10 أبريل، 2024 4:41 م
Search
Close this search box.

فيلم I Am Sam .. المحبة أساس رعاية الأطفال

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم I Am Sam هو فيلم أمريكي اجتماعي درامي، يحكي عن فكرة هامة هل الأب أو الأم الذين أنجبوا الطفل أهم ممن لديهم القدرة على رعايته، وهل ينتصر حب الأب على اعتبارات المجتمع المنطقية.

الحكاية..

الاب “سام” هو رجل يعاني من إعاقة ذهنية، حيث توقف عمره العقلي عند السبع سنوات، رغم أنه أصبح رجلا كبيرا، وقد أودعته أمه عندما كان طفلا في أحد المؤسسات لأنها كانت مريضة وأصبحت غير قادرة على رعايته. في حين تركه والده بعد ولادته وهجر أمه، وقد تقابل “سام” مع إحدى السيدات بلا مأوى ونتجت عن علاقة جنسية عابرة بينه وبينها طفلة، وقد تخلت السيدة عن الطفلة ل”سام” الذي رعاها ورباها بمساعدة إحدى الجارات، لكن مع نمو الابنة والتي أصبحت في سن السابعة من عمرها بدأت المضايقات تأتيها من زملائها بالمدرسة.

ولاحظ المسؤولون في مدرستها حالة الأب العقلية مما دفعهم إلى محاولة أخذ الابنة من والدها “سام”، لكي تتبناها إحدى الأسر القادرة على رعايتها. ظنا منهم أنه غير مؤهل لتربية طفلة ورعايتها، وتوفير كل الظروف الملائمة لها لي تنمو جسديا ونفسيا بشكل أفضل.

الاحتفاظ بالابنة..

ويحزن “سام” كثيرا ويعاونه أصدقاءه الذين يشبهونه في حالته العقلية ويقيم معهم علاقات صداقة ودعم. ويذهب إلى “ريتا” المحامية الثرية لكي يوكلها في الدفاع عنه، وهي لأنها أحبت أن تكون فاعلة للخير تطوعت أن تدافع عنه مجانا، وأصبحت تساعده في قضيته لكي يحتفظ بابنته. فتلقنه الإجابات وتساعده في الاستعداد لحضور جلسات المحكمة والإجابة بشكل جيد عن اسئلة القاضي.

وأثناء اهتمامها بقضية “سام” تكتشف “ريتا” أنها ليست مثلة وأنها هي نفسها البالغة والتي لديها قدرات عقلية ونفسية سليمة تعاني من مشكلات. فعلاقتها بابنها سيئة لدرجة أنها تشعر أنه يكرهها، وزوجها يخونها مع فتاة أخرى، وحياتها ليست مثالية بسبب عملها الذي يأخذ وقتا كبيرا من يومها، وتصر على الوقوف بجانب “سام” وتدعمه وتدفعه أن يعمل لكي يوفر لابنته شقة وتعليما جيدا.

فقدان..

لكن الادعاء يقسو على “سام” ويتفنن في تشتيت انتباهه وجعله يعترف أن ابنته تستحق حياة أفضل وأسرة ترعاها، وبالفعل يشعر “سام” بالإحباط ويخسر قضيته. ويتم تبني الطفلة من قبل إحدى الأسر، ويترك “سام” عمله ويحبس نفسه في غرفته، إلى أن تأتي له “ريتا” وتحاول إخراجه من لحظة الإحباط تلك، فيقول لها أنها لا تعرف ما يعانيه لأنها كاملة وليست مثله، فتخبره هي أيضا أنها ليست كاملة وأنها تعاني في علاقتها مع زوجها وتعاني من علاقة مضطربة مع ابنها، ويحضنها “سام” وتصر “ريتا” على أن يكمل “سام” طريقه في محاولة ارجاع ابنته وتواصل التقاضي.

ويذهب سام لرؤية ابنته في منزل الأسرة التي تبنتها، بعد أيام من الإحباط واليأس، وتغضب ابنته منه عندما تراه وتلومه على تركه لها كل لك الأيام دون اتصال أو مقابلة ويحاول تهدئتها، ثم يقوم بعمل أعمال بسيطة لكي يوفر لنفسه دخلا، ويؤجر شقة قريبة من منزل الأسرة التي ترعى ابنته، فتهرب الفتاة كل يوم إلى شقته، ويعيدها هو إلى المنزل، ثم تحاول السيدة التي تبنتها استمالتها عاطفيا بأن تقول لها أنها ستسمح لها بزيارة والدها ورؤيته، لكن عليها أن تطلب أولا، لكن تلاحظ جفاء الطفلة في التعامل معها.

اقتناع..

وأخيرا تمل السيدة وتأتي بالطفلة إلى “سام”، لأنها عرفت مقدار محبة الطفلة لأبيها، ومدى تعلقها به، وتقول له أنها تعتذر له لأنها كانت تنوي أن تقول في المحكمة أنها ستمنح الطفلة الحب الذي لم تحصل عليه. مما يعني أنها اقتنعت أخيرا أن “سام” يمنح ابنته الحب الأبوي الذي تحتاجه، وأنها ستترك الطفلة له. لكن “سام” يخبرها أنه لن يستطيع رعاية الطفلة بمفرده، وأنها تحتاج إلى أم.

ثم ينتهي الفيلم بمشهد مبارة كرة قدم، يقوم “سام” بدور الحكم فيها وتلعب ابنته مع فريقين من الأطفال، وذلك بحضور الأسرة التي تبنتها، وبحضور “ريتا” مع ابنها ويبدو أن علاقتهما قد تحسنت، ويحتفي “سام” بأول هدف تحرزه الفتاة. وينتهي الفيلم على ذلك لنفهم أنه تقاسم رعاية الطفلة مع الأسرة التي تبنتها، وأن “ريتا” حلت مشكلتها مع ابنها بعد أن أخذت القرار وانفصلت عن زوجها.

الإخراج جيد وجاء أداء البطل بارعا في تمثيل دور رجل معاق عقليا، كما تناول الفيلم فكرة هامة جدا وهي هل الحب وحده يكفي لرعاية طفل؟، واذا كان الأب غير قادر على رعاية طفلة هل يمكن السماح له بذلك؟.

وقد انتهي الفليم على أنه لم يترك رعاية الطفلة كاملة ل”سام” لكنه مع ذلك لم يحرم منها لأنه أثبت من خلال المعاملة أنه أب يستحق ألا يحرم من ابنته. وأن المحبة ربما تكون عنصرا هاما جدا في تربية الأبناء ورعايتهم. كما أشار الفيلم لفكرة أن إهمال الأبناء قد تأتي من أشخاص أصحاء جسديا وعقليا وأن المحبة هي الأهم.

الفيلم..

أنا سام (بالإنجليزية: I Am Sam)‏ فيلم دراما أمريكي أنتج عام 2001، شارك في كتابته وإخراجه “جيسي نيلسون” بطولة “شون بن” كأب يعاني من إعاقة ذهنية و”ميشيل فايفر” كمحامية و”داكوتا فانينغ” بدور ابنته المشرقة والفضولية، بجانب الممثلين مثل “ديان ويست ولوريتا ديفين وريتشارد شيف ولورا ديرن” في الأدوار الثانوية.

تلقى الفيلم آراء سلبية من النقاد. حقق الفيلم أكثر من 97 مليون دولار في شباك التذاكر، وبلغت ميزانية إنتاج الفيلم 22 مليون دولار.ترشح “شون بن” لجائزة أوسكار لأفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الأوسكار الرابع والسبعين في عام 2002. كان الفيلم أول دور مهم للممثلة الطفلة آنذاك “داكوتا فانينغ”، التي كانت في ذلك الوقت في السابعة من عمرها ولم تقم سوى بدورين صغيرين. أصبحت أصغر ممثلة يتم ترشيحها لجائزة نقابة ممثلي الشاشة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب