25 ديسمبر، 2024 11:15 م

فيلم Oh crappy day.. الوسواس القهري قد يهزمه الحب

فيلم Oh crappy day.. الوسواس القهري قد يهزمه الحب

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Oh crappy day  فيلم رومانسي درامي يحكي عن عقدة أحد الشبان ومعاناته من مرض الوسواس القهري، وكيف Hنه يمنعه عن عمل علاقة حب. وكيف أنه تحرر قليلا من وسواسه حين وقع في الحب.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بشاب يغسل يديه ثم يعود ويغسل يديه وينظف أذنيه، في إيقاع هادئ، ثم نرى البطل في عمله حيث يعمل في شركة لتصوير أفلام الفيديو الخاصة بالأفراح، حيث يدير صديقه الحديث مع العروسين ويكتفي هو بالإنصات ومساعده صديقه، وبعد العمل يحدثه صديقه عن علاقته بحبيبته وكيف أنها كانت مصادفة سعيدة عندما قابلها. ويخبره البطل، ذلك الذي كان يغسل يديه، أنه قرر الاشتراك في موقع الكتروني للمواعدة، ويطلب منه أن يجهز له صورة ملائمة، فيساعده صديقه ويطلب منه أن يأخذ وضعية معينة في التصوير، لكن البطل يحب أن يكون على طبيعته ثم يستجيب في النهاية.

ويذهب البطل وصديقه لمقابله حبيبة صديقه في المكان الذي تعمل به، ويصطدم البطل بفتاة تعمل في المكتبة فتعتذر له الفتاة بلطف وتلمس خده لتداعبه، فيستأذن البطل ويذهب إلى الحمام ويغسل المكان الذي لمسته الفتاة.

 

خطة للمواعدة..

ثم يرحل بصحبة صديقه وحبيبته، ويجلسان في مقهى وتحادثه الحبيبة عن صديقتها وأنها أعجبت به من أول نظرة، لكن يرفض البطل قائلا أنه وضع خطة للمواعدة وسيلتزم بها، فهو سيضع صورته في موقع المواعدة وينتظر، ويضع صورته ويكلم إحدى الفتيات ويتعرف عليها. ويحكي لصديقه الذي يخبره أن عليه تحديد موعد لمقابلتها، لكن البطل يتردد فيخبره صديقه أنه طالما ارتاح لها فعليه أن يقابلها، ويفكران في مكان ملائم لكن البطل يفضل مطعم واحد لأن مستوى النظافة يلاءم وسواسه القهري، وصديقه يقترح عليه أكثر من مكان حتى يبهر الفتاة.

ويستجيب البطل ويذهب إلى أحد المطاعم الفاخرة لكن يرتدي قفازا لأن ذلك المطعم وقت الازدحام يعطي للزبائن جهاز للنداء، يجد البطل المطعم مزدحما كما توقع، ويجد الفتاة التي تأتي مبتسمة وتظل تسأله أسئلة كثيرة عن عمله وعن صناعة الأفلام لأنه ذكرها في تعارفهما، ثم يرن جهاز النداء الآلي ويذهبان إلى طاولتهما، وبعد أن يمسك بقائمة الطعام يجد البطل أن عليه أن يستأذن للذهاب إلى الحمام ويغسل يديه بعد أن يقول للفتاة أن قائمة الطعام عليها شيء لزج.

تشويش..

ثم يكتشف أن سكين الطعام به بقايا طعام فيظل مشوش يرد على الفتاة ردودا مقتضبة تنم عن عدم تركيز، ثم يستأذن ليذهب إلى الحمام. ونجد أن ملامح الفتاة تتغير. ويخبر صديقه فيما بعد أنه ذهب إلى الحمام ثلاث مرات، وأن الفتاة أثنت على اللقاء الأول، فيقول له صديقه أن الجميع يقول ذلك في اللقاء الأول وأن المعيار هو أن تحدد موعدا آخر وهي لم تحدده.

فينتظر فتاة أخرى تكون أكثر جمالا هذه المرة، ويصر على الذهاب إلى المطعم الذي يرتاح للجلوس فيه، لكن الفتاة تندهش أيضا عندما يذهب إلى الحمام مرتين ويبدو منزعجا من ذبابة تحوم حوله، ثم تبدأ في مغازلة النادل.

فتاة المكتبة..

يستسلم البطل ويوافق على مقابلة الفتاة، التي تعمل أمينة مكتبة في مكان عمل حبيبة صديقه، ويذهب أيضا إلى مطعمه المفضل. يفاجئ البطل أن الفتاة متجاوبة معه، على خلاف الفتاتين السابقتين، ولديها شغف بخصوص أمر صناعة الأفلام وبخصوص المخرجين الذين يفضلهم، وتناقشه بقدر من الثقافة، ولديها اهتمام عن ما يحدثها عنه، مما شغل ذهنه قليلا عن وسواسه القهري، كما أنه دخل الحمام مرتين وهي دخلت مرة، والأهم أنها أبدت موافقة بتكرار المقابلة، بل أنها وافقت أن تشاهد معه فيلما في أحد المراكز الثقافية وأبدت شغفا كبيرا بالفيلم الذي كان من زمن الأبيض والأسود.

الانجذاب..

بدأ البطل يشعر بالانجذاب، حتى أنه قرر أن يستضيف الفتاة في منزله رغم أنه لم يدع صديقه إلى منزله لأنه يلمس الأشياء، وبرر ذلك لصديقه أنه سيشاركها في مشاهدة أحد الأفلام التي يحبها، وذهبت بالفعل إلى منزله لكنه فور دخولها أمسك بمنديل مبلل برائحة الليمون، وحين علقت على رائحة الليمون التي تفوح منه لم يرد، ثم دعاها لأن تشاهد مشروعا يعمل عليه، وجلس بجوارها في ارتباك.

ثم اعترف لها بأن لديه مشكلة، وقال لها أن لديه وسواسا قهريا يجعله يغسل يديه مليون مرة في اليوم، اندهشت وقالت له أنها كانت تظن أن لديه فيروس في المعدة، ثم قالت له أن ذلك لا يهم وأن كل واحد منا لديه عيوب، وقبولها هذا جعله يقبلها في فمها، ثم سألته: أتريد أن تغسل فمك، قال لها: فقط سأمرر المنديل على شفتي، وفعل ذلك أمامها.

فوضى..

ظنت الفتاة أن عليها هي أيضا أن تعترف له بعيبها، فأخبرته أنها في المرة القادمة ستشاركه شيئا يخصها، وفي المقابلة التالية ذهبت به إلى الغرفة التي تعيش فيها، وأول ما نظر وجد أشياء كثيرة مكومة ومبعثرة، وأنها تحتفظ بأغراض كثيرة جدا متكومة فوق بعضها البعض، قالت له أنها تحب الاحتفاظ بأغراضها، وأنها لا تستطيع التخلص منها رغم أن أسرتها تطلب منها التخلص منها، وتحاول أحيانا وتتخلص من بعضها لكنها تعود وتراكم الأغراض. وطلبت منه أن يجلس على أريكة نظفتها لكنه صمت، وأحست هي بعدم ارتياحه فقالت له أنهما بإمكانهما الرحيل، لكن بان من تعبير وجهها أنها أحبطت من رد فعله. ثم نرى في المشهد التالي البطل وهو يستحم في تقزز لأنه قد استاء من غرفة الفتاة والفوضى التي تعم بها.

عودة..

ثم يقرر البطل قطع علاقته بالفتاة واستئناف التعرف على الفتيات من خلال الموقع، نعرف من خلال ضغطه على زر في الموقع ومن خلال حديث مقتضب مع صديقه، ويقابل فتاتين أخرتين لكنما تبدوان مزعجتين بالنسبة له، فيذهب إلى المكتبة لمقابلة فتاته التي انجذب لها، تنظر إليه في دهشة قائلة: مرحبا بماذا أخدمك؟، يقول أنه يريد أن يستأنفا علاقتهما، فتقول له أن استمرارهما صعب لأن طباعهما مختلفة، وأنه لا يستطيع أن يتقبل عيبها، فيلمس المكان الذي تجلس فيه ويضع أصبعه في فمه وتضحك هي، ويخبرها أنه يريد أن يستأنفا علاقتهما.

وبعد عام نجده يعيش في منزله لكن يخف توتره وغسله ليديه، ثم نجده وهو يذهب إلى قسم آخر بجوار منزله، نفهم أن صديقته تعيش فيه، بمعني أن لكل منهما مكانه الذي يعيش فيه، لكنهما متجاوران، وينتهي الفيلم على ذلك.

فيلم بسيط..

الإخراج بسيط والممثلين في الفيلم عددهم قليل، ويميل الفيلم إلى البساطة الشديدة على مستوى الصورة والإيقاع الهادئ والموسيقى التصويرية، وأداء الممثلين كان جيدا مع ميل المخرج إلى توصيل الفكرة إلى المشاهد بأبسط الطرق والوسائل، حتى كأن المشاهد يشعر أن هذا الفيلم أحد مشاريع التخرج لأحد صناع السينما الشباب.

وعلى مستوى الفكرة برع الفيلم في تصوير مدى هوس البطل ومدى وصوله في وساوسه القهري، من خلال المشاهد التي يغسل فيها يديه ويدقق في عدم لمس الأشياء ومن خلال الاضطراب الذي يظهر على تعبيرات وجهه فالصورة تغني عن الكلام والحوار.

والفكرة طريفة وتناولها مميز، حيث صور الفيلم كيف أن البطل تخفف من وسواسه حين أحب، لدرجة أنه أحب فتاة على النقيض التام منه، فهي تميل للفوضى وعدم النظام ولا تكترث لأمر النظافة، لكنه مع ذلك أحبها لأنها شاركته شغفه بصناعة الأفلام ومشاهدتها وشعر أن لديها قدر من الثقافة يناسبه تماما ويسمح بعلاقة متوازنة بينهما.

الفيلم من إخراج وكتابة: “جون لانس بيكون ” وتمثيل: “أشتون لي، سارة توريس، جون ويلكينز الثالث”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة