7 أبريل، 2024 5:10 ص
Search
Close this search box.

فيلم Devdas.. داخل كل رجل طفل، قد يفقده اندفاع غضبه عشق حياته

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Devdas فيلم هندي رومانسي درامي، صدر في   2002، وهو النسخة الثالثة لثلاث أفلام سينمائية هندية جسدت نفس القصة وبنفس الاسم، وأخذت الأفلام الثلاث حكايتها عن رواية هندية شهيرة بعنوان “ديفداس”، الفيلم يصور قصة حب مأساوية وحزينة، اشتهرت في المجتمع الهندي.

الحكاية..

يبدأ الفيلم في قصر كبير، شاسع، حيث تصرخ الأم فرحا لخبر مجيء ابنها الذي غاب عنها لعشر سنوات، كان يتعلم فيهم في الخارج، ويستعد القصر كله لاستقبال “ديفداس” الذي سيأتي بعد غياب طويل، وتأتي الجارة لتفرح بهذا الخبر السعيد وتتذكر ابنتها التي كانت تبكي بحرقة وقت سفر “ديفداس”.

ثم تنتقل الكاميرا إلى القصر المجاور الذي تعيش فيه “بافارتي” أو “بارو” كما يناديها الجميع جارة “ديفداس” التي كانت تبكي لفراقه، ونراها شابة جميلة تشعل مصباح زيتي وترقص وتغني عن حبها ل”ديفداس”، وهي تحمل المصباح الذي أشعلته منذ رحل وتحرص حرصا شديدا على ألا ينطفئ. ثم يأتي البطل وقبل أن يدخل القصر الذي تمتلكه عائلته يذهب إلى قصر “بارو” ليراها، وتجري هي لتختبئ منه، وتداري وجهها في الستائر وترفض أن تريه وجهها، ويدور بينهما حديثا جميلا، ويخبرها أنها مغرورة حتى أن القمر ليس بغرورها، فتخبره أنه سيرى وجهها وقت إكمال القمر.

وذهب لبيته ليجد أمه غاضبة لأنه ذهب ل”بارو” أولا، ثم يرحب به أهله، ثم يكتمل القمر، ويتسلل “ديفداس” إلى قصر “بارو” ليرى جمالها الآخاذ، ويرحل وهي نائمة، ثم تذهب هي إلى قصره متحججة بحلوى أرسلتها أمها ل”ديفداس”  لتحادثه وتبوح له بعذابها في غيابه طوال عشر سنوات، ويتعامل هو بحياد.

ثم يبدأن في التصلص على بعضهما البعض، “ديفداس” يتلصص على “بارو” وهي تتحرك في منزلها وهي تفعل ذلك أيضا.

مكر..

وحين تحمل زوجة الأخ تعدها الجدة بقطعة من الحلي، وحين تختار قطعة جميلة منقوشة بنقوش كثيرة ترفض الجدة وتقول أنها ستهديها لزوجة “ديفداس” المستقبلية، فتغار زوجة الأخ وتبدأ في تقليب الأم على “بارو”، حتى تمنع زواج “ديفداس” منها، وتستجيب الأم خاصة أنها حين فاتحت والد “ديفداس” في أمر زواجه من  “بارو” أعلن رفضه الشديد لذلك، لأن “بارو” تنتمي لعائلة أقل شأنا وتنتمي لطبقة أقل من الطبقة الإقطاعية التي ينتمي إليها “ديفداس”وعائلته.

تطلب الأم من والدة “بارو” أن تغني وترقص في حفل الاحتفال بحمل زوجة ابنها، وتشير إلى أصولها حيث أن نساء العائلة كن يرقصن ويغنين، وتقبل أم “بارو” لأن أم “ديفداس” لمحت لها بإجراء خطوبة بين “ديفداس” و”بارو”. وبعد أن ترقص أم “بارو” أمام جمع كثير من النساء تعلن لها أم “ديفداس” أن فكرة الزواج مستحيلة بين “بارو” و”ديفداس” وتعيرها بأصلها الأدنى منهم، وتحزن أم “بارو” كثيرا وتقست أن تزوج ابنتها من رجل أكثر غنى ومكانة من عائلة “ديفداس”.

حزنت “بارو” لكنها لم تهتم وذهبت في الليل لتحادث “ديفداس” وتطمئن على حبها معه لكنه أظهر ترددا ولم يحسم الأمر ولم يعدها بأن يدافع عن حبهما أمام عائلته التي ترفض هذا الزواج. وقابلها أبو “ديفداس” الذي عرفنا مدى قسوته على ابنه، وأنه هو الذي أبعده عن المنزل حين رأي تعلقه الشديد ب”بارو” حين كان طفلا، وهو الآن يرفض فكرة زواجهما، وحين رأي “بارو” في غرفة “ديفداس” ليلا أهانها، واتهمها بأنها فتاة غير شريفة.

غضب وتخلي..

غضب “ديفداس” كثيرا بسبب إهانة والده ل”بارو” فأخذ حقيبته ورحل، لكنه لم يهتم بأخذ “بارو” معه، وإنما في لحظة انفعال عمياء أرسل لها رسالة، يخبرها فيها أن والده يرفض الزواج وأنه سيعتبرها صديقة وأن هذا الحب يواجه صعوبات. وحين تتلقى “بارو” رسالة “ديفداس” وتشعر أنه تخلى عنها وعن حبهما تقرر الموافقة على الزواج من أحد الأثرياء.

يذهب “ديفداس” لمنزل أحد أصدقاءه الذي يعمله شرب الخمر ويأخذه إلى السوق حيث بيوت بائعات الهوى، فيتعرف على بائعة هوى تدعى “تشاندرا” جميلة وساحرة، تقع في غرامه من أول نظرة، لكنه يعاملها باحتقار، ثم يعود إلي مصاحبتها لأنه يريد أن ينسي مشكلته مع “بارو”. وحين يستفيق لنفسه ويقرر أن يدافع عن حبه أمام والده القاسي ويذهب إليها، تكون هي تستعد للزفاف إلى رجل غني وأكبر منها في السن، ويطلب منها أن تأتي معه ويعدها أنه سيواجه أهله، لكنها ترفض لأنها تشعر بالإهانة الشديدة مما قالته عائلته عنها وتشعر بالحزن لتخليه عنها.

ويحاول “ديفداس” إقناعها بأن تترك مراسيم الزواج وتذهب معه ليتزوجا لكنها تصر على عنادها، وتقول له أنها جميلة وسوف تصبح قريبا جدا من نفس طبقته الغنية، فيضربها بأحد الحلي ويسبب لها ندبة على وجهها، لأنها قالت أن القمر ليس في جمالها وإنما به ندوب، وتذهب إلى مراسيم الزواج لإتمامها وتصر على حضوره معها، وتودعه، ويودعها “ديفداس” وهو يتألم ويذهب إلى غرفته ويحرق الرسائل بينهما.

عذابات الفراق..

وتبدأ عذاباته من الفراق، ويفٍقد وعيه ويمرض وتداويه “تشاندرا”، ويحتسي الخمر حتى يفقد الوعي، ويذهب للسوق ليقابل “تشاندرا”التي تعشقه وتغني له أغاني ساحرة، لكنه يستمر في احتقارها حتى أنه لا يلمسها، لكنها لا تهتم فهي تعشقه بجنون وتعتبر وجوده مشبعا ومرضيا لها.

علاقة ثلاثية..

وتأتي “بارو” لزيارة أهلها وتزداد عذابات “ديفداس” الذي أصبح تائها ولا يدري بشيء، ويهجر منزله حتى يمرض أباه لأنه يشعر بالذنب لفراق ابنه الذي هجر المنزل، ويموت الأب ويذهب الخادم ليخبر”ديفداس” بذلك فيذهب إلى جنازة والده وهو مخمور ويراه الجميع وهو على هذه الحال، وتحزن “بارو” لذلك ويشاع أنه يرافق إحدى بائعات الهوى وأنه يعيش في بيت للبغاء.

تحزن “بارو” وتذهب إليه في منزله وتطلب منه أن يمتنع أن شرب الخمر، لكنه يرفض ويقول لها هل ستعودين إلي وهل ستتركين زوجك؟ وحينما تيأس من إقناعه يعدها أنه سيذهب إلى منزلها حين يموت.

زوجة بلا زوج..

تعيش “بارو” مع ذلك الرجل الذي يكبرها في السن، والذي يشترط عليها منذ اليوم الأول أنه لن يلمسها لأنه يحب زوجته المتوفية كثيرا، ويصارحها أنه تزوجها فقط لتكون سيدة قصره ولكي ترعى أبنائه وتكون أما لهم، وتوافق “بارو” على هذا المصير القاسي حيث تعيش زوجة دون زوج ومجرد أم وسيدة منزل، في حين أنها فقدت حبيبها الذي تعشقه بجنون.

ويستمر “ديفداس” في غيابه عن ما حوله مختبئا في الخمر ويجتر عذاباته، محملا نفسه ذنب فراقه عن “بارو” لأنه لم يدافع عن حبه أمام تعجرف أهله، ولأنه تخلى عنها في لحظة حمق، ويظل يشعر بالذنب أنه تسبب في ذلك المصير المأساوي الذي وصلا إليه هما الاثنان.

ويزداد عشق “تشاندرا” له لكنه لا يقترب منها، وتشعر “بارو” بالغيرة، وحين تقام إحدى الاحتفالات الدينية التي تعتمد على أخذ تراب من عتبة إحدى فتيات الليل، تقرر أن تذهب بنفسها لأخذ ذلك التراب وذلك حجة لتذهب وترى الفتاة التي تحب “ديفداس” والتي يعيش معها. وبالفعل تراها وتخبرها أنها ستأخذ “ديفداس” منها، وأنها ستشتريه إذا اضطرت لذلك، لكن “تشاندرا” تبلغها أنه لا يحبها ولا يلمسها حتى رغم عشقها الشديد له، وأنها تتمنى منه أن يوجد بقربها وفقط، وترضى “بارو” حين تعلم بمدى عشق “ديفداس” لها وتعرف أنه لا يريد أن يقترب من امرأة أخرى غيرها.

وتتقبل “تشاندرا” بل وتدعوها للاحتفال الديني، وتذهب “تشاندرا” وتقدمها “بارو” لحماتها على أنها صديقة لها من قربتها، وترقص معها وتكونا صديقتين. لكن زوج ابنة زوج “بارو”، والذي كان يتردد على بيت “تشاندرا” ويعرفها جيدا ويتمنى منها أن ترضى عنه، يخبر الجميع في الاحتفال بأنها بائعة هوي، ويقرر الانتقام من “بارو” ومن “ديفداس” ومن “تشاندرا” التي قللت من شأنه وفضلت “ديفداس” عليه.

ذبول..

وتسوء حالة “ديفداس” وتتأثر صحته بسبب احتسائه المفرط للخمر وشعوره بالذنب وعدم الرغبة في الحياة، خاصة حين تسوء علاقته مع عائلته بسبب مكائد زوجة أخيه وتطرده أمه من المنزل، وتنهار صحته تماما حين يفقد الأمل في عودة “بارو” إليه ويقع أرضا من المرض. ويخبر الطبيب “تشاندرا” أن الخمر أثرت على صحته وأنه إذا احتسى نقطة أخرى سوف يموت، فتحاول “تشاندرا” رعايته لكنه يقرر الرحيل لأنه لا يريد أن يرى موته في عينيها. بعد أن يتحول موقفه منها، ويخبرها أنه يقدرها وأنه يقدر عشقها له ما فعلته لأجله من اهتمام ورعاية.

فراق أبدي..

ويسافر في القطار متجولا بين القرى ويحتسي الخمر مرة أخرى حين يقابل صديقه القديم الذي علمه احتساء الخمر مصادفة، وحين يشتد عليه المرض يقرر أن يذهب إلى بيت زوج “بارو” ويظل يحتضر أيام قليلة، وتعرف “بارو” أن هناك صوتا يناديها، وحين يتكلم الجميع عن الرجل الذي يحتضر أمام قصر زوج “بارو”، وتتحدث الخادمة عنه تعرف “بارو” أنه هو “ديفداس”، وتسأل ابن زوجها عنه فتعرف اسمه، وحينها تجري إليه لكي تراه، لكن زوجها يفهم ويأمر الخدم بغلق الأبواب، وتنغلق الأبواب دون “بارو” ويموت “ديفداس” وينطفئ المصباح الذي تشعله “بارو” لأجله.

الإخراج رائع، حيث اهتم بالديكور ووجد المشاهدين أنفسهم أمام مناظر ساحرة، قصور فاخرة ومجهزة بشكل بارع واسعة وشديدة الاتساع بها ديكورات تصور الخصوصية للمجتمع الهندي في ذلك الوقت، الذي دارت فيه الرواية في اوائل القرن العشرين. لكن هذه النسخة من الفيلم اعتمدت على الإبهار الشديد في تجهيز الأماكن التي دارت فيها أحداث الفيلم فنجد قصور فارهة باذخة مليئة بالألوان الزاهية والنقوش والزخارف والزينة.

وجاءت ملابس الشخصيات ساحرة وجميلة زاهية الألوان ومبهرة، هناك أيضا الموسيقى والأغنيات التي اعتمدت على كلمات أقرب إلى الشعر، وأداء الممثلين الذي كان جميلا ومبهرا وخاصة الشخصيات الثلاث  “بارو” و”ديفداس” و”تشاندرا”  وحتى الشخصيات الثانوية كان أدائها بارعا.

الفيلم تم تجهيزه بدرجة عالية من الإتقان والاحترافية حتى جاء مخالفا تماما للنسختين السابقتين من الفيلم.

أما على مستوى الأفكار في الفيلم فقد أشار بوضوح للطبقية التي كانت سائدة في ذلك المجتمع والتي كانت سببا في تفريق العاشقين، وصور الفيلم كيف كان المجتمع تراتبيا فالطبقة العليا من الأغنياء والإقطاعيين الذين يتعاونون مع الاحتلال الانجليزي، يليهم طبقات أقل مثل الطبقة التي تنتمي إليها “بارو” والتي كانت أصولهم من أصحاب حرف الغناء والرقص وكانوا يبيعون الفتيات بدلا من تزويجهن. وهناك فئة أقل وهي الفقراء والمعدمين، وطبقة أخرى محتقرة وخارجة عن احترام المجتمع وتقديره وهي طبقة بائعات الهوى اللاتي يستغلهن الأغنياء الإقطاعيين لتفريغ شهواتهم ورغباتهم الجنسية الجامحة.

وعلى حد قول البطلة “تشاندرا”حين كشف أمرها زوج ابنة زوج “بارو” هؤلاء الأغنياء هم المسئولون عن وجود بائعات الهوى، وهم الذين يستمتعون بوجودهن وربما يكون فيهن من ينتمي إلى الطبقات الغنية بحكم أنهن من نسل هؤلاء الأغنياء.

كما يرصد الفيلم كيف كانت المرأة مضطهدة في ذلك الوقت، فهي ملك زوجها حيث “بارو” يتحكم فيها زوجها ويمنعها من الخروج من المنزل حين علم بأمر حبها ل”ديفداس”، كما أنه يرهنها بجواره ولا يعيش معها حياة زوجية طبيعية.

وكيف أن بائعة الهوي محتقرة من المجتمع ومهانة رغم أنها أجبرت بشكل أو بآخر على هذا المصير، وأيضا حين غضبت “أم بارو” وتمنت لزوجة أخ “ديفداس” أن تنجب فتاة بدلا من صبي، يعكس قولها مدى التمييز الذي تتعرض له الفتيات بدء من كراهية ولادتهن. كما يصور الفيلم قصة حب مأساوية ظلت في وجدان المجتمع الهندي وهي شهيرة شهرة الأعمال الأدبية الخالدة، هي قصة “ديفداس”.

الفيلم..

هو فيلم هندي رومانسي من بطولة “شاروخان وأيشواريا راي ومادهوري ديكسيت” ومن إخراج “سانجاي ليلا بهنسالي” كما قام “سانجاي” بكتابة سيناريو الفيلم، أنتج الفيلم عام 2002 واعتمد على رواية “شارات تشاندرا تشاتوبادياي” والتي تحمل نفس الاسم “ديفداس”.

الجدير بالذكر أن الروائي والقاص البنغالي “سارات تشاندرا تشاتوبادياي” رواية “ديفداس”، وكان يبلغ من العمر 17 عاماً، ولم يكن يعلم أن شخصية بطل روايته ستصبح من أكثر الرموز ديمومة في تاريخ السينما الهندية والأكثر مازوخية من خلال تعذيب الذات حتى الموت، ورصدت الكاتب بقوة العادات الاجتماعية السائدة في ولاية البنغال في أوائل القرن العشرين.

ولأن المخرج “سانجاي” درس الرقص الهنديّ الكلاسيكي فأولى أهمية كبرى للموسيقى والرقص، ووضع الموسيقا “إسماعيل دربار”، وحصد الفيلم أربع جوائز في مهرجان الفيلم فير كأفضل ممثلة وممثل وفيلم وممثلة مساعدة.

وعن رواية “ديفداس” وسبب تحويلها إلى فيلم، يقول المخرج “سانجاي ليلا بهانسالي”: “لم تكن قصة ديفداس الأكثر شعبيةً فحسب، بل أنها استحدثت معها حركة وطنية حداثية في الأدب الهندي، دخلت كلّ قلب بدون أي استثناء، كانت القصة في رأسي دائماً، فهناك الكثير من الأشياء التي تهزني في شخصية ديفداس إنها مفارقة رجل، مثلما الطفل تجده محبوبا تارة ومتمرّدا أخرى، يريد أن يحبّ وأن يكون محبوباً بشدّة، ولكنه لا يستطيع التعبير عن أحاسيسه، إنه يفعل دائماً عكس ما يجب أن يفعل، لكنه صافي القلب وغامض جدا.

في الحقيقة، أعتقد صدقاً بأن نزعة الطفلٍ الذي يؤذي نفسه في حالة الغضب، وهو بحاجة كبيرة إلى الحب؛ موجودة في كل رجل وبشكلٍ خاصّ عند الهنود، حتى يومنا هذا هناك ديفداس في كلّ شارع”.

قصة حقيقية..

في مقالة للكاتبة الجزائرية “نوميديا جروفي” عن “ديفداس” كتبت: “إنّ قصّة الفيلم الهندي “ديفداس” هي قصّة حقيقية حدثت في 1917 للميلاد ولم يتوقّع أبطال القصّة الحقيقيّون أن تكون قصّتهم إحدى القصص الأسطورية التي ستُمثّل يوما ما في فيلم، وقد مُثّل الفيلم 3 مرات.

المرة الأولى سنة “1935” مُثّل الفيلم في حياة محبوبة “ديفداس” “بارو”، ولكنّها لم تسمع بتمثيل الفيلم، لأنّها لو عرفت لرفضت أن يكتبوا ويُمثّلوا حياتها الشخصية، فحرص المخرج على إخفاء الأمر عن الناس، وقد عُرض الفيلم بعد وفاتها.

والمرة الثانية سنة “1955” كانت من تمثيل “ديليبكومار” وحدثت مشكلة في هذا الفيلم على دور “تشاندراموخي” لأنه دور فاضح وقد كانت الهند وقتها ترفض الخلاعة، فرفضت جميع الممثلات الدور، ولكن الممثلة “فيجينتمالا” و وافقت على الدور، وقد ندمت الممثلات الرافضات لأنّه كان دورا ولا في البال.

والمرة الثالثة سنة “2002” وفي هذه المرة تألق المخرج “سانجاي ليلا بهنسالي””.

وتواصل الكاتبة: “قصّة فيلم “ديفداس” تختلف قليلا عن الفيلم الذي شاهده الكثيرون وهو مستنبط من قصّة حقيقية أبطالها حقيقيّون تحوّلت لأسطورة يتناولها الأجيال جيلا بعد جيل لقصّة حبّ لم و لن تموت أبدا.

كانت هناك عائلة صغيرة تتكون من زوج وزوجته تدعى (سوميترا) وابنته (بارو)، وكانوا من جنسية بنغلاديشية، ويسكنون في بنغلاديش، وكانت تسكن عندهم أيضا بنت عم (بارو)، وكانت هذه العائلة من الغجر، أو راقصات المسرح، أي من الطبقة المتدنية. حدث فيضان في (بنغلاديش) مما أدّى بالعائلة بالهجرة إلى الهند، وسكنوا هناك في بيت كان مجاورا لبيت عائلة (ديفداس) الغنيّة.

وتنتهي الحكاية برحيل “ديفداس” وهو متمسّك بحبّه القويّ والحقيقي ل”بارو” حبيبته الأبديّة الوحيدة وموت “بارو” أيضا على حبّ “ديفداس” محبوبها الوحيد والأبديّ أمّا “تشندراموخي” فلم يعلم أحد عنها شيئا سوى أنّها تركت مهنتها ولم يلمسها رجل. غادر “ديفداس” الحياة وترك مقولته الشهيرة: “أردتُ بارو فلم أحظى بها، وأرادتني تشندراموخي فلم تحظى بي، فما هذه العدالة يا إلهي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب