6 مارس، 2024 9:17 م
Search
Close this search box.

  فيلم me before you.. الحب يمنح الثقة والأمان

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم me before you هو فيلم رومانسي، مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم، وتدور أحداثه في بريطانيا، يحكي عن قصة حب لا تتحقق بين شاب غني لكنه مصاب بشلل يمنعه من الحركة، وبين فتاة فقيرة بسيطة.

البداية..

يبدأ الفيلم بالشاب “ويل تراينور” وهو في كامل صحته، يخرج من منزل حيببته الشقراء ليلحق بعمله في يوم ماطر في وقت مبكر من الصباح، لكن حظه العاثر يجعله يتعرض لحادث، يصطدم بدراجة ويتسبب له الاصطدام بإصابة في النخاع الشوكي مما يفقده القدرة على الحركة، ثم نتعرف على البطلة “لويزا” وهي نادلة في أحد الكافيهات لكنها تفقد عملها لأن الكافية سيتم إغلاقه، وتضطر إلى البحث عن عمل لأن أسرتها فقيرة وأبوها فقد عمله أيضا، وهي تعيش مع أسرتها جدها وأمها وأبوها وأختها الأكبر منها، والتي حملت وهي في المدرسة الثانوية وأنجبت طفلا خارج إطار الزواج.

لابد ل”لويزا” أن تعمل لتساعد أسرتها، يخبرها مكتب التوظيف أن هناك وظيفة متاحة عند عائلة غنية، عائلة “تراينور” الشهيرة والتي تمتلك القلعة الشهيرة التي تسكن “لويزا” قريبا منها، بعد أن فشلت “لويزا” في عدة وظائف، تذهب لكي تكون جليسة لرجل يعاني من الشلل الرباعي، وتفاجئ بأن الراتب كبير ويكفي حاجتها، لكن من تعمل لديه شاب متعجرف ومتكبر.

وتفكر بعد مرور عشرة أيام من العمل أن تتركه لأنها لا تحتمل معاملة “ويل” السيئة، لكن أختها تخبرها إنها ستلتحق بالجامعة لكي تحاول تعويض ما فاتها، وأنها هي الوحيدة التي لابد أن تعمل لتساعد عائلتها مما جعلها تتشبث بعملها كجليسة ل”ويل”.

يتعرف عليها..

وبعد مواجهة مع “ويل” تخبره إنها تستمر فقط في عملها معه لأنها بحاجة إلى المال، تبدأ معاملة “ويل” تختلف معها، ويبدأ يتعرف عليها، فتاة بسيطة تعيش حياة بسيطة ربما بسبب فقرها، ويتمتع بأنه يعرفها على الأشياء، على الأفلام الأجنبية المترجمة ويتأملها وهي تكتشف الأشياء التي يعرفها عليها، ثم تبدأ نوع من الصداقة بينهما، يندهش هو من ملابسها الغريبة التي تتعدد الألوان فيها، وارتدائها لأشياء طفولية، وبلوغها 26 عاما دون أن تختبر تجارب في الحياة، فهي تعمل وتبقى مع أسرتها، ولها صديق لكنها تختلف عنه في الميول، ويشعر “ويل” تدريجيا أنه مسئول بشكل ما عن “لويزا” وعن إمتاعها وتعريفها على الحياة الحقيقية التي هي محرومة منها.

عفوية..

ومن جانبها تصر هي على أن تخرجه من عزلته، وتلح عليه في أن تصطحبه للخارج، ويبدأ الأمر بسباق للخيل، لكنه لا يستمتع بالخروج لأنه يكره التواجد بين الناس وأن يروه ويرى نظرات الشفقة في عيونهم، ويكره أن يطعمه أحد أمام الناس، لكن طفولية “لويزا” تعجبه وسذاجتها، وعفويتها، وقد اختار المخرج ممثلة رائعة للقيام بهذا الدور حيث تقوم “ايملي كلارك” بالدور ببراعة بتعبيرات وجهها التي قد تبدو للوهلة الأولى مبالغ فيها، لكنها تعبيرات طفولية تظهر مدى عفوية شخصية “لويزا” ومدى طفوليتها، والتي تجذب “ويل” وتشعره أنه مسئول عنها.

وحين تطلب منه اصطحابها إلى رحلة موسيقية يقرر لها أن تكون حفلة ل”موتزارت”، ويذهبان سويا بعد أن ترتدي فستانا أحمرا ساحرا، ورغم خجلها وارتدائها وشاحا يداري صدرها المكشوف يأمرها بأن تخلع الوشاح، ويستمتع بصحبة فتاة جميلة وترتدي فستانا ساحرا، ويظل يتأمل انفعالات وجهها الواضحة جدا أثناء استماعها لموسيقى “موتزارت”، وهي المرة الأولى بالنسبة لها واكتشفاها عذوبة تلك الموسيقى، وحين يذهبان للقلعة التي يقطن فيها يرفض الدخول سريعا، راغبا في أن يستمتع بلحظات أخرى بكونه شاب اصطحب فتاة إلى حفل موسيقى وترتدي فستانا أحمر.

إنهاء حياته..

وتعرف “لويزا” أن “ويل” قرر إنهاء حياته وأنه حدد اليوم والذي سيحل قريبا، وتطلب منها والدته محاولة تغيير قراره، فتحاول بجد إخراجه من عزلته وابتكار أماكن للخروج، ويصطحبها هو إلى حفل زواج صديقته القديمة من صديقه المقرب، وتشرب “لويزا” كثيرا ويجعلها الشراب تعترف بإعجابها ب”ويل”، والذي بدأ يتطور مع اقترابها منه، ويعترف هو أيضا بأنها تعجبه وأنها هي من تجعله يريد أن يعيش، ويذهبان إلى غرفة في فندق، ولا يبين الفيلم ماحدث بينهما لكن يمكن استنتاج أنهما كانا يشعران بالحب بينهما.

لكن صحته ساءت بعد تلك الليلة المجهدة ل”ويل”، وتشعر “لويزا” بالندم لكنها تصر على عمل رحلة ترفيهية له ويوافق على اصطحابها، ويستمتعان بأيام قليلة من الرفاهية على الأقل بالنسبة ل”لويزا” التي لم تخرج خارج حدود المنطقة التي تعيش فيها أسرتها بسيطة الحال، لكن يعترف لها “ويل” في نهاية الرحلة أنه مصر على إنهاء حياته، وأن الموعد قد اقترب ويطلب منها أن تكون معه وقت الرحيل، لكنها تغضب وترفض وتترك العمل معه عائدة لمنزلها، وهي محملة بقدر كبير من الغضب لأنه قرر تركها بعد أن أحبته وتمنت أن تعيش معه حياة جميلة.

لكنه يخبرها أنه لن يعيش تلك الحياة التي يشعر فيها بالعجز بعد أن كانت حياته ممتلئة وزاخرة بالأحداث والنجاحات، كما أنه لن يتحمل أن يكون عاجزا أمام جمالها وعفويتها ولا يستطيع لمسها كما يحب.

وبعد أن تفيق من غضبها تقرر أن تكون معه في دقائقه الأخيرة، وتبكي على صدره وهو يطلب منها أن يرى وجهها، يبدو هو متماسكا أكثر منها وأقوى في شخصيته وحازما، وبعد موته تفاجئ أنه ترك لها جزء من أمواله لكي تتحرر من اضطرارها أن تعمل لتعول أسرتها، كما أنه قبل وفاته قد وظف والدها في وظيفة في قلعة عائلته.

ويطلب منها أن تكمل دراستها وأن تزور باريس وأن تتذكره لكن ليس كثيرا حتى لا تحزن، لكن لا ينتهي الفيلم نهاية محزنة حيث تظل “لويزا” تضحك ضحكتها الساحرة وتتذكره بامتنان. فقد منح “ويل” ل “لويزا” الثقة والأمان، وساعدها على أن تصبح قوية وتطور شخصيتها وخبرتها بالحياة، رغم قراره القاسي بألا يستمر معها، وألا يستمر حيا، وإنما اختار الموت كمهرب من عجزه.

الفيلم والرواية..

الفيلم مأخوذ عن رواية “me before you” “أنا قبلك” للكاتبة “جوجو مويس”، وقد نجحت هذه الرواية نجاحا كبيرا حيث تصدرت المبيعات في نيويورك تايم.

وهنا يطرح تساؤل هام، ما مدى دقة الفيلم حين يأخذ قصته عن رواية؟، في رأيي أن الرواية كانت أشمل وأكثر إمتاعا لأني قرأتها قبل أن أشاهد الفيلم، وأن الفيلم لن يستطع الإحاطة بكل الرواية بتفاصيلها، وبالفعل هناك تفاصيل كثيرة تغرق الرواية في شرحها وحكيها وقد تجاهلها الفيلم، مثل حكي “لويزا” لمشاعرها وكيف تتطور نحو “ويل”، لكن ميزة الفيلم أيضا أنه يعطيك وجوها للشخصيات التي شغلت خيالك، فوجه الممثلة “ايميلي كلارك” مناسب جدا لشخصية “لويزا” وانفعالاتها البريئة والعفوية، وكذلك الممثل الذي قام بدور “ويل” كان وسيما وله انفعالات جذابة، فقد أجاد الاثنان القيام بأدوارهما.

كما لعبت الصورة دور هام جدا، مشاهد القلعة من الداخل ومن الخارج، ومشاهد الأماكن التي ذهب إليها الاثنان، وملابس “لويزا” الممتلئة بالألوان الصاخبة، ثم تغييرها بعد أن تغيرت على يد “ويل”، لكنها لم تتخل عن تعدد الألوان في فساتينها وعن البهجة التي تحدثها بملابسها. والمشاهد الرومانسية التي جمعت الاثنان وإن كانت قليلة مقارنة بالرواية. كما تعمد الفيلم ألا يركز على الحزن بفقد “ويل” وإنما قدم بدل مشهد موته ورقة خضراء تتحول إلى ورقة ذابلة بفعل الخريف.

فيلم “me before you” ‏ تم إنتاجه في أمريكا في سنة 2016. من بطولة “إميليا كلارك وسام كلافلن وجانيت مكتير وتشارلز دانس”، المخرج: “ثي شارو”. الجوائز: جائزة “بيبول تشويس” لأفضل فيلم دراما.

 

https://w.egy.best/movie/me-before-you-2016/

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب