24 نوفمبر، 2024 2:34 ص
Search
Close this search box.

فيلم Life on the Line.. عمال شركات الكهرباء يعيشون على حافة الموت

فيلم Life on the Line.. عمال شركات الكهرباء يعيشون على حافة الموت

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Life on the Line أو “حياة على المحك” فيلم أمريكي يحكي عن عمال شركات الكهرباء، والحياة الشاقة التي يعيشونها، والمخاطر التي تؤدي إلى فقدان عدد منهم لحياتهم أثناء العمل، وما ينتج عن ذلك من تداعيات اجتماعية على أسرهم.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب”داني” وهو يودع ابنته الصغيرة “بيلي”، ويترك لها مصباحا في أحد الأيام بسبب حدوث عاصفة واستدعائه من قبل الشركة لأن العمل يحتاجه، ويطلب من ابنته ألا تخاف عندما تنقطع الأنوار وتشغل المصباح الذي أعطاه  إياه، ويحاول “داني” و”بو” أخوه حل المشكلة التي نتجت في أسلاك الكهرباء نتيجة العاصفة الشديدة، ويحاول “بو” الصعود لحل المشكلة لكن “داني” يمنعه ويخبره أنه سيقوم بفعل ذلك بنفسه، ويصاب “داني” بصعقة كهرباء قوية وهو يحاول حل المشكلة، ويموت متأثرا بالصعقة الكهربائية.

وحين تعلم زوجته بموته تذهب مسرعة إلى المستشفى ونتيجة لخوفها الشديد وجزعها تحدث لها حادثة أثناء قيادتها للسيارة لتموت هي الأخرى، وتصبح “بيلي” يتيمة وتفقد والديها في يوم واحد، ولا يتبقى لها إلا عمها “بو” الذي يقوم بدوره الممثل الشهير “جون ترافولتا”.

قبل العاصفة..

ثم يبدأ الفيلم بعرض الأسماء، وعنوان “عشرة أيام قبل العاصفة” ونجد أن سنوات طويلة مرت وأن “بيلي” أصبحت شابة، وهي توقظ عمها ليذهب إلى عمله، وحين يستيقظ يجدها تنظر من النافذة على عائلة جديدة تسكن في الجوار، وتخبره أنه يوم عيد ميلاده وتحضر له كيكة صغيرة، ويعلن لها العم “بو” أنه لا يحب أعياد الميلاد، ويسلمان على العائلة الجديدة المكونة من الزوج “يوجين” والزوجة “كارلين” وطفلين، ويتضح تهجم وجه “يوجين” الذي التحق بالعمل في الشركة لنفهم أن تلك المنطقة التي يعيشون فيها مخصصة للعمال في شركة الكهرباء حيث تمنحهم الشركة بيوتا يعيشون فيها.

يذهب “بو” للعمل ليفاجئه زملاءه بالاحتفال بعيد ميلاده مع ابنة أخيه “بيلي”، ويأمرهم بالعودة للعمل حيث أصبح رئيسا للعمال، وتذهب “بيلي” لعملها في المطعم.

تهرب..

تلاحظ “بيلي” أن “دونكان” يتجنبها وهو شاب كانت تواعده مؤخرا، وتحاول فهم سبب إهماله لها لكنه لا يجيب ويسألها عن أخبار التحاقها بالجامعة ورحيلها من المنطقة، ويعامل “بو” “دونكان” بشكل سيء ويخبره دوما أن يبتعد عن ابنة أخيه “بيلي”، و”دونكان” التحق مؤخرا بالعمل في شركة الكهرباء، وأمه تعاني من إدمان الخمر، وتقوم بدورها الممثلة الشهيرة “شارون ستون”، وهي ربته بمفردها بعد موت والده نتيجة لحادثة في عمله في شركة الكهرباء.

يتهرب “دونكان” من “بيلي”، وتحاول “كارلين” التقرب من “بيلي”، لتقضي معها بعض الأوقات شاكية من غياب زوجها “يوجين” الطويل في عمله وأنها تقضي الأيام وحيدة، وتلاحظ “بيلي” أنها تركب عربة أجرة من أمام منزلها، ويعود زوجها من العمل بشكل مفاجئ دون أن يخبرها ويفتش في هاتفها، فتغضب “كارلين” وتطلب منه ألا يتجسس عليها فيقول لها أن لديها رسائل كثيرة من أرقام لا يعرفها، فتخبره أنها تقضي الوقت بصحبة “بيلي” وأصدقاءها، ويسأل “يوجين” “بيلي” عن ذلك فتخبره بأن هذا صحيح.

هجوم..

تتقابل “بيلي” و”كارلين” في إحدى الحانات وتكتشف “كارلين” من كلام “بيلي” أنها حامل، كما تسألها “بيلي” عن العربة الأجرة لكنها لا تجيب. يهاجم “بيلي” و”كارلين” بعد خروجهما من الحانة أحد الشبان، وكان يواعد “بيلي” لكنها تركته ويحاول الاعتداء عليهما عندما تعامله “كارلين” باحتقار، فيتصادف جود “دونكان” الذي يتشاجر معه ثم يظهر “بو” الذي يبرح الشاب ضربا ويطلب من “بيلي” العودة للمنزل.

تعلن العناوين على الشاشة الأيام المتبقية على العاصفة، ونكتشف أن “يوجين” قد عاني من قبل من خيانة “كارلين” له لذا فقد أصبح يشك فيها وأصبح حزينا لدرجة أنه فكر في الانتحار.

حمل..

وتعترف “بيلي” ل”دونكان” بحملها منه فيفرح ويقرران الاحتفاظ بالطفل والعيش معا، و يخبر “دونكان” أمه بالأمر فتصرخ في وجهه قائلة له أن والده تركها دون أية أموال لتربيه وحيدة، وأنها لن تربي طفلا آخر، وترفض ذلك الطفل فيخبرها أنه سينتقل ويأخذها معه ويعيش مع “بيلي” وطفلها في بيت واحد.

وتخبر “بيلي” عمها “بو” فيرفض مناقشة الأمر، ويقول أن “دونكان” ليس الرجل المناسب لتكمل معه حياتها، وأن دخول الجامعة هو الأهم، لكن “بيلي” تقول له أنها تحبه كثيرا لكنها لا تريده أن يملي عليها ماذا تفعل في حياتها.

التوسع..

تحاول شركة الكهرباء التوسع في الخطوط التي تمدها للمدينة، وتقرر إنشاء خط جديد سيتكلف عملا كثيرا، ويحاول المدراء حث “بو” على التقدم في العمل بشكل سريع، دون الاهتمام بالجهد الذي سيبذله العمال. لكن “بو” يخبرهم أنه يقوم بعمله على نحو جيد، وأن الشركة هي من تقاعست عن صيانة الخطوط وجعله ذلك يبذل مجهودا أكبر، فيحاول أحد المدراء حث المساعد “بو” على أن يعمل بوتيرة أسرع، قائلا له أن “بو” يعمل بالطريقة التقليدية وأن ذلك يعطل العمل الذي يودون انجازه في أقرب وقت ممكن، لكن المساعد يخبر المدير أن “بو” يقوم بعمله على أكمل وجه وأن هذه هي الطريقة الصحيحة وأن العمل سينجز في مواعيده.

العاصفة..

يأتي يوم العاصفة، وتتضرر أسلاك الكهرباء، نتيجة شدة العاصفة والأمطار، وتنقطع الكهرباء عن جزء كبير من المدينة ويحاول “بو” معالجة الأمر مع فريقه. في نفس الوقت يتسلل الشاب الذي هاجم “بيلي” في السابق، يتسلل إلى بيت “كارلين” ويحاول اغتصابها، وتراه “بيلي” فتسرع إلى بيت “كارلين” لتستطلع الأمر، ويأتي “يوجين” ليجد الرجل يحاول اغتصاب زوجته فيشهر المسدس في وجهه، لكن “بيلي” تصرخ فيتشتت “يوجين” ويدفعه الرجل فتنطلق الرصاصة إلى بطن “بيلي” ثم يتمالك “يوجين” نفسه ويقتل الرجل، ويحاول قتل نفسه بعدها، لكن “كارلين” تطلب منه البقاء معها، وتحاول تهدئته وحين يتوقف يكتشفان إصابة “بيلي” وينقلانها إلى المستشفى.

تضحية..

تصل الأخبار إلى “بو” وينغلق المولد الكهربائي الذي كان يزود المستشفى بالكهرباء في حالة انقطاعها، ويجد الأطباء أنفسهم مضطرين إلى معالجة “بيلي” تحت أضواء الكشافات، يخرجون الرصاصة لكن لا يعرفون مصدر النزيف في الظلام وأضواء الكشافات.

يسرع “بو” ويطلب من “دونكان” مصاحبته، يحاول حل المشكلة في الأسلاك ليعيد الكهرباء إلى المنطقة، وإلى المستشفى لكي ينقذ الأطباء “بيلي”، يحاول “بو” بكل جهده، وحين يشعر أن الأمر صعب، يقذف بسلسة إلى “دونكان” ويقول له أنه رجل طيب ويطلب منه أن يرعي “بيلي”، ويضحي “بو” بنفسه لكي يصلح العطل ويتعرض لصعقة كهربائية قوية ترديه قتيلا.

ويذهب “دونكان” إلى المستشفى في اليوم التالي ليطمئن على “بيلي” التي أنقذها الأطباء وتكتشف موت “بو”. ثم يمر عامان فنرى “بيلي ودونكان” وطفلهما وهم يزورون قبر “بو” في قبور مخصصة لعمال الأسلاك الكهربائية الذين ماتوا أثناء قيامهم بعملهم، وينتهي الفيلم.

وفي نهايته كتابة عن عمال شركة الكهرباء الذين يموت منهم أعداد كبيرة كل عام بسبب مخاطر العمل، ويضع الفيلم صور لعدد من هؤلاء العمال مع تاريخ ميلادهم وتاريخ وفاتهم، وموقع الكتروني لمن يود معرفة المزيد عنهم.

صعوبة حياة العمال..

الفيلم هادف يحاول تسليط الضوء على الحياة الشاقة التي يعيشها العمال في شركة الكهرباء، وحياتهم البائسة أولا حيث يقضون ساعات طويلة في عمل شاق وخطر، يتركون زوجاتهم وأطفالهم في عمل ليس له مواعيد ثابتة، يتقاضون أجورا تكفيهم وعائلاتهم بالكاد، يواجهون أصحاب شركة الكهرباء الذين لا يهتمون سوى بانجاز العمل في أسرع وقت ممكن دون أن يعبئوا بحيوات العمال التي على المحك، وبالخسائر البشرية التي تحدث بشكل دوري، ويهملون في أعمال الصيانة محملين العمال أعباء كثيرة.

والعمال يعملون بشكل يومي في عمل محفوف بالمخاطر، أي غفوة أو شرود أو قلة تركيز قد تودي بحياتهم، كما أن العواصف والتغييرات المناخية تسبب كوارث بالنسبة لهم.

حاول الفيلم تقديم ذلك في قالب درامي من خلال حكاية “بو” وابنة أخته “بيلي” وتعلقه الشديد بها، حتى أنه ضحى بحياته لأجلها، كما رصد التاثيرات الاجتماعية السيئة لهذا العمل الخطر، في علاقة “يوجين وكارلين”، وفي حكاية أم “دونكان” التي مات زوجها وتركها فقيرة تعول طفلا وحدها دون أية أموال. الفيلم يكشف الرأسمالية التي لا تعبأ سوى بالأرباح وبانجاز العمل دون اهتمام بقوة العمل البشرية، والتي يعتبرونها أرخص مكون من مكونات عملية الإنتاج لديهم، يعطونهم أجورا ضئيلة ويعملون ساعات عمل كثيرة في بيئة عمل محفوفة بالمخاطر، ويحيطهم الموت بشكل يومي، وهم يندفعون إلى الالتحاق بهذا العمل لأنه لا بديل لهم غيره.

الإخراج جيد، وأداء الممثلين كان رائعا، وتأثرت بالدور الصغير ل”شارون ستون” التي كانت بطلة ونجمة في سينما هوليود فأصبحت تقوم بادوار صغيرة بسبب تقدمها في السن.

الفيلم..

بطولة (جون ترافولتا (بو)، جولي بينز (كارلين)، شارون ستون (الأم)، جيل بيلوز (بوك شوب)، كيت بوسورث(بيلي)، ديفون ساوا  (دونكان)، ريان روبنز (يوجين)). ﺗﺄﻟﻴﻒ “بريمو براون، بيتر أي هورتون، ديلان سكوت” سيناريو “مارفين باريت”

تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان نابا فالي السينمائي في 5 نوفمبر 2015. تم إصدار الفيلم في 18 نوفمبر 2016.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة