فيلم Good Newwz.. تسطيح القضايا الهامة لصالح الكوميديا وشباك التذاكر

فيلم Good Newwz.. تسطيح القضايا الهامة لصالح الكوميديا وشباك التذاكر

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Good Newwz أو “أخبار جيدة” فيلم هندي كوميدي يطرح مسألة هامة جدا في قالب كوميدي، وهي وقوع خطأ طبي تسبب في مبادلة في التلقيح الصناعي بين أسرتين، وهي مسألة خطيرة كان يمكن معالجتها بشكل جاد.

الحكاية..

يحكي الفيلم عن “فارون باترا” وزوجته “ديبي” هو يعمل في شركة كبيرة وهي صحفية، متزوجان منذ سبع سنوات ولم يستطيعا الإنجاب فتنصحهما أخت “فارون” بالذهاب إلى طبيب مختص لعمل تلقيح صناعي، ويذهبان ويقومان بكل الإجراءات المطلوبة ويترك الزوجان عينات لأجل التلقيح الصناعي. ثم يستدعيهما الطبيب بشكل عاجل، ليكتشفا أن العينات الخاصة ب”فارون” تبدلت مع عينات رجل آخر يدعى باسم نفس العائلة “باترا”، وهو “هوني باترا”، وقد تم تلقيح زوجته “مونيكا” بعينة “فارون” وحدث العكس مع “ديبي” حيث لقحت بعينة “هوني”.

يثور الأربعة من هذا الاكتشاف ويعتذر الطبيب مؤكدا أن تشابه الأسماء وزحمة العمل هي من تسببت في ذلك، ويهدد “فارون” الطبيب بمقاضاته، ويغضب “هوني” أيضا لكنه يبدو كشخصية مزعجة بالنسبة ل”فارون” وزوجته. ويقول لهم الطبيب أن الحل هو عملية بسيطة يتم فيها نزع التلقيح من رحم السيدتان.

يذهب “فارون” للمنزل ويطمئن من زوجته أنه لم يحدث حمل، ويمارس “هوني ومونيكا” حياتهما بشكل طبيعي حيث يرقصان ويمرحان إلا أن يكتشف “هوني” أن “مونيكا” حامل، وتكتشف “ديبي” أيضا أنها حامل بعد أن تذهب للطبيبة في نفس المستشفى الطبي الذي ذهبت فيه للتلقيح، وتجري فحصا بالأشعة.

خبر الحمل..

يستقبل “فارون” و”هوني” خبر الحمل برعب، “فارون” يقرر أن الحمل لابد وأن ينتهي و”هوني” يحزن، في حين أن “مونيكا” تظهر فرحا شديدا وتظهر “ديبي” حيرة، وحين تذهب “ديبي” مرة أخرى للطبيبة للكشف تنصحها الطبيبة بترك الحمل لأن فرصها في حدوث حمل كانت ضعيفة خاصة مع تقدمها في العمر. وتتردد “ديبي” لكنها تقتنع بنصيحة الطبيبة، في حين أن “مونيكا” تفرح منذ البداية ولا تهتم بكون طفلها من رجل آخر غريب غير زوجها، يفرحها فقط حدوث حمل لأنها انتظرته طويلا.

يواصل “فارون” كراهيته لذلك الحمل ويطلب من “ديبي” إجهاض الجنين لكنها ترفض، ويقلق “هوني” على مصير الطفل في أحشاء “ديبي” فتقول له “مونيكا” أنهما سيأخذان الطفلين ويربونهما.

ملاحقة..

ويذهب “هوني ومونيكا” إلى “فارون وديبي” ويطرحان عليهما هذا الاقتراح، فيوافق “فارون” سريعا في حين تغضب “ديبي” وتطردهما، ويقرر “هوني ومونيكا” عدم الاستسلام ويؤجران شقة في نفس العمارة التي يقطن فيها “فارون وزوجته”، ويظلان يلاحقان الاثنين وخاصة “هوني” يبدي اهتماما خاصا ب”ديبي” وصحتها.

ويظل “فارون وديبي” منزعجان من “هوني ومونيكا” ويشعران أنهما مزعجان ومتطفلان على حياتهما، ويفكران في وجود عقد قانوني يفصل في هذه المسألة، ويصيغ المحامي لهما عقدا يقضي بأن تحتفظ كل أسرة بالطفل الذي سيجيء ولا يتعاملان مرة أخرى مع بعضهما البعض. لكن “هوني ومونيكا” يرفضان، ويجلبان عقدا آخر يضع فيه “هوني” شروطا في تربية طفل “ديبي” وتقرير كل شيء يخصه، وتتشاجر الأسرتان مرة أخرى ويبدو أنه لا أمل في الوصول إلى اتفاق بينهما.

تواصل..

لكن تشعر “ديبي” بالخوف مع تقدم الشهور ونمو حجم الجنين، وتخبرها الطبيبة أن “مونيكا” أيضا خائفة فتحاول “ديبي” التواصل مع “مونيكا” بدون ضغينة، وتكتشف أنها مثلها انتظرت ست سنوات لكي يحدث حمل وأنها عانت من تجربتين إجهاض، وأصبحت تتعاطف معها إنسانينا في حين أن “هوني” حاول التواصل مع “فارون” وعقد صادقة معه لكن الأمر فشل عندما اعترض “هوني” على عمل “ديبي” وهي في شهرها السابع من الحمل.

الذروة..

وتحدث الذروة حين تفاجئ “مونيكا” أعراض الولادة في الشهر السابع ولا تجد زوجها فتلجأ إلى “فارون وديبي” ويذهبان معها إلى المستشفى وتلد طفلة ضعيفة البنية معرضة لخطر الموت، حينها يشعر “فارون” بمشاعر الأبوة حين يرى طفلته التي تتصارع مع الموت ويبكي وينهار، ويظل ملازما لها حتى تتعافى، وتدعم “ديبي” “مونيكا” وتساعدها بسبب اعتلال صحتها، ويحدث الاقتراب بين الأسرتين، ثم تلد “ديبي” في موعدها ويتبين أنها أيضا طفلة، ويتسامح “فارون” مع “هوني” ويعطيه الطفلة ليقبلها وينتهي الفيلم على حدوث علاقة صداقة قوية بين الأسرتين..

الإخراج اعتمد على الإبهار وهذه خاصية ثابتة في معظم الأفلام الهندية، من موسيقى وغناء وأزياء وأماكن فاخرة، كما اعتمد على تخريج القصة من وجهة نظر كوميدية وبشكل سطحي أقرب إلى التفاهة، حيث أن هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة لا يمكن تناولها بشكل سطحي وكوميدي دون معالجة حقيقية لأبعاد المشكلة، إذ أن احتمالية حدوثها موجودة. وإنما اكتفى الفيلم بنهاية سعيدة يحب فيها الجميع بعضهم البعض ويصبحون أصدقاء، وكان الأولى مناقشة القضية بشكل جاد، حيث أن طفلان سيجدان أنفسهما أمام مأزق كونهما ينتميان إلى أسرتين لا أسرة واحدة.

كما أن الفيلم لم يهتم بطرح المسألة من خلال وجهة نظر الدين وعرف المجتمع، واعتقد في مجتمعنا إذا طرح فيلم هذه القضية فسيجد هجوما وتحريما شديدا بدعوى مناداته باختلاط الأنساب وأن هذا أمر محرم شرعا، ويمكن تفسير ذلك بأن المجتمع الهندي منفتح اجتماعيا ودينيا وبالتالي لم تشكل تلك المشكلة أمرا خطيرا أو مثيرا للجدل بالنسبة لهم، لذا تقبلوا الفيلم ولم يحدث هجوما أو نقدا له. أو تفسير آخر أن هذا الفيلم يخاطب نخبة ولا يخاطب المجتمع ويعتمد على الكوميديا والفكاهة والإبهار لكي يسطح المسألة ولا يعطيها أهمية حتى لا يلفت نظر الناس لخطورة القضية التي يطرحها.

غضب الذكور..

وهناك بعض الملاحظات على تناول الفيلم للقضية، أولا غضب الذكر لأن زوجته تحمل طفلا لذكر آخر وهذا يمثل تهديدا مباشرا بالنسبة له ولسلطته في الأسرة ولتسيده فيها، في المقابل تعاملت الأنثى إما بفرحة شديدة غير عابئة بمن هو أبو جنينها أو ربما فرحة لأن أبو جنينها يمتلك وسامة وقوة جسدية مثل ما حدث مع “مونيكا” التي حملت بطفل “فارون”. وحيرة ودهشة من “ديبي” لأن نموذج “هوني” بالنسبة لها لم يكن مرضيا وبالأحرى كان ذكرا مزعجا بالنسبة لها، وبالتالي أصبحت تحلم بكابوس أن يكون طفلها نسخة من “هوني”، لكنها مع ذلك أبقت على الجنين لأن فرصها في الإنجاب مرة أخرى شبه معدومة، وهي في حاجة لأن تكون أما ولذا لم تهمها اعتبارات الأسرة والمجتمع أمام فرحة تحقيق حلمها في أن تكون أما.

الفيلم..

فيلم كوميدي من إخراج “راج ميهتا” في أول إخراج له، وإنتاج “كاران جوهر، أبورفا ميهتا، هيرو ياش جوهر، شاشانك خيطان وأرونا بهاتيا تحت لافتاتهم الخاصة دارما للإنتاج ورأس الأفلام الجيدة”. بطولة “أكشاي كومار، وكارينا كابور، ودالجيت سوناجي، وكيارا أدفاني”.

بدأ التصوير في نوفمبر 2018 واكتمل في أبريل 2019. تم إصداره بشكل مسرحي في الهند في 27 ديسمبر 2019. آراء النقاد منحت الفيلم 4.5 من 5 نجمات في تصنيف جوجل، وقال الناقد الهندي الشهير “فريد شهريار” إن فيلم “جود نيوز” أطاح بنجاح فيلم “دابانج 3” للنجم سلمان خان. وحقق الفيلم إيرادات تقدر بنحو 32 مليون دولار، في حين تكلف إنتاج الفيلم 5 ملايين دولار فقط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة