9 أبريل، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

فيلم The Place Beyond the Pines .. القانون يتسامح مع الأغنياء

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم The Place Beyond the Pines وترجمته “المكان خلف أشجار الصنوبر” هو فيلم جريمة ودراما أمريكي، يحكي عن جريمة قتل قام بها شرطي تجاه أحد اللصوص، الذي سرق بنكا وجري ليختفي في أحد البيوت.

 الحكاية..

الفيلم يحكي عن شاب فقير يعمل دوبلير في الأفلام السينمائية، ورغم وسامته لا يرتقي ليكون ممثلا، كما يعمل أعمال هامشية ويجيد ركوب الدرجات الهوائية، يكتشف أن حبيبته السابقة قد أنجبت طفلا منه، وهذا يشعره بالمسؤولية تجاهها وتجاه الطفل فيفكر في سرقة البنوك، لكي يوفر لها أموالا لتربية الطفل، وبالفعل يقوم بذلك ويحاول الرجوع لحبيبته لكنه يتعامل بعنف من الشاب الذي تصاحبه فيدخل السجن بسبب أعمال العنف، ويخرج بكفالة. ويقرر أن يسرق بنكين في يوم واحد فيخاف شريكه من المخاطرة ويحاول منعه ويحطم دراجته الهوائية، لكنه يصر على ذلك ويذهب لسرقة أحد البنوك دون وجود شريكه، بعد أن يعطي حبيبته أموالا لتحتفظ بها لابنه، ولحظه السيء يكون هناك شاب قد انضم حديثا لسلك الشرطة، وهو ابن أحد القضاة المهمين الذي ينغشل دوما بالانتخابات ليصبح المدعي العام.

قتل..

هذا الشاب الضابط “إفري” ليس لديه خبرة كبيرة أو جرأة كما كان يعاني من مشاكل سلوكية في فترة مراهقته بسبب انشغال والده عنه، ويتصادف أن “إفري  هو الذي ذهب لتفقد أمر السرقة، وقد طارد السارق الذي هرب منه بسرع فائقة نتيجة احترافيته في ركوب الدراجة النارية وقد اختبأ في أحد المنازل، لكن “إفري” أصر على ملاحقته للنهاية وقد اهتم الشاب الفقير وهو محجوز داخل المنزل أن يتصل بحبيبته ليطلب منها ألا تخبر ابنه شيئا عن حقيقته، في الوقت الذي الذي شعر فيه “إفري” بالخوف الشديد فأطلق الرصاص على اللص وقد أطلق اللص عليه رصاصة أصابته في ساقه قبل أن يقع من النافذة ميتا. فقد كان خطأ “إفري” حين أطلق النار دون أن يحاول مفاوضته أو التحدث معه.

تعرض “إفري” للإصابة في ركبته وذهب إلى المستشفى وتم التحقيق معه لمعرفة هل قتله للسارق كان دفاعا عن النفس أم بسبب سوء تقدير منه، وقد أظهر “إفري” الندم الشديد لقلته لذلك الشاب، خاصة حين علم أن لديه طفل صغير لم يتجاوز عمره العام، وكان هو أيضا قد أنجب طفلا في نفس العمر تقريبا، كما أظهرت زوجته استياء من جريمة القتل تلك، وبدأت تتشكك في أنه ربما قد تعمد ذلك، حتى والده القاضي لم يكن مرتاحا لقتل ابنه لذلك السارق وبدأ يراقب ابنه.

احتفاء..

تعاملت الشرطة في تلك المدينة التي يسكن بها الجميع بمبالغة شديدة، حيث وصفت “إفري” بالبطل، واحتفت به احتفاء شديدا، وصورت ما فعله على أنه أمر عظيم يحسب لمؤسسة الشرطة، التي لا تتهاون في التعامل مع المجرمين، وقد أحب “إفري” ذلك لكنه ظل يشعر بالأسف تجاه ما حدث للص، ثم يأتي الى بيته مجموعة من رجال الشرطة الأقدم منه والذين يعملون معه في دائرة الشرطة، ويصطحبونه معهم للاحتفال.

ويفاجيء “إفري” بأنهم ذهبوا إلى منزل السيدة حبيبة اللص وقاموا بتفتيش منزلها دون مذكرة تفتيش، وحين اعترضت السيدة هددها قائدهم بأنه سيتغاضى عن كون أمها مهاجرة غير شرعية بشرط أن تسمح لهم بتفتيش المنزل، ويقومون بدخول المنزل والتفتيش في غرفة الطفل، رغم اعتراض السيدة، ويذهب “إفري” إلى الطابق العلوي بصحبة شرطي آخر والذي يجد كيسا من الأموال مخبا في سرير الطفل، بعد أن يطلب منه “إفري” حمل الطفل، ونرى كمشاهدين شعور “إفري”حين حمل الطفل، وإحساسه أنه مذنب تجاهه.

ثم يذهب أفراد الشرطة بصحبة “إفري” في السيارة ويقتسمون المال، ويقرر القائد إعطاء “إفري” الذي وصفه بالبطل نصف المبلغ، فيحتفظ “إفري” بالمبغ في المرآب حتى لا تراه زوجته، ثم يعود إلى عمله بعد أن حدثت له إصابة دائمة حيث سيظل يعرج طوال حياته.

فساد..

يخبره مدير الدائرة أنه سظل في عمله رغم أن “إفري” قد طلب منه أن يقوم بأعمال إدراية، ثم يبدأ أفراد الشرطة القدامي في طلب مساعدات من “إفري” مقابل المال الذي منحوه له، فيطلب أحدهم منه أن يعطيه جزء من المخدرات الموجودة في قسم الأدلة. ويشعر “إفري” بالتردد لأن ذلك مخالف للقانون، ويذهب ليلا إلى منزل السيدة حبيبة اللص المقتول ليعطيها الأموال التي معه، لكنها ترفض أخذ المال منه وتقول له أنه حطم حياة ابنها بقتله لأبيه.

ثم يذهب “إفري” إلى مديره ليخبره عن الفساد الذي يحدث ومصادرة الأموال دون وجه حق، لكن المدير يرفض الاستماع له ، بل ويبلغ الشرطي الآخر الذي يقود البقية، فيطلب هذا الشرطي من “إفري” ان يتحدثا سويا ويصطحبه إلى مكان ناء، فيخاف “إفري” ويهرب منه ويشعر بالخطر الشديد.

دعم الوالد..

ثم يقرر “إفري” مصارحة والده بالأمر لكي يساعده، فيقترح عليه الوالد فضح العناصر الفاسدة في الدائرة التي يعمل لديها، والذين يتضح أنهم كثيرون، وأن المدير متواطيء معهم، فيذهب “إفري” لمقابلة أحدهم والتسجيل له وهو يطلب منه جلب أدلة ليرشو بها إحدى المتهمات ويقول له أنه متورط مع هؤلاء المجرمين. ويذهب “إفري” بهذا التسجيل إلى المدعي العام، لكن المدعي العام يبدي بعض التردد ويفرض “إفري” شروطه على المدعي العام طالبا منه أن يعينه مساعدا له، فيرفض المدعي العام فيخبره “إفري” أنه سيذهب إلى الصحافة وفضح الأمر، وفضح تردده في التعامل مع الفساد في مؤسسة الشرطة، فينصاع المدعي العام له لكنه يرفض مصافحته.

الأبناء..

وبعد مرور 15 عاما، هكذا تخبرنا جملة مكتوبة على الشاشة، يموت والد “إفري”، ونكتشف أنه انفصل عن زوجته، وأنه يتهيأ لخوض الانتخابات ليصبح المدعي العام، مما يعيني أنه مشى على درب والده، كما أنه أصبح ناجحا ومشهورا، وتطلب منه طليقته أن يرعى ابنهما ويأخذه عنده، و يتردد هو لأنه مشغول بالانتخاباتت. ونكتشف أن ابنه ولد مراهق مدلل يتعاطي المخدرات ولا يهتم لأمر الدراسة، وحين يلتحق بالمدرسة في مدينة والده يبحث عن شاب يشبهه، فيجد شابا يبدو عليه أنه يتعاطى المخدرات أيضا، ويقضيان معا وقتا، ويطلب ابن “إفري” من الشاب أن يجلب له المخدرات فيأخذ هذا الصديق منه مبلغا كبيرا.

ثم تقبض عليهما الشرطة وهما يسيران في الشارع وبحوذتهما المخدرات، تبلغ الشرطة “إفري” الذي يخرجه بعد خمس دقائق من دخوله لدائرة الشرطة، لكنه يعنفه ويطلب منه الابتعاد عن ذلك الشاب لأنه يكتشف أن ذلك الشاب هو ابن اللص الذي قتله.

اكتشاف..

لكن الابن يتعامل بشكل سيء مع زميله، والذي ترك في السجن وتعرض للمحاكمة وكان مهددا بالسجن في جريمة حيازة المخدرات، مما يذكرنا بأبيه، وأنه أصبح مثله رغم حرص والدته وزوجها على تربيته بشكل صحيح. وبعد خروجه يقابله ابن “إفري” الذي يلمح بكلام عن والده الحقيقي، ويطلب منه جلب مخدرات له. يثير الكلام الشاب ويبدأ في التفتيش عن ماضي أبيه الحقيقي، وترفض أمه إبلاغه أي شيء عن أبيه، لكنه يضغط على زوج أمه لمعرفة اسم أبيه، ويبحث عنه ويكتشف أنه قتل ويرى صورة من قتله.

ثم يذهب الابن إلى شريك والده الذي كان يساعده في سرقة البنوك، ويحدثه كثيرا عن والده ومهاراته. يعود الشاب إلى مدينته لكن ابن افري يضايقه ويجبره على حضور حفل في منزله، وعلى جلب المخدرات له مجانا، فيجلب المخدرات حيث سرقها من إحدى الصديليات ويذهب إلى بيت ابن “إفري”. لكن يرى صورة “إفري” ويعرف أنه هو من قتل أباه.

ذروة..

يهاجم الشاب ابن “إفري” الذي يضربه  بدوره بعنف شديد ويذهب الشاب إلى المستشفى، وحين تأتي أمه لتعيده إلى المنزل يهرب منها، ويذهب لجلب أحد الأسلحة من صديق له. ويهدد ابن “إفري” في منزله ويضربه على رأسه، بعد أن يسرق بعد الأشياء الثمينة من المنزل. ثم يهدد “إفري” نفسه ويصطحبه إلى مكان ناء، ويظهر أنه سيقتله انتقاما لأبيه، لكنه يكتفي بأن يأخذ محفظته بالنقود الكثيرة التي تحتويها. ليكشتف صورة تجمع بين والده ووالدته وهو معهم وهو طفل صغير، وقد ظل “إفري” محتفظا بها في محفظته طوال تلك السنوات، ويهرب من المدينة ويشتري دراجة بخارية ليسير على خطى والده.

وعلى الجانب الآخر ينجح “إفري” في أن يصبح المدعي العام رغم الإحراج الذي سببه له ابنه، واكتشاف أمر تناوله للمخدرات والعنف الذي تبادله مع زميله وينتهي الفيلم على ذلك.

حكايتين..

الفيلم ثري بالتفاصيل الكثيرة، الإخراج جيد وأداء الممثلين بارعا، والمناظر الطيبعية في الفيلم ساحرة حيث دارت معظم الأحداث في مدينة بعينها. أما على مستوى مضمون الفيلم نجده قد ركز في بدايته على حكاية الشاب الفقير واكتشافه لوجود ابن له واتجاهه إلى طريق السرقة وحياته الصعبة، وكيف أنه حين اكتشف أن له ابنا تحولت مشاعره، وأصبح يريد أن يكون أبا جيدا له وأن يرعاه، حتى عندما أحس أنه محاصر فكر في ابنه واهتم بأن يخفي عنه حقيقة كونه سارقا. مما جعلنا كمشاهدين نتعاطف معه، رغم كونه مجرما خارجا عن القانون.

ثم بعد موته انتقلت الحكاية إلى “إفري” الذي كان نادما على قتله لذلك الشاب، لدرجة أنه احتفظ بصورته لسنوات طويلة، لكنه مع ذلك كان سياسيا محنكا، ورث عن أبيه ذلك، وكان يدير الحياة ليحقق منها أقصى مكاسب شخصية له، فهو لا يهتم سوى بمصلحته الشخصية، حتى حين اكتشف فساد عناصر الشرطة الذين يعملون معه استغل ذلك الفساد لصالح أن يترقى في عمله.

مما يعني أن الشاب الفقير و”إفري” نموذجين مختلفين تماما، الأول مجرم فقير لكنه يهتم بأن يكون أبا جيدا ويرعي ابنه، ولديه مشاعر إنسانية، رغم توجهه إلى العنف والجريمة، وربما يكون توجه إلى الطريق غير القانوني بسبب شعوره بالظلم والتفاوت الطبقي الشديد وتمرده عليه، والثاني رغم غناه وحياته السهلة لم يكن أبا جيدا، وأهمل ابنه الذي أصبح جانحا ومتعاطيا للمخدرات ولم يكن يهتم بإصلاح سلوكه. كما كان أنانيا يكتسب من وراء كل شيء، ويسعى للترقي بأي ثمن.

فساد الشرطة..

كما ينقل الفيلم بعض التفاصيل الهامة في المجتمع الأمريكي مثل وجود فساد داخل مؤسسة الشرطة، وسعي هؤلاء الفاسدين إلى الاستفادة من مناصبهم وترهيب المواطنين، وأيضا استعمال العنف بإفراط وتمجيد من يستخدم العنف، كما يكشف التفاوت الكبير بين الطبقات وأن الفقراء لا يملكون الكثير من الفرص، ربما للدرجة التي تسمح بتوريث الحظ العاثر والشقاء والجريمة. بينما الأغنياء يدعمون أبنائهم دوما ويخرجون بسهولة حتى من الأخطاء الكبيرة التي يرتكبونها، فقد نجا “إفري” من جريمة قتل ونجا ابنه من تعاطيه للمخدرات، بينما أجبر الشاب الفقير على الاستمرار في طريق الجريمة بل وورثها ابنه أيضا الذي لم يجد معاملة عادلة من مؤسسسات المجتمع.

لكنه أيضا يكشف وجود فقراء لا يسعون إلى طريق الجريمة، ويسعون إلى العيش وفق ما يقره القانون ويرضون بحياة الشقاء ولا يسعون للمكاسب السريعة مثل حبيبة الشاب الفقير وزوجها، ويتجنبون عمل المشاكل مع مؤسسات الدولة على قدر ما يستطيعون لانهم يريدون حياة هادئة دون تعقيدات.

الفيلم..

The Place Beyond the Pines أو المكان خلف أشجار الصنوبر هو فيلم جريمة أمريكي 2013 من إخراج “ديريك سايافرينس”، وكتابة “سايافرينس ولاينيت هويل وبن كوشيو”. الميزانية: 15 مليون دولار، الإيرادات: 39,611,604 دولار. الفيلم من بطولة “رايان غوسلينغ وبرادلي كوبر وإيفا ميندز وراي ليوتا”. هذا الفيلم هو التعاون الثاني بين “غوسلينغ وسايافرينس” بعد فيلم Blue Valentine في 2010.

اسم الفيلم هو المعنى الإنجليزي لمدينة “سكنيكتادي، نيويورك”، والتي بدورها مشتقة من كلمة في لغة الموهوك وتعني «مكان ما وراء سهول الصنوبر». استقبل الفيلم بإشادة عالمية من معظم النقاد، حيث حصل على 80% على موقع الطماطم الفاسدة، ومجموع نقاط 66 من 100 على ميتاكريتيك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب