خاص: إعداد- سماح عادل
فيلم pod generation يحكي عن قصة هامة، وهي التطور التكنولوجي الكبير في المستقبل والذي قد يسمح بإنجاب الأطفال بطريقة مبتكرة تكون مريحة للنساء، تعقيدات تلك الفكرة علي الأم والأب.
القصة..
تدور أحداث الفيلم في مستقبل غير بعيد في مدينة نيويورك، حيث تغرق “رايتشل نوفي” في حلم هادئ تتخيل فيه نفسها أما تحمل طفلا في أحشاءها. إلا أن واقعها يخالف هذا الحلم المثالي تماما، حيث لا تترك متطلبات حياتها وعملها مجالا للحمل التقليدي. على الرغم من رغبة “رايتشل” وزوجها “ألفي” الملحة في أن يصبحا أبوين، إلا أن حياتهما تخضع تماما لسيطرة الذكاء الاصطناعي، سواء في العمل أو المنزل. بفضل التطورات التكنولوجية.
تصمم مساعدات الصوت الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي روتين الناس اليومي، بما في ذلك روتين “راشيل وألفي”، وتحل كبسولات الطبيعة الاصطناعية الداخلية محل التجارب الخارجية الحقيقية.
تفاني..
تعمل “راشيل” كموظفة متفانية ومتميزة في “بيغازوس”، وهي شركة تكنولوجية بارزة، وقد أكسبها التزامها الراسخ ترقيةً مستحقة، مصحوبةً بعرض مثير، تتعهد الشركة بتحمل النفقات الباهظة للولادة من خلال الخدمات المبتكرة التي يقدمها مركز وومب، التابع ل”بيغازوس”، في حال اختارت “راشيل” اغتنام هذه الفرصة.
يعد مركز “وومب” نفسه مؤسسة بحثية رائدة في الولايات المتحدة، تحت ملكية “بيغازوس” وإدارتها، ويتمثل هدفها الرئيسي في مواجهة الانخفاض العالمي في معدلات المواليد الناجم عن الأعباء الجسدية والنفسية الهائلة المرتبطة بالولادة. كما يهدد هذا الانخفاض استقرار السكان العالمي. لتخفيف العبء عن الآباء والأمهات المحتملين، وخاصة النساء، ابتكر مركز الرحم تقنيةً رائدة: أرحام قابلة للفصل عن بعد، تشبه البويضات الكبيرة.
فرصة..
عندما تلقت “رايتشل” عرضا من شركتها لتغطية تكاليف البرنامج، شعرت بالإرهاق، ورأت في هذه الفرصة فرصةً مغرية، خاصةً عندما تلقت الخبر الذي طال انتظاره من مركز الرحم مؤكدا قبولها في البرنامج. إلا أن “ألفي”، عالم النبات، يقدر بشدة الحياة الخاليةً من التدخلات التكنولوجية. وبسبب هذه الآراء المختلفة، انتهى الأمر ب”رايتشل” و”ألفي” إلى صراع حاد بين اختلافاتهما العميقة المتجذرة في مواقفهما المتباينة تجاه التكنولوجيا.
إذ تبدي “رايتشل” تقبلا أكبر للتطورات التكنولوجية، بينما يفضل “ألفي” قضاء وقته في رعاية الأشجار والنباتات الحية، التي أصبحت نادرة في المدينة.
عندما علمت “رايتشل” بالتحاقها ببرنامج مركز الرحم، صدم “ألفي” بقرارها الأحادي بإتباع هذا المسار غير التقليدي نحو الأبوة. إلى جانب الخلاف في فهمهما، يشعر “ألفي” بقلق بالغ إزاء احتمال تغيير المسار الطبيعي للولادة. ورغم جهود أصدقاء “رايتشل” ومعالجها بالذكاء الاصطناعي، ظل “ألفي” ثابتا في مقاومته، لكن حبه ل”رايتشل” ورغبتها الراسخة في إنجاب طفل دفعاه في النهاية إلى الموافقة على مضض على المضي قدما في عملية الولادة باستخدام الكبسولة.
افتتان..
مع مرور الوقت، يتحول “ألفي” من متشكك إلى مفتون بالكبسولة، ثم يزداد تعلقه بها مع نمو الطفل بداخلها. ويؤدي هذا في النهاية إلى معاملته للكبسولة كطفل صغير، ويأخذها معه أينما ذهب، مع أنه ما يزال متمسكا بمبادئه وتناغمه مع الطبيعة. في المقابل، يزداد التباعد بين “رايتشل” والكبسولة، إذ تعاني من الشكوك وأحلام الحمل. كما ينتهي بها الأمر بمواجهة النفاق والازدراء من زملائها في العمل عندما تحضر الكبسولة إلى العمل كما يفعل “ألفي”.
مخاوف..
تبدأ “رايتشل” و”ألفي” في الشعور بمخاوف متزايدة بشأن مركز الرحم عندما تغير الشركة شروط اتفاقيتها استجابةً للطلب المتزايد على خدماتها، حيث تسعى الشركة إلى تسريع عملية الولادة، وتقصيرها إلى 39 أسبوعا حتى تتمكن من إفراغ الكبسولات بسرعة للزوجين التاليين. “راشيل وآلفي”، قلقان للغاية على سلامة طفلهما، يشعران بالقلق من هذا الجدول الزمني المتسارع ويرغبان في الاحتفاظ بالكبسولة في المنزل وإدارة الولادة بأنفسهما. ومع ذلك، رفض مركز الرحم هذا، مما أجبر الزوجين على سرقة الكبسولة سرا من مركز الرحم ونقلها إلى منزل “ألفي” في جزيرة شيل، لأنهما يعلمان أن المركز سيبحث عنها.
بينما يعلم “ألفي” “راشيل” فوائد العيش في بيئة أكثر طبيعية، يكتشف الزوجان أن مركز الرحم قد سحب دعمه عن بعد انتقاما لاختيارهما، مهددا الطفل في الداخل بمنعهما من استخدام الرمز الرقمي المقدم لفتح الكبسولة. أدى ذلك إلى إجبارهما على فتح الكبسولة بأنفسهما باستخدام مفك براغي، مما سمح لهما بولادة ابنهما بأمان.
ولادة..
في صباح اليوم التالي، وبينما كان “ألفي” و”راشيل” وطفلهما الجديد نائمين، قامت “رايتشل” بتغليف الكبسولة المكسورة بعناية وأعادتها إلى مركز الرحم عبر البريد، منهيةً بذلك دورها في حياتهما لصالح حياة أكثر طبيعية دون أي تحسينات تكنولوجية، قبل أن تعود إلى المنزل لتحمل ابنها حديث الولادة في فراشه.
في مشهد بين شارة النهاية، أُجريت مقابلة تلفزيونية مع الرئيس التنفيذي لشركة “بيغازوس”، حيث أدلى بادعاءات محيرة حول نوايا الشركة السماح للأطفال باختيار آبائهم في المستقبل، ملمحا إلى إمكانية دمج “بيغازوس” للذكاء الاصطناعي بشكل مباشر أكثر في الأجنة البشرية لتسريع نموها بشكل يتجاوز المعدل الطبيعي.
الفيلم جيد علي مستوي الإخراج، الديكورات، الأماكن التي اختيرت، وأجواء المستقبل القريب المبهرة والمنفرة في آن واحد، وكذلك كان أداء الممثلين بارعا.
فقدان الحس الإنساني..
علي مستوي الأفكار التي يطرحها الفيلم فهو قدم تصورا عن ما قد يكون عليه المستقبل القريب بعد التطور التكنولوجي الهائل الذي وصلنا إليه في عالمنا، بتحكم الذكاء الاصطناعي في كل شيء ويدير كل شيء علي الأقل بالنسبة للطبقات الغنية والمتوسطة، حيث يمتلك المنتمون إلي تلك الطبقات منزلا محكما يديره الذكاء الاصطناعي، ورغم الرفاهية الظاهرة والاهتمام الشديد نري علي الجانب الآخر التدخل الكبير للذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل حياة الإنسان حتى أنه لا يترك له أية مساحة من الخصوصية.
ونري ما هو أبشع، استعباد مقنع، حيث يعمل الناس بلا هوادة، كأنهم في سباق مارثون للجري، لابد من تحقيق مستوي ما من الأداء، ومن لا يحقق هذا الأداء يحرم من رفاهية التطور البغيضة، وحتى من يتمتع بهذه الرفاهية يفقد إحساسه بنفسه وبتواصله مع الطبيعة ومع مفردات الكون من حولنا كل شيء مراقب ومتحكم به وكل شيء محسوب بدقة شديدة.
نشعر بذلك أكثر حين نراقب “ألفي” وهو يحاول الاحتفاظ بإنسانيته وسط كل هذا الصخب من عمل الذكاء الاصطناعي، كما نلاحظ الحس المادي العالي في كل شيء حتى في إنجاب الأطفال الأمر يخضع لنفوذ المال، من يملك ثمن استيلاد طفل في كبسولة صناعية يحصل علي ذلك بسهولة شديدة ولا تتم حمايته من جشع الرأسمالية التي قد تغير شروط عملها وفقها لحسابات المكسب والربح، أصابني الفيلم بالرعب، شعرت أن كل شيء أصبح يخضع لأصابع الرأسمالية تعبث فيه كيفما تشاء حيث علاقة الأم بجنينها وحملها له في بطنها سينم التلاعب في جمالها وسحرها أيضا.
الفيلم..
“جيل الكبسولة” هو فيلم خيال علمي كوميدي رومانسي من إنتاج عام ٢٠٢٣، من تأليف وإخراج “صوفي بارت”. عُرض الفيلم في مهرجان صندانس السينمائي في ١٩ يناير ٢٠٢٣.
الإنتاج..
أُعلن في أكتوبر 2021 عن مشاركة “إميليا كلارك وتشيوتيل إيجيوفور” في بطولة الفيلم، الذي ستكتبه وتخرجه “صوفي بارت”. في مايو 2022، أُعلن عن انضمام “روزالي كريج وفينيت روبنسون وكاثرين هانتر” إلى طاقم التمثيل. وفي نوفمبر 2022، أُعلن عن انضمام “ريتا برنارد شو وميجان مازكو” إلى طاقم التمثيل.بدأ التصوير في مارس 2022 في بلجيكا.
الإصدار..
عُرض فيلم “جيل البود” لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي في 19 يناير 2023. في مارس 2023، حصلت شركتا “رود سايد أتراكشنز” و”فيرتيكال إنترتينمنت” على حقوق عرضه في أمريكا الشمالية، وطرحاه في عدد محدود من دور العرض في 11 أغسطس 2023.
النقد..
على موقع تجميع المراجعات “روتن توميتوز”، حظي الفيلم بتقييم إيجابي من 76 ناقدا، بمتوسط تقييم 5.6/10. وجاء إجماع الموقع على النحو التالي: “مع سيناريوه غير المترابط الذي يضعف الأداء القوي لإميليا كلارك وتشيوتيل إيجيوفور، يثير فيلم “جيل البود” الذهن، ولكنه لا يثيره أكثر من ذلك.”
أما موقع ميتاكريتيك، الذي يعتمد على المتوسط المرجح، فقد منح الفيلم تقييم 60 من 100، بناء على 22 ناقدا، مما يشير إلى مراجعات “متباينة أو متوسطة”.