17 نوفمبر، 2024 12:35 ص
Search
Close this search box.

فيلم Raksha Bandhan.. الفتاة الهندية تدفع مهر الزواج وتتعرض للقتل

فيلم Raksha Bandhan.. الفتاة الهندية تدفع مهر الزواج وتتعرض للقتل

 

خاص: كتبت – سماح عادل

فيلم Raksha Bandhan فيلم هندي يناقش قضية هامة تخص المجتمع الهندي، وهي قضية المهر الذي يجب ان توفره العروس لتحصل على فرصة زواج، وكيف أن هذا المهر يعكس التعامل مع المرأة الهندية كمواطن أدنى من الرجل، كما يعرض معاناة النساء سواء استجبن لتلك التقاليد المجتمعية أو لم يستجبن إلى درجة أنه تحدث جرائم قتل جراء تلك الظاهرة الاجتماعية المتمثلة في المهر.

الحكاية..

يحكي الفيلم عن “لالا” شاب تجاوز عمر الثلاثين، مسؤول عن أربعة شقيقات يعشن معه في نفس المنزل، وهو يعمل طباخ في محل حلويات ورثه عن والده وأجداده، ويستعرض الفيلم بعض المشاهد فلاش باك، فنرى “لالا” وهو يعد امه على فراش الموت بأنه لن يتزوج إلا بعد أن يقوم بتزويج شقيقاته الأربع. ثم تموت امه مرتاحة بعد ان أوصته بتلك الوصية، ويرعى “لالا” المحل لكنه يفاجئ بأنه مديون بقرض أخذه والده.

وشقيقات “لالا” في أعمار مختلفة لكنهم ما بين سن الشباب والمراهقة، وتعاني كل واحدة منهن من مشكلة، واحدة سمراء البشرة والأخرى ممتلئة الجسم وثالثة تتعامل كذكر تلبس وتظهر كأنها شاب مراهق. فقط الكبيرة هي التي تتمتع بقدر من الجمال. لكن مشكلة “لالا” ليست في جمال شقيقاته وإنما في مأزق أنه مجبر على جمع المال لكي يدفع مهر للشقيقات الأربع.

دفع المهر..

لنفهم أن الفتاة في الهند عند الزواج هي من تدفع المهر للرجل، ويصل الأمر بالرجل إلى أنه يحدد مبلغا كبيرا ويتفاوض عليه لكي يقبل بالزواج من الفتاة. ويعاني “لالا” من ذلك مع وجود ديون على المحل، ومع رغبته هو أيضا في الزواج من جارته الذي تربطه بها قصة حب طويلة، خاصة وأن والدها قد مل من الانتظار ويحرضها على قبول زواج آخر بعد أن جهز لها مهرها وأوشك على التقاعد.

يلاحق الوالد “لالا” لكي يجعله يترك ابنته ويحاول “لالا” بكل الطرق تجميع المال، يبدأ أولا بإقناع البنك أن يعطوه قرضا، ثم يحاول الاجتهاد في صنع الحلوى وعمل أنشطة ترفيهيه أمام محل الطعام لكي يجذب الزبائن، كل ذلك وهو يحاول الحفاظ على وجود خطيبته بجواره.

قرض..

وبعد جهد يتمكن “لالا” من أخذ قرض بضمان محل والده ويقوم بتزويج أخته الكبرى التي تتمتع بقدر من الجمال، ويشعر أنه بدأ الطريق ويصر على انهاؤه، فيتواصل مع سيدة تعمل خاطبة لكي توفر له أزواج لشقيقاته، وتنصحه تلك السيدة بعمل تغييرات في شكل شقيقاته لكي يصبحن جذابات في نظر الرجال ليتزوجوا بهن.

ويحاول معهن تساعده خطيبته التي تمل أحيانا وتتمسك به أحيان أخرى، وتحاول أيضا مقاومة أبيها الذي يجلب لها رجال لأجل الزواج.

تعرض الخاطبة على “لالا” عريسين لديهما مشاكل في التحدث حيث يعانيان من التلعثم ويرفض في البداية لأنه لا يريد أن يزوج شقيقاته برجال يعانون من أي عيب، ومع استمرار الضغط من والد خطيبته يوافق ويستدعيهم للبيت لتزويجهما من شقيقتين له.

متبنى..

ثم وفي أحد المشاجرات التي يفتعلها والد خطيبته نكتشف أن “لالا” ليس شقيق حقيقي وإنما هو ولد ماتت أمه وأصبح بلا عائلة، فأخذته أم البنات الأربع لتربيه كابنها، وأن شقيقاته تلك ما هم إلا بنات السيدة التي رعته وربته. وينهار “لالا” حين يكشف والد خطيبته ذلك أمام جمع من الناس، لكن شقيقاته يواسينه ويقولن له أنه شقيقهم وأنه رعاهم وحماهم طوال تلك السنوات، وأن الروابط بينهم أعمق وأكبر، حتى أنهن يحاولن إفساد مقابلة أتى فيها والد خطيبة “لالا” بعريس لها.

انتحار..

ثم يستمر “لالا” في محاولاته المستميتة لجمع المال فيتبرع بعضو من أعضاءه ليحصل على مال سريع، وحين يخرج من عيادة الطبيب ليرتاح في المنزل يرن الهاتف ليخبره أن شقيقته المتزوجة قد ماتت، فيذهب وهو يتألم ليرى أخته وهي مسجاه على الأرض، ويبكي بحرقة ويسأل أهل زوجها لماذا فعلوا بها ذلك؟، وتكشف له إحدى الجارات أنهم كانوا يعاملونها بقسوة شديدة وأنها نصحتها أكثر من مرة أن تعود لأهلها، لكنها كانت تخاف أن تحمل أخيها عبئا لأنه زوجها بعد معاناة، لكنها في النهاية قتلت نفسها بعدما اشتدت قسوة زوجها وأهله عليها. وينهار “لالا” وشقيقاته ويصارح “لالا” خطيبته أنه لن يتزوج بها، وأنه لن يبحث لشقيقاته عن أزواج ولن يدفع مهرا، وأنه سيبقى معهن حتى يكملن تعليمهن ويصبحن قادرات وقويات.

وعد..

من جانبه يستغل والد الخطيبة ذلك ويرتب زواجها من أحد الرجال، وتنصاع الخطيبة لأنها أيقنت أن “لالا” أمامه سنوات طويلة، كما أنه هو نفسه قد تخلى عنها، وفي يوم زفاف الخطيبة يحضر “لالا” لكي يؤدي الواجب كجار وصديق وشقيقاته معه، وقبل بدء مراسم الزواج يشعر الأب بالذنب ويخير ابنته ما بين إتمام اجراءات الزواج أو العودة إلى “لالا”، وتختار الخطيبة العودة إلى “لالا” لأنها تحبه منذ أن كانت طفلة وكانت تتمنى الزواج منه. وتذهب إلى “لالا” لتخبره بذلك وتعده أنها ستنتظره مهما طالت السنين. ويعمل “لالا” بجد وتكمل شقيقاته المتبقيات دراستهن وتصبح واحدة محامية والأخرى ضابطة شرطة وتتزوج الثلاث من رجال عرفوهن وأحبوهن ولا يحتجن إلى دفع مهور.

زواج..

وبعد أن يخط الشيب في شعر “لالا” يذهب إلى خطيبته التي نفذت وعدها وانتظرته ويطلب منها الزواج. وفي الخلفية نجد الشقيقة التي قتلت نفسها هي من تحكي الفيلم بصوتها فهي الراوي للحكاية وينتهي الفيلم على ذلك.

الإخراج جيد، الفيلم سريع الحركة قليلا ويعتمد على أحداث متسارعة، كما أنه يحتوي على أغاني وموسيقا كعادة الأفلام الهندية وعلى أزياء وألوان وإبهار.

معالجة القضايا..

أما على مستوى الفكرة فالفيلم يناقش قضية هامة يعاني منها المجتمع الهندي وهي أن الفتاة هي من تدفع المهر لأجل أن تتزوج، مما يعكس دونية مكانة المرأة في الهند رغم السينما المتطورة والأفلام التي تصور المرأة كند، لكن نوعية تلك الأفلام التي تعري وتكشف سلبيات المجتمع وعاداته وتقاليده البالية هي ما تكشف مكانة المرأة بحق في الهند. ولا نعلم على وجه الدقة هل عادة دفع المهور عادة منتشرة في كل ربوع الهند وما مدى قوتها وتنفيذها، لكن من الفيلم نفهم أنها عادة يتلزم به عدد لا بأس به من الشعب الهندي.

ولا يقتصر الأمر على معاناة الأهالي في تجميع النقود لكي يتسنى لهم تزويج الفتيات وانما يتطور الامر إلى حد الجريمة، حيث تذكر الدارسات والاحصائيات وجود نسبة من القتل تحدث في صفوف المتزوجات إما بقتل عمد من قبل الزوج وأهله، أو دفع إلى الانتحار بسبب المعاملة السيئة التي يعاملها الزوج وأهله للزوجة، بعد أن حصل على المهر أو بسبر خلافات حول قيمة المهر والواجبات المالية التي يجب أن يؤديها أهل الزوجة للزوج، أو طمعا من الزوج في الاستحواذ على مهر الزوجة والتخلص منها ليتزوج بأخرى. وهذه النوعية من الأفلام هي ما تعطي للسينما قيمتها الاجتماعية الكبيرة، حيث تعرض المشكلات والقضايا وتناقشها وتبحث أيضا عن حلول لها مؤكدة على قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع.

الفيلم..

هو فيلم درامي عائلي هندي من إخراج “أناند إل راي” وكتبه “هيمانشو شارما وكانيكا ديلون”. تمثيل “أكشاي كومار، بهومي بيدنيكار، ساديا خطيب، ساهجمين كور، سمريثي سريكانث وديبيكا خانا”. تم إصدار الفيلم في 11 أغسطس 2022، بالتزامن مع “راكشا باندان” ويوم الاستقلال. وقد تلق آراء متباينة إلى إيجابية من النقاد ولكنه كان فاشل تجاريا.

الجدير بالذكر أن “راكشا باندهان” هو عيد من الأعياد الذي يحتفل به الهنود لتقديس العلاقة الأخوية بين الأشقاء. يحتفل الهنود سنويا خلال مهرجان يتم خلاله الاحتفال برابطة الأخوة وذلك بقيام الشقيقة بلف رباط يدعى راخي حول معصم شقيقها، بعدها يقوم هو بتقديم هدية لها تكون غالبا حلويات «الميثاي» ويعدها بالحفاظ عليها وحمايتها. لم يعد الآن من الضروري أن تكون الرابطة بين الأخوين رابطة قرابة دموية بل أصبح بإمكان أي اثنين لهما قرابة أسرية أو يشعران بالصداقة القوية أن يحتفلا بعيد ال”راكشا باندهان” لتخليد “أخوتهما”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة