10 أبريل، 2024 11:33 ص
Search
Close this search box.

فيلم Phir Bhi Dil Hai Hindustani.. كشف الفساد السياسي وتحريض الجماهير على التصدي له

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Phir Bhi Dil Hai Hindustani أو “قلبي مازال هنديا” هو فيلم هندي جريء، يتناول فساد السياسيين في الهند، وفساد الإعلام أيضا ورجال الأعمال الذين يديرون القنوات الخاصة، وكيف يتواطئون مع السياسيين لتغطية فسادهم، وهو يعبر عن مدى جرأة السينما الهندية في تناول موضوعات شائكة.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بالمذيع الشهير “أجاي باكشي” الذي يقوم بدوره الممثل الهندي “شاروخان” وهو يحاول المخاطرة لتغطية الأخبار الصحفية الهامة، مما جعله مذيعا شهيرا ينتظروه كثير من الهنود أمام التلفاز ليشاهدوا مغامراته. وبعد نجاحه في تغطية خبر زرع قنبلة في أحد الأبراج الضخمة يعطيه مدير القناة سيارة آخر موديل كهدية.

ثم يحاول صاحب القناة المنافسة للقناة التي يعمل بها “أجاي” الاستعانة بمذيع قوي ليتغلب على “أجاي” وشهرته، فيستعين بمذيعة جميلة تدعى”ريا بانيرجي” وبالفعل تستطيع “ريا” التغلب على “أجاي” حين تذهب إلى مقابلة أحد المتهمين التابعين للحزب السياسي الذي يتولى الحكم في الهند، والذي فاز بالانتخابات وعين منه رئيس الوزراء، وهذا المجرم يرفض رئيس الوزراء إدانته قائلا أنه تم التلاعب به من قبل المعارضة، ويتفق مع “أجاي” لكي يجري معه مقابلة للقناة.

طبقية السجن..

لكن “ريا” تذهب بعد أن تعطي ل”أجاي” موعدا وتنجح في عمل مقابلة مع المتهم الذي يتبين أنه يعيش في رفاهية في السجن، حيث تتوفر له زنزانة واسعة ولديه كل وسائل الرفاهية من طعام وتليفزيون وثلاجة، وذلك لأن رئيس الوزراء هو من أمر بتوفير ذلك له لأنه من أتباعه. وتنجح “ريا” في جذب أنظار المشاهدين، والتغلب على ” أجاي”.

دعاية سياسية..

ثم يطلب منها صاحب القناة تغطية دعاية للمرشح المعارض من حزب سياسي آخر، والذي سيخوض انتخابات ضد رئيس الوزراء الحالي للفوز برئاسة الحكومة، ويذهب “أجاي” أيضا لكي يحاول إنقاذ مهنته، ثم يخرج شخصا من بين الجمهور ليقتل المساعد الخاص للمرشح، ويستغل مرشح الحزب المعارض ذلك الحادث خاصة بعد أن يموت مساعده وزوج أخته، ويطلق رجاله لإشعال الشغب في الشارع ضد رئيس الوزراء والحكومة، ويعلن على قنوات التلفاز أنه يدعو إلى السلام وأن رئيس الوزراء هو من أرسل رجلا ليقتله لكنه أخطأ وقتل مساعده.

وبالفعل تشتعل أعمال الشغب في الشارع من حرق وقتل ويموت كثير من الأبرياء سواء نساء أو رجال، ويسعى رئيس الوزراء لاحتواء الموقف فيحاول الضغط على الشرطة بأن تعلن أن ذلك القاتل ما هو إلا رجل مأجور استعان به مرشح المعارضة، وحاول مرشح المعارضة الضغط على الشرطة لكي تعلن أن القاتل هو من طرف رئيس الوزراء. ومدير الشرطة لا يعرف ماذا يفعل مع هذا الضغط، فينصحه مساعده أن يعلن أن هذا الرجل إرهابي مدسوس من جهة أجنبية لكي يشعل عاطفة الجماهير، وبالفعل يعلن مدير الشرطة ذلك.

لحظة الكشف والتحول..

ثم يحاول أحد المجرمين الفاشلين أن يكتسب شهرة فيفكر في خطف القاتل، لكنه يفشل في ذلك ويخفي مساعده القاتل في سيارة “أجاي” والذي كان بصحبة “ريا”، حين يكتشف “أجاي” وجود القاتل في سيارته يتوقف في الطريق ويخبره الرجل بحكايته، ويطلب “أجاي” من “ريا” أن تصور ما يقوله الرجل لأنها تضع دوما كاميرا في حقيبتها.

ويحكي الرجل أنه رجل عادي، وأنه كان لديه ابنة أراد أن يجعلها تعمل بعد تخرجها فذهب بها إلي بيت مساعد المرشح المعارض لكي يساعدها في إيجاد عمل، والرجل يسكن في بيت فخم ويضع حراسة مشددة على بيته، تدخل البنت فيغتصبها الرجل دون رحمة، وحين يسأل عنها والدها يخبره الحارس أنها غادرت، لنكتشف أنهم رموا بها من سيارة في الشارع، ويجد الرجل ابنته ويذهب بها إلى المستشفى ويعرف أنها اغتصبت، ويحاول مقاضاة الرجل لكن ينصحه البعض بالسكوت، وقبول مبلغ من المال من الرجل لأنه لن يستطيع أن يأخذ حق ابنته، وتموت الفتاة من أثر الصدمة ويقرر الأب الانتقام لابنته لذا فقد قتل الرجل الذي اغتصب ابنته.

يتعاطف “أجاي” و”ريا” مع الرجل وينادونه “بابا”، ويعدانه أنهما سيساعدانه، وهنا تأتي نقطة التحول، حيث يتجول “أجاي” و”ريا” من مذيعين يبحثان عن المال والشهرة إلى مذيعين يقفان بجانب الحق ويسعيان لكشف الحقائق. ويذهب كل منهما إلى صاحب القناة التي يعمل بها ويقنعه بعمل مقابلة مشتركة بين القناتين لهذا الرجل لكشف الحقيقة، مع الإغراء بأن تدر تلك المقابلة أرباحا طائلة، يوافق الرجلان رغم العداوة الطويلة التي بينهما، لكن الأموال كفيلة بإزالة أية عداوة.

الانحياز للسلطة..

لكن يتفق الرجلان على إبلاغ رئيس الوزراء ومرشح المعارضة اللذان يشعران بالخطر، لكن الخطر الأكبر يقع على مرشح المعارضة فيتفق رئيس الوزراء مع مرشح المعارضة أن يتنازل عن ترشحه أمامه في مقابل عدم إذاعة الشريط الذي يعترف فيه القاتل بحقيقته، ويوافق مرشح المعارضة بعد مفاوضات فيعده رئيس الوزراء أن يعينه نائبا له بعد نجاحه في تولي الحكومة مرة أخرى. مما يعني أن رجلا الأعمال انحازا لجانب السلطة لأن ذلك يدر عليهما مكاسب أكثر. غير عابئين بكشف الحقائق والتي هي وظيفة وسائل الإعلام الحقيقية. ويتفق رجلا السياسة ورجلا الأعمال حيث يعطي رئيس الوزراء صاحبي القناتين  بث لمدة 24 ساعة، مما يعني مكسبا كبيرا لهما.

ويشعر “أجاي” و”ريا” بالخيانة ويقرران الاستمرار في كشف الحقيقة خاصة بعد أن تم القبض على القاتل وإيداعه في السجن، وقد تم تعذيبه وضربه ليعترف بمكان الشريط، وفكر رئيس الوزراء في قتل “أجاي” و”ريا” فيعترف القاتل خوفا عليهما من القتل. كما يوقع على اعترافات للشرطة بأنه إرهابي.

إنقاذ..

يحاول “أجاي” و”ريا” إعادة الشريط بالاستعانة بذلك المجرم الفاشل، وبالفعل يحصلان على الشريط، ويسرع رئيس الوزراء من الإجراءات مقررا شنق القاتل لكي يتخلص منه، ولكي يحاول بث دعاية عن الوطنية وكيفية مواجهة العناصر الأجنبية التي تتدخل في شئون البلاد. ويقترح رجلا الأعمال بث عملية الشنق على التلفاز، وتندفع الشركات لعمل إعلانات وقت بث عملية الشنق التي أصبحت دعاية لوطنية الحكومة. مما يرصد مدى انتهازية الرأسماليين وأصحاب الأعمال الذين يستغلون أي حدث لجلب الربح والأموال، حتى وإن كان على حساب شنق إنسان.

ويخطب رئيس الوزراء في الناس مشددا على حرصه على مصلحة الوطن وبجواره مرشح المعارضة، ويفكر “أجاي” و”ريا” في اقتحام مبني التلفاز لبث الشريط بدلا من خطبة رئيس الوزراء وعملية الشنق، محاولين إنقاذ القاتل في آخر لحظة، وبالفعل ينجحان في بث الشريط وتشاهد الجماهير التي تنتظر بشغف عملية الشنق الحقيقة، وأن الرجل العادي عرضة للقهر والانسحاق من قبل الأغنياء والسياسيين، ويدعوهم “أجاي” بعد بث الشريط إلى إنقاذ القاتل من الشنق والذهاب إلى السجن المركزي.

تحرك الجماهير..

وبالفعل يتجمع الناس، ذاهبين إلى السجن المركزي، ويتعامل رجال الشرطة بقسوة مع “أجاي” مما يحسب للفيلم أنه يكشف مساوئ في المجتمع الهندي بجرأة، حيث يهم أحد رجال الشرطة بإطلاق الرصاص على “أجاي” بعد أن ضربه ضربا مبرحا. ولكن هناك أيضا رجال من الشرطة يرفضون إطلاق الرصاص على الناس، ويسمحون لهم بالدخول لإنقاذ القاتل. ويصر رئيس الوزراء للنهاية هو ومرشح المعارضة على تنفيذ حكم الإعدام، ويحاولون فعل ذلك رغم أن قرار الحاكم جاء بإيقاف العملية.

ويبرع الفيلم في مشهد مكالمة الحاكم لمدير الشرطة حين يسأله هل الجماهير المجتمعة من الهندوس أم من المسلمين؟ فيرد عليه مدير الشرطة قائلا أنهم من الهنود، مما يعني أن الفيلم لا يفرق بين الطائفتين. وينتهي الفيلم بإنقاذ القاتل من الشنق، وبالجماهير المحتشدة وهي تضرب رئيس الوزراء ومرشح المعارضة بالأحذية.

كشف الفساد..

الإخراج جيد، اعتمد الفيلم على أغاني عديدة وعلى علاقة حب تجري ما بين “أجاي” و”ريا” لإعطاء القصة الحقيقية عناصر جذب، كما اعتمد على الكوميديا، لكن الفكرة الرئيسية للفيلم هي كشف فساد السياسيين ورجال المال الذين يحكمون الهند، والذين زاد نفوذهم لدرجة أن يتعاملوا مع الناس بعنجهية ويسحقونهم، ويقتلونهم ويستخدمون أعمال العنف والشغب لمصالحهم الخاصة غير عابئين بالأرواح البريئة التي تضيع في تلك الأحداث.

كما يكشف الفيلم بجرأة كون الشرطة أداة في يد السلطة، وفساد الأحزاب السياسية المختلفة التي تستخدم لعبة السياسة غير الشريفة لمصالحهم الخاصة. كما كان الفيلم إيجابيا حيث لم يكتف بالكشف وإنما تخطى ذلك إلى تحريض الجماهير على القيام بالفعل ليكون إيجابيا، وأن يغير بنفسه ويقف ضد الظلم مما يجعله في فئة الأفلام التحريضية.

كما يكشف الفيلم مدى الحرية التي تتمتع بها السينما الهندية في كشف وانتقاد مساوئ وسلبيات السياسيين، وهو أمر قد لا يكون متاحا في بلدان أخرى من بلدان العالم الثالث، وربما يكشف عن مدى فداحة المشاكل السياسية التي يعاني منها المجتمع الهندي ووجود أعمال شغب وعنف وصراعات بين الطوائف وبين الأحزاب السياسية.

الفيلم..

هو فيلم هندي مليء بالإثارة صدر في 21 يناير 2000 عن Dreamz Unlimited. إخراج “عزيز ميرزا”، كتابة “سانجاي تشيل”، سيناريو “راج كومار دهيما، مانوج لالواني”، بطولة “شاروخان، جوهي تشاولا”، وحاز هذا الفيلم على جائزة IIFA لأفضل مؤثرات خاصة. حقق الفيلم ₹ 18.20 مليار روبية (2.6 مليون $) في الهند و1670000 $ ( ₹ 7.26 مليار روبية ) في بلدان أخرى، ليصبح المجموع في جميع أنحاء العالم من ₹ 25.46 مليار روبية (3.6 مليون $)، بحيث كان فيلم بوليوود الثالث عشر الأعلى ربحا لعام 2000 في جميع أنحاء العالم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب