاشرة وأحست بحاجتها لمساعدة زوجها ماديا، خاصة وأن أختيها كانتا تعايرانها أنها لا تعمل.
فبحثت عن عمل، وتقدمت إلى مسابقة أقامتها الإذاعة التي تفضلها، ذهبت إلى مقابلة الاذاعة وكانت بشوشة ومرحة وتضحك كثيرا، وقد أعجب صوتها مديرة المحطة ونجحت في المسابقة، واتصلت بها المديرة لتسألها ان كان بامكانها التحدث مثل المذيعات، وذهبت إلى هناك وقامت بالتحدث، فسألتها المديرة إذا كانت تستطيع العمل ليلا في برنامج إذاعي يحل مشاكل الناس، وتتلقى اتصالاتهم الليلية. وافقت “سولو” على الفور خاصة حينما وجدت المرتب مغريا على أن يختبروها لمدة شهر.
عمل..
في المنزل أخبرت زوجها “اشوك” لكنه تردد خاصة حين علم أن وقت العمل ليلا، لكنها فرضت رأيها عليه، وحينما فاتحت أختيها في الأمر تعجبتا من المرتب الكبير، وأظهرتا امتعاضا. ذهبت “سولو” إلى العمل وفي أول يوم وصلتها سيدة تعمل في الإذاعة بسيارتها، وحدثتها السيدة عن أنها فرحت أيضا عندما عملت لأول مرة وكذلك زوجها، لكنه مع الوقت أصبح يتذمر من عملها، ثم انتهى الأمر بالانفصال لكنها رغم ذلك سعيدة بعملها وأن لديها مالها الخاص وسيارتها.
جلست “سولو” أمام الميكروفون بعد أن أكلت طعام العشاء وسط نظرات الرجل الذي يجهز لها الأجهزة ومديرتها، ثم أخذت معها حبات بسلة لتقطفها، وبدأت أول خطوات عملها بمكالمة من شخص متطفل يحاول جرها إلى كلام إباحي، لكنها تتعامل معه بذكاء متجاهلة الجمل التي كتبها لها زميلها في العمل. وزوجها حرص على أن يستمع لكل الفقرة التي تعمل فيها، وتضايق من تطفل الرجل، وذهب إلى عملها بصحبة الطفل واصطحبها إلى المنزل ومارس معها علاقة زوجية متأثرا بصوتها وإغراء ما حدث في الإذاعة.
غيرة..
نجح أول لقاء لها في الإذاعة وأحبها الناس واحتفلت المديرة بنجاحها مما شجع “سولو” على الاستمرار، لكن زوجها بدأ في التضايق أولا من نجاحها المتصاعد، وثانيا من بعض السخرية عليها لأنها أصبحت مذيعة محبوبة من الناس، وأيضا لأنه أصبح يواجه مشاكل في عمله الذي قضى فيه سنوات طويلة، حيث عين مدير جديد يتعامل بشكل سيء مع الموظفين، فنظر زوجها إلى الصعوبات التي تواجهه في العمل مقارنا بينه وبين ما تحققه “سولو” من نجاح.
لكنها حاولت استرضاءه والصبر على تقلباته المزاجية معها، في حين أن أختيها ظلتا تضغطان عليها لترك العمل، لأنه في رأيهما عمل مبتذل لا يتفق مع عاداتهم وقيمهم، ولأنها تحدث الناس وتتعرض لمضايقات من الرجال. ولكنها تصمد في وجهيهما وزوجها يميل إلى فكرة تركها لعملها لكنها ترفض وتواصل في العمل.
ويحبها العاملين معها في الإذاعة وتعقد علاقات صداقة معهم، وتبدأ تشعر بقوتها واستقلاليتها. ثم يصارحها زوجها بأنه يريد ترك العمل بسبب المضايقات، فتوافق وتقول له أنها تعمل الآن وتستطيع تعويض تركه للعمل، وفيما بعد سيقومان بعمل خاص لهما بالشراكة، لكنه مع ذلك لا يرضى ويشعر أنها أفضل منه مما يسبب له غيرة.
تحدي..
يترك زوجها العمل ويبحث عن عمل جديد، لكن تحدث مشكلة حين يتعرض ابنها لمضايقات في المدرسة من بعض الفتية ويتهمونه بالجبان لأنه لا يجاريهم في أفعالهم، فيحاول مجاراتهم ويسرق تليفون والده ويتهمه الفتية المشاغبون بتهم أخرى فيفصله مدير المدرسة، وهنا يغضب “اشوك” ويلمح إلى إهمال “سولو” لابنها بسبب عملها الجديد. ويتصل بأختيها اللتان تستغلان الفرصة لتذكيرها بأنها مهملة وأنها أهملت ابنها وعائلتها.
وتفكران في أخذ الطفل لفترة من الزمن، لكنها ترفض إعطاهما الطفل، كما ترفض ترك العمل وتذهب رغما عن الجميع، لكن تنفجر في البكاء قبل البدء في العمل وترحل. لتفاجيء بأن ابنها قد هرب من المنزل بسبب إحساسه بالذنب تجاه ما حدث. وتظل تبحث عنه في الشوارع مع زوجها، ويجد زوجها خطابا من الطفل يوصيه فيه بالأم ويذكره أن أمه لم تخطيء وأنه هو السيء الذي أخطأ.
مخرج..
وتنهار “سولو” وترفض تناول الطعام ولا الماء بسبب اختفاء ابنها لكن تعيده الشرطة إليها، ووقتها تقرر ترك العمل لأنها أصبحت تخاف على ابنها، فتذهب إلى المديرة وتخبرها أنها ستترك العمل، وتحزن المديرة لكنها توافق وتمشي “سولو” وهي تبكي، لكن أثناء بكاءها تسمع موظفة في الإذاعة تتشاجر مع رجل يحضر الوجبات للعاملين بالإذاعة وتتهمه بسوء حالة الطعام الذي يحضره، فتفكر”سولو” سريعا في أن يكون ذلك هو عمل زوجها الجديد، الذي تساعده فيه فتجهز هي الطعام ليوصله هو إلى مقر عملها بالإذاعة، لكي تستطيع الاستمرار في عملها كمذيعة وينتهي الفيلم على ذلك.
الإخراج جيد وأداء الممثلين جيدا، والفيلم يناقش كفاح المرأة في إثبات ذاتها حتى وإن كانت غير متعلمة أو لديها شهادة، ف”سولو” كانت نموذج للمرأة التي تناضل لتثبت قوتها وكفاءتها وقدرتها على مشاركة زوجها في أعباء الحياة، وأيضا التخلص من الفكرة التي ألصقتها أختاها عليها بأنها فاشلة ولا تجيد فعل شيء، فقد حققت ما تتمنى حتى إن جاء متاخرا. وحينما أتتها فرصة لتثبت جدارتها تشبثت بها ورفضت إفلاتها، وتحايلت على الظروف وعلى أحكام الناس وعلى غيرة الزوج كل ذلك بطريقة لطيفة ودون مواجهات حادة. وهنا يكمن جمال الفيلم أن “سولو” استطاعات فعل كل ذلك بهدوء ودون صراعات أو مواجهات.
الفيلم..
هو فيلم درامي كوميدي هندي لعام 2017 إخراج “سوريش تريفيني”، قصة وسيناريو وحوار “سوريش تريفيني”، الحوارات والسيناريو الإضافي “فيجاي موريا”، إنتاج ” بوشان كومار وتانوج جارج وكريشان كومار وأتول كاسبيكار وشانتي سيفارام مايني “، بطولة “فيديا بالان، نيها دوبيا، ماناف كاول، ابهيشيك شارما”. حقق نجاحا بالغ الأهمية ولائقا في شباك التذاكر والذي حقق أكثر من 508.4 مليون روبل روسي على ميزانية 200 مليون يورو.
في حفل توزيع جوائز فيلم فير 63، تلقت الفيلم 9 ترشيحات، بما في ذلك أفضل ممثل مساعد (كاول) ، وحصلت بالان على رابع جائزة أفضل ممثلة في الحفل. تم إعادة إنتاجه باللغة التاميلية باسم كاترين موشي (2018) مع Jyothika يعيد دور فيديا.