خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Nurse Betty أو “الممرضة بيتي” يحكي قصة عن فتاة لا خبرة لها في الحياة تحتفظ ببراءتها وعفويتها، تتفتح أمامها الأبواب فقط لأنها تتصرف بطبيعتها وبدون تكلف.

الحكاية..

“بيتي” تعيش في بلدة  صغيرة في “كنساس”، تعمل نادلة في إحدى المقاهي، لا خبرة لها في الحياة. هي متزوجة من رجل يسيء معاملتها وتتعامل مع الزبائن بعفوية وود. ويبدأ الفيلم بعيد ميلادها حيث يهديها أصدقائها في المقهى صورة للفنان الذي تحبه وتشاهد مسلسله الشهير، وأيضا بعض الأموال لتكمل دراستها في كلية التمريض بدون علم زوجها، لنستنتج أنه يرفض ذلك.

ثم تذهب إلى معرض السيارات الذي يمتلكه زوجها لتأخذ سيارة لكي تذهب بها إلى نزهة مساء برفقة صديقتها وجارتها، تجد المساعدة تتحدث عن أنها تحب مديرها لكن لا تنتبه للأمر، وتأخذ سيارة حمراء تعجبها من معرض السيارات خلسة، ثم تذهب لجارتها التي تخبرها أنها لن تستطيع الذهاب معها، ثم تذهب إلى البيت تتناول الغذاء مع زوجها والذي يتمنى لها حظا موفقا في خروجتها، ولا تخبره أنها ألغيت.

صفقة..

ثم يأتي في المساء بصحبة رجلين ملونين، أحدهما مسن والآخر شاب، وهو يظن أن زوجته ليست في المنزل لكي يتفق معهما على صفقة هامة، فيخاطبه الرجل المسن بحكمة ويسديه بعض النصائح عن حماقته حين  سرق شيء ما ويريد بيعه لأناس يعرفون أصحاب البضاعة التي سرقها، وتحدث عن سلخ فروة الرأس الذي كان يقوم بها السكان الأصليون تعقيبا على سخرية الزوج من السكان الأصليين، فيفهم الشاب الأمر خطأ ويقوم بسلخ فروة رأس الزوج والذي يصرخ من الألم، فيضطر المجرم المسن قتله قتلا رحيما، ويقول للمجرم الشاب أنه لا يلجأ للقتل في عمله الطويل في هذا المجال ويهربان.

صدمة وإنكار..

وتكون “بيتي” داخل المنزل وترى ما يحدث أثناء مشاهدتها لمسلسلها المفضل، وتحدث لديها صدمة نفسية من مشهد القتل المروع، فتركز على لحظة وجود بطلها المفضل “ديفيد” الجراح الشهير داخل المسلسل.

تكتشف الجارة الجريمة وهي ذاهبة بكعكة لتفاجئ “بيتي”، وتمشي “بيتي” مجهزة حقيبة سفر، لكن يقبض عليها الشرطي، الذي يتصادف أنه زميل لها في المدرسة الثانوية وصدق يداوم على احتساء القهوة من يديها. لكن صديق آخر لها، وهو الصحفي في البلدة الذي يغطي الأخبار، يتعاطف معها، حيث يستنتج الشرطي أنها أجرت شخصا لقتل زوجها ويتهمها بذلك، وبفحصها يكتشف الطبيب أنها واقعة تحت تأثير الصدمة وتعيش في عالم خيالي.

رحيل..

ترحل “بيتي” في اليوم التالي بالسيارة الحمراء وهي تظن أنها تهجر زوجها القاسي، لتعود إلى خطيبها السابق، الجراح الشهير “ديفيد”، تذهب إلى الولاية التي يعمل بها كطبيب بعد أن تقطع مسافة طويلة بالسيارة، حين تذهب إلى مستشفى عام يعمل بها الجراح الشهير داخل المسلسل، تخبرها المديرة أنه لا يوجد طبيب بهذا الاسم. وتحدث حادثة أمام المستشفى وتصرخ إحدى الفتيات طلبا للمساعدة لأن أخيها يحتضر، حيث أن هناك تبادل لإطلاق النار أمام المستشفى، فتهرع “بيتي” نحو الشاب وتقوم بعمل تدخل طبي له وتنقذ حياته.

ويتفاجيء من بالمستشفى بمهارتها فيعينوها ممرضة، ثم تأخذها أخت الشاب الذي أنقذت حياته لتعيش معها في شقتها، بعد أن عرفت أنها تعيش في فندق، وتخبرها “بيتي” عن حبها ل”ديفيد”، وتبحث معها الفتاة “روزي” عن “ديفيد”. ثم تعرف أنه شخصية في مسلسل شهير وتغضب على “بيتي” التي لا تفهم شيء، لأنها منغمسة داخل عالمها الخيال.

مقابلة عالم الأحلام..

ثم تحصل “روزي” على تذاكر لحضور حفل يحضر فيه “ديفيد” ونجوم المسلسل الشهير، وتأخذ معها “بيتي”، فقط لترى رد فعل النجم الشهير عندما تحاول “بيتي” التقرب منه. متوقعة أن تتعرض لإحراج شديد.

وبالفعل تذهب “بيتي” إليه وتخاطبه باسم “ديفيد” وتظهر حبها له، ويندهش من استغراقها في التمثيل ظنا منه أنها تمثل، وكذلك طاقم المسلسل، ثم تثير انتباه الممثل الشهير “جورج” فيعود مرة أخرى ليعرف ما قصة تلك الفتاة والتي تتعامل بحماس شديد مع شخصيته في المسلسل، ظنا منه أنها تبحث عن دور داخل المسلسل، وعلى مدار ثلاثة أيام يقابلها ويتحدث معها. بعد إحساسه أنها جذابة ورقيقة يقنع منتجة العمل وكاتبته في نفس الوقت أن تعطي لها دورا صغيرا.

الخروج من عالم الأحلام..

وبالفعل يأخذها “جورج” إلى الأستوديو لتقول  بعض الجمل، لكنها تتفاجيء حين تشاهد مكان لتصوير المسلسل، وتبدأ في فهم ما يحدث وفقدان عالمها الساحر الذي تعيش فيه، لتفيق وتجد نفسها أمام ممثلها الشهير، وتخرج محرجة خاصة أنه بدأ يصرخ في وجهها موجها لها والشتائم و الاتهامات بأنها مجنونة، أو إحدى المهووسات بالممثلين الشهيرين.

ملاحقة..

على جانب آخر يتابع المجرمان الملونان ملاحقة “بيتي” لأنهما عرفا أنها كانت موجودة في المنزل وقت قتلهما لزوجها، وأنها رأت كل شيء، كما أنها هربت بسيارة يشكون أنها تحمل معها البضاعة التي سرقها زوجها، فيذهبان إلى كل شخص تعرفه لمعرفة أين ذهبت. وإثناء زيارتهما لمنزل جدها وجدتها يسرق المجرم المسن دفتر يوميات “بيتي”، وأثناء ملاحقته لها بالسيارة يبدأ في قراءة هذه اليوميات، ويشعر بأنها شخصية جميلة وساحرة وبريئة، ويبدأ في الشعور بالانجذاب نحوها رغم سخط المجرم الشاب المداوم عليه وعلى طريقته في التعامل بهدوء. ويكتشفان أنها تلاحق ممثل شهير مفتونة به من مسلسل شهير ويذهبان لملاقتها.

العالم الحقيقي..

ونعود ل”بيتي” التي تعود إلى العالم الحقيقي، وتتذكر أن زوجها قتل بطريقة بشعة، فتهذب إلى لملمة أشياءها لتعود إلى “كنساس” وسط دهشة “روزي”، ثم يأتي المجرمان إلى منزل “روزي”، ويقيد المجرم الشاب “روزي”، بينما ينشغل المجرم المسن بالتقرب من “بيتي” ومشاهدتها بافتتان، ثم يأتي محقق الشرطة والصحفي من بلدة “بيتي” لكي يحذراها من أن هناك مجرمين يتبعانها، يقيدهما المرجم الشاب، ويظل المجرم المسن مهتم بالتحدث مع “بيتي” والتعبير عن انجذابه نحوها، وأنه وجد تشابهات كثيرة بينه بينها، وهي مندهشة من طريقة تعامله معها.

ثم يتهور محقق الشرطة ويطلق النار على المجرم الشاب الذي يبدي تغطرسا منذ البداية، وينادي الشاب على والده لنكتشف أنه هو ابن المجرم المسن الذي تحمل غضبه وعجرفته طوال الوقت، لكن رد فعل المجرم المسن يكون هادئا أيضا حين يقتل ابنه، ويظل يحمل نظره الافتتان على وجهه نحو “بيتي”، التي تحمل المسدس الذي سقط منه وتهدده به.

الاعتماد على النفس..

لكنه ينصحها بألا تعتمد على رجل، وأنها تستطيع العيش بمفردها، ويأخذ المسدس ويرحل، لكن تفاجئه الشرطة وتقبض عليه، وحينها تنتشر الأخبار حول “بيتي” المفتونة بالمسلسل الشهير وبطله، وأنها نجت من مجرمين بعد مقتل زوجها. فتشعر منتجة المسلسل أن وجود “بيتي” داخل المسلسل سوف يعطي شهرة أكثر نتيجة شهرتها الحديثة، وتضغط على “جورج”  ليذهب إليها ليحادثها في الأمر، ويرفض “جورج” لكنه مع الضغط يذهب إلى “بيتي” ويعتذر منها، وتعمل معه في المسلسل.

ثم تستخدم الأموال التي حصلت عليها في تكملة دراستها في مجال التمريض، وتزور أوروبا في عطلة وينتهي الفيلم على شعورها بالرضى.

الإخراج جيد، وجاء أداء الممثلين بارعا، لكن شخصية المجرم المسن لم تكن مقنعة لأنها كانت أقرب إلى الخيال، فكيف بمجرم يعمل في مجال تجارة المخدرات وملاحقة المجرمين الذي يخالفون القواعد وتأديبهم، يكون بهذا الهدوء وبهذا الكم من الإحساس، حتى أنه ينجذب نحو “بيتي” ويشعر بالافتتان نحوها، كما أن لديه أفكاره المميزة حول السكان الأصليون وظلم الأمريكان لهم حين أبادوهم، كما أن مقتل ابنه لم يجعله غاضبا أو يفقد السيطرة على هدوءه الشديد.

عجرفة المشاهير..

قدم الفيلم ببراعة ممثلين المسلسلات الذين يبالغون في أدائهم في المسلسلات الشهيرة، والذين يفتنون عدد كبير من المشاهدين، وكيف أنهم لا يكونوا ودودين أو طيبين بل ربما يكونوا أنانيين متغطرسين مثل “جورج” والمنتجة التي لم تكن تسعى إلا لعمل أرباح مادية وشهرة أكبر لمسلسلها، وهذا هو حال العمل في مجال التمثيل في أمريكا في معظمه.

كما قدمت شخصية بعيدة عن التكلف وعن حسابات المصالح، تريد أن تعيش في بساطة وهدوء وهي “بيتي”، والتي جعلتها شخصيتها تلك تجتاز حواجز كثيرة دون أن تتعمد ذلك. كما تناول الفيلم فكرة اعتماد المرأة على الرجل في حياتها، وحلمها بقصة الحب الكبيرة التي تجعل لحياتها معنى وتعطيها هي نفسها معنى، لكن يدحضها المجرم المسن الذي يخبر “بيتي” أنها لم تعد في فترة الأربعينات، وأنها تستطيع أن تعيش بمفردها دون الاعتماد على رجل، في إشارة إلى استطاعة المرأة الأمريكية أن تشق طريقها بنفسها دون حاجة إلى عون رجل، وقد عملت “بيتي” بتلك النصحية ووجدت الرضى في تحقيق حلمها بنفسها.

الفيلم..

إخراج “نيل لابوت”، كتب بواسطة “جون سي ريتشاردز، جيمس فلامبرج”، من إنتاج “ستيف جولين، جيل موتروكس”، بطولة “مورغان فريمان، رينيه زيلويغر، كريس روك، جريج كينير، آرون إيكهارت، كريسبين جلوفر، بروت تايلور فينس”. الإصدار11 مايو 2000 (كان) 8 سبتمبر 2000، ميزانية    25 مليون دولار.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي عام 2000 . حاز الفيلم على جائزة مهرجان كان السينمائي لأفضل سيناريو. عن أدائها، فازت “زيلويغر” بجائزة “جولدن جلوب” لأفضل ممثلة. حقق الفيلم أيضًا نجاحًا تجاريًا.

تلقى فيلم “الممرضة بيتي” تقييمات إيجابية للغاية من النقاد وحصل على تصنيف 83 ٪ على Rotten Tomatoes بناءً على 131 تقييمًا بمتوسط ​​تقييم 7.2 / 10. ينص الإجماع على “غريب بالمعنى الأفضل للكلمة، تجد الممرضة بيتي المخرج نيل لابي الذي يحاكي طاقمًا موهوبًا في خدمة سيناريو خيالي حاد.” في ميتاكريتيك، حصل الفيلم على متوسط ​​مرجح من الدرجة 69 من 100، بناءً على 34 نقادًا، مما يشير إلى “المراجعات الإيجابية بشكل عام”.

منح “روجر إيبرت” الفيلم ثلاث نجوم من أصل أربعة، مشيدًا بعمقه لكنه أشار إلى غموضه العاطفي قائلا: “الممرضة بيتي هي واحدة من تلك الأفلام التي لا تعرف فيها ما إذا كنت تضحك أو تتأرجح ، وتجد نفسك تقوم بالأمرين معًا”.

الجوائز..

جوائز الكوميديا ​​الأمريكية:

أطرف ممثلة في فيلم سينمائي (رينيه زيلويغر)

جوائز بلاك ريل:

أفضل ممثل (مورغان فريمان)

أفضل ممثل مساعد (كريس روك)

جوائز الفيلم البريطاني المستقل:

أفضل فيلم أجنبي – لغة انجليزية.

مهرجان كان السينمائي:

أفضل سيناريو (جيمس فلامبرج وجون سي ريتشاردز)

جوائز إدغار آلان بو:

أفضل صورة متحركة

جوائز جولدن جلوب:

أفضل ممثلة – فيلم موسيقي أو كوميدي (رينيه زيلويغر)

جوائز الصورة:

الممثل الداعم المتميز في صورة متحركة (مورغان فريمان)

نقاد فيلم لندن:

ممثلة العام (رينيه زيلويغر)

جوائز الأقمار الصناعية:

أفضل ممثلة – فيلم موسيقي أو كوميدي (رينيه زيلويغر)

أفضل صورة – الموسيقية أو الكوميديا

أفضل ممثل مساعد – موسيقي أو كوميدي مورغان فريمان