خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم The International أو الدولي، فيلم حركة أمريكي يحكي عن النظام العالمي الذي يشجع على النزاعات المسلحة، من خلال البنوك الدولية التي تمول تجارة الأسلحة، وتمول بعض حركات التمرد، كما أنها تسهل حدوث صراعات دموية.
البداية..
يبدأ الفيلم في برلين، حيث يتقابل أحد أفراد الشرطة مع أحدهم في سيارة، ويكشف له هذا الرجل تورط البنك الدولي للتجارة والائتمان، وهو خامس أقوى مصرف قطاع خاص في العالم، في تمويل شراء صاروخ، لكنه يخشى من كشف كل شيء ويعطيه الشرطي موعدا آخر ليخبره عن باقي المعلومات، وحين يخرج من السيارة ويحادث رجل آخر يعمل معه يمر من جانبه رجل ثم يدخل الشرطي في نوبة قلبية ويموت، ويسرع الرجل الذي كان يحادثه على الهاتف لنجدته فتصدمه سيارة.
ثم في المستشفي نكتشف موت الشرطي وأن الرجل الآخر هو البطل “لويس سالينغر” ضابط منظمة شرطة الجرائم الدولية وأنه يعمل على قضية هامة بمشاركة مساعدة المدعي العام لمقاطعة نيويورك “إليانور وايتمان”.
قتل..
يخبران الشرطة الألمانية أن موت الشرطي ليس طبيعيا خاصة مع اكتشاف “سالينغر” ثقب صغير في رقبة الشرطي، لكن الشرطة الألمانية لا تهتم حتى حين تعلم أن الأمر متعلق بقضية دولية يحقق فيها “سالينغر ووايتمان”.
يتتبع “سالينغر ووايتمان” الدلائل ليكتشفا موت الرجل الذي كان بصحبة الشرطي في السيارة، وأنه كان يعمل في البنك، ثم يكتشفا أن البنك كان سيشتري أسلحة من رجل أعمال إيطالي، وهو مرشح لرئاسة الحكومة الإيطالية فيذهبان إلى إيطاليا لمقابلته بتسهيل من شرطي إيطالي.
تجارة أسلحة..
يعترف لهما رجل الأعمال أن البنك كان ينتوي شراء أسلحة من شركته لأجل إرسالها إلى الشرق الأوسط، وقد أوضح لهم أن البنك يدخل كوسيط في تجارة الأسلحة بين الصين وبلدان الشرق الأوسط، وذلك لتسهيل حدوث نزاعات مسلحة في الشرق الأوسط، والسبب هو جعل بعض البلدان تغرق في ديون كثيرة جراء شراء أسلحة بمبالغ ضخمة، وبالتالي يصبحون عبيدا للديون التي يتحكم فيها هذا البنك.
وقد تحدث رجل الأعمال الإيطالي بوضوح يمكن الاستنتاج منه أنه غير موافق على ما يفعله البنك وأنه لن يتمم الصفقة الخاصة بشراء أسلحة من شركته. يترك الايطالي المحققان لأجل خطبة هامة في ميدان عام لكن يطلق عليه الرصاص ويموت، ونكتشف تورط شرطي إيطالي نافذ في التغطية على محاولة الاغتيال تلك.
قناص..
لكن “سالينغر” لا ييأس ويقوم بزيارة مكان الحادث مع “وايتمان” وبعد البحث يكتشفان أن هناك قناص وهمي تمت إدانته وقتله على يد الشرطة فور مقتل رجل الأعمال الايطالي، وقناص آخر لا يعلم عنه أحد شيئا، وأنه ترك بصمة قدمه في مكان الحادث، وبالاستدلال عليها تبين أنه حذاء يصنع خصيصا بتوصية من قبل أحد الأطباء.
ليكتشفوا القاتل الذي استعان به البنك لقتل رجل الأعمال الإيطالي والذي سافر إلى أمريكا، فذهبا إلى أمريكا وتتبعه “سالينغر” ليكتشف أنه يتقابل مع أحد العاملين في البنك في أحد المتاحف الهادئة، ويكتشف القاتل مراقبة “سالينغر” وشرطيين آخرين، فيسارع “سالينغر” للقبض عليه لكن تتدافع الرصاصات لقتل القاتل المحترف قبل أن تقبض عليه الشرطة ويجد “سالينغر” نفسه مضطرا إلى التعاون مع القاتل المحترف لينجو، وبعد معركة دامية يخرجان “سالينغر” والقاتل من المتحف لكنه يموت.
لكن “وايتمان” تدبر مقابلة ل “سالينغر” مع ذلك الموظف الذي كان يتقابل مع القاتل المحترف ونكتشف أنه كان شيوعيا في بداية حياته لكنه تحول عن أفكاره ومبادئه، ليعمل في بنك يعد ذراع من أذرع الرأسمالية الاحتكارية التي تحرك العالم.
تخريب من الداخل..
يعاتبه “سالينغر” بسبب تاريخه لكن الرجل يتكلم بوضوح شديد حول أن النظام نفسه أكبر منذ ذلك البنك، فالشركات متعددة الجنسيات هي من تحكم العالم الآن وهي التي تحمي تلك البنوك لكي تشعل النزاعات في مناطق عدة وتخضع الدول بقيد الديون، كما ذكر دولا بعينها تستفيد بشكل مباشر من ذلك البنك ومن تلك الساسيات، إيران، سوريا، الصين، إسرائيل، تركيا. وحذر الرجل “سالينغر” أنه لن يستطع تنفيذ العدالة في هذا البنك كما يحلم لأنها شبكة معقدة من الخيوط، ولأن كل السلطة والقوة والنفوذ تحمي هذا البنك وممارساته، لكن يمكن أحداث بعض الاضطرابات في الداخل.
ويتفق الرجل مع “سالينغر” أن يساعده لأحداث بعض الخلل والاضطرابات في عمل البنك.
ونكتشف أن شركة كبرى في تصنيع الأسلحة أيضا هي شركة تركية يديرها رجل تركي يدعى “أحمد سوناي” في إسطنبول. وأنها زودت سوريا وإيران بأسلحة لمحاربة إسرائيل، وفي نفس الوقت زودت إسرائيل بأسلحة مضادة تبطل مفعول تلك التي باعوها لسوريا وإيران، وأن كشف ذلك الأمر سوف يسبب ضررا للبنك الذي يعمل كوسيط في تجارة الأسلحة.
ويذهب أحد مدراء البنك لمقابلة “أحمد سوناي” والاتفاق على إتمام الصفقة دون فضح أمر بيع الأسلحة المضادة لإسرائيل، لكن بعد المقابلة يفاجئ مدير البنك بمقتل الموظف الذي أتي معه وهو نفسه الرجل الذي يساعد “سالينغر”، فيهرب المدير ويلاحقه “سالينغر” محاولا قتله فيخبره المدير أن قتله لا جدوي منه، خاصة وأن البنك سيظل باقيا حتى وإن تم قتله. ويتردد “سالينغر” لحظات يقتل فيها المدير بالفعل ولكن من قبل رجل أرسله ابنا رجل الأعمال الايطالي انتقاما لمقتل أبيهما.
الفيلم رائع، الإخراج مميز وأداء الممثلين بارع، كما أنه يناقش قضية هامة وشائكة وهي تحكم النظام الرأسمالي الاحتكاري في بلدان العالم من خلال افتعال نزاعات مسلحة ومراكمة ديونا وهمية، نتيجة لشراء الأسلحة بمبالغ ضخمة، وفي كل الأحوال تستفيد هذه الشركات من الأرباح من بيع الأسلحة ومن فوائد الديون ومن نهب ثروات تلك البلدان وإخضاعهم لشروط محجفة.
الفيلم..
فيلم “الدولي” The International، فيلم سينمائي أمريكي بريطاني ألماني تم عرضه للمرة الأولى في 13 فبراير 2009. أخرج الفيلم “توم تيكور” وأنتجه “تشارلز روفين” وكتبه “إريك سينغر”. تم تصوير الفيلم في مدينة فولفسبورغ الألمانية[؟]. بلغت ميزانية الفيلم 50 مليون دولار بينما بلغ الدخل 58.1 مليون دولار. تبلغ مدة الفيلم 118 دقيقة.