9 فبراير، 2025 12:53 ص

فيلم Rab Ne Bana Di Jodi.. للزوجة حرية اختيار سعادتها دون إدانة

فيلم Rab Ne Bana Di Jodi.. للزوجة حرية اختيار سعادتها دون إدانة

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Rab Ne Bana Di Jodi  أو “ثنائي أختاره الرب” فيلم هندي رومانسي كوميدي، يحكي عن علاقة زواج حدثت نتيجة لحادث طارئ، هذا الزواج كان يعاني من الجفاء لأن الزوجة فقدت حبيبها الذي أوشكت على الزواج  منه وفقدت والدها. لكن ينتهي الأمر بأن تجد زوج تحبه بصدق.

البداية..

يبدأ الفيلم برجل وعروسه يركبان في توكتوك ويدخلان حيا شعبيا، ثم يفتح الرجل المنزل الواسع والمبني على الطراز القديم، وتدخل العروس التي يبدو من ملامحها أنها حزينة. ثم يحكي الرجل عنها حيث تنتقل الكاميرا فلاش باك إلى فرح “تاني”، حيث ترقص في مرح ووالدها يعرفها على “سوري”، رجل عادي له شارب وشعره تقليدي، تقول له “تاني” أن والدها يعتبره تلميذا جيدا له، وينجذب “سوري” ل”تاني” المرحة حين يراها ترقص، ثم تأتي الأخبار بموت العريس وعائلته في حادث أثناء مجيئهم، وينهار والد “تاني” ويذهب إلى المستشفى، ويخبره الطبيب أن قلبه ضعيف، فيطلب من “سوري” أن يتزوج “تاني” كي يموت مرتاحا لأنه لم يتركها وحيدة.

زواج..

توافق “تاني” التي مازالت تحت تأثير صدمة فقدان عريسها، على الزواج من “سوري”، وبعد موت الوالد يتزوج “سوري” من “تاني” دون احتفال. تعود الكاميرا لمنزل “سوري”، حيث يترك غرفة نومه ل”تاني” ويذهب إلى غرفة في الطابق الثاني مليئة بالأغراض القديمة لينام فيها، يذهب “سوري” إلى عمله في شركة الكهرباء في اليوم التالي فيسألونه زملائه عن زواجه المفاجئ، ويقررون أن يجيئون إلى منزله للاحتفال، يجد “سوري” نفسه مضطرا إلى استضافتهم، ويطلب من “تاني” أن تستقبل ضيوفه لكنها تصمت، ثم تستقبل الضيوف بترحاب.

لا حب..

تخبر “تاني” “سوري” في اليوم التالي أنها لن تستطيع أن تقدم له الحب، لأن الحب مؤلم وهي لا تستطيع تقديمه بعد كلما حدث لها، ويقول لها “سوري” أنه لا يعرف ما هو الحب ولا يلزمها بشيء. تقوم “تاني” بمهام الزوجة التي تنظف البيت وتحضر الطعام وترعى زوجها، لكن دون اقتراب حقيقي، حيث تظل تنام في غرفتها ولا تتبادل معه سوى بضع جمل بسيطة.

يحاول سوري الاقتراب منها ببطء لكن خجله وعدم خبرته مع النساء يمنعانه، ترى “تاني” إعلان عن تعليم الرقص وتطلب من “سوري” أن تتعلم الرقص فيوافق، يتحدث مع صديقه المقرب، والذي يعمل حلاقا في نفس الحي، فينصحه الصديق بأن يغير شكله ويرتدي ملابس عصرية ويغير قصة شعره، وبالفعل يغير “سوري” من شكله. ويقرر أن يذهب إلى المكان الذي تتعلم فيه “تاني” الرقص ليراها وهي ترقص، لكن المصادفة تجله واحدا من ضمن المتدربين، ويتم اختياره كشريك للرقص مع “تاني” وحين تسأله عن اسمه يقول لها “راج”.

تقمص..

ويقرر “سوري” ألا يذهب إلى زوجته في المنزل بشكله الجديد، وإنما سيذهب معها ليشاركها الرقص ك”راج” ويعود إلى منزله بشكله القديم ك”سوري”، ويبدأ في التعامل مع “تاني” بشكل مختلف، حين يتقمص شخصية “راج” حيث يتعامل بمرح وود ويغازلها ويضحكها ويثرثر معها كثيرا، تصده “تاني” وترفض غزله، وتعتقد أنه شاب شقي يحاول مغازلتها.

يجتهد “راج” في تعلم الرقص لكن “تاني” تخشى منه خاصة بعد أن يعلن المعلمون عن وجود مسابقة للرقص، فينسحب “راج” خوفا من أن يكون عبئا على “تاني” ليترك لها الفرصة لاختيار شريك ناجح في الرقص، حين يتغيب “راج” تذهب “تاني” إلى المكان الذي سجله “راج” كمكان لعلمه، فيضطر “سوري” أن يتنكر في هيئة “راج” ويذهب إليها، وتطلب منه “تاني” أن يعود للرقص لأنه أثبت أنه طيب القلب باهتمامه بها، ويبذل “راج” و”تاني” جهدا أكبر في تعلم الرقص للفوز بالمسابقة.

في هذه الأثناء يتعامل “سوري” بحذر شديد مع “تاني” ولا يقترب منها، وإنما يخبرها أنه سيتأخر في العمل، خاصة وأنها تذهب لتعلم الرقص مساء.

صراع داخلي..

يستمر “راج” في مغازلة “تاني” والاقتراب منها، وتستمع هي بصخبه ووده ومعاملته اللطيفة، حتى أنها تترك “سوري” في أحد المرات في السينما وتذهب لمقابلة “راج”، وقتها يسكر “راج” مع صديقه ويحدث تمثالا يضع عليه ملابس “سوري” التي يرتديها عند ذهابه للمنزل. يحدث التمثال كأنه “سوري”، وكأنه رجل آخر وشخصية أخرى خارجة عنه، ويهدد “سوري” بأنه سيأخذ زوجته منه وأنها تحبه هو، من هنا يبدأ صراع داخلي في عقل “سوري” الذي يعتقد أن زوجته تحب رجلا آخر وشخصية أخرى هي “راج”.

ويطلب “راج” من “تاني” أن تقضي معه يوما من أوله لأنه يوم ميلاده، ويتفنن في مفاجئتها لكي يظهر لها حبه، حتى أنه يجعل الحي الذي يعيشان فيه يضيء منازله مكونا جملة أحبك، تنبهر “تاني” بما فعله “راج” وتشعر بالانجذاب الشديد نحوه لكنها تقاوم، من ناحيته يهتم “سوري” بالترفيه عن “تاني”، ويذهب بها إلى أحد المعارض التي أعطته الشركة تذكرتين له، ويدخل في مصارعة مع رجل ياباني سعيا للربح بتذكرتين إلى اليابان، ورغم استحالة نجاحه في هزيمة الرجل الهندي الضخم إلا أنه يحاول ويفوز بالفعل بالتذكرتين، لكن تغضب “تاني” لأنه أذى نفسه، فيقول له أنه يحاول إسعادها، لكنها تقول أنها لا تريد منه أن يفعل شيئا لأجلها.

الحب على مهل..

ويزداد الصراع داخل سوري الذي يلح عليه صديقه أن يخبر زوجته بأنه هو نفسه “راج”، لكنه يرفض مصمما على أنه يريد من “تاني” أن تحبه هو وهو “سوري”، بمظهره العادي والتقليدي وتحب ما يفعله من أجلها حتى وإن جاء هذا الحب على مهل وببطء.

تعترف “تاني” ل”راج” بحبها له، وأنها لا تشعر بشيء نحو زوجها الذي تشعر أنه ممل ولا يتحدث معها، وتسأله ما هو الحل فيخبرها “راج” أن عليها أن تهرب معه وتترك زوجها، وتوافق ويتقفان على أن تهرب بعد مسابقة الرقص التي سيدخلانها.

وفي يوم المسابقة صباحا يذهب “سوري” مع “تاني” إلى المعبد ليصليان حتى يطلبا البركة من الرب لأجل المسابقة، وتطلب “تاني” من الرب أن يجعلها تراه في صورة من تحب، كما علمها “راج” عن الحب، وأنه أن ترى الله في صورة حبيبها، فتجد أمامها صورة “سوري” وتتيقن أن “سوري” هو بمثابة الإله يتجسد في عينيها وتحب ربها من خلاله. وفي هذا تأكيد على قدسية الزواج لدى المجتمع الهندي، وتقديس الزوج بالنسبة للزوجة حتى أن المجتمع يضع الزوج في مكانة الإله بالنسبة للزوجة.

وتبدأ “تاني” تفهم ما يفعله “سوري” من أجلها، وأنه قدم إليها الكثير في حين أنها لم تقدم له شيء، وتقول ل”راج” قبل المسابقة أنها لن تهرب معه وأنها ستظل مع زوجها الذي ترى فيه صورة الرب. وحينها يعود “راج” لهيئة “سوري” ويدخل إلى المسابقة وهو “سوري”، وتندهش “تاني” لكن حين يرقص معها بمهارة “راج” تبدأ في الفهم، وأن “راج” و”سوري” شخصا واحدا، وأن “سوري” فعل كل ذلك من أجل إسعادها ومقاومة ألمها.

وينجح “سوري” و”تاني” في المسابقة ويسافران إلى اليابان، ويعيشان علاقة حب ملتهبة، ويحافظ “سوري” على شاربه وتسريحة شعره لكنه يظل حنونا ومحبا ومهتما مثل “راج”.

الاخراج مميز، والفيلم يهتم برصد صور من المجتمع الهندي وأحياءه الشعبية، وأزياء الهنود في المنطقة الشعبية والمحلات الكثيرة التي تتجاور مع المنازل ذات الطراز القديم، وأيضا يحوي الفيلم أغاني رومانسية عذبة الكلمات وموسيقى ساحرة، ونجد “شاورخان” في صورة جديدة عن تلك التي اعتاد المشاهد أن يراه فيها، حيث نجده رجل خجول عادي غير وسيم وغير مهتم بمظهره، يرتدي ملابس كموظف عادي ممل، لكن يعود إلى الرجل الجذاب الذي يهتم بملابسه وبشكله الخارجي وبتفاصيل كثيرة تجعله في خانة الرجل الجذاب للنساء في شخصية “راج”، كما كان أداء الممثلين بارعا.

وأكد الفيلم على قدسية الزواج والزوج، حتي انتصر في النهاية ل”سوري” لكن ذلك الانتصار لم يخلو من معنى، فقد كان “سوري” مثالا للرجل المضحي والحنون الذي يحاول إسعاد زوجته بكل طريقة، حتى وإن لم يجد أو يتوقع منها حبا متبادلا، فقد بذل كل ما في وسعه رغم إمكانياته القليلة لإسعادها، وتعامل معها باحترام محافظا على خصوصيتها، لذا تنبهت في النهاية إلى كونه شخصا طيبا وودودا. كما ركز الفيلم على دور الرب في اختيار هذا الحب الذي جمع الزوج والزوجة، وكأن هذا الحب مصيرا لهما.

ومن جديد يكرس هذا الفيلم لقيم إنسانية نبيلة، ويؤكد على الاحترام المتبادل بين الزوجين والود والمحبة والبذل لأجل الحب، كما يؤكد على احترام إرادة الزوجة حتى وإن أرادت الاقتران برجل آخر، لأنها ليست سعيدة مع زوجها، فقد أكد الفيلم على حريتها في اختيار الرجل الذي تريد أن تعيش معه.

الفيلم..

هو فيلم كوميدي رومانسي هندي، من إخراج “أديتيا شوبرا” وأنتجته شركة أفلام “ياش راج” في عام 2008. الجوائز: جائزة أبسارا لأفضل ممثل في دور رئيسي (2010). عرض الفيلم في السينما في جميع أنحاء العالم في 12 ديسمبر، 2008.

طاقم العمل: (شاروخ خان “سوري”/ “راج كابور”، أنوشكا شارما “تاني”).

حقق الفيلم عند عرضه المرتبة الأولى في شباك التذاكر الهندي، وفي أسبوعه الرابع من العرض حقق الفيلم ما يقارب من 90 كرور روبية من المداخيل. واحتل الفيلم المرتبة الثانية في قائمة أعلى أرباح إجمالية في تاريخ بوليوود بعد “غاجيني”. كما أن الفيلم حقق رقما قياسيا من العرض المستمر لمدة 120 يوما متواصلة في مسارح مومباي.

“فرانك لوفيس” الناقد في المجلة الدولية للفيلم وصف الفيلم بأنه “أكثر ذكاء وأكثر وعياً من أكثر الأفلام في هوليوود” ويلاحظ أنه “من ذكاء السيناريو في الفيلم أن الأحداث تؤول في نهاية المطاف بشكل مغاير لما هو متوقع في أحداث رواية رومانسية من النوع الذي يحقق به الأبطال الذكور أحلامهم بالزواج من البطلات الجميلات، ولأنها نفذت بشكل جيد للغاية، على خلاف غالبية الأفلام الرومانسية في هوليوود.

أما الناقد والكاتب “ميتلاند ماكدونا” من موقع “ميس فليك شيك” ذكر أن الفيلم أخفق في بعض النواحي السينمائية فالسيناريو ظهر مصطنعاً أحيانا كما غاب أسلوب الوعي الذاتي وإعادة صياغة الذات بحياء، كما أن الحبكة الروائية المرجعية للفيلم من النوع الذي عفا عليه الزمن والاستعارة كالتي على غرار السيناريو الذي كتبه تود هاينز في فيلم الأقصى من السماء، لكنه في النهاية كان بالنسبة لي فيلماً مسلياً بطريقة أكثر مقارنة مع الأفلام من نفس النوعية في هوليوود”.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة