خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Kabhi Khushi Kabhie Gham أو “أحيانا السعادة وأحيانا الحزن” هو فيلم هندي درامي رومانسي، يتميز بالبطولة الجماعية، ويحكي عن الترابط العائلي وأهمية العائلة والتلاحم بين أفرادها في المجتمع الهندي.
البداية..
يبدأ الفيلم بالممثل “اميتاب باتشان” وهو يتحدث عن الأب، وعن شعوره تجاه أبناءه، وزوجته التي تقوم بدور الأم في الفيلم تتحدث هي أيضا عن مدى حب الأم لأبنائها، ثم مشاهد مداعبة الأم لابنها “راهول” وهو طفل صغير. ثم نرى البطل “روهان” وهو يلعب الكروكيت في مدرسته الخاصة، ثم يتخرج من المدرسة الداخلية التي ألحقته عائلته بها.
تبني..
ويذهب “روهان” إلى منزل عائلته ويسأل عن أخيه الأكبر “راهول” الذي يقوم بدوره الممثل “شاروخان”، فتحكي جدته له الحكاية، ليعود الفيلم فلاش باك إلى “راهول”، وكيف تبنته عائلة غنية يقوم بدور الأب فيها “اميتاب باتشان” وزوجته التي تقوم بدور الأم. وتفرح الأم كثيرا ب”راهول” لأنها لم تكن تنجب، ثم يرزقها الله بطفل آخر بعد عدة سنوات، لكن حبها ل”راهول” يظل كبيرا، يسافر “راهول” للدراسة في لندن ثم يعود، فيخطط والده تزويجه من ابنه صديق له، لكن “راهول” لا يحب تلك الفتاة.
حب بالصدفة..
تصادف أن ذهب “راهول” إلى بيت مربيته فوجد ابنة أخيها هناك ووقع في غرامها، حيث جذبته عفويتها وصخبها، وضحكتها الدائمة، وجنونها، وصارح أمه بحبه لتلك الفتاة، وحين يخطب له والده ابنة صديقه يصارح والده أيضا، لكن والده يرفض لأن الفتاة التي يحبها “راهول” فتاة فقيرة تعيش في حي شعبي، وهي لا تتناسب وفق وجهة نظر والده مع عائلته وتقاليدها وعاداتها، يستجيب “راهول” لرغبة والده لكنه لا يستطيع التحمل حينما يعلم بموت والد الفتاة التي يحبها. ويقرر أن يتزوجها ويذهب بها إلى بيت عائلته، لكن والده يغضب غضبا شديدا، ويقول له أنه أثبت أنه ليس ابنه، ويجرح هذا الكلام “راهول” لأنه يذكره أنه غريب عن تلك العائلة وأنه طفل متبنى.
خصام..
ويترك “راهول” المنزل بعد أن يستأذن والدته، ويعيش في لندن، وينجب طفلا، وتعيش معه زوجته وأختها الصغيرة ومربيته. ثم يعود الفيلم إلى الوقت الحاضر، حيث يشعر “روهان” الأخ الأصغر، بالوحشة من غياب “راهول” فيقرر أن يحاول إعادته إلى المنزل، ويعرف أنه يعيش في لندن فيخبر والديه أنه سيكمل تعليمه في لندن، ويتقابل مع أخت زوجة “راهول” التي يتصادف كونها زميلة له في الجامعة، ويتفق معها على أن تساعده في محاولة إعادة “راهول” إلى منزله، ويدخل منزل “راهول” كصديق غريب لأخت زوجته.
يرفضه “راهول” في البداية لكنه يشعر بانجذاب نحوه، انجذاب لا يفسر طبيعته، ثم يكتشف أن “روهان” أخيه الأصغر، ويطلب منه العودة لكن “روهان” يلح عليه في أن يعود للمنزل. ويرفض “راهول” حتى حين تلح زوجته عليه أيضا، ويخبرها أنه تألم كثيرا لأن والده عامله كغريب، ثم يطلب “روهان” من والديه أن يجيئا إلى لندن لزيارته، ويرتب مقابلة مفاجئة مع عائلة “راهول”، يرى “راهول” أمه بعد عشر سنوات من الغياب، ويبكي لذلك، لكن الأب يظل على قسوته ويوبخ ابنه “روهان” لأنه رتب كل ذلك مدعيا أنه لا يحب “راهول”.
موت وعودة..
وتموت الجدة وتوصي قبل موتها أن يقف “راهول” في جنازتها، ويذهب “راهول”، وحين يهم بالرحيل مرة أخرى يطلب “روهان” منه أن يزور منزل والديه، ويستجيب “راهول” لذلك ويزور المنزل، ويرى والده وهو ينظر إلى صورته المعلقة على الحائط، ويتقرب منه، فيعترف الأب بخطئه ويسأله لما لم يعد كل تلك السنوات إلى المنزل، فيخبره “راهول” أنه كان يظن أنه لا يحبه، فيطلب الأب من “راهول” أن يسامحه ويلم شمل العائلة مرة أخرى، وينتهي الفيلم بزواج “روهان” من أخت زوجة “راهول” وتعيش الأسرة في سعادة.
الإخراج جيد، الفيلم يعتمد على الإبهار على مستوى الصورة واختيار الأزياء الفاخرة ذات الألوان الزاهية، ويعتمد على موسيقى وأغاني ورقص جماعي منظم ومتقن، مما يعني جهدا كبيرا في تنظيم تلك المجاميع لعمل رقصات جماعية ناجحة. كما يعتمد الفيلم على بطولة جماعية، حيث يترك مساحة لكل الأبطال، يفرد مساحة لعلاقة “راهول” بحبيبته، ويترك مساحة لعلاقة أخيه “روهان” بحبيبته، ويهتم بحكايات جانبية، مثل حب زوجة “راهول” لأبيها وتبجيلها له، وزواج ابنة المربية، كما يتميز أداء الممثلين بالبراعة والإتقان حتى في الأدوار الصغيرة.
تقديس العائلة..
ويؤكد الفيلم على قيم إنسانية هامة، وهي قيمة العائلة بالنسبة للفرد وكيف أنها تمنحه الشعور بالأمان والاستقرار، لكن تقديس العائلة هنا يختلف عن ما نجده في الأفلام الأمريكية، التي تحتفي بالعائلة لكنها تؤكد على استقلالية الفرد حتى في حياته اليومية، لكن في هذا الفيلم نجد تقديس للعائلة واحتفاء بالتواصل المستمر بين أفرادها واعتماد أفرادها على بعضهم البعض، ومعايشتهم لبعضهم بشكل يومي في الأحزان والأفراح. كما يشكل التواصل الجسدي مكونا هاما من مكونات التلاحم العائلي، فالأخ يحتضن أخاه ويقبل جبينه، والأب يحتضن أبناءه، والأبناء يسعون إلى الفوز بمباركة آباءهم لهم عن طريق لمس حذائهم والانحناء لفعل ذلك.
كما يؤكد الفيلم على احترام الكبار في العائلة الأب والأم والجدة إلى حد التقديس، كما يؤكد على الترابط الشديد بين أفراد الأسرة الواحدة فنجد الأخ يبجل زوجة أخيه الكبير، كما يشير إلى تعامل بعض الرجال في الأسر الغنية بشكل طبقي، والتشدد في اختيار زوجات الأبناء من نفس الطبقة التي ينتمون إليها. كما يشير إلى دور الأب في اتخاذ القرارات الهامة في العائلة، بما يشي بأن الفرد داخل العائلة الهندية ليس حرا، وإنما يخضع لسلطة أبوية محكمة وشديدة لكنها مع ذلك مغلفة بالحنان والمحبة، كما يشير الفيلم إلى تقاليد وعادات هندية مثل الصلاة إلى الآلهة لهندوسية، والتقرب إليها بطقوس خاصة ومميزة، ومثل اعتبار الزوج بمثابة الإله وبالتالي تجب على الزوجة أن تطيعه طاعة عمياء. مما يطرح بعض التساؤلات حول فكرة العائلة في المجتمع الهندي وهل تعكس تلك الأفلام القيم الاجتماعية كما هي في يالواقع.
ربما يشعر المتفرجون غير الهنود ببعض المبالغة في الدراما، والتعامل مع المواقف الإنسانية بجرعة مضاعفة من الحزن والبكاء والدموع، وربما يحب مشاهدون آخرون تلك الحرارة في التعامل مع العلاقات الإنسانية والحساسية الشديدة في تناولها.
الفيلم..
Kabhi Khushi Kabhie Gham أو “أحيانا السعادة وأحيانا الحزن” فيلم هندي من إخراج “كاران جوهر”، صدر بالهند سنة 2001. وهو من بطولة نخبة من عمالقة كبار نجوم بوليوود: (أميتاب باتشان، جايا باتشان، شاه روخ خان، كاجول، هريتيك روشان، كارينا كابور وراني مخرجي). الميزانية:400 مليون روبية (6.6 مليون دولار أمريكي)، الإيرادات 1.17 مليار (19 مليون دولار أمريكي).