خاص: كتبت- سماح عادل
Jayeshbhai Jordaar فيلم هندي يناقش مسألة خطيرة وهي وأد البنات في العصر الحديث، ورغم أن الفيلم اختار قرية متخيلة تدور فيها الأحداث وقرية متخيلة أخرى تحاول المساعدة ويتحلى أهلها بالأخلاق الكريمة، لكنه يفتح الباب أمام التساؤل لدى المشاهدين من غير الهنود حول هل يتم بالفعل وأد البنات في بعض قرى الهند أم أن قصة الفيلم متخيلة.
الحكاية..
يبدأ الفيلم بمشهد امرأة حامل تتعرض للفحص من قبل الطبيبة، بصحبة أهلها ونعرف أنهم زوجها ووالده ووالدته، ويلح والدا الزوج على معرفة نوع الجنين مع محاولة الطبيبة التعمية على الأمر متحججة بأن الطفل لا يتيح لهم تبين نوعه، وتعلو إمارات الحزن على الزوج، خاصة حينما يقول الوالدان أنه إذا تبين أنه أنثى سوف يقومون بعمل إجهاض آخر، وتعترض الطبيبة التي تقول أن الأم لن تتحمل صحتها مزيدا من الإجهاض، ليذكرهما الزوج أنها قامت بعمل إجهاض للجنين ستة مرات من قبل.
“جايش باتل” هو الزوج يعيش مع والده “بروثفيش” ووالدته “جاشودا” وزوجته الحامل “مودرا” وابنته الحديثة “سيدهي” في قرية “برافينغاره” الخيالية. ويرحل الجميع وعند ركوب السيارة تعامل الجدة سيدهي بغضب، وفي فحص آخر تبلغ الطبيبة الزوج بأن الطفل المنتظر هو أنثى لكنه يخفي الأمر عن والديه لأنه يعلم أنهما سيجبرانه على إجهاض الطفلة.
خطة للهروب..
يضع “جايش” خطة للهروب مع “مودرا” و”سيدهي” إلى لادوبور، وهي قرية خيالية في هاريانا، وجميع سكانها من الذكور فقط. ويبدأ في تعليم زوجته قيادة السيارة، ويجهز خريطة للسير حتى القرية “لادوبور”، وتتململ والدته محذرة إياه من أنها إذا كانت أنثى فسيضطرون إلى إجهاضها مرة أخرى لأنها لا تريد جيشا من الإناث في بيتهم.
ضرب متبادل..
يحكي “جايش” بصوته منذ بداية الفيلم، ويعرض قصة زواجه من “مودرا” حيث أنها حين ولدت هي وأخته قررت عائلته تزويجها منه وتزويج أخته من أخيها لكي يضمنا تعاملا عادلا للفتاتين، لذا حين أرسلت أخته فيديو على التليفون يوثق ضرب زوجها لها بعد أن يسكر، طالبه والداه بأن يفعل المثل مع زوجته التي تحمل الطفل في بطنها.
ونرى “جايش” وهو يدخل الغرفة مترددا ويقفل الباب في حين ينتظر والداه على باب الغرفة، ويتظاهر بضرب زوجته بشدة مع وجود ابنته “سيدهي” التي تصرخ بشكل تمثيلي، ويصور زوجته بعد أن وضع على وجهها لون أحمر ويرسله لعائلة أخته. ثم تتساءل الابنة عن الطفل الجديد، وهل سيقتله والدها لكنه لا يجيب. ويبدأ في مسح اللون من على وجه زوجته وهو يفكر أنه رغم السنوات الطويلة التي تزوجها فيها لم يحصل منها على قبلة واحدة.
سحق النساء..
ثم يحكي “جايش” عن أنه منحدر من سلالة عائلة تحكم القرية، ونرى مجلسا يحضره الرجال لفض المنازعات، وتأتي فتاة صغيرة بصحبة والديها لتشكو من تعرضها للتحرش، من قبل أحد الشبان الذي كان سكرانا، فيحكم رئيس القرية، وهو والد “جايش”، بأن يمنع الصابون المعطر على النساء لأن ذلك الصابون هو ما يغري الرجال لأن يغازلوا الفتيات والنساء، بدلا من أن يأمر بمنع تناول الخمر أو يفرض عقوبات على الرجال الذين يتحرشون بالنساء. ويشعر “جايش” بظلم ذلك القرار لكنه لا يعترض لأنه يخاف من والده.
هروب..
وحين يزداد ضغط والديه يقرر “جايش” تنفيذ خطة الهروب ويتظاهر أن “مودرا” ترفع عليه آلة حادة لتأخذه مع الابنة وتهرب، ويحاول والدا “جايش” منعها لكنهما لا يفلحا. ويركبان السيارة ويعطي “جايش” لزوجته التعليمات لكي تقود السيارة إلى القرية التي يريدون العيش فيها، لأنه لابد وأن ينزل من السيارة لتضليل عائلته، وبالفعل يتظاهر بأنها رمته من السيارة لكن الوالد ورجاله يصرون على اللحاق بها، ويحاول “جايش” تعطيلهم والذهاب للمنزل للبحث عن صورة لها، لكن يجد أحدهم خريطة “جايش” التي يخطط فيها بالذهاب إلى قرية “لادوبور”.
ويبدأون في السير نحو تلك القرية ويوشكون على القبض على الزوجة والابنة، لكن ونتيجة إيمانهم بالخرافة يتوقفون بعد أن وجدوا قطا أسود بالقرب منها ويفزعون وتنجح في الفرار وتركب سيارة أجرة وتذهب إلى منزل والدها. لتجد أهل زوجها وقد وصلوا إلى منزل والدها. لكن “جايش” يعطي أخته مخدرا لتضعه في الشاي للجميع، ويهرب مرة أخرى مع زوجته وابنته، لكن يظل والده مصرا على اللحاق به ويجده في أحد الفنادق، بعد أن أعلن عن جائزة لمن يجد زوجة ابنه. ويضربه والده بعنف ويهم بضرب زوجته لكن “جايش” يهدد والده بأنه سوف يخصي نفسه ويهرب مرة أخرى، لكن تتعرض “مودرا” لنكسة صحية ونزيف فيضطر إلى العودة إلى المستشفى في قريتهم. وحين يأتي الوالد برجاله يتشاجر والد “مودرا” معه ويطرد “جايش” أيضا مدعيا أن ابنته فقدت طفلها.
زواج مرة أخرى..
يذهب “جايش” مع والده وتخبره أمه أنه لابد وأن يتزوج بأخرى سريعا، ورغم اعتراض “جايش” لكنهم يرتبون إجراءات لزواج سريع. يظل “جايش” يذهب لزوجته في المستشفى ويوهم أهله أنه يقبل بالزواج، لكن في يوم الزواج يخطط أن يستعين برجال قرية “لادوبور” ليساعدوه على الرحيل. وتدخل زوجته في المخاض، ويتوسل إلى أمه أن تتركه يذهب لزوجته فتساعده على الهرب، ويلاحقه والده بإصراره وقسوته. ويقف رجال قرية “لادوبور” مانعين والد “جايش” ورجاله من دخول المستشفى في حين تصارع “مودرا” الأم المخاض برفقة زوجها.
تمرد النساء..
وحين يوشك أهل “جايش” على دخول المستشفى يفاجئون بوجود نساء قريتهم وقد أتوا لمساندة “مودرا” و”جايش” في حركة تمرد من النساء، وحين يهم الرجال بضربهن ومعاقبتهم على محاولة التمرد، يدافع عنهن رجال “لادوبور” ويبعدون الرجال عنهن. ويفكر النساء في الرحيل إلى قرية “لادوبور” أيضا أو على الأقل يهددن رجالهن بذلك، لكن يحدث التصالح مع ولادة الطفلة الجديدة، ويقبل والد “جايش” وجود الطفلة وتتغير قسوة الرجال في القرية ويسمحن للنساء بمساحة من المشاركة وينتهي الفيلم على ذلك.
الإخراج جيد، لكن الفيلم تحول إلى فيلم أكشن سريع الحركة، وكانت القصة ضعيفة بعض الشيء لكن تبقى أهمية الفيلم في أنه يثير موضوع خطير وهو وأد البنات في العصر الحديث، ورغم التطور التكنولوجي الهائل، ويجعلنا نتساءل نحن الذين لا نعرف الكثير عن المجتمع الهندي، هل بالفعل توجد هذه الظاهرة في بعض القرى الهندية وهل يحاول الفيلم مناقشتها ونشر الوعي بخصوصها أم لا.
كما نجد بعض التفاصيل الأخرى التي تؤكد معاملة النساء بدونية مثل الحجاب المفروض عليهن وإخفاء وجوههن، وعدم تحدثهن أمام الرجال، وانعزالهن في مجالسهن. على خلاف ما نشاهده في أفلام هندية كثيرة لا تناقش تلك الأمور.
الفيلم..
Jayeshbhai Jordaar هو فيلم درامي كوميدي هندي 2022 تأليف وإخراج Divyang Thakkar، وإنتاج Aditya Chopra و Maneesh Sharma تحت Yash Raj Films . تم الإعلان عن الفيلم رسميًا في مايو 2019؛ بعد انتهاء مرحلة ما قبل الإنتاج، بدأ التصوير في مومباي في 4 ديسمبر 2019. تم عرض الجدول الزمني الثاني في ولاية غوجارات اعتبارًا من يناير 2020 وانتهى الفيلم في 7 فبراير 2020. بطولة (رانفير سينغ مثل “جايش باتيل”، شاليني باندي بدور مودرا باتيل، زوجة جايش).
تلقى Jayeshbhai Jordaar آراء متباينة من النقاد. صنفت نايريتا موخيرجي من إنديا توداي الفيلم 3.5 من أصل 5 نجوم وكتبت “رانفير فصل منفصل. وكلما رأيناه على مر السنين، أدركنا مدى نموه أضعافًا مضاعفة”. صنف أوميش بونواني من Koimoi الفيلم بـ 3.5 من أصل 5 نجوم وكتب “Jayeshbai Jordaar لا يتناول موضوعًا قديمًا، فهو يلتقط مشكلة تمت معالجتها قبل إضافة إلى سحره الخاص وروح الدعابة وعواطف”.