7 أبريل، 2024 9:13 م
Search
Close this search box.

فيلم Instant Family.. معاناة الأطفال في ظل مجتمع ينهشه الصراع الطبقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم  Instant Family أو”أسرة فورية” تحكي عن قضية التبني في المجتمع الأمريكي، الذي يمتلئ بكثير من المشكلات الاجتماعية، ويعاني من وجود كثير من الآباء والأمهات الذين تمنعهم ظروفهم الحياتية من رعاية أطفالهم، والذين تؤدي اختياراتهم في الحياة إلى التخلي عن أطفالهم أو حرمانهم منهم.

الحكاية..

يبدأ الفيلم بالزوجان “إيلي” و”بيت” اللذين لا يستطيعان الإنجاب، ويحزنان كثيرا لذلك ويشعران أن حياتهما روتينية ومملة، ويفكران أخيرا في تبني أطفال لكي يدخلا السعادة على حياتهما. ويذهبان إلى تبني أطفال فيجدان المراهقة “ليزي” ويفكران في تبنيها ويكتشفان أن لديها شقيقان هما “هوان” و”ليتا”، ويقرران تبنى الأطفال الثلاثة لأن أمهم مسجونة بسبب تعاطيها للممنوعات وأنهم من أصل اسباني. وتبدأ رحلة اكتشافهما لعالم الأطفال، يبدأن بسعادة رعاية الأطفال وبحب وبود ويواظبان على حضور جلسات دعم نظمت خصيصا للآباء الذين يتبنون أطفال ويحاولون رعايتهم وتربيتهم، وجلسات الدعم هذه هدفها مساعدة الآباء على تلك المهمة الشاقة.

أول يوم لوجود الأطفال في المنزل يحاول الزوجان التعامل بود شديد لكن يكتشفان أن عليهما أن يبذلا مجهودا كبيرا، وفي أول جلسة دعم يبدوان فرحان بسبب الأطفال الذين دخلوا حياتهما وسط سخرية وضحكات من الجميع.

كثرة المشاكل..

ومع مرور الأيام يكتشفان أن الأطفال مشاكلهم كثيرة وأنهم عنيدون وأنهم لا يتجابون مع مودتهما ومحاولتهما المستميتة لكسب ودهم، “ليتا” تصر على شراء أشياء وتأكل البطاطس الشيبس وترفض الطعام الصحي، و”هوان” كثيرا ما يتعامل بإهمال فيفسد أشياء كثيرة، و”ليزي” مراهقة حاقدة تعاملهم من وراء حدود كثيرة وبتحفظ. ويشعر الزوجان باليأس ويفكران في التراجع عن فكرة التبني ويشعران أنهما عالقان مع الأطفال الثلاث.

يهرب “بيت” دوما حين يحتد الموقف ويترك “ايلي” التي تستسلم لرغبات الأطفال في النهاية، ولا تستطيع أن تفرض عليهم القواعد، ثم أصبح الاثنان يتبادلان الاتهامات حول تقصيرهما في التعامل مع الأطفال. وتنصحهما الأخصائيتان الاجتماعيتان أن يتفقا أولا قبل أن يطلبا من الأطفال أن يتفقوا معهما، وتستمر “ليزي” في العناد وتهددهما بأخبار الهيئة المسئولة عن رعاية الأطفال، فتحدث حادثة ل”هوان”، ويجري “بيت” و”ايلي” لإنقاذ الطفل، وتلاحظ “ليزي” خوفهما على شقيقها وتحاول إنقاذهما من تهمة الإهمال وتحكي للإخصائية الاجتماعية أنه خطأها هي.

وتحاول والدة “بيت” التقرب من الأطفال وتنجح بعض الشيء بالترفيه عنهم، ومع مرور الأيام يعتاد “هوان” و”ليتا” على الزوجان ويطلقان عليهما لقب “بابا” و”ماما”، وتبقى “ليزي” بعيدة عن التفاعل، وتظل تتمسك بالتعامل بتحفظ معهما.

ظهور الأم..

وتظهر الأم بعد خروجها من السجن، وتذهب “ليزي” لمقابلتها وتتمسك بأمها كثيرا، وتسعى إلى أن تضغط على أمها لتأخذها هي وأخويها للعيش معها، وتستجيب الأم ويشعر “بيت” و”ايلي” بالخطر لفقدان الأطفال، لكنهما يشعران بالذنب من فكرة حرمان أم من أطفالها وحرمان أطفال من أمهم.

وتنبههم أم “بيت” أنهما لابد وأن يظهرا ل”ليزي” أنهما يحبناها، لأنها لا تكرههم بشكل فعلي، وإنما هي تشعر أنهما لا يحبانها وأنها من الصعب أن تجد من يحبها. ويذهب “بيت” و”ايلي” إلى الزوجان اللذان تبنيا إحدى الفتيات وكانا السبب في أقناعهما بفكرة التبني، ليكتشفا أن الفتاة تعالج من الإدمان على الممنوعات، واعتبرت “ايلي” هذا تقصير من الزوجان فصفعتها الزوجة، وقالت لها أن الفتاة أجبرت على تناول الممنوعات منذ كانت طفلة صغيرة، وأنه من الصعب التخلص من آثار حياتها الماضية.

ويذهب الجميع إلى المحكمة ويكتشف الزوجان أن “ليزي” أخبرت القاضي ببعض السلبيات في تعاملهما معها ومع أخويها، وتحكم المحكمة للأم بأخذ الأطفال، ويقضيان ليلة أخيرة في منزل “بيت” و”ايلي”، ويبدي “وهان” و”ليتا” حزنا شديدا على تركهما منزل الزوجان. فقط “ليزي” هي التي تبدو متحمسة.

تخلي الأم..

وفي الصباح تأتي الأخصائيتان الاجتماعيتان ويعرف الجميع أن الأم لم تقوى على المجيء، وأنها عادت لتناول الممنوعات وأنها لا تريد رعاية أطفالها، وتنهار “ليزي” وتجري وتختبئ في حديقة أحد المنازل، ويحاول “بيت” و”ايلي” تهدئتها ويخبرانها أنهما يحبناها، وبعد أن تهدأ تستجيب لهما، وبعد مرور عدة شهور يصبح التعامل مريحا بين الزوجان والأطفال، ويضم “بيت” و”ايلي” الأطفال ويتبنونهم بشكل نهائي وينتهي الفيلم على ذلك.

رعاية الأطفال..

الإخراج جيد، وأداء الممثلين رائعا، والفيلم يناقش قضية هامة جدا تشغل المجتمع الأمريكي الذي يعاني من مشكلات كثيرة، ومنها وجود نسبة من المدمنين والجانحين اجتماعيا والذين يصبحون غير قادرين على رعاية أطفالهم، أو حتى الفقراء واللاجئين والآتين من بلدان أخرى للعيش في أمريكا الحلم،  الذين ساءت ظروفهم الاجتماعية في ظل مجتمع طبقي متوحش يفترس الأفراد الذين تطردهم الرأسمالية من آلتها وطحنتهم تحت عجلاتها.

ويصبح على هؤلاء الأطفال، والذين يتضح من الفيلم أنهم يشكلون ظاهرة اجتماعية، يصبح عليهم تحمل ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة، ويتربون في ظل ظروف قاهرة، ويحاول بعض الأفراد، والذين يكونون غالبا من البيض ومن أسر تنتمي للطبقة المتوسطة، تبني الأطفال نتيجة عجزهم عن الإنجاب، ومحاولة منهم لتكوين العائلة السعيدة التي يمجدها ويقدسها دوما المجتمع الأمريكي وآلاته الإعلامية.

وحين يحدث التبني تظهر المشكلات، فهؤلاء الأطفال عانوا كثيرا من صعوبات كثيرة وعنف واعتداءات، وإحساس بأنهم منبوذون ولا أحد يحبهم، خاصة حين يتعلق الأمر بأم أو أب لا يريدونهم أو يعاملونهم بعنف أو إهمال، فيكون تفاعلهم وتأقلمهم مع العائلة الجديدة التي تتبناهم صعبا. وهذا ما تناوله الفيلم، لكن مع الصبر ومرور الأيام، وإظهار الأبوين محبتهما ورغبتهما الحقيقية في رعاية الأطفال، وتقبلهما كأطفالهما الحقيقيين، ذلك يسهل الأمر كثيرا فحين يجد الأطفال المعنفون الحب يبدأ تفاعلهم الاجتماعي مرة أخرى ويتجاوبون مع الأبوين. لكن ربما يريد أن ينقل لنا الفيلم هذه الفكرة، وربما الأمر ليس بهذه السهولة وأن هناك أطفال يظلون طوال حياتهم يعانون من العقد النفسية ومن الشعور بالاغتراب. والشعور بالنبذ والكراهية.

كما يكشف الفيلم عن وجود مؤسسة ما تقوم على رعاية الأطفال المعنفين والذين يخالف آباءهم شروط الرعاية السليمة، لهم فتأخذهم تلك المؤسسة وتبحث لهم عن عائلات آمنة لترعاهم، وتظل المؤسسة من خلال أخصائيين اجتماعيين متابعة الأطفال ورعايتهم. ربما يبدو قيام تلك المؤسسة برعاية الأطفال مظهر من مظاهر التحضر في المجتمع الأمريكي، لكن الحقيقة أن المجتمع الأمريكي مجتمع رأسمالي فاضت مشاكله الطبقية وأصبحت لها نتائج خطيرة على الأفراد، وزادت حدة الصراع الطبقي الذي يروح ضحيته أعداد كبيرة من الناس الذين يتعرضون للتشرد أو لدخول السجن أو لإدمان الممنوعات واقتراف الجرائم والحرمان من أطفالهم.

الفيلم..

فيلم Instant Family أو “أسرة فورية”، ‏فيلم كوميدي أمريكي من إخراج “شين أندريز” وتأليف “شين وجون موريس” وعرض يوم 16 نوفمبر 2018.

تمثيل..

مارك والبيرغ بدور بيت زوج إيلي وأب متبني لثلاثة أطفال.

روز بيرن بدور إيلي وأم متبنية لثلاثة أطفال.

إيزابيلا مونير بدور ليزي.

غوستافو كيروز بدور خوان.

جوليانا جاميز بدور ليتا.

أوكتافيا سبنسر بدور مشرفة اجتماعية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب