خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم The Broken Hearts Gallery أو (معرض القلوب المكسورة) هو فيلم رومانسي، يحكي عن قصة طريفة لفتاة في مقتبل عمرها، تحتفظ بأشياء كثيرة عندما تحب أحدهم، لأنها لم تنجح في الاحتفاظ بحبيب حيث تنتهي قصص الحب التي تدخل فيها سريعا.
البداية..
يبدأ الفيلم بالبطلة الشابة لوسي في العشرينات ذات الملامح الهندية، والتي تحكي عن صديقها الذي سأمت من أفعاله الطفولية وصارحته بذلك، فقرر أن ينفصل عنها، وصديقتيها اللتان تعيش معهما يواسينها ويذهبن جميعا للاحتفال بالانفصال.
ثم الكاميرا تتحرك في شوارع نيويورك الصاخبة والمبهرة، ونجدها قد دخلت في علاقة حب أخرى، مع مدير في شركة تنظم معارض فنية للفنانين التشكيليين حيث تعمل البطلة مساعدة بها، وفي يوم افتتاح أحد المعارض تكتشف لوسي أن حبيبها يتقرب من امرأة أخرى، وحين تقوم بعملها وهي أن تقدم المدير وحبيبها ترتجل كلاما عشوائيا نتيجة لشعورها بالخيانة منه، وتفصلها صاحبة الشركة ويتخلى عنها حبيبها بعد أن عاد لحبيبته السابقة.
تنهار لوسي خاصة إنها خسرت عملها وحبيبها وتركب إحدى السيارات ظنا منها إنها سيارة أجرة، وتحكي وهي منهارة للسائق ثم تكتشف أنه ليس سائق السيارة التي طلبتها وتدخل بيتها. وتظل أياما في غرفتها وحين تحثها صديقتهيا على التخلص من الأشياء التي جمعتها من علاقتها السابقة تجمعهم في كيس قمامة، وتحاول إهدائهم لمحل هدايا، لكن صاحبته ترفض.
وتصادف حبيبها السابق الذي تركها يدخل إحدى المطاعم فتسرع لكي تحادثه، لكن ذلك الشاب الذي ركبت سيارته يتصادف وجوده هناك ويمنعها، وتلاحقه وهي ذاهب إلى منزله، لتجده فندقا يبنيه.
ويتحدثان في أمر احتفاظها بالأشياء المتبقية من حبيبها، ويطلب منها الشاب الذي تعرف أن اسمه نيك وضع الكرافت الخاصة بحبيبها السابق على الحائط في فندقه وتركه، لكي تتخلص من تأثيره عليها وتطلب منه قلما وتكتب “هنا معرض القلوب المكسورة”.
ثم يأتي نيك في اليوم التالي ليخبرها أن هناك شخصا آخر وضع غرضا من علاقة سابقة على الحائط الذي كتبت عليه “معرض القلوب المكسورة” تعبيرا عن انفطار قلبه، وتشع الفكرة في ذهن لوسي، حيث تفكر في عمل معرض للقلوب المكسورة يضع فيه كل من يشاء أشياء تخص أصدقائهم السابقين، وتنجح الفكرة بعد أن تنشرها لوسي على وسائل التواصل الاجتماعي.ولأن نيك ينتظر قرضا لإكمال تجهيز فندقه يوافق بعد أن تقترح لوسي أن تجمع تبرعات من الناس الذين يضعون أشياءهم.
ويزيد عدد المشاركين وتنشأ علاقة صداقة لطيفة بين لوسي ونيك، ثم يحاول حبيبها السابق العودة لها بعد أن تركته حبيبته مرة أخرى وسافرت إلى باريس، فتعود له لوسي. وتأتي ذروة الأحداث حين يرفض القرض ويحزن نيك ويطلب من لوسي أخذ أشياء معرض القلوب المكسورة.
فتبحث عن أماكن لاستضافة معرضها ولا تجد، فيساعدها صديقها ويقنع صاحبة الشركة في باستضافة معرضها، لكنها مع ذلك لا تشعر بالارتياح مع صديقها وتقرر الانفصال عنه، بعد أن تسأله عن حبيبته التي تركها من اجلها وتعرف إنها هي التي هجرته.
تقطع أحداث الفيلم مشاهد لشخصيات من الفيلم يحكون عن أشياء يحتفظون بها من علاقاتهم السابقة.
ثم يأتي نيك إلى لوسي ويخبرها أن أحدا عرض إقراضه مالا لإكمال فندقه، و تعود لوسي وأشياءها مرة أخرى إلى أرض الفندق، ويرتبان معا كل شيء، وتنتهي الأعمال في تجهيز الفندق، ويقتربان نيك ولوسي أكثر ويدخلان في علاقة حب، ثم في أحد الأيام ولوسي ذاهبة إلى الفندق تجد فتاة أخرى مع نيك، وتكتشف أن اسمها هو نفس الاسم الذي اختاره نيك للفندق.
وتغضب وتتركه، لأنه لم يخبرها بأمر تلك الفتاة، وحين يذهب إلى منزلها ليشرح لها الأمر، وأنه سمى الفندق باسمها منذ وقت طويل، ولم يغير الاسم بسبب أن ذلك سيكلفه مالا لكنها لا تسامحه.
افتتاح المعرض..
ثم يجيء وقت افتتاح “معرض القلوب المكسورة”، ونيك يقرر ألا يذهب، لكن يخبره صديقه المقرب أن لوسي هي من أقنعت صاحبة الشركة لكي تقرضه مالا لأجل الفندق، فيذهب ويحضر لافتة كان قد جهزها، ويذهب إلى الافتتاح ويقاطع لوسي وهي تتحدث عن المعرض، ويقول له أنه يحبها وأنه هو من وضع الشيء على الحائط، حين علقت كرافتة صديقها فقط لكي يراها مرة أخرى.
حب وحماس وأحلام..
الفيلم يصور جيل العشرينات وهم يتعاملون مع علاقات الحب بشكل عفوي وإنساني، لا عقد أو مشاكل في التعاطي مع الحب في المجتمع الأمريكي المفتوح، كما أن به علاقات صداقة رائعة، حيث صديقتي لوسي اللتان تعيشان معهما واللتان يساندانها دوما في كل المواقف.
كيف يساند الناس بعضهم ويتحمسون لأية أفكار إنسانية جديدة، أجادت البطلة “جيرالدين فيسواناثان” تمثيل دور الفتاة العفوية التي تحتفظ بالأشياء جميعها لكي لا تنسى أية ذكريات، وذلك بعد أن فطر قلبها حين أصيبت أمها بالزهايمر، فأصبحت تتمسك بالأشياء من علاقة الحب بشكل مرضي. ويركز أيضا على التجاوز، على المرء أن يتجاوز علاقة الحب التي انتهت ويمضي قدما في حياته، لأن التوقف عند علاقة حب انتهت بأية طريقة سيعيقه عن العيش بشكل حر.
كما يصور الفيلم علاقات إنسانية أخرى داخل الفيلم، حيث لم يركز فقط على حكاية لوسي ونيك، فنجد صديقتها التي تدخل في علاقات مع فتيات ثم لا تنجح تلك العلاقات، وصديقتها الأخرى المهووسة بالنظافة، والتي تنظر للحياة بشكل طريف، ولا تحب أحدا، وصديقها الذي لا يتحدث أبدا رغم أنه متواجد طوال الوقت، لكن الجميع يتعايشون في ود رغم اختلافاتهم.
الفيلم عن سعي الشباب في تحقيق أحلامهم والعلاقات الإنسانية التي تساندهم أثناء ذلك، وقد جاء إيقاع الكاميرا سريعا مثل روح الشباب وحماسهم، وجاءت المناظر في الشارع مبهرة، مليئة بالتفاصيل والألوان، وإيقاع الموسيقى أيضا كان سريعا، وكان الديكور أيضا يحمل روح الشباب واتجاههم الدائم للتغير والتطوير ولعمل بصمة مميزة لهم.
الفيلم..
(معرض القلوب المكسورة) هو فيلم كوميدي رومانسي، صدر عام 2020، من تأليف وإخراج “ناتالي كرينسكي”، في أول إخراج لها. من إنتاج وتنفيذ “سيلينا غوميز”. الفيلم من بطولة (جيرالدين فيسواناثان، وداكر مونتغمري، وأوتكارش أمبودكار، ومولي جوردون، وفيليبا سو، وبرناديت بيترز).
تم عرض الفيلم في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2020، ونال مراجعات إيجابية بشكل عام من النقاد.