فيلم No voy a pedirle a nadie que me crea.. جاذبية الحكي رغم الخطر

فيلم No voy a pedirle a nadie que me crea.. جاذبية الحكي رغم الخطر

خاص: إعداد- سماح عادل

فيلم No voy a pedirle a nadie que me crea  فيلم درامي مميز، يحكي عن قصة تبدو غريبة بعض الشيء وتنتهي نهاية مأساوية للبطل، لكن رغم ذلك أجواء الفيلم تتعامل مع مأساوية تلك القصة بحياد شديد.

الحكاية..

يسافر “خوان بابلو” مع حبيبته “فالنتينا” إلى “برشلونة” لدراسة الدكتوراه في الأدب، ولكنه يتورط في شبكة إجرامية قبيل مغادرته “المكسيك”، حيث يتورط ابن عم له مع تلك العصابة، ويهاتفه ليطلب منه مقابلته، ورغم محاولة “خوان بابلو” التنصل من ابن العم ذاك، إلا أنه تتم مهاجمته أثناء تجوله في إحدي المكتبات، ويختطف ليجد نفسه محتجزا لدي أناس لا يعرف عنهم شيئا، ويجد ابن عمه مقيدا إلي كرسي يتوسل إليهم أن يطلقوا سراحه.

مفاجأة..

من دون سابق إنذار يتم قتل ابن العم أمام “خوان بابلو”  بطلقة في الرأس، يقف  “خوان بابلو” مذهولا من هول المفاجأة ثم يعطيه أحدهم هاتفا ليجد رئيس العصابة الذي يطلب منه طاعتهم العمياء وإلا لقي مصير ابن عمه.

وتبدأ معاناة “خوان بابلو” الذي يخاف علي حبيبته فيطلب منها ألا تصاحبه في رحلته العلمية، لكن العصابة تعرف ذلك وتعرف أنه سافر بمفرده فتصل إليه حتى داخل الطائرة التي يسافر إليها، وتطلب منه إعادة حبيبته مرة أخري والسفر معها.

أوامر..

ثم تبدأ العصابة في إملاء طلبات عليه لا يفهمها مثل أن يغير موضوع رسالة الدكتوراة التي سيدرسها، وأن يبحث عن فتاة تدرس عن النسوية، وأن يحاول مصاحبتها والتقرب إليها بل وممارسة الحميمية معها.

ينصاع “خوان بابلو” إلي أوامر رئيس العصابة، خاصة أن هناك رجل صيني ضخم يطارده في كل مكان ويلاحقه كظله، فهو في كل الأحوال مجبر علي الانصياع.

ويسير الفيلم علي خطين، الخط الأول “خوان بابلو” إلي يبحث عن الفتاة ويحاول لفت انتباهها ومصادقتها، وحبيبته “فالنتينا” التي تشعر بتغيير كبير في معاملة “خوان بابلو” لها وجفاء كبير وعزوف من جانبه، مع فكرة أنها غريبة عن المدينة ولا تعرف فيها أحدا وأنهما يسكنان في غرفة في شقة رجل متزوج ولديه ابنة.

تجول..

تتجول “فالنتينا” في برشلونه وتتعرف علي رجل يعيش في الشارع وتنشأ ينهما صداقة وتشكو له من جفاء “خوان بابلو”، ثم تتطور الأمور خاصة عندما يدعوها “خوان بابلو” إلي حفلة معه وتجده برفقة تلك الفتاة وتنشأ علاقة حميمية بين ثلاثتهم. عندها لا تطيق “فالنتينا” الأمر وتهجر “خوان بابلو” وتعيش في مكان آخر، وتضطر إلي العمل لكي تسد احتياجات المعيشة، حتى أن معطفها يسرق منها فتتصل ب”خوان بابلو” لكي يعطيها معطفه. وبالفعل يترك لها معطفه ومبلغ من المال ويعرض عليها دفع تكاليف عودتها إلي بلادها لكنها ترفض الرحيل .

وعلي الجانب الآخر يقترب “خوان بابلو” من الفتاة ويظلان سويا، حتى أن عائلتها ترتاب في أمره فترسل رجلا ليراقب “خوان بابلو” شكا في كونه حبيبها الجديد.

غضب..

عندها يغضب رئيس العصابة لأنه شدد عليه في أن يحتفظ ب”فالنتينا” لكي لا يظن أهل الفتاة أنه حبيب لها،  ثم يجبر رئيسي العصابة “خوان بابلو” علي قتل الرجل الذي يراقبه ويتضح أنه عم الفتاة.

كما يتضح أن والد الفتاة سياسي كبير وأنه متورط مع تلك العصابة في أمور تجارية، ويحاولون الضغط عليه من خلال ابنته، ثم تسوء الأمور ويشعر “خوان بابلو” بالخطر أكثر، خاصة مع اضطراره لقتل رجل ما ومع كل ذلك يكتب “خوان بابلو” ما يحدث له في صورة رواية غرائبية وتنتابه الأحلام الغريبة.

كشف..

ثم تذهب “فالنتينا” لمقابلة “خوان بابلو”بعد أن شعرت بإن الحياة صعبة في برشلونة وتقرر الرحيل، فتكتشف الأمر حين تري بالخطأ حاسوب “خوان بابلو” وتري مقطع فيديو لقتل ابن عمه.

تتصل به لتعرف منه الأمر لكنه يطمئنها ويخبرها أنه آت، ويهرب من مطاردة الرجل الصيني لكن يصل إليه. ويفكر “خوان بابلو” في عمل وقيعة في صفوف العصابة لكي ينجو منهم، لكن محاولته تفشل ويتم قتله بدماء باردة، وتشك “فالنتينا” في اختفاءه وتقدم ما كتبه “خوان بابلو” لشرطية كانت قد قابلتها وتعرفت عليها.

تقرأ الشرطية ما كتبه “خوان بابلو” غير مصدقة وتختفي “فالنتينا” بصحبة طفلة كانت تعمل جليسة لها.

مقاومة..

عندها تحاول الشرطية التحيقق في الأمر لكن تخسر وظيفتها مما يوحي بنفوذ العصابة الكبير، وتذهب أم “خوان بابلو” إلي برشلونة لتبحث عن ابنها وتقابلها الشرطية وتخبرها بالأمر، لكن الأم لا تصدق وينتهي الفيلم علي ذلك.

الفيلم يوضح مدي نفوذ تلك العصابات التي أصبحت تتاجر في كل شيء بمساعدة ونفوذ السياسيين، لكن ما يقدمه الفيلم فكرة الإلهام التي أعطته الأحداث الخطرة ل”خوان بابلو” حتى أنه ألف رواية عن ما يجري له رغم خطورته ومأساويته.

أداء الممثلين كان غرائبيا وكأن الأمر لا يعنيهم حتى نهاية الفيلم جاءت غرابية، حيث لم يهتم أحد بمحاولة تحقيق العدالة والقصاص لموت كل هؤلاء الشباب، وكأن تلك الغرائبية تؤكد علي نفوذ تلك العصابات وقوتها وأن الشر ربما ينتصر في النهاية.

الفيلم..

هو فيلم إثارة كوميدي أسود لعام 2023 من إخراج فرناندو فرياس دي لا بارا  استنادًا إلى رواية “خوان بابلو فيلالوبوس” والتي يقوم ببطولتها “داريو يزبك” .

إنتاج مشترك مكسيكي إسباني، تم إنتاج الفيلم بواسطة Zeta Studios وExile Content. تم تصويره في المقام الأول في برشلونة .

عُض الفيلم لأول مرة في مهرجان موريليا السينمائي الدولي الحادي والعشرين في 22 أكتوبر 2023. كما وصل إلى المسابقة الدولية لمهرجان مار ديل بلاتا السينمائي الدولي الثامن والثلاثين . أتيح على Netflix في 22 نوفمبر 2023.

الإفراط..

في مقالة كتبها “دير. فرناندو فرياس” عن الفيلم : “بغض النظر عن نوع الكاتب الذي أنت عليه – روايات، سيناريوهات، شاعر غنائي، أكاديمي، أو ناقد، فإن عجزك عن إيجاد مصدر إلهام للكتابة يعد من أكبر العقبات التي يجب تجاوزها. في كثير من الأحيان، يكمن الحل في الكتابة عن التجارب الشخصية، وهو ما ينجح عادة – إلا إذا مررت بتجربة صادمة يصعب تصديقها.

إذا كان هناك خطأ واحد في السينما، فهو جعل فكرة مثيرة للاهتمام ناجحة، فالإفراط في استخدامها عادة ما يضر بالمنتج النهائي. فيلم “لا أتوقع أن يصدقني أحد” مثال واضح، مع أنني لست في وضع يسمح لي بإلقاء اللوم على المخرج فرناندو فرياس وحده، فهذا الفيلم مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب المكسيكي خوان بابلو فيلالوبوس.

هنا، يمثل عدم قراءة الرواية عائقا بسيطًا، إذ يصعب تحديد مدى ترابط أحداثها، كونها رواية داخل رواية. يضفي اسم الشخصية الرئيسية والمؤلف نفسه إثارة على مستوى الصدق، وهو ما يشير إليه العنوان بوضوح، وهو أمر يصعب تصديقه. في النص الأصلي، يدفع هذا القارئ إلى التساؤل عن كل ما يقرأه، مع إبقاء عينه مفتوحة على احتمال ألا يكون فيلالوبوس يُحكى له قصة”.

ويكمل: “لكن على الشاشة، يغيب هذا المفهوم، ليس فقط لدى الجمهور الذي قرأ الكتاب، بل لدى من لم يقرأه ولن يكون على دراية به أصلًا. ثم هناك المشاكل المعتادة التي تُصيب الأفلام المُقتبسة من كتب إلى شاشات، وهي معرفة ما يجب الاحتفاظ به وما يجب حذفه؛ حتى دون قراءة الكتاب، يبدو أن فرياس كان مترددا في حذف الكثير، بالنظر إلى اللحظات الطويلة قليلة الأهمية التي تطيل مدة العرض التي تقترب من الساعتين.

جودة الإنتاج مقبولة، مع بعض التأطير الفريد وتركيب اللقطات، بالإضافة إلى لمسات فنية تعكس جنون الموقف التجريدي، ويبدو طاقم الممثلين متناغما مع المادة تماما مثل فرياس.

هناك الكثير مما يُثير الإعجاب في رواية ” لا أتوقع أن يُصدقني أحد” إذا استطعتَ استيعاب الإيقاع المختلف الذي تُرسيه فرياس، مع أنها لا تزال مربكة ومربكة في مُعظمها رغم فكرتها الجذّابة. لكن لا تصدق كلامي فحسب”…

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة