خاص كتبت- سماح عادل
فيلم memory فيلم درامي أمريكي يحكي عن تأثير انتهاك براءة الأطفال من قبل ذويهم والذين يقومون علي رعايتهم وكيف أن هذا الانتهاك قد يدمر حياة كاملة للأشخاص الذين تعرضوا لهذا الانتهاك.
الحكاية..
يبدأ الفيلم بمجموعة دعم لمدمنين علي الكحول، ويشيدوا ب”سيلفيا” البطلة التي استطاعت أن تتخلي عن الكحول لسنوات وكل يقدم لها كلمات الشكر والكلام المشجع” و”سيلفيا” تصطحب ابنتها معها في ذلك اللقاء، ثم تعود إلي منزلها ونلاحظ أنه في منطقة فقيرة، ثم تزور”سيلفيا” أختها “اوليفيا” بصحبة ابنتها في اليوم التالي، و”اوليفيا” لديها ثلاثة من الأبناء، ونلاحظ حذر “سيلفيا” في التعامل مع أختها وأولادها وحرصها الشديد علي ابنتها، تعطيها أختها أموالا كقرض وتقول لها أنها تخصها هي ولا تخص زوجها وعليها ألا تستعجل في ردها.
ثم تذهب “سيلفيا” على مضض إلى حفل لم شمل مدرسي ثانوي مع أختها الصغرى “أوليفيا”. وتشعر “سيلفيا” بالانزعاج من رجل يجلس بجانبها ويبتسم لها في ود. وتغادر الحفل ويتبعها الرجل الي محطة المترو ويمشي وراءها في الشارع ثم إلى منزلها، وينتظرها بالخارج تحت المطر طوال الليل.
سول..
في الصباح، تجده “سيلفيا” نائما في الخارج، مبللا، وبالكاد يستجيب. تكتشف أن اسمه “سول” وتتصل بأخيه “إيزاك” لأخذه. يطلب منها “ايزاك” الحضور فتذهب إلي منزلهما “سول وإيزاك”، يعتذران لها وتفهم أن “سول” يعاني من الزهايمر المبكر، مما يتسبب في إصابته بالارتباك والحيرة، ويعيق قدرته على التذكر أو تكوين الذكريات.
تذهب “سيلفيا” إلى حديقة بصحبة “سول” وتسأله عن سبب تعقبه لها. يقول إنه لا يعرف ولا يتذكر مقابلتها من قبل، مما يزعجها. تخبر “سيلفيا” “سول” أنه في المدرسة الثانوية قام شاب في المدرسة بجعلها تشرب الخمر والاعتداء عليها جنسيا. وتتهم “سيلفيا” “سول” بمشاركة ذلك الشاب في الاعتداء عليها لكنه يصر على أنه لا يتذكر ذلك. تقوم “سيلفيا” غاضبة، وتسرق قلادته التي تحتوي على معلومات جهة الاتصال في حالات الطوارئ، وتتخلى عنه، وتتركه في الحديقة وحيدا ثم بعد قليل تغير رأيها، وتعيد القلادة، وتساعده في العودة إلى المنزل. بعد أن تتصل بأخيه “ايزاك”.
انجذاب..
تعرض “سارة”، ابنة “إيزاك”، على “سيلفيا” وظيفة لرعاية “سول” أثناء النهار. تقبل “سيلفيا” بعد أن تخبرها أختها “أوليفيا” أن “سول” انضم إلى مدرستهما بعد انتقال “سيلفيا”، مما يعني أنه لم يعتدي عليها.
تقضي “سيلفيا” وقتا في رعاية “سول” وتنشأ بينهما علاقة صداقة. تتعرف “سيلفيا” على زوجة “سول” المتوفاة، من خلال صورتها،وهي امرأة ذات شعر أحمر مثلها، ويتعرف هو على ابنة “سيلفيا” المراهقة “آنا”. في أحد الأيام، تنام “سيلفيا” و”سول” على أريكة محتضنين بعضهما البعض وتراهما “سارة”. تشعر “سيلفيا” بعدم الارتياح بسبب ذلك الموقف، فتتوقف عن العمل في رعاية “سول”. يغادر “سول” المنزل بمفرده للبحث عنها ويذهب إليها في العمل ويقبلها، يبدآن علاقة رومانسية، مما يزعج أخيه “إيزاك”.
أم قاسية..
تتعرف “آنا” ابنة “سليفيا” سراً على والدة “سيلفيا وأوليفيا”، وتدعي “سامانثا،” حيث كانت “سيلفيا” تصر دائما على عدم الاتصال بها أبدا. تخبرها الجدة بإن أمها كانت تحتسي الشراب وهي في مثل عمرها وأنها كانت تختلق الأكاذيب.
يقضي “سول” يوما في منزل “سيلفيا” بعد أن كانت تحرص علي عدم زيارة أحد لمنزلها وتقفل أبواب المنزل بقفل محكم، تذهب “آنا” لقضاء يومين عند خالتها لأنها لا تعرف رفيق أمها الجديد وتستغرب الوضع.
في منزل “أوليفيا”، تواجه “سامانثا””سيلفيا” أمام “سول وآنا”. توبخها والدتها لمواعدتها رجلا يعاني من مشاكل في الصحة العقلية وتريد إبعاد “آنا” عنها. بعد أن اتهمت “سيلفيا” بالكذب بشأن الاعتداء عليها في المدرسة الثانوية، تغضب “سيلفيا” وتتحدث عن تعرضها للاعتداء الجنسي من قبل والدها الراحل قبل ذلك، ورفض “سامانثا” تصديقها هو ما دفعها إلى الابتعاد وأثر علي مجمل حياتها. تعترف “أوليفيا” بأنها تتذكر أن والدها أخذ “سيلفيا” إلى غرفته عدة مرات عندما كانتا طفلتين. وأنها أخبرت أمها “سامانثا” في ذلك الوقت عن ذلك الأمر، وأنها اتهمتها بالكذب أيضا وصفعتها.
انهيار..
بعد تلك المواجهة مع الأم أمام ابنتها تصاب “سيلفيا” بالانهيار النفسي، وتعزل نفسها في المنزل بينما يعتني بها “سول”. تحاول “أوليفيا” مقابلة “سيلفيا”، لكن “آنا” ترفض إدخالها المنزل وتسألها لماذا لم تؤكد أبدا تعرض “سيلفيا” لإساءة من قبل والدها حتى الآن. تقول “أوليفيا” إنها كانت مجرد طفلة ولم تكن متأكدة أبدا من قدرتها على الوثوق بما رأته.
عودة..
تعود “سيلفيا” إلى روتينها اليومي بمساعدة “سول”. في إحدى الليالي، يعود “سول” من الحمام لكنه يرتبك بشأن أي باب غرفة نوم هو ل”سيلفيا” وأيها ل”آنا”، لذلك يقرر الجلوس في الرواق. في اليوم التالي، بينما كان بمفرده، يسقط “سول” من شرفة “سيلفيا” ويتم نقله إلى المستشفى. تحاول “سيلفيا” زيارة “سول” لكن أخيه يمنعها.
تحاول “سيلفيا” الاتصال ب”سول” عدة مرات وتترك رسائل لا يرد عليها. تزور “آنا” منزل “سول” وترى أنه لديه ممرض بدوام كامل. لم يتمكن من الاتصال ب”سيلفيا” لأن “إيزاك” صادر هاتفه ومنعه من مغادرة المنزل. تقنع “آنا” “سول” بالتسلل معها وتقوده إلى “سيلفيا” التي تعانقه. وينتهي الفيلم علي ذلك.
الإخراج واختيار الأماكن والديكورات جيد، وارتدي الممثلين ملابس مناسبة تماما للشخصيات، وجاءت الإضاءة باهتة لتتناسب مع جو الفيلم، كما ساد الفيلم إيقاع هادئ، وصورت البطلة والبطل ملامح الشخصيات ببراعة.
الحب شفاء..
علي مستوي السيناريو قدم الفيلم معالجة متوسطة لفكرة انتهاك براءة طفلة مما يؤثر علي باقي حياتها، فقد ركز علي أداء امرأة في منتصف العمر قد تكون أربعينية أنهكتها الحياة، فقد تعرضت للاعتداء الجنسي منذ طفولتها المبكرة وعدم تصديق أمها مما جعلها ضحية، وأصبحت فيما بعد ضحية لأحد الشبان في مدرستها نتيجة حدوث خلل نفسي كبير عليها وفقدانها للدعم ممن يرعونها وهم أقرب الناس إليها.
لكنها مع ذلك غيرت من مصيرها المأساوي وامتنعت عن إدمان الكحول واستطاعت رعاية طفلة وحدها وكانت مثالا للأم الحنون المراعية لطفلتها، كما وجدت رجلا يحبها ويتمني أن يكون بجوارها، ولا يخفي علي المشاهد تفاصيل “سيلفيا التي أصبحت تعاني من الخوف الشديد من التعامل مع الناس.
كما قدم الفيلم قصة حب عذبة ما بين “سول” الذي يعاني هو أيضا من مرض عقلي يذهب بكل ماضيه ويجعله مثل طفل وبين “سليفيا” التي تعاني أزمات نفسية وتعقيدات، ورغم رفض المحيطين لتلك العلاقة إلا أنها علاقة عذبة ولطيفة تمثل ما يحتاجه الاثنان، مما يعطينا فكرة عن دور الحب في إصلاح تمزقات الروح والنفس التي أنكهتها تصاريف الزمن والحياة.
الفيلم..
هو فيلم درامي أمريكي صدر عام 2023 بطولة “جيسيكا شاستين” بدور “سيلفيا”، و”بيتر سارسجارد” بدور “سول”. الفيلم من تأليف وإخراج “ميشيل فرانكو” . يشارك في بطولته “ميريت ويفر وبروك تيمبر وإلسي فيشر وجوش تشارلز وجيسيكا هاربر” . الفيلم إنتاج مكسيكي أمريكي.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي الثمانين في 8 سبتمبر 2023. عُرض لأول مرة في أمريكا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي 2023 في 10 سبتمبر 2023. في أكتوبر 2023، حصلت شركة كيتشب إنترتينمنت على حقوق توزيع الفيلم. كان من المقرر عرض الفيلم في دور العرض السينمائية بشكل محدود في الولايات المتحدة في 22 ديسمبر 2023، قبل عرضه على نطاق واسع في 5 يناير 2024. تم إصدار الفيلم في المملكة المتحدة في 23 فبراير 2024.
تم اختيار الفيلم للتنافس على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي الثمانين. فاز “سارسجارد” بكأس فولبي لأفضل ممثل عن أدائه.
نقد..
أخذ الفيلم على موقع تجميع المراجعات Rotten Tomatoes ، 85% من 111 مراجعة نقاد إيجابية، بمتوسط تقييم 7/10. يقرأ إجماع الموقع: ” يعتبر فيلم Memory اتحادا قويا ومثيرا بين المخرج والممثلين، حيث يجد الكاتب والمخرج ميشيل فرانكو موضوعات معقدة وناضجة تم تجسيدها ببراعة من قبل النجوم جيسيكا شاستين وبيتر سارسجارد.” منح موقع Metacritic ، الذي يستخدم متوسطًا مرجحا الفيلم درجة 71 من أصل 100، بناء على 31 ناقدا، مما يشير إلى مراجعات “إيجابية بشكل عام”.