خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم May-December فيلم أمريكي يحكي عن موضوع شائك، عن امرأة أحبت طفل، وأغوته، وأنجبت منه، وعاشت معه سنوات عديدة بعد ذلك، ثم جاءت إحدي الممثلات لتمثل قصتها في فيلم، وتفتش عن ما فعلته تلك المرأة بعد مرور السنين.
الحكاية..
في عام ٢٠١٥، وصلت الممثلة “إليزابيث بيري” إلى سافانا، جورجيا، للبحث عن دورها القادم في فيلم مستقل. ستؤدي “إليزابيث” دور “غرايسي أثيرتون-يو”، التي أُلقي القبض عليها عام ١٩٩٢، وهي في السادسة والثلاثين من عمرها، وهي تغتصب “جو يو”، البالغ من العمر ١٣ عاما، وهو زميل دراسة لابنها “جورجي”، في متجر الحيوانات الأليفة الذي كانا يعملان فيه.
خلال فترة سجنها، أنجبت “غرايسي” طفل “جو”. بعد ثلاثة وعشرين عاما، كانت “غرايسي وجو” متزوجان ولديهما ثلاثة أطفال: هونور، وهي طالبة جامعية، والتوأم تشارلي وماري، اللذان على وشك التخرج من المدرسة الثانوية.
مقابلة..
تجري “إليزابيث” مقابلةً مع “غرايسي وجو” حول علاقتهما. أثناء زيارتها لمتجر الحيوانات الأليفة حيث التقى الزوجان، ترى “إليزابيث” مخزن البضائع حيث ضبط “غرايسي وجو” وهما يمارسان الجنس، وتعيد تمثيل المشهد بمفردهما. تتحدث مع “توم”، زوج “غرايسي” الأول؛ و”جورجي”، الذي أصبح الآن موسيقيا؛ ومحامي “غرايسي”.وهم ينظرون إلى “غرايسي” بطرق مختلفة، ويصفونها بالسذاجة والسلبية، لكنهم يظهرون أيضا مدى تأثير أفعالها المدمرة.
محادثة..
يتبادل “جو” محادثة نصية خاصة مع صديقة لم يذكر اسمها، تشاركه هوايته في تربية فراشات الملك . في لحظة ما، يقترح عليها قضاء إجازة معا، لكنها ترفض ذلك مذكرة إياه بأنه متزوج. في مكان إقامتها، تتحدث “إليزابيث” مع مخرج الفيلم وتقترح عليه اختيار ممثل “أكثر جاذبية” لشخصية “جو”، البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما، بعد أن تشاهد تجارب أداء للممثلين المحتملين.
شاركت “إليزابيث” في جلسة أسئلة وأجوبة في مدرسة التوأم الثانوية، وناقشت الحميمية التي يشعر بها الممثلون وأفراد الطاقم أثناء تصوير مشهد جنسي . عندما قالت “إليزابيث” إنها تستمتع بتجسيد شخصيات غامضة أخلاقيا، بدا على “ماري” ابنة “غريسي” استياء واضح.
مشاركة..
في المنزل، يتشارك “تشارلي” سيجارة حشيش مع “جو”، الذي يكشف لابنه أنه لم يجرب الحشيش من قبل. تحت تأثير المخدرات، يصاب “جو” بانهيار عصبي ويبكي بين ذراعي “تشارلي”. احتفلت العائلة، برفقة “إليزابيث”، بتخرج التوأمين في مطعم، حيث واجهوا “توم وجورجي” وبقية أفراد عائلة “غرايسي” القديمة.
انتهاك..
عرض “جورجي” على “إليزابيث” أن توفر له وظيفة مشرف موسيقى في الفيلم مقابل تفاصيل عن حياة “غرايسي” زعم أنه قرأ مذكرات “غرايسي” واكتشف أن إخوتها الأكبر اعتدوا عليها جنسيا. هدد “جورجي” أيضا بأنه إذا لم يمنح الوظيفة، فسوف يسيء إلى سمعة الفيلم أمام الصحافة عند عرضه. أوصل “جو” “إليزابيث” إلى منزلها.
دعت “إليزابيث” “جو” إلى مسكنها، حيث أعطاها رسالة كتبتها له “غرايسي” عندما كان صغيرا. أخبرت “إليزابيث” “جو” أنه ما يزال لديه الوقت لبدء حياة جديدة، وبعدها مارسا الجنس. غادر “جو” بعد أن وصفت تجاربه بأنها “قصة”، قائلةً إن هذه القصة هي “حياته”. ثم قرأت “إليزابيث” الرسالة التي أعطاها إياها جو بصوت عال، مقتبسةً تصرفات “غرايسي” وتلعثمها. واجه “جو” “غرايسي” باكيا بشأن علاقتهما، متسائلا عما إذا كان “صغيرا جدا” وقت أن تقابلا. أصرت “غرايسي” على أنه أغواها، وسألته مرارا وتكرارا: من كان المسيطر حقا؟
تخرج..
صباح التخرج، تخرج إحدى فراشات “جو” من شرنقتها . وتذهب “غرايسي ” للصيد حيث تصطاد ثعلبا. لاحقا، شاهدت العائلة بأكملها تخرج “تشارلي وماري”، بينما كان “جو” يبكي وحيدا وسط الحشد. وبينما تستعد”إليزابيث” للمغادرة، أخبرتها “غرايسي” أن “جورجي” اختلق قصة إساءة إخوتها لها.
في موقع تصوير الفيلم، صورت “إليزابيث” عدة لقطات من مشهد يظهر “غرايسي” وهي تغوي “جو” في متجر الحيوانات الأليفة. وبينما كان المخرج راضيا، طلبت تصوير لقطة أخرى، مصرة على أن المشهد “يزداد واقعية” وينتهي الفيلم علي ذلك..
رغم أن الفيلم ركز علي أراء الناس في ما فعلته “غرايسي” إلا أنه لم يهتم بتصوير وجهة نظرها في الأمر، باستثناء الجواب الذي أعطاه “جو” ل”إليزابيث” والذي يشير بوضوح إلي أن “غرايسي” كانت المتحكمة في الأمر من بدايته وأنها لديها حس عال في التسلط والتحكم في “جو”.
كما اظهر الفيلم أنها تفعل ذلك مع أبناءها أيضا، تنفذ ما تريد وتتحكم في كل الأمور والتفاصيل، كما أظهر الفيلم رجل لا حول له ولا قوة، يطيع “غرايسي” دون مناقشة كابن لها لا كزوج، وهي تعامله كأم متسلطة، وحين تشعر بإن سلطتها قد بدأت تضعف عليه تلجأ إلي البكاء وتخبره أنها تحتاجه بشدة وأنه هو من أغواها في تلك العلاقة التي يرفضها المجتمع حتى بعد 23 عاما من الزواج. تظهر “غرايسي” بمظهر المرأة الأنانية التي تريد الاستحواذ علي كل شيء وتمرير رغباتها وما تريده رغم أنف الجميع وتحصل علي ذلك بكل الطرق، إما التسلط وادعاء القوة أو إظهار الضعف.
الفيلم..
درامي نفسي أمريكي صدر عام 2023 من إخراج تود هاينز وسيناريو سامي بيرش، استنادا إلى قصة بيرش وأليكس ميكانيك . الفيلم من بطولة ناتالي بورتمان جوليان مور، تشارلز ميلتون.
أُعلن عن الفيلم في يونيو 2021، وانضمت بورتمان ومور إلى طاقم التمثيل. صور الفيلم في سافانا، جورجيا ، واستغرق تصويره 23 يوما في منتصف عام 2022، وعرض لأول مرة في الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي في 20 مايو 2023، حيث حصلت نتفليكس على حقوق توزيعه في أمريكا الشمالية.
تم إصدار فيلم May-December بشكل محدود في دور العرض في الولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2023، قبل بثه على Netflix في 1 ديسمبر 2023. وقد نال إشادة النقاد وتقديرهم، بما في ذلك أربعة ترشيحات في حفل توزيع جوائز Golden Globe الحادي والثمانين وترشيح أفضل سيناريو أصلي في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعين، وتم اختياره من قبل المعهد الأمريكي للأفلام كواحد من أفضل عشرة أفلام لعام 2023.
إنتاج..
قامت كاتبة السيناريو سامي بيرش بوضع الخطوط العريضة للسيناريو مع زوجها أليكس ميكانيك وأكملت السيناريو في يوم الذكرى عام 2019. انضمت المنتجة جيسيكا إلباوم إلى الفريق بعد قراءة السيناريو. في يونيو 2021، أُعلن عن اختيار بورتمان ومور للتمثيل في الفيلم. قامت بورتمان بتجنيد تود هاينز للإخراج. في سبتمبر 2022، انضم ميلتون إلى فريق التمثيل. في يناير 2023، أُفيد أن بايبر كوردا وإليزابيث يو وجابرييل تشونغ قد انضموا إلى فريق التمثيل.
تم التصوير الرئيسي في سافانا، جورجيا، وانتهى بعد 23 يوما في نوفمبر 2022. كان من المقرر في البداية أن يعمل إدوارد لاكمان، المتعاون مع هاينز منذ فترة طويلة، كمصور سينمائي، ولكن تم استبداله بكريستوفر بلاوفيلت بعد إصابته في الورك. تم وضع السيناريو، الذي تدور أحداثه في سافانا، في الأصل في كامدن، مين .
قال هاينز إن الفيلم مستوحى جزئيا من فيلمي إنجمار بيرجمان “بيرسونا” (1966) و”وينتر لايت” (1963). ورغم أنه ليس اقتباسا مباشرا، إلا أنه ذكر أيضا أن فضيحة ماري كاي ليتورنو “أصبحت مفيدة جدًا في الحصول على معلومات دقيقة حول البحث، وقد تعلمنا الكثير من تلك العلاقة”.
الاستجابة الحرجة..
نال فيلم “مايو/ ديسمبر” إشادة النقاد. على موقع تجميع المراجعات “روتن توميتوز “، كانت 91% من 325 مراجعة إيجابية، بمتوسط تقييم 7.8/10. وجاء إجماع الموقع على النحو التالي: “يغطي فيلم “مايو/ ديسمبر” قصته الواقعية الصعبة بغطاء من الفكاهة الساخرة، وهو فيلم مغر ومزعج.” أما موقع ميتاكريتيك، الذي يستخدم متوسطًا مرجحا، فقد منح الفيلم 86 من 100 درجة، بناء على 53 تقييما، مما يُشير إلى “إشادة عالمية”.
في مراجعته التي أعقبت العرض الأول للفيلم في مهرجان كان، وصف بيتر ديبروج من مجلة فارايتي فيلم “مايو/ ديسمبر” بأنه “فيلم آسر بلا حدود”، وأضاف: “بقدر ما هو متعدد الطبقات ومفتوح على التفسيرات بلا حدود كأي من أفلام هاينز، فهو أيضا الأكثر سخاء ومباشرة […] فإمكانية الشغف والتحول والتخريب واردة للغاية”. ووصف ديفيد إيرليتش من موقع إندي واير الفيلم بأنه “عمل صريح بشكل مفجع، يخرج الدراما الإنسانية الحقيقية من إطار الإثارة الذي تُروج له الصحف الصفراء”، وأشاد بأداء ميلتون “المتقن والمؤثر في النهاية” و”أداء مور المثير والمتوقع، والذي يجمع بين الرقة والقوة”. أما بيتر برادشو من صحيفة الغارديان، فقد وجد الفيلم “مسليا وأنيقا […]، مقدما بدقة رائعة وذكية من تود هاينز”، ووصف أداء بورتمان ومور بأنه “يحتوي على صداقة قوية”.
وصف بيلج إيبيري من مجلة Vulture فيلم “مايو/ ديسمبر” بأنه “فيلم مضحك للغاية وخفيف على النفس، ولكنه في الوقت نفسه مزعج للغاية”، وكتب أن هاينز “يستخدم زخارفَ الكوميديا لتسليط الضوء على الفجوة بين ما يحدث على الشاشة وردود أفعالنا تجاهه”، واختتم قائلا: “أحيانا، يبدو أن المخرج نفسه يبحث عن النبرة المناسبة لسرد هذه القصة. إنه لا يعرف بالضبط كيف يشعر حيال كل هذا. لذا فهو يشعر بكل شيء، ويحرص على أن نشعر به أيضا.”
أشاد سي تي جونز من مجلة رولينج ستون بأداء ميلتون، مشيرا إلى مهارته ولياقته البدنية في هذا الدور. وكتب: “إنه نبع غامض من المظالم الشخصية، واختلالات القوة، والتاريخ، وهو بيئة مثالية لأعمال بارعة من أيقونات الشاشة بورتمان ومور، والأخيرة في فيلمها الخامس مع هاينز”. “لكن بينما يتنافس الاثنان على معرفة مقدار الإحراج والفكاهة الذي يمكن للمرء أن يضيفه إلى فيلم يتناول الاعتداء الجنسي والتحرش، نجد ميلتون على هامش المشهد، يخطف الأضواء بهدوء.”
كتب كارلوس بويرو من صحيفة إل بايس أن أسلوب تود هاينز في سرد القصة “يجعلها تافهة ومتكلفة بلا معنى”.
أشار صناع الأفلام روبرت إيجرز، وكيتي جرين، وبيل هادر، ودون هيرتزفيلدت، ولوريل بارميت، وجيف رو إلى فيلم “مايو ديسمبر” باعتباره من بين أفلامهم المفضلة لعام 2023.
الإشادات..
احتل فيلم May December المرتبة العاشرة في قائمة Sight and Sound لأفضل 50 فيلما لعام 2023، من بين 363 فيلما رشحها 106 مشاركين بريطانيين ودوليين. في فرنسا، وضعته مجلة Cahiers du Cinéma في المرتبة الثانية ضمن أفضل 10 أفلام لعام 2024. لاحظ بعض النقاد إغفال ترشيحات التمثيل لبورتمان وميلتون ومور في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعين، على الرغم من ترشيحهم في جمعيات جوائز رئيسية أخرى. زعم إي جيه ديكسون من مجلة رولينج ستون أن إغفال ميلتون استمر في نمط من الأكاديمية يستبعد الممثلين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما ومن أصل آسيوي.