10 أبريل، 2024 1:46 م
Search
Close this search box.

فيلم Get Out‏.. يكشف عن العنصرية ضد الملونين في أمريكا

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Get Out‏ فيلم رعب وإثارة أمريكي يعتمد على التشويق والترقب بنسبة كبيرة، لكنه رغم ذلك ربما يشير إلى أمور تجري في أمريكا بشكل غير مباشر، وهو أن العنصرية تجاه السود الأفارقة مازالت موجودة ويشعرون، رغم ترشح رئيس من الملونون الأفارقة وتوليه رئاسة أمريكا ورغم الإدعاء دوما بأن هناك مساواة في أمريكا.

الحكاية..

الفيلم يحكي عن كريس شاب أمريكي من أصل إفريقي عمره 25 عاما، متفوق في مجال التصوير الفوتوغرافي، لديه صديقة بيضاء، ولديه صديق يعامله كأخ من أصول إفريقية أيضا.

تطلب منه حبيبته أن يأتي معها في زيارة عائلية لمنزل والديها في الريف لكنه يقلق من ذلك، خاصة مع سماعه لحادثة اختفاء لأحد معارفه، ويستشير صديقه الذي يعمل في أمن المطار، وينصحه صديقة بألا يذهب إلى هناك. لكنه لا يسمع بنصيحة صديقه ويذهب مع صديقته إلى بيت والديها، يقابل والدها ووالدتها وأخيها، ويشعر ببعض الإحراج لأنه يشعر من داخله أن وضعه غريب لأنه مرتبط بفتاة بيضاء وهو ملون.

ثم يخرج لفعل شيء ما فتقابله الأم وتتحدث إليه قليلا، ثم يجد نفسه وكأنه قد تتضائل في مكان شاسع، وينظر إلى الأم من نافذة أشبه بشاشة تليفيزون صغيرة، وأنه يقع ببطء في هذا المكان الشاسع، يهبط ببطء نحو الأعماق. ويستيقظ ليجد نفسه نائما في سرير في غرفة صديقته روز، وحين يقول لها أن والدته قد نومته مغناطيسيا لا تبدي أي رد فعل.

حفل..

ثم تخبره روز أن أقارب لها سيأتون ليحتفلوا معهم، ويظل كريس يشعر بالغرابة خاصة حين يقابل خادم ملون، ويحدثه بكلمات غريبة، ثم يجد خادمة أخرى ملونة لكنه يشعر بغرابتهما وانهما لا يتصرفان كما يتصرف الملونون عادة.

ثم يبدأ الأقارب في التوافد معظمهم كبار في السن بيض، وجميعهم يعرفون اسم كريس، منهم من تتحسس عضلاته مبدية اندهاشها من قوته البدنية، ثم يقابل شاب آخر ملون يشعر بألفة نحوه لكن الفتي يرتدي ملابس فاخرة، ويعامله بتصطنع مثل الملونين الآخرين الذين قابلهما كريس، وتصطحبه سيدة أكبر منه لكنه يبدو أنه يرتبط بها عاطفيا وربما تكون زوجته.

أول ما يجده كريس يقول له أنه مرتاح لرؤيته وسط هذا الجمع الكبير من البيض، لكن هذا الشاب يعامله بتحفظ شديد  مثل باقي البيض، ويقول البعض جمل مريبة مثل أن الملونون أصبحوا موضة.

ثم يذهب كريس ليجلس مع رجل يجلس بمفرده في حديقة المنزل، ويحكي له الرجل على عمله في مجال الرسم والتصوير، وأنه أصيب بالعمى نتيجة مرض وراثي، وأنه شغوف جدا بمجالي الرسم والتصوير وأنه يعرف عمل كريس الرائع.

غرابة..

ثم يبدأ كريس يشعر بالغرابة أكثر ويتواصل مع صديقه الذي يعمل أمنا في المطار والذي يخبره بأمور كثيرة قد تحدث للملونون. ثم يرى كريس الشاب الملون مرة أخرى بصحبة رفيقته فيصوره بكاميرا التليفون، والفلاش الذي يحدث يصيب الشاب بفزع وينزف خيط من الدماء من أنفه، ويمسك في كريس ويخبره أن يخرج من المنزل فورا لكن كريس لا يفهم، ويمسكون بالشاب ويخبروا كريس أنه مصاب بنوبة صرع. لكن كريس يعرف أن ما حدث ليس نوبة صرع أصابت الشاب ويقول كل هواجسه لروز التي أبدا لا تبدي رد فعل وإنما تعامل بهدوء وصمت.

ثم تطلب منه روز أن يذهبا للتمشية. ثم نجد مزادا صامتا على صورة كريس، يقوم والد روز بإدراته، ويقع المزاد على الرجل الأعمي الذي تحدث كريس إليه، ويعترف كريس لروز أنه يشعر بالارتياب وأنه سوف يرحل، فيبدو الحزن على ملامحها، فيتراجع لأنه يخاف أن يحزنها ويحكي لها عن أمه التي ماتت في الشارع وهو طفل صغير، وأنه حين شعر بالخطر وبغيابها لم يبلغ الشرطة، وإنما ظل يشاهد التلفاز ويلوم نفسه أنه لم يبلغ الشرطة، لأنه كان سوف ينقذها إذا كان فعل ذلك، لأنها أصيبت بضربة ثم ظلت تحتضر لعدة سعات في الشارع، فتعامله روز بحنان ويقرر أن يبقى.

الانكشاف..

ثم يرسل صورة الشاب إلى صديقه فيخبره صديقه أنه هو نفسه أحد معارفهم الذي اختفي من بضعة أشهر، فيقلق كريس مرة أخرى ويصر على الرحيل، ويخبر روز بذلك ويقول لها أنها ستأتي معه، فتذهب لتحضر حقيبتها، ويفتش في دولابها ليجد صورها مع عدد من الملونين شباب وامرأة هي التي تعمل خادمة في منزل أهل روز.

يفهم كريس أن روز هي من تجلب الملونين إلى المنزل بعد أن تدخل معهم في علاقة عاطفية، ويقول لها أنه عليه الرحيل ويتعجلها لكنها تخبره أنها لا تجد مفاتيح السيارة. فيقول لها عليهم أن ينزلا ويبحثا في الأسفل.

يقابله والدا روز ويندهشان من رغبته في الرحيل، فتخبرهم روز أن كلبه مريض، وتدعي أنها تبحث عن المفاتيح في الحقيبة، ثم يتحلق حوله والدا روز وشقيقها الذي يضربه ويقاومه كريس لكنه يقع في النهاية.

مشروع..

ويستيقظ ليجد نفسه مربوطا في كرسي من الجلد وأمامه جهاز تليفيزون، وفيديو قصير يبث لجد روز الذي يحكي عن مشروع مهم يخدم جماعته، ثم يظهر فنجان الشاي وملعقة تقلب فيه وهذه هي الإشارة لكي يعود كريس إلى النوم كما نومته والدة روز. ثم يستيقظ مرة أخرى ليرى فيديو للرجل الأعمى الذي قابله وهو حليق الرأس ومرتدي زي دخول العمليات الجراحية، ويخبره هذا الرجل أنه سيحل في جسد كريس وأن كريس لن يموت وإنما سيبقون على جهازه العصبي، وأنه سيشعر أنه محبوس داخل جسده في مكان شاسع كأنه تائه وسط مكان مظلم وواسع.

في نفس الوقت يحاول صديق كريس إنقاذه ويذهب إلى البوليس الذي يكون من الملونين أيضا، ويحكي لهم شكوكه، بأنه يتم خطف الملونون، وتحويلهم إلى عبيد، لكنهم يسخرون منه ولا يصدقونه.

مقاومة..

ويرتعب كريس لكنه يجد أظفاره وقد خدشت يد الكرسي وظهر القطن منها. ثم تنتقل الكاميرا على والد روز لنفهم أنه من يقوم بالعملية الجراحية التي يتم فيها نقل دماغ الشخص الأعمي إلى جسد كريس، ويذهب أخو روز ليجهز كريس للدخول إلى غرفة العمليات، وحين يفك وثاقه يقوم كريس ويضربه بقوة، ونفهم أنه استخدم القطن ليسد أذنيه ويتمكن من مقاومة التنويم المغناطيسي. ثم يخرج ليضرب والد روز ويقتله، ثم يخرج ليقتل والدة روز.

فيقابله أخو روز مرة أخرى ليقضي عليه تماما هذه المرة، ويخرج أخيرا من باب المنزل فتقابله الخادمة السوداء ويصدمها بالسيارة، ثم يتذكر والدته التي ماتت ببطء فيحمل الخادمة ويأخذها معه في السيارة، لكنها تستفيق وتضربه ويضربها، وتلاحقه روز ببندقية وتحاول قتله هي والخادم الملون، الذي تناديه بجدي، لنفهم أن جد روز قد سكن جسد الخادم الملون والجدة في جسد الخادمة. لكن كريس يشغل فلاش تليفونه فيستفيق الخادم الملون ويضرب روز بالبندقية ثم يقتل نفسه.

تظل روز حية وتحاول التقاط البندقية لقتل كريس لكنه يبعد البندقية، فتحاول إقناعه بإنقاذها، وتأتي سيارة ليكتشف كريس أنه صديقه الذي يعمل في أمن المطار، ويركب معه في السيارة تاركا روز تحتضر. وينتهي الفيلم على ذلك.

عنصرية..

الفيلم على مستوى الإثارة والتشويق جيد جدا، وقد جعل المشاهد يترقب ما سيحدث كما أنه امتنع عن تقديم مشاهد دموية بفجاجة رغم العنف المنتشر، لكن رغم أنه فيلم رعب ويستهدف أن يؤثر في المشاهدين من تلك الزاوية إلا أن هناك مؤشرا هاما، وهو أن الفيلم يحكي عن العنصرية التي يعاني منها الأمريكان من أصل إفريقي، رغم أن منهم من تولى رئاسة الجمهورية.

ولا يمكن القول أن الفيلم يختلق ذلك وإنما هو ينقل واقعا موجودا بالفعل، وهو أن الملونون يعانون من التعامل العنصري ويشعرون بتعامل البيض المتعالي معهم، ولا يشعرون باارتياح في التواجد مع البيض، وأن العلاقة العاطفية بين طرفين أبيض وملون ليست علاقة طبيعية تماما في أمريكا. هذا ما يقدمه الفيلم بشكل غير مباشر، شعور الأمريكان من أصل إفريقي أنهم مواطنين درجة ثانية، رغم الإدعاء بوجود مساواة وانتهاء العنصرية نحوهم.

الفيلم..

Get Out‏ هو فيلم رعب أمريكي صدر عام 2017، من تأليف وإخراج جوردان بيل في عمله الإخراجي الأول. بدأ التصوير الرئيسي في فبراير 2016 في فيرهوب، ألاباما، ثم في أكاديمية بارتون ومنطقة أشلاند بليس التاريخية في موبيل (ألاباما). تم تصوير الفيلم بأكمله في 23 يومًا.

تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان صاندانس السينمائي في 23 يناير 2017، وتم إصداره في الولايات المتحدة في 24 فبراير 2017 بواسطة يونيفرسال بيكشرز. نال الفيلم استحسان النقاد. حقّق أيضا نجاحًا تجاريًا هائلاً، حيث حقق 255 مليون دولار في جميع أنحاء العالم بميزانية قدرها 4.5 مليون دولار، مع أرباح صافية قدرها 124.8 مليون دولار، مما يجعله عاشر أكثر الأفلام ربحًا لعام 2017.

تم اختياره من قبل المجلس الوطني للمراجعة ومعهد الفيلم الأمريكي ومجلة تايم كواحد من أفضل عشرة أفلام لعام 2017.

في حفل توزيع جوائز الأوسكار التسعون، تم ترشيح الفيلم لأربع جوائز، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم. فاز جوردان بيل بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي. حصل أيضًا على خمسة ترشيحات في جائزة اختيار النقاد للأفلام الثالث والعشرين، واثنان في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب الخامس والسبعون، واثنان في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام الـ 71. وقد تم عرضه في قوائم متعددة لأفضل أفلام العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

هو أول فيلم روائي طويل للكوميدي جوردان بيل، الذي كتب السيناريو وشارك أيضا في إنتاجه. يعتقد جوردان أن الرعب والكوميديا نوعين متشابهين في الكثير من الأمور، وأعطته الكوميديا «نوعا من التدريب» من أجل الفيلم.

أسندت أدوار الممثلين الرئيسين إلى دانييل كالويا وأليسون ويليامز في نوفمبر 2015. وبقية طاقم التمثيل تم اختيارهم ما بين ديسمبر 2015 وفبراير 2016. بدأ التصوير في 16 فبراير 2016، وصور في بلدة فيرهوب، ألاباما لمدة ثلاث أسابيع متبوعا بتصوير لقطات في موبيل، ألاباما.

خَطط جوردان لتصوير نهاية بديلة لأحداث الفيلم، تتمحور حول القبض على كريس، وزجه بالسجن. لكن أحداث إطلاق الشرطة النار على أشخاص من أصول أفريقية، وتزمّت الأوضاع في تلك الفترة، جعلته يقرر تصوير نهاية سعيدة.

حاز  الفيلم على موقع الطماطم الفاسدة على تقييم عالي بنسبة 99% بناء على 294 مراجعة مع متوسط تقييم 8.3 من 10. وحصل على الترتيب الأول في قائمة أفضل أفلام 2017 من نفس الموقع. الفيلم هو واحد من بين 10 أفلام (توجد ستة أفلام أخرى) تملك تقييم 99% أو تقييم 100% (توجد ثلاث أفلام أخرى) بعد 100 مراجعة، وقد كان الفيلم يملك تقييم 100% بعد 139 مراجعة مسجلة. وحاز الفيلم على موقع ميتاكريتيك تقييم 84 من 100 بناء على 48 مراجعة أي أنه حصل حسب نظام تقييمات الموقع على «إشادة عالمية». وفي استطلاع رأي أجراه موقع سينماسكور حصل الفيلم على تقييم -A.

في حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب الخامس والسبعون، تلقى الفيلم ترشيحين: جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم – موسيقي أو كوميدي وجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثل – فيلم موسيقي أو كوميدي لدانييل كالويا. أثار التقديم في فئة الكوميديا الجدل حول مقدمة الفيلم. على الرغم من الإعلان عنه على أنه «فيلم رعب ساخر»، إلا أن شركة يونيفرسال بيكشرز قدمته ككوميديا بسبب قلة المنافسة في هذه الفئة، مما أعطى الفيلم فرصة أكبر للحصول على الجوائز.

حصل الفيلم أيضًا على ترشيحات في حفل توزيع جائزة نقابة ممثلي الشاشة الـ24، وجوائز الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين التاسع والأربعين، والنسخة 23 من جائزة اختيار النقاد للأفلام. فاز أيضا بجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز السينما المستقلة البريطانية. في حفل توزيع جوائز الروح المستقلة الثالث والثلاثين في 3 مارس 2018، فاز جوردان بيل بجائزة أفضل مخرج، وفاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب