20 ديسمبر، 2024 11:28 م

فيلم The Unforgivable..  وصمة المجتمع الأبدية لمجرم أدي عقوبته

فيلم The Unforgivable..  وصمة المجتمع الأبدية لمجرم أدي عقوبته

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم The Unforgivable  فيلم واقعي أمريكي يحكي عن عدم مسامحة الناس لمن ارتكب جريمة، حتى لو دفعته الظروف القاسية واضطرته إلي فعل ذلك، ويوضح أن معظم الناس يصرون علي معاقبة الجاني حتى بعد أن ينال عقابه الذي قررته له سلطة الدول التي يعيش فيها.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بإطلاق سراح “روث سلاتر” من السجن، بعد أن قضت عشرين عاما فيه بتهمة قتلها شرطي جاء لإخراجها وشقيقتها البالغة من العمر خمس سنوات، “كاتي”، من منزلهما في “سنوهوميش، واشنطن”. يصور الفيلم وهي تجمع ملابسها القليلة، وحاجياتها وتخرج من مبني السجن، يرافقها الرجل المسئول عن متابعتها، ويوصلها إلي منزل فقير، تعيس فيه في غرفة مشتركة مع سيدات أخريات ليس لديها مساحة خصوصية إلا سرير قبيح تنام عليه.

في نفس الوقت نري “كاتي” وهي شابة تقود سيارة في الطريق لكن ذهنها يتشتت قليلا فتحدث لها حادثة سيارة، وتنتقل علي أثرها إلي المستشفي ببعض الجروح، ويخاف عليها والديها ويطلبان منها البقاء في منزلهما هذه الفترة.

عند إطلاق سراحها، حصلت “روث سلاتر” على وظيفتين، وبدأت في البحث عن أختها الصغرى المنفصلة عنها. “كاتي”، التي نشأت على يد عائلة بالتبني في “سياتل”، “كاتي” لا تتذكر “روث” بوعيها، رغم أن لديها ذكريات قصيرة عن صدمة حدثت لها في طفولتها.

قلق..

يشعر والدا “كاتي” بالقلق من أن الحادث كان بسبب ذكرياتها عن طفولتها وحياتها السابقة قبل تبنيها، وأنها ربما تكون على علم بطريقة ما بإطلاق سراح أختها “روث”. ويتفقان على أنهما كانا على حق في إخفاء الحقيقة عن “كاتي”، من أجل مصلحتها.

وفي نفس الوقت، علم “كيث”، الابن الأكبر للشريف، الشرطي الذي قتلته “روث”، بإطلاق سراح “روث” وبدأ في مطاردتها، وعلم أين تعيش وأين تعمل. ثم يخطط للانتقام، لكنه غير قادر على إقناع شقيقه الأصغر “ستيف” بالانضمام إليه، لأنه يخبره باستمرار “بترك الأمر وشأنه”.

حنين..

في أحد الأيام، تعود “روث” إلى منزلها السابق، الذي كان السبب في حدوث الجريمة لترى أنه تم تجديده بالكامل. وتلتقي بالسكان الجدد، “جون وليز إنجرام”. يدعو “جون” “روث” إلى الداخل لترى التجديدات في المنزل، بعد أن تخبره أنها كانت إحدي العاملات التي ساعدت في إصلاح ذلك المنزل. وبينما تغادر “روث”، يشعر “جون” بالتعاطف معها، فيعرض عليها توصيلة إلى محطة الحافلات.

تعلم “روث” أن “جون” محامي شركات، وتخبره عن بحثها عن أختها “كاتي”. يقرر “جون” مساعدتها، ولكن بعد فترة وجيزة، يعرف الحقيقة حول ماضي “روث”. تعتذر “روث” عن الكذب، في مكالمات علي الهاتف لا يرد عليها “جون”،  ثم يوافق “جون” على تولي قضيتها.

انتقام..

بينما تعمل “روث” في موقع بناء، يذهب “ستيف” ليتحدث معها لفترة وجيزة  بعد إلحاح من أخيه علي ضرورة الانتقام لمقتل والده وخراب عائلتهم، خاصة وأنهما طردا من منزلهما بعد أن أدمنت أمهما علي الكحول لأنها صدمت بعد مقتل والدهما. “روث” التي لا تعرف هوية “ستيف” تظنه أحد العمال. يسألها “ستيف” عن والديها، وتخبره “روث” أنهما ماتا. يعتذر “ستيف”، وترد “روث”، “الحياة تستمر”، تعليق رافض غير مقصود يجعل “ستيف”  يغضب غضب صامت.

بعد مغادرة “روث” المبني، يبحث “ستيف” في متعلقات “روث”، ويكتشف صورة أختها “كاتي”.

نسيان..

علي الجانب الآخر يحدد المحامي “جون” مكان إقامة “كاتي” وعائلتها. يتواصل مع الوالدين، اللذين يوافقان على مضض على مقابلة “روث” دون الكشف عن هويتهما. أثناء الاجتماع، تكتشف “روث” أنهما تعمدا عدم إخبار “كاتي” عنها، وامتنعا عن إعطاءها جميع الرسائل التي كتبتها إلى “كاتي” خلال سنوات سجنها. يخبران “روث” أن “كاتي” لا تعرفها أو تتذكرها على الإطلاق، ومن الأفضل لها أن تظل على هذا النحو.

عندها تعاني “روث” من نوبة من الانفعال، يخرج والدا “كاتي” من الغرفة غاضبين. ثم تسمع “إيميلي”، الأخت الصغرى المتبناة ل”كاتي”، والديها يتحدثان عن “روث” وتكتشف الرسائل. وبينما تقرأها، تتأثر “إيميلي” بكلمات “روث”، وتنهار دموعها. تتولى “إيميلي” مهمة الاتصال ب”روث” وترتيب لقاء. في نهاية اجتماعهما، تخبر “إيميلي” “روث” أن “كاتي” ستجري بروفة في قاعة محلية في وقت لاحق من ذلك اليوم.

اختطاف..

عندما تعود “إيميلي” إلى المنزل، يلاحقها “ستيف”، ويكتشف مكان إقامتها. تعود “روث” إلى منزل عائلة “إنغرام” للتحدث مع “جون” بشأن الاقتراب من “كاتي”. لكنه ليس في المنزل، وتقترب منها “ليز” زوجته الغاضبة وتطلب منها المغادرة.  لأنها مجرمة وقاتلة شرطي، ولا تريد منها الاقتراب من طفليها، تنهار “روث” في البكاء وتخبرها بشكل عفوي أن “كاتي” البالغة من العمر خمس سنوات هي التي أطلقت الرصاصة التي قتلت الشريف، لكن “روث” تحملت العقوبة لحماية أختها. بعد أن علمت “ليز” بالحقيقة، شعرت بالتعاطف تجاه “روث” وأوصلتها إلى الحفل بسيارتها.

علي الجانب الآخر أصبح “ستيف” أكثر إصرارا على فكرة الانتقام بعد أمسك بشقيقه “كيث” في السرير مع زوجته وضربه بغضب. ومع ذلك، بدافع الغضب، اختطف “إيميلي”، معتقدا أنها “كاتي” أخت “روث”. عندما وصلت “روث” إلى الحفل، تلقت مكالمة هاتفية من “ستيف” الذي طالب “روث” بالحضور إلى حيث احتجز “إيميلي”. قادتها “ليز” إلى الموقع، دون أن تخبرها بالحقيقية ثم أخبرتها عندما وصلوا للمكان.

اتصلت “ليز” بالشرطة بينما دخلت “روث”. أعلن “ستيف” عن نيته قتل الفتاة، ولكن عندما عبرت “روث” عن ندمها على كل ما حدث، لم يتمكن من المضي قدما. ارتعشت يديه وهو يمسك بالمسدس. ساعدت “روث” “إيميلي” على الخروج من الغرفة، ثم سلمت نفسها للشرطة وتم القبض على “ستيف”.

وصل ضابط الإفراج المشروط الخاص بها إلى مكان الحادث، وتم إطلاق سراح “روث”. عندما بدأت “روث” في الابتعاد، لاحظت أن والدي “إيميلي” و”كاتي” جاءا لاصطحاب “إيميلي”، وأخيرا التقت “روث” و”كاتي” مرة أخرى وتعانقتا، فقد تذكرتها “كاتي” وحدها. وانتهي الفيلم علي ذلك.

نبذ..

الفيلم جيد، علي مستوي الإخراج، والأماكن التي اختيرت للتصوير، والأزياء، واختيار أماكن واقعية مناسبة للأحداث، وكان أداء الممثلين بارعا، خاصة” ساندرا بولوك”، وعلي مستوي القصة كشفت كيف يتم نبذ الناس الذين يضعهم حظهم السيئ في ملابسات جريمة، حتى لو كانت “روث” قد انفعلت وقتلت الشرطي نتيجة لخوفها من مصير مجهول بعد أن يتم طردها هي وأختها من منزل عائلتها، وربما يأخذون أختها الصغيرة منها، فهذه الجريمة ربما تكون مبررة نتيجة الضغط النفسي الكبير الذي تعرضت له، نتيجة لسعي السلطات إلي طردها من منزلها ورميها في الشارع تواجه الحياة بمفردها، وهي فتاة في العشرينات من عمرها، ولأول مرة تختبر الحياة بعد موت والدتها ووفاة والدها منتحرا.

لكن نكتشف أنها أيضا لم ترتكب جريمة وإنما عوقبت علي جريمة لم تقم بها بالفعل وحوسبت عليها وأخذت عقوبتها، ومع ذلك لم يسامحها المجتمع وظل يعاملها كمجرمة. مما يطرح تساؤلات حول جدوى عقوبة السجن إذا لم ترفع عن المجرم ذنبه وتعيد إنسانا صالحا يعيش في المجتمع كفرد منه، كما يسلط الضوء علي تعامل الأمريكيين مع جريمة قتل الشرطي وكانها جريمة شنيعة لا يمكن مسامحة من قام بها.

لكن أهمية الفيلم أنه يكشف مدي الظلم الذي يتعرض له الأطفال الذين تتقلب بهم الحياة ويفقدون من يرعاهم سواء أحد الوالدين أو كلاهما، فيتم إخراجهم من منازلهم التي تمثل لهم مناطق الأمان وفرض إجراء تبني لهم من قبل أبوين آخرين،  ربما يكون هذا الحل حماية لهم من مصير مجهول لكن مع ذلك يتسبب في أزمات نفسية كثيرة لمعظم الأطفال الذين تضطرهم ظروف حياتهم إلي ذلك. ربما هناك حلولا أكثر أمانا للأطفال الذين يفقدون من يرعاهم. والأهم رصده للوصمة التي لا تمحي أبدا عن من قام بعمل جريمة رغم خضوعه للعقاب الذي يستحقه.

الفيلم..

The Unforgivable هو فيلم درامي صدر عام 2021 من إخراج “نورا فينجشيدت” وكتبه “بيتر كريج وهيلاري سيتز وكورتيناي مايلز”، استنادًا إلى المسلسل البريطاني القصير لعام 2009 Unforgiven الذي كتبته “سالي وينرايت”. من بطولة “ساندرا بولوك” و”فينسنت دونوفريو وجون بيرنثال وريتشارد توماس وليندا إيموند وآيسلينج فرانسيوسي وروبرت مورجان وفيولا ديفيس”.

تم إنتاج  الفيلم بشكل مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وأنتجته “بولوك وجراهام كينج وفيرونيكا فيريس”. بدأ التصوير في فانكوفر في فبراير 2020، وبعد توقف بسبب جائحة كوفيد-19، انتهى في أكتوبر من ذلك العام. حصل الفيلم على إصدار مسرحي محدود في الولايات المتحدة في 24 نوفمبر 2021، قبل البث على نتفليكس في 10 ديسمبر 2021.

الاستقبال..

كان The Unforgivable هو الفيلم الأكثر بثًا على قوائم Netflix للأفلام الناطقة باللغة الإنجليزية خلال الأسبوع الأول من إصداره، حيث تم مشاهدته 85.86 مليون ساعة. وكان أيضا الفيلم الأكثر بثًا في الولايات المتحدة وفقًا لـ TV Time. احتفظ الفيلم بمكانته على قوائم Netflix في الأسبوع التالي مع عدد مشاهدات بلغ 74.44 مليون ساعة مع الاحتفاظ أيضا بمكانته في تصنيفات TV Time..

جمع الفيلم عدد مشاهدات بلغ 214.7 مليون ساعة في أول 28 يومًا من إصداره، ليصبح خامس أكثر فيلم يتم بثه على المنصة في ذلك الوقت.تم إصدار The Unforgivable في كوريا الجنوبية فقط، وحقق 13062 دولارًا أمريكيًا دوليًا.

النقد..

في موقع المراجعات Rotten Tomatoes، يحمل الفيلم نسبة موافقة 38٪ بناءً على 91 مراجعة، بمتوسط ​​تقييم 5/10. يقرأ إجماع نقاد الموقع: “يثبت فيلم The Unforgivable أن ساندرا بولوك قادرة على اللعب ضد النوع، لكن أداءها ضائع في قصة مفتعلة وقاتمة بلا هوادة.” على ميتاكريتيك، حصل الفيلم على درجة 41 من 100، بناء على 20 ناقدا، مما يشير إلى “مراجعات مختلطة أو متوسطة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة