23 نوفمبر، 2024 6:09 ص
Search
Close this search box.

فيلم The Intern.. التمتع بالحياة وعيش لحظاتها رغم تقدم العمر

فيلم The Intern.. التمتع بالحياة وعيش لحظاتها رغم تقدم العمر

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم The Intern أو “المتدرب” فيلم أمريكي كوميدي اجتماعي، يحكي عن رجل متقاعد، يعيش وحده بعد وفاة زوجته، لكنه يشعر بالملل وبأنه مايزال يملك الصحة للعمل فيلتحق بإحدى الشركات.

الحكاية..

يبدأ الفيلم على البطل “بين وايتكر” الذي يقوم بدوره الممثل الشهير “روبرت دي نيرو”، حيث تخطى سن السبعين، وتقاعد من عمله في شركة كانت تقوم بطباعة دليل التليفونات، وتوفت زوجته، ووجد نفسه وحيدا في منزله، قد يزور ابنه المتزوج ولديه أبناء لكن لا تدوم الزيارة طويلا بسبب انشغالات أسرة ابنه، تحاول إحدى الجارات التقرب منه لكنه لا يهتم. حاول القيام ببعض الأنشطة لكنها لم تشبعه ذاتيا، مثل التدرب على اليوجا، وتعلم الطبخ.

ثم في أحد الأيام يقرأ إعلانا عن طلب متدربين لشركة تعمل في مجال الأزياء. يساعده حفيده في التقديم للشركة التي تعتمد على التطور التكنولوجي والانترنت وهذه أمور لا يعلم عنها “بين” شيئا، يقبل “بين” كمتدرب بين العديد من المتدربين في الشركة التي تديرها الشابة “جولز أوستن”، التي تسمح له بالتدرب خاصة وأن هناك من هم في مثل عمره من المتدربين.

العمل..

يبدأ “بين” العمل ويحاول التأقلم مع الشباب المحيطين به والذين يتعجبون من مدى الاختلاف بينهم وبين هذا العجوز المتقاعد، وفي أحد الأيام يلاحظ “بين” أن السائق الخاص ب”جولز” يشرب الممنوعات فيحذره أن ذلك خطر مع قيادة السيارة، ويخاف السائق ويهرب ويعرض هو على “جولز” أن يقود سيارتها، فيذهب إلى منزلها لإرجاعها إليه، وبعد رفض من “جولز” أن يكون “بين” سائقا لأنها تشعر أنه يتلصص عليها تبدأ في الشعور بالراحة مع وجوده.

ويذهب بين كل صباح لاصطحاب “جولز” من منزلها إلى جانب عمله كمتدرب في الشركة، ويتعرف على ابنتها وزوجها الذي قرر أن يقوم هو برعاية الطفلة وأعمال المنزل، لكي يعطي لزوجته مساحة لتقوم بادراة شركتها.

اعتياد..

ومع مرور الأيام يبدأ العاملين في الشركة يعتادون على وجود “بين” الخدوم الذي يقوم بأعمال صعبة عليهم بهدوء وروية، وتبدأ “جولز” في الاعتماد عليه في بعض الأمور، مثل إيصال ابنتها إلى حفلة، ويكتشف “بين” أن زوج “جولز” يقيم علاقة مع امرأة أخرى حيث يراه وهو بصحبتها لكن لا يقول شيئا ل”جولز”.

إنقاذ..

وفي يوم آخر تهاتف “جولز” والدتها التي تعاملها ببرود شديد، فتكتب رسالة إلى مساعدها تنفث فيها غضبها من أمها وتصفها بصفات سيئة لكن ترسلها إلى إيميل والدتها، وتشعر “جولز” بالخطر ويقترح عليها “بين” أن يمسح الرسالة من اللاب توب الخاص بوالدتها، ويصطحب معه ثلاثة من الشبان العاملين في الشركة، ويقتحمون منزل والد ووالدة “جولز”، وهي معهم على الهاتف تؤكد لهم أن والدها لا يضع جهازا للحماية في منزله لأنه لا يحب إنفاق الأموال.

ويدخل “بين” والشباب المنزل ويأخذون اللاب توب الخاص بوالدتها ويفتحونه ويمسحون الرسالة التي أرسلتها، ثم يفاجئون بجهاز للحماية يصدر إنذارا فيهربون سريعا بعد أن ينجزون المهمة. وتحتفل معهم “جولز” بسبب نجاحهم في إنقاذها من موقف صعب كانت ستخوضه مع والدتها.

وتشرب “جولز” كثيرا حتى تتقيأ ويظل “بين” معها وتبدأ في الشعور بالراحة في وجوده وكأنه أب حنون يرعاها.

رحلة..

ثم تذهب “جولز” مع “بين” في رحلة خارج المدينة لأنها ستقابل أحد المدراء الذي تنتوي أن تجعله يدير شركتها لكي تتفرغ لأسرتها لأن العمل يأخذ الكثير من وقتها، لكن لا تعجبها مقابلة المدير الذي يتعامل معها بكبرياء باعتبارها شابة وليس لها تاريخ في إدارة الأعمال مثله، وفي المساء تطلب “بين” ليحضر إلى غرفتها في الفندق وتحكي له عن حياتها، وأنها تعرف أن زوجها على علاقة بامرأة أخرى، وتبكي “جولز” لأنها تخاف من أن تترك زوجها أو يتركها وتعيش وحيدة، ثم تدفن وحيدة بعد موتها، فيطمأنها “بين” ويقول لها أنه سيأخذها في مقابر أسرته.

تعود “جولز” إلى المدينة ويبدي زوجها ندما لأنه أقام علاقة مع امرأة أخرى، ويعدها أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى وأنه سيساندها ويدعمها كما يفعل دوما، مؤكدا لها أن عملها الطويل الذي يستغرق وقتها لا يضايقه وأنه سيظل بجوارها.

ويشعر “بين” بالألفة في داخل الشركة ويصبح لديه أصدقاء كثيرين، كما يتعرف على إحدى الموظفات التي تقوم بعمل مساج للموظفين، وتنشأ بينه وبينها بوادر علاقة عاطفية. وينتهي الفيلم على ذلك.

نمو وتطور العلاقات الإنسانية..

إخراج الفيلم جيد، وأداء الممثلين كان بارعا، فقد أجاد “روبرت دي نيرو” أداء دور الرجل السبعيني الذي قضى عمره في وظيفة روتينيه، يرتدي البذلات وربطات العنق ويعيش حياة عادية، ثم يتعرف على عالم الانترنت والمواقع والشركات التي تعتمد على التطور التكنولوجي، ويحاول التعرف على ذلك العالم والتعامل معه بشخصيته الرزينة الهادئة، كما يحاول التعامل مع الشباب من موقع الزمالة لا من موقع كونه يكبرهم بسنوات كثيرة ويفصل بينهم أجيال.

كما أجادت الممثلة “آن هاثاواي” في القيام بدور “جولز” الشابة التي تنجح في عملها والتي تتحدى تسيد الرجال لعالم الأعمال في أمريكا، وتثبت أنها قادرة على إنجاح شركة بدأت من الصفر، حيث بدأت بموقع وعدد صغير من الموظفين لترويج الأزياء والملابس، ثم كبرت الشركة وزاد عدد الموظفين وزادت أعمال الشركة، وقد ساعدها زوجها الذي ترك عمله الذي كان ناجحا فيه ليرعى ابنتهما، ويدعم زوجته التي ربما قد تكون مصابة بإدمان العمل، ورغم التذبذب في علاقتهما إلا أنها تعود سريعا لطبيعتها.

الفيلم يحكي عن العلاقات الإنسانية، كيف تنمو وتتطور في ظل عالم سريع الوتيرة تحدث فيه الأشياء بسرعة شديدة، ويوجد التنافس في مجال العمل كعائق ومؤثر على حياة الناس، فصور كيف نمت العلاقة بين “بين وجولز” وأخذت طابع العلاقة الأبوية، وكيف استطاع “بين” التأقلم مع السرعة الشديدة التي أصبح العالم عليها، لأنه لو رفض التأقلم والتجدد سوف ينتهي به الحال وحيدا في منزله، يستجدي زيارات متقطعة إلى منزل ابنه ويشعر بالوحدة والملل.

حياة مستقلة..

كما يكشف الفيلم طبيعة المجتمع الأمريكي الذي يعيش فيه الفرد مستقلا، ف”بين” المتقاعد لا يستطيع العيش مع ابنه في منزله ومع حفيده، وإنما لكل منزله الذي يعيش فيه ولكل حياته الخاصة التي لا يجب أن تتداخل مع حياة أحد حتى وإن كان ابنه أو أبيه، يستطيع “بين” عمل زيارات قليلة لمنزل ابنه فقط. كما يعكس الفيلم مصير المتقاعدين الذين يبلغون سنا كبيرا، فهم إما يقومون ببعض الأنشطة إذا كانت صحتهم جيدة أو يعيشون بمفردهم في حياة طويلة ومليئة بالوحدة، كما أن التواصل ما بين الأجيال شبه منعدم لذا جاء الفيلم بمثابة فكرة جديدة، حيث استطاع “بين” أن يتجاوز عزلته المفروضة عليه من قبل المجتمع وعاداته وشروطه، واستطاع أن يتواصل مع أجيال أحدث وتصغره بسنوات كثيرة بسهولة ويسر. بل واستطاع في عمره هذا أن يقيم علاقة عاطفية، مما يشي بفكرة استمرار الحياة حتى وإن كان الإنسان في عمر كبير.

الفيلم..

هو فيلم درامي كوميدي أمريكي من إخراج وتأليف وإنتاج “نانسي مايرز” وبطولة النجم “روبيرت دي نيرو” والنجمة الشابة “آن هاثاواي”. صدر في 15 سبتمبر 2015 (بلجيكا)، وفي25 سبتمبر 2015 (الولايات المتحدة)، مدة العرض “121 دقيقة”، الشركة المنتجة “وارنر برذرز”، المنتج “نانسي مايرز و سوزان فارويل”. الميزانية “35 مليون $” والإيرادات “194 مليون $”.

تلقى الفيلم مراجعات فوق المتوسطة من قبل النقاد حيث حصل على متوسط 60 % على موقع “الطماطم الفاسدة” بناء على 149 مراجعة، وحصل على متوسط 51% على موقع “ميتاكريتيك” بناء على 36 مراجعة نقدية.

تقول الممثلة آن هاثاواي: “ما شدني لهذه الشخصية هو أنني لم أر من قبل شخصية نسائية شابة وذكية بهذا الشكل. تتعامل مع الكثير من الضغوطات، أعتقد أن الكثير من النساء وأيضا الرجال سيرون أنفسهم في هذه الشخصية، وهذا ما جذبني في البداية لها، بعد ذلك اقتربت منها أكثر وأحببتها أكثر، إنها تحاول دائما أن تكون شخصا جيدا مع الجميع، أنا مسرورة أن نانسي لم تجعل من رئيسة شركة امرأة باردة”. و تقول المخرجة “نانسي مايرز”: “نحن نميل إلى رفض بعضنا البعض بسهولة، جيل الشباب قد لا يميل كثيرا إلى العمل مع كبار السن والعكس صحيح أيضا، وهنا نرى أنه بإمكان هؤلاء عيش تجربة جيدة مع بعضهم البعض”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة