6 أبريل، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

فيلم Dilwale Dulhania Le Jayenge.. رفض قيم الغرب والاحتفاء بتقاليد المجتمع الهندي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت– سماح عادل

فيلم Dilwale Dulhania Le Jayenge أو “رجوع العاشق المجنون”، فيلم رومانسي هندي يحكي قصة حب تعاني من صعوبة التحقق، يحاول البطل فيها الفوز بحبيبته. ويعد من كلاسيكيات السينما الهندية.

البداية..

يبدأ الفيلم برجل ستيني يرمي الطعام للحمام في شارع من شوارع لندن، وهو يتحدث إلى نفسه حديثا داخليا،عن شعوره بالغربة في شوارع لندن رغم أنه يعيش فيها منذ سنوات كثيرة. ويتذكر قريته، وكيف كان يطعم الحمام فيها كل صباح.

ثم يذهب إلى محل البقالة خاصته وتتصل زوجته لتطمئن عليه، ونرى ابنته “سمران” التي تحلم بأن رجل أحلامها يخاطبها من وراء السحب. ثم نرى البطل “راج” الذي يعيش حياة الثراء والرفاهية ويعامله والده الغني بحنان، تأتي رسالة لأبي “سمران” من صديق له في قريته في الهند يخبره بأمر الوعد بالزواج الذي قطعاه سويا بأن يتزوج ابنه من “سمران”، وتعرف “سمران” أن والدها سيزوجها من هذا الشاب الذي لم تلتقيه من قبل وأنه لن يأخذ رأيها في الأمر.

رحلة وتقابل..

وتخبرها صديقتها عن رحلة إلى أوروبا تستمر لشهر وتعرف “سمران” أن والدها سيرفض، وفي نفس الوقت يقرر “راج” الالتحاق بتلك الرحلة مع أصدقاءه، وتلح “سمران” على والدها لكي تذهب إلى الرحلة قبل أن تتزوج برجل لا تعرفه. يوافق الوالد وتذهب “سمران”. وفي محطة القطار تتقابل مع “راج” حيث يمسك بيدها لتصعد إلى القطار ويحاول مغازلتها.

تتضايق “سمران” منه وحين يتقابلان مرة أخرى في أحد الحفلات تتعامل معه بحدة، وتحرجه على المسرح ليعزف على البيانو فتكتشف أنه عازف جيد.

ثم يشاكسها مرة أخرى وهي تشتري من أحد المحال في محطة القطارات حتى يفوتهما القطار هما الاثنان، ويحاول “راج” مرافقتها لكنها ترفض ثم بسبب تركها لجواز سفرها في حقيبتها في القطار تقبل بمرافقته، فيستأجر غرفة لهما ليبيتا فيها على أن يستقلا القطار في الصباح لكنها ترفض المبيت معه في نفس الغرفة، وتبيت في حظيرة فيرافقها إلى هناك حتى لا يتركها بمفردها، وتنهمر الثلوج من شقوق سقف الحظيرة فيحتسي “راج” الشراب حتى لا يتجمد من البرد، وتجد “سمران” نفسها مضطرة لاحتساء الشراب ثم تنتابها حالة سكر شديدة، ويظل “راج” يلاحقها وهي تغني بصخب ويعيدها إلى الغرفة التي أجرها، فتستيقظ في الصباح وهي خائفة من أن يكون حدث شيئا بينهما، فيوهمها على سبيل المزاح بأن شيء قد حدث وتبكي ثم يطمئنها ويقول لها أنه ليس نذلا. ثم يلحقان بالقطار مرة أخرى.

الانجذاب..

ويبدأ الانجذاب يحدث بينهما، لكن يتردد “راج” في مصارحتها حينما تخبره “سمران” أنها ستتزوج قريبا، وتنتهي الرحلة سريعا وتودع “سمران” “راج” في محطة القطار، وتسأله هل سيحضر حفل زفافها فيقول لها لا.

وتشعر “سمران” بعد الوداع بحنين جارف نحو “راج”، ويشعر “راج” بذلك أيضا، وحين يسأله والده عن شروده ويخبره يحمسه الوالد لكي يسعى للفوز بها. في نفس الوقت الذي كانت فيه “سمران” تحكي لأمها عن انجذابها نحو “راج”، ويسمعها والدها فيغضب ويقرر أن يسافروا جميعا وبشكل سريع إلى قريته في الهند.

يذهب “راج” لبيت “سمران” ويعرف أن عائلتها قد سافرت إلى الهند لكنه لا يستسلم فيذهب إلى قريتها. وتكون “سمران” قد ذهبت إلى قريتها لأول مرة وتتعرف على جدتها وأقاربها، وتقابل الشاب الذي سيكون زوجها. لكن تسمع بين حين وآخر موسيقى عزف “راج” على جيتاره. وتلاحظ جدتها أنها حزينة وتخبر والدها، ومن جانبها تطلب والدة “سمران” منها أن تنسى الشاب الذي تنجذب إليه.

رجوع العاشق..

وفي أحد الصباحات تصحو “سمران” وهي تشعر بالوحشة بسبب فقدانها ل”راج” فتجري في الحقل لتفاجئ بوجود “راج” فيه، ويخبرها أنه أتى لكي يفوز بها، فتطلب منه أن يأخذها ويهربا لأن والدها لن يتركها تتزوج منه، ويرفض “راج” ويقول لها أنه سيفوز بها برضى والدها.

ويقوم “راج” بحيلة ليتعرف على خطيب “سمران” وبالفعل يستضيفه ذلك الخطيب في بيته، ويذهب معه إلى بيت “سمران” ويتقرب “راج” من عائلة “سمران” من خلال قيامه بأعمال كثيرة لمساعدتهم في طقوس الاحتفال، ويصبح قريبا من أهل “سمران”. ويحاول التقرب من والدها من خلال مواظبته على الاستيقاظ صباحا والذهاب لإطعام الحمام برفقته، لكن والد “سمران” يأخذ وقتا حتى يتقبل “راج”. خاصة وأنه في لندن قد تصادف وأن تصرف معه “راج” باستهتار الشباب حين كان في محل البقالة خاصته.

اقتراب الزواج..

وتعرف أم “سمران” وأختها بأمر حبهما، ورغم ذلك يظل “راج” مصرا على محاولة التقرب من الوالد، لكن الجدة تطلب من الوالد تقديم موعد الزفاف لأنها تشعر أن أجلها قد حان. ويشعر “راج” بالضغط، ويلتحق به والده في القرية ويقنعه أن يهرب ب”سمران”، فيذهب “راج” صباحا يوم الزفاف لمنزل “سمران” ليرى ماذا سيفعل، لكن يجد والدها غاضبا لأنه رأى صورة تجمع “راج” ب”سمران”، وفهم أنه هو الشاب الذي تحبه ابنته، ويضرب الوالد “راج” ولا يحاول “راج” الدفاع عن نفسه، مما يدل على احترام الكبير في المجتمع الهندي، وتدافع عنه “سمران” وتقول لها أنها طلبت منه الهروب لكنه يقول لها أنه لا يرضى بأن يأخذها دون رضى عائلتها ووالدها.

رحيل..

ويرحل “راج” إلى محطة القطار ليلحق بأبيه، وحين يسأله الوالد عن “سمران” يقول له أن والدها سيرسلها، حيث يتوقع “راج” أن يكون الوالد رحيما به، لكن يهاجمه خطيب “سمران” وأصدقاءه، وينهالون بالضرب على “راج” ووالده، وهنا نلاحظ مدى التناقض بين أخلاق “راج” الذي رفض أن يرفع يديه على والد “سمران” أو حتى يدافع عن نفسه وما بين الخطيب الذي يضرب والد “سمران”.

وينهض “راج” ليدافع عن نفسه وعن والده، في نفس الوقت الذي تصطحب فيه والدة “سمران” ابنتها إلى محطة القطار، بعد أن يأتي الخبر ويذهب والد “سمران” لينهي المعركة بين “راج” والخطيب، وتلح “سمران” على والدها أن يجعلها تلحق ب”راج” الذي ركب القطار، لكن يمسكها والدها من ذراعها ثم وفي اللحظة الأخيرة يترك يدها، ويقول لها أن تلحق ب”راج” فتجري “سمران” كما في بداية الفيلم ويمسك “راج” بيديها لتصعد إلى القطار وينتهي الفيلم نهاية سعيدة.

الإخراج مميز، الفيلم قديم لذا لا نجد الإبهار الذي نعتقد انه يكون متعمدا في الأفلام الحديثة، لكن تظل المناظر الجملية التي تمتلئ بها الفيلم في لندن وأوروبا، وفي الريف الهندي مناظر طبيعية خلابة، وأزياء الهنود الساحرة، وكذلك الأغاني ذات الكلمات الجميلة والموسيقى العذبة.

كما يؤكد الفيلم على رسالة أخلاقية، وهو أنه رغم اشتعال الحب بين الحبيبين إلا أن فرض إرادتهما على إرادة الأهل ليس عملا جيدا، حيث يصر “راج” على الحصول على قبول العائلة بدء من الوالد والوالدة وحتى باقي أفراد العائلة، لأنه يعتبر أن العائلة كنزا لا يمكن خسارته، ورغم أنه بدا مستهترا في بداية الفيلم إلا أنه أصر على التحلي بالأخلاق والقيم الهندية كما ذكر ذلك أكثر من مرة، وكأن العيش في لندن لم ينسيه قيم ومبادئ المجتمع الهندي، حيث يشير الفيلم بشكل غير مباشر إلى تلك الثنائية ما بين أخلاق الغرب المتمثلة في أهل لندن، وما بين الهنود الذين يحافظون على قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، حتى وإن عاشوا طويلا في بلدان الغرب.

لذا كان يسعى والد “سمران” إلى تزويج ابنته من شاب من قريته لكي يضمن التزامها بأخلاق مجتمعه، وكان خوفه الكبير حين وجدها منجذبة لشاب من لندن، لأنه خاف أن تتخلى عن تلك الأخلاق وتذهب إلى الناحية الأخرى، لكنه عندما وجد من “راج” تمسكا بأخلاق الهنود وافق في النهاية على تزويجه لابنته.

الفيلم..

Dilwale Dulhania Le Jayenge  أو “رجوع العاشق المجنون” صدر في20 أكتوبر 1995، وتم التصوير في “الهند ولندن، سويسرا”، المخرج “أديتيا شوبرا”، الإنتاج “ياش راج”، الكاتب “أديتيا شوبرا”، و”جاويد صديقي”، التمثيل “شاروخان، كاجول”.

كسب الفيلم عند عرضه أكثر من 106 كرور روبية في الهند و15 كرور روبية في الخارج، وأصبح الفيلم كذلك أكبر فيلم في بوليوود دخلاً تلك السنة، وأصبح واحداً من أكبر وأنجح أفلام بوليوود في كل العصور. ويبقى إلى حد الآن أكثر فيلم بالنسبة لمدة العرض في تاريخ السينما الهندية.  وهو ما يزال يعرض في “ماندير مرثا مومباي” في مسرح العمليات.

تصل مدة الفيلم إلى 189 دقيقة، أي أكثر من ثلاث ساعات وهي مدة طويلة، وقد صور الفيلم ما بين سنتي 1994 و 1995، وقد تطلب مبلغ 40 كرور (الكرور يعادل عشرة ملايين روبية هندية).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب