24 فبراير، 2025 5:27 م

فيلم I Feel Pretty.. وهم الجمال الأمريكي المثالي يفسد حياة العاديات

فيلم I Feel Pretty.. وهم الجمال الأمريكي المثالي يفسد حياة العاديات

 

خاص: كتبت- سماح عادل

I Feel Pretty فيلم أمريكي كوميدي درامي، يحكي عن فكرة هامة جدا وهي الأحكام المجتمعية الصارمة التي يطلقها الأمريكيون على الناس، والتي تتسبب في إحساسهم بفقدان الثقة في النفس لأنهم لا يوافقون المعايير المثالية للصورة المفترض أن يكون عليها الإنسان.

الحكاية..

يبدأ الفيلم ب رينيه فتاة ممتلئة الجسم تذهب إلى صالة رياضية لكي تنقص من وزنها، وتشاهد فتيات كثيرات على قدر كبير من الجمال وفق مواصفات المجتمع الأمريكي، وحين تحاول ركوب الدراجة تسقط وينقطع بنطالها وتشعر بالإحراج الشديد.

ثم تتقابل مع صديقتين لها على نفس مستوى جمال رينيه، ويحاولن التقاط صورة ثلاثية على موقع للتواعد، وتعمل رينيه على موقع الكتروني لشركة مستحضرات تجميل شهيرة، ومكتبها متواضع مع زميل آخر لها في الحي الصيني في طابق سفلي، وتشتكي من وجودها في هذا المكتب المتواضع.

موظفة استقبال..

ثم تذهب في أحد الأيام إلى الشركة لإرسال بعض الملفات، وترى موظفة الاستقبال وهي تشعر بالانبهار من وجودها في الشركة، فتخبرها الموظفة أنهم يريدون موظفة استقبال جديدة، وتفكر رينيه في أن تتقدم للوظيفة لكنها تشك في مستوى جمالها، وأنه لن يؤهلها إلى القبول لتكون واجهة لشركة مستحضرات تحميل فاخرة تستهدف الفتيات الغنيات.

وتظل رينيه تنشغل بفكرة الجمال وتتمنى أن تكون على مستوى جمال أعلى لكي تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة غير مسموح لها بفعلها، وتذهب إلى الصالة الرياضية مرة أخرى حيث تبث المدربة في المشتركات روح التحدي والحماس، وتطلب منهم أن ينظرن في المرآة لأنهم سيرين أنفسهم كما يردن بالضبط وسيكتشفن جمالهن.

وهم الجمال..

وتسقط رينيه مرة أخرى لكن رأسها يتعرض لضربة قوية وتفيق لتنظر في المرآة فترى نفسها كما تتمنى بالضبط، ترى نفسها جميلة بالمواصفات القياسية للمجتمع الأمريكي، بينما في الواقع هي تتوهم ذلك فشكلها لم يتغير أبدا رغم أنها كانت تتوسل أن تحدث معجزة خيالية وتتغير هيئتها.

ومع اعتقادها أنها تحولت لفتاة جميلة جذابة تتصرف بثقة زائدة في النفس مع صديقتيها ومع الناس، حتى أنها حين تتقابل مع شاب في المغسلة تبادر بالحديث إليه وتأخذ رقم هاتفه وتهاتفه فيما بعد وتحدد موعد للمقابلة، وتذهب إلى شركة “ليلى لاكير” للتجميل للتقدم لوظيفة موظفة الاستقبال، وحين تتقابل مع المديرة الشابة ايفري تبدي ثقة شديدة بالنفس مما يعجب ايفري وتقرر توظيفها.

حب..

ثم تقابل رينيه الشاب الذي يدعي ايثان في إحدى الملاهي الليلية وتتقدم لمسابقى بالبكيني، وسط اندهاش ايثان والحاضرين لكنها تبدو خفيفة الدم ومضحكة وترقص بطريقة حماسية ومبهرة، مما يجعل الجمهور يصفق لها لكنها لا تكسب المسابقة لأن صاحب الملهي اختار قريبته.

يعجب أدائها على المسرح ايثان لأنه يشعر أنها واثقة من نفسها وعفوية وغير مهتمة بآراء وأحكام الآخرين، كذلك يشعر الناس في الشركة التي أصبحت تعمل بها موظفة استقبال، خصوصا مع طريقتها في الحديث وكونها مضحكة وذكية.

فتيات عاديات..

ويتصادف أن تبدي رأيها في منتجات الشركة فتكتشف ايفري معلومات لم تكن تعرف عنها شيئا، حيث أن رينيه تمثل فئة الشابات العاديات اللاتي لا يقدرن على شراء المنتجات الغالية للشركة. وتسعى ايفري للاستفادة من وجهة نظر رينيه وتعجبها طريقتها في التعبير لأن ايفري تعاني من صوت حاد يجعلها لا تنجح في عملها ويجعلها محط انتقاد من جدتها صاحبة الشركة.

عمل واعد..

تقدم ايفري رينيه لجدتها وأخيها الذي يعد من أحد الوجوه الشابة الشهيرة، وتعجب الجدة بكلام رينيه وتقترح أن تقدم هي العرض في حفل كبير في بوسطن، وتذهب رينيه إلى بوسطن بصحبة العائلة التي تملك الشركة.    وتجهز نفسها للخطاب في الوقت الذي يجيء فيه الشاب أخو ايفري يطلب طعام من غرفتها لأن أخته تعامله بشكل سيء وتمنعه من الطلب من غرفته.

ويتقرب الشاب الوسيم الشهير من رينيه وهي لا تصدق ما يحدث، لأنها تعرف مدى جاذبيته ومقدار الفتيات المعجبات به وتنجذب للحظة لها حين يحاول تقبيلها، لكن ايثان يرسل رسالة في تلك اللحظة فتخجل من نفسها وتعتذر للشاب أنها مريضة.

اختفاء السحر..

وتدخل الحمام سريعا وتسأل نفسها في المرآة “من أنا؟” لأنها تغضب لأنها انجذبت للشاب رغم علاقتها بايثان. ثم حين يخبرها الشاب أنه سيرحل تسرع في الخروج من الحمام وتضرب رأسها في الحائط الزجاجي، وحين تستفيق تكون قد تخلصت من ذلك الوهم البصري الذي يجعلها ترى نفسها جميلة وجذابة.

وتقابل زميلها القديم بالصدفة وتشتكي له أن السحر قد ذهب وأنها لم تعد جميلة، وترحل إلى بيتها دون أن تنتظر أن تقدم العرض، وتشعر بالاكتئاب الشديد وتذهب لصديقتيها اللتان أغضبتهما في السابق حين وصفتهما بالمملات، فيطلبوا منها الرحيل ولا يرحبون بوجودها.

ويطلب منها ايثان مقابلتها لكنها تخاف من أن يراها بعد أن زال السحر، وتذهب للمطعم الذي واعدها فيه وتتصرف بغرابة معتقدة أنه لا يعرفها لأن شكلها تغير، ثم ترحل وتهاتفه وتطلب منه إنهاء العلاقة. وينصدم ايثان مما فعلته.

محاولة لاستعادة السحر..

ثم تذهب للصالة الرياضية مرة أخرى لعل السحر يعود، وتقابل إحدى الفتيات الجميلات وتندهش أنها تبكي لأن أحدهم هجرها، وتخبرها الفتاة أنها ذاهبة لشركة “ليلى لاكير” لأنها تختار فتاة كنموذج للمشروع الجديد.

وتتذكر رينيه  أن ذلك المشروع الجديد كان عمل هام بالنسبة لها، فتذهب إلى “ليلى لاكير” وتتحدث مع موظفة الاستقبال التي تخبرها أنهم يختارون فتيات كواجهة للمشروع، فتقول لها رينيه أنه كان الأنسب اختيار فتاة عادية، فترد عليها الموظفة “مثلك أنت،” لتضيء في عقلها فكرة هامة وهي أن تكون هي واجهة المشروع، وبمساعدة زميلها ترتب عرض تقديمي للمشروع دون علم ايفري.

قبول للذات..

وتعرض صورتها بعد ما ذهب السحر وقبل أن يذهب، ويندهش الجمهور من كلامها غير المفهوم، لكن بنظرة سريعة على صورها تكتشف أنه لم يكن هناك سحرا من الأساس، وأنها لم تتغير أبدا وإنما تصرفها وطريقتها حينما كانت واثقة في نفسها ثقة شديدة، حينما توهمت أنها جميلة، هو ما فتح لها الأبواب. فتنتظر لدقائق قليلة لتستوعب الأمر وتقدم خطابا رائعا عن الثقة بالنفس والأحكام المجتمعية القاسية التي تجبر الأفراد، سواء نساء أو رجال، على تمثل تلك الأحكام والخضوع للصور النموذجية المثالية للمرأة والرجل المقبولين. وتحوز إعجاب الجمهور وترضى ايفري عن النتائج وتعيدها إلى العمل،   كما ترضى الجدة وتعامل ايفري بشكل مختلف.

وتذهب رينيه إلى ايثان مادام اكتشفت أنه رآها كما هي وأحبها كذلك، فيقابلها ويقبلها وينتهي الفيلم على ذلك.

الجمال المثالي..   

الإخراج جيد، وأداء البطلة كان لافتا للنظر، لكن الفيلم لم يتعمق تماما في طرح الفكرة. وعلى مستوى فكرة الفيلم فقد كانت جيدة حيث صور كيف يشعر البشر الذين لا يوافقون ومواصفات المجتمع الأمريكي للجمال والكمال، وخاصة النساء، حيث يعانين بشكل مضاعف لأن مقاييس الجمال التي يقرها المجتمع الأمريكي قاسية ومجحفة، تتطلب درجة عالية من النحافة والاهتمام بالجسد بشكل مفرط، ومواصفات خاصة في الملامح والشكل، مما يهمش أعداد كبيرة من النساء اللاتي لا تتوافق أجسادهن مع تلك المقاييس القاسية.

السيئ في الأمر أنه يتم التنمر طوال الوقت على النساء اللاتي لا يوافقن مقاييس الجمال، ويشعرن طوال الوقت أنهن منبوذات ومهمشات وخارج إطار الاهتمام العام، مما يسبب لهن فقدان في الثقة وتقديرا أقل لذواتهن، ويظل أمر الجمال يشغل الكثير من أوقاتهن، مثلما حدث لرينيه التي حتى لم تكن تستطيع أن تدخل في علاقات حب طبيعية وآمنة، وكانت تشعر طوال الوقت أنها لا تتمتع بأية جاذبية.لمجرد أنها ممتلئة الجسم.

الفيلم..

I Feel Pretty، “أشعر أنني جميلة” هو فيلم كوميدي أمريكي لعام 2018 كتبه وأخرجه “آبي كون ومارك سيلفرشتاين” في أول ظهور لهما. نجوم الفيلم هم: “ايمي شومر، ميشيل ويليامز، إميلي راتاجكوفسكي، روري سكوفل، ايدي براينت، بيسي فيليبس، توم هوبر، نعومي كامبل، ولورين هاتون”. صدر الفيلم في الولايات المتحدة في 20 أبريل عام 2018، إس تي إكس إنترتينمنت، وقد حقق 22 مليون دولار في جميع أنحاء العالم. تلقى مراجعات مختلطة من النقاد، على الرغم من إشادة الجميع بأداء “شومر ويليامز”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة