فيلم Righteous Kill.. تحقيق العدالة مهمة جماعية

فيلم Righteous Kill.. تحقيق العدالة مهمة جماعية

خاص: كتابة- سماح عادل

فيلم Righteous Kill فيلم أمريكي يتناول تعقيدات عمل رجل الشرطة، حين يتعامل مع المجرمين والقتلة، وحين يري تحايل المحامين وألاعيبهم ومحاولات الجناة الفرار من يد العدالة الرادعة.

الحكاية..

يراجع علماء نفس الشرطة تسجيلات فيديو لرجل يلقب بـ”ترك”، ويصرح بأن اسمه الكامل هو المحقق “ديفيد فيسك”، قاتل “فتى الشعر”. وقد اكتسب “فتى الشعر” هذا اللقب لأسلوبه في قتل المجرمين وترك قصائد قصيرة مع جثثهم. ويكشف “فيسك” أنه يقدر شريكه، المحقق “توم كوان”، الذي عمل معه منذ ما يقرب من 30 عاما، ويعتبره قدوته في عمله الشرطي. يعرف شريك “ترك” بلقب “روستر”، ويشار إليهما بهذا اللقب باستمرار خارج التسجيلات.

تعود القصة إلى الضحية العاشرة لـ”فتى الشعر”، وهو قواد يدعى روبرت “رامبو” برادي. يحقق “ترك و”روستر” في جريمة القتل مع المحققين الأقل خبرة “كارين كوريلي، وسيمون بيريز، وتيد رايلي”. عندما يجدون قصيدة على الجثة، يربطها رجال الشرطة بـ”فتى الشعر”. يعيش “ترك” مع “كوريلي”، التي تصادف أنها حبيبة “بيريز” السابقة، مما يسبب توترا بين المحققين الثلاثة.

مغتصب..

يقتل “فتى الشعر” المغتصب المبرأ “جوناثان فان لويتنز” و”الأب كونيل”، وهو كاهن كاثوليكي ومتحرش بالأطفال ومن بين ضحاياه “فتى الشعر”. يعتدي “فتى الشعر” على الضحية الرابعة عشرة المفترضة، رجل العصابات الروسي “يفغيني ماغولات” الذي نجا، ويطلق النار على منزل “بيريز” ويغتصب “كوريلي”.

يشتبه “بيريز” و”رايلي” في أن “تورك” هو “فتى الشعر” نظرا لمهاراته في الرماية وتقييماته النفسية، لذا يرتبان لقاء سريا تحت إشراف “تورك” وتاجر المخدرات المشتبه به ماركوس “سبايدر” سميث، حيث يفترض أن “تورك” سيشعر خلال اللقاء برغبة في قتل “سبايدر”. يُثبت “تورك”، غير مدرك للمؤامرة، براءته خلال مواجهة مع “سبايدر”، حيث كان يحمل مسدسًا “خاطئا” ويتلو قصيدة مهينة، وإن كانت غير لائقة. بعد أن يغادر “بيريز ورايلي” المشهد غير راضين، يقتل “روستر” “سبايدر”. أثناء الشجار، يسقط “روستر” مذكراته سهوا.

مذكرات..

يتعثر “تورك” ويقرأ مذكرات “روستر”، التي يعتقد فيها أن “سبايدر” سيكون الضحية الرابعة عشرة ل”فتى الشعر”. يضع “روستر” “تورك” أمام كاميرا فيديو ويجبره على قراءة المذكرات، كاشفًا كيف ضلل الجمهور ليعتقد أن “تورك” هو “فتى الشعر”. “روستر” هو “ديفيد فيسك”/”فتى الشعر” الحقيقي، بينما “تورك” هو “توم كوان”. فقد “روستر” ثقته بالعدالة عندما وضع “تورك”، الذي كان معجبا به، مسدسًا في منزل “تشارلز راندال”، متحرش بالأطفال وقاتل مبرأ، لإدانته. دفع هذا “روستر” إلى أخذ حقه بنفسه بصفته القاتل المتسلسل “فتى الشعر” المنتقم.

عندما انتهى “تورك”، طارد “روستر” إلى موقع بناء. أطلق “روستر” النار عشوائيا لإجباره على قتله، لكن “تورك” قاوم. عندما صوب “روستر” على “تورك”، أطلق “تورك” النار، فأصابه في صدره. اتصل “تورك” بالإسعاف، لكن “روستر” يتوسل إليه أن يتركه يموت. بعد بعض التردد، أوقف “تورك” المسعفين، و ترك “روستر” يستسلم لجراحه ولمقابلة الموت. يصبح “تورك” فيما بعد مدربا لفريق بيسبول للفتيات، وتهتف “كوريلي” من المدرجات. وينتهي الفيلم علي ذلك..

الفيلم لم يعتمد علي الأكشن بصورة كبيرة، واعتمد علي قدر كبير من التشويق، حيث توهمنا كمشاهدين طوال الفيلم أن “تورك” الذي قام بدوره “روبرت دين نيرو” هو القاتل المتسلسل، لنكتشف في النهاية أنه “روستر” لكن تكمن أهمية الفيلم في أنه يوضح التخبط الكبير الذي يقع فيه أفراد الشرطة الشرفاء حين يرون المجرمين ينجون بسهولة كبيرة نتيجة تلاعب المحامين ونتيجة التلاعب بالقانون، يقعون بين خيارين إما الاستمرار في مهنة الشرطة وهم ساخطين علي الطريقة التي تدار بها عجلة العدالة، وعلي الثغرات التي يمكن من خلالها أن ينجو المجرمين الذين يرتكبون أفظع الجرائم.

وإما يتخذوا رد فعل علي ذلك مثلما فعل “تورك” الذي لفق قضية لرجل يعرف حق المعرفة أنه مغتصب أطفال وأنه نجا بجريمة اغتصاب وقتل فتاة وأجبر أمها التي كانت علي علاقة به علي أن تشهد معه.

لكن من اتخذ رد الفعل الأقصي كان “روستر” الذي اختار أن يقتل المجرمين ليحقق العدالة المفقودة، لكن هذا لم يعجب دائرة القانون والعدالة الأمريكية التي تصر أن تكون القوانين والتشريعات بيد المختصين لا بيد أفراد. وهذا يلق الضوء علي عمل الشرطة في أمريكا حيث أن معظم الذين ينضمون للعمل في مؤسسة الشرطة يسعون لاكتساب الامتيازات التي تعطيها لهم مهنة الشرطة وأيضا التقدير الاجتماعي الذي يلقونه وخوف الناس منهم واحترامهم، ولا يمنع ذلك من أن يلتحق بالعمل بتلك المؤسسة بعض الانتهازيين والأفاقين والمنتفعين الذي يتربحون من تلك المهنة ويمارسون الفساد.

لكن الفيلم هنا ركز علي الانتقام العادي والقتل الذي له خلفية إنسانية وهل من حق الشرطي أن يقوم به أم لا؟. لكن جاءت النهاية لتجيب علي ذلك السؤال أنه ليس من حقه فعل ذلك لذلك تمسك “تورك” بأن يقبض علي “روستر ” رغم أنه رفيقه لمدة ثلاثون عاما وبينهما صداقة قوية، لكن الواجب تجاه الدولة هو ما حركه وكذلك مات “روستر” لأجل ذلك، لأن صناع الفيلم أنفسهم لم يبيحوا ذلك الحق أن يقتل الأفراد لتحقيق العدالة.

الفيلم..

فيلم جريمة وإثارة أمريكي صدر عام ٢٠٠٨، من إخراج “جون أفنيت” وكتابة “راسل جيويرتز”. الفيلم من بطولة “روبرت دي نيرو وآل باتشينو” في دور محققين من شرطة مدينة نيويورك يبحثان عن قاتل متسلسل. إنه الفيلم الثالث الذي يشارك فيه كلٌّ من “دي نيرو وباتشينو” بأدوار البطولة بعد فيلمي “العراب” الجزء الثاني و”الحرارة”، ويشارك فيه أيضا “جون ليجويزامو، وكارلا جوجينو، ودوني والبيرغ، وبريان دينيهي، وكورتيس جاكسون”.

عرض فيلم في الولايات المتحدة في 12 سبتمبر 2008. وتلقى الفيلم مراجعات سلبية من النقاد، وحقق إيرادات بلغت 78.5 مليون دولار مقابل ميزانية قدرها 60 مليون دولار.

شباك التذاكر..

حقق إيرادات بلغت 40.1 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا، و39.4 مليون دولار في مناطق أخرى، ليصل إجمالي إيراداته العالمية إلى 79.4 مليون دولار.

في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، احتل فيلم “القتل الصالح” المركز الثالث، محققا إيرادات بلغت 16.3 مليون دولار، متخلفا عن الفيلمين الجديدين “الحرق بعد القراءة” و”العائلة التي تفترس”. دفعت شركة “أوفرتشر فيلمز” 12 مليون دولار للحصول على حقوق الفيلم، وصرحت بأنها ستكون سعيدة إذا حقق الفيلم إيرادات بلغت 25 مليون دولار في دور العرض الأمريكية. بالمقارنة، حقق فيلم “الحرارة”، الذي قام ببطولته “باتشينو ودي نيرو” عام 1995، أكثر من 180 مليون دولار عالميا.

نقد..

على موقع “روتن توميتوز” لجمع المراجعات، 18% من 147 مراجعة نقدية إيجابية، بمتوسط ​​تقييم 4.1/10. يُجمع الموقع على ما يلي: “يبذل آل باتشينو وروبرت دي نيرو قصارى جهدهما للارتقاء بهذا النوع السينمائي المبتذل، لكن حتى هذين العظيمين لا يستطيعان إحياء سيناريو الفيلم المبتذل.” أما ميتاكريتيك، الذي يستخدم متوسطا مرجحا، فقد منح الفيلم درجة 36 من 100، بناء على 27 ناقدا، مما يشير إلى مراجعات “سلبية بشكل عام”. أدرجت صحيفة التايمز فيلم “Righteous Kill” ضمن قائمة أسوأ 100 فيلم لعام 2008.

كيث فيبس من A.V. قال موقع Club: “إن متعة مشاهدة دي نيرو وباتشينو معا تتلاشى سريعا، وهما يخوضان فيلم إثارة كان ليعاد إنتاجه عام ١٩٨٨. المخرج “جون أفنيت” لا يقدم تعويضا يذكر عن غياب التشويق.”

منح جيمس بيراردينيلي من موقع ReelViews الفيلم نجمتين من أربعة، قائلا: “هذا ليس مجرد مادة عامة؛ إنه مادة عامة بنهاية غبية، والمخرج محنك، وليس مبدعا… إن فشله في الارتقاء حتى إلى مستوى التوقعات المتواضعة يمثل ضربة موجعة. لا يوجد شيء من الصواب هنا.”

كما منح كين فوكس من موقع TV Guide فيلم Righteous Kill نجمتين من أربعة، قائلا: “الفيلم بأكمله عبارة عن بناء كبير لمفاجأة، وإن لم يكن مضللا تماما، إلا أنه يمثل خدعة رخيصة للغاية. للوصول إلى هذا الهدف، ضحى الكاتب راسل جيويرتز والمخرج جون أفنيت بالغموض والتشويق والمونتاج الحكيم وكل ما يتوقعه المرء. من الصعب إيجاد فيلم إثارة بوليسي لمجرد إبعاد الجمهور عن أنظاره. إنه لا يستحق العناء، وأول ثنائي حقيقي بين دي نيرو وباتشينو منذ فيلم “هيت” عام ١٩٩٥ كان هدرا ذريعا.”

منحت “كلوديا بويج” من صحيفة “يو إس إيه توداي” الفيلم نجمة ونصف من أربع، قائلة: “بحلول نهاية الفيلم المطولة، يبدو الفيلم مملا. لدى باتشينو بعض الجمل المضحكة، وكذلك ليجويزامو، لكنها ليست كافية لإنقاذ الفيلم من الانهيار تحت وطأة الملل الذي يسوده.”

منح بيتر ترافرز من مجلة “رولينج ستون” فيلم “القتل العادل” نجمة واحدة من أربع، قائلا: “يعتقد البعض أن روبرت دي نيرو وآل باتشينو سيكونان ممتعين لمجرد قراءة دليل الهاتف. حسنا، هيا بنا إلى دليل الهاتف. فيلم “القتل العادل”، المعروف أيضا باسم “عرض آل وبوب”، هو فيلم بوليسي بكل دراما مسلسل “القانون والنظام”. الرابطة الأمريكية للمتقاعدين.”

ومع ذلك، أشار تيم إيفانز من سكاي موفيز إلى أن الفيلم “… قصة بوليسية مؤثرة، والأهم من ذلك، أنه يطرح أسئلة دقيقة ومعقدة حول كيفية عمل القانون في مجتمع يسمى بالمجتمع المتحضر.”

حصل “آل باتشينو” على ترشيح لجائزة “رازي” لأسوأ ممثل عن أدائه في الفيلم وفيلم “88 دقيقة”، الذي أخرجه أيضا جون أفنيت، لكنه خسر الجائزة أمام مايك مايرز عن فيلم “معلم الحب”.

صدر الفيلم على أقراص DVD وBlu-ray في 6 يناير 2009. وحتى فبراير 2009، بيعت 778,760 وحدة DVD، محققةً إيرادات بلغت 16.9 مليون دولار.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة